تقوم حكومة الأطفال بنشاط مؤثّر وإيجابي، وتكشف التحرّكات التي قامت بها مؤخراً مدى تمسُّك أطفال اليمن بحقوقهم، ومدى استشعارهم لما يمر به الوطن من منعطف خطير. لاحظت ذلك وأنا أتابع فعاليات المؤتمر الصحفي لحكومة الأطفال عقب زيارتهم لمدينة صعدة الأسبوع الماضي الذي وجّه فيه رئيس وأعضاء الحكومة رسالة مهمّة إلى السياسيين والإعلاميين بأن يتوقّفوا عن العبث بمستقبل الأجيال القادمة، وأن يتوقّف هذا الصراع والعنف والحروب التي كان من نتائجها المدمّرة إلى جانب سقوط الضحايا وانتشار الإعاقات وتشريد الأطفال والنساء والمدنيين؛ حرمان قطاع واسع من الأطفال من خدمات الصحة والتعليم والاستمتاع بطفولتهم في ممارسة اللعب والرياضة والترفيه كغيرهم من أطفال العالم. إن ما يجري من صراعات وما نتج عنه من تزايد حدّة الفقر وانتشار الأمّية، وتفشّي الأمراض لا تنعكس آثاره فقط على الجيل الحالي لكنه بالتأكيد سوف يلقي بتأثيراته الضارّة والخطيرة على مستقبل اليمنيين وفي مقدمتهم النساء والأطفال..!!. لا أدري هل يعي السياسيون والإعلاميون كما يعي أطفال اليمن حجم العبث الذي يمارسونه بحاضر ومستقبل أطفالهم ووطنهم، أم أن انشغالهم بالصراع القائم، وتحوّلهم إلى أحد عناصره قد أفقدهم الوعي والاهتمام بضرورة تحكيم العقل، ومغادرة مربعات الصراع، والاكتفاء بما قد سقط من ضحايا وما استنزف من الإمكانيات..؟!. إن رسالة أطفال اليمن تعني التوقف فوراً عن الحروب، والتوقف فوراً عن تشويه سمعة اليمن، والتوقف فوراً عن استخدام الأطفال في الصراعات المسلّحة؛ وهي رسالة واضحة وجرس إنذار للجميع بأن يعيدوا حساباتهم ويعيدوا النظر في مضمون فلسفاتهم السياسية وممارساتهم ورسالاتهم الإعلامية؛ بحيث يكون الإعلام والسياسة في خدمة الشعب وفي اتجاه البناء والتنمية، والتوقف عن الحملات الإعلامية المتبادلة لتشويه الآخر؛ ذلك أن أي عمل سياسي أو إعلامي أو فكري أو ثقافي لا قيمة له إن لم يكن من أجل بناء يمن قوي مزدهر يتمتّع فيه اليمنيون بالسعادة والكرامة ويحافظ على حقوق اليمنيين بمختلف مستوياتهم العمرية؛ وبالذات في مرحلة الطفولة التي تتشكّل فيها ابتداءً الشخصية اليمنية القادرة حقّاً على بناء اليمن الجديد. فتحيّة لحكومة الأطفال. [email protected]