يبدأ المؤتمر العام الثالث للمغتربين اليمنيين أعماله غدا السبت في العاصمة صنعاء بمشاركة نحو 400 مغترب يمني يمثلون المغتربين اليمنيين في 42 دولة بمختلف العالم. ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة أيام عدد من أوراق العمل الهادفة إلى تطوير رعاية المغتربين وتشجيعهم على المساهمة في العملية التنموية للوطن من خلال الاستثمار والاستفادة من الكفاءات العلمية، بالإضافة إلى السبل الكفيلة لمعالجة قضايا ومشاكل المغتربين في الداخل والخارج. وأوضح وزير شؤون المغتربين أحمد مساعد حسين أن المؤتمر سيناقش أوراق العمل والبحوث والتقارير التقييمية المتعلقة بالمغتربين وقضاياهم والمشاكل والصعوبات والمعوقات التي تواجههم في الداخل والخارج ووضع الحلول والمعالجات المناسبة لها. وقال وزير شؤون المغتربين : إن المؤتمر سيناقش أيضا المقترحات والتوصيات التي خرجت بها ورشتي عمل رجال المال والأعمال والكفاءات العلمية اللتان عقدتا اليومين الماضيين. وأضاف: المؤتمر سيناقش المستجدات في أوضاع المغتربين وأساليب ووسائل التعامل معها وتعزيز سياسات وقضايا ومجالات الرعاية والخدمات والتسهيلات اللازمة لهم، وتأمين الاستفادة القصوى للمغتربين من الخدمات والتسهيلات والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المكفولة لهم بمقتضى الدستور والتشريعات النافذة. وأكد وزير شؤون المغتربين أن المؤتمر يسعى إلى إيجاد آلية لتبني مصالح وقضايا المغتربين في الخارج والداخل ومتابعتها بالوسائل المناسبة وسبل توفير الامتيازات والفرص والأجواء اللازمة لتوسيع مشاركة المغتربين في عملية التنمية والاستثمارات داخل الوطن. ونوه بتفاعل المغتربين بمختلف شرائحهم والجهات الحكومية والأكاديمية مع فعاليات المؤتمر. وكانت الفعاليات التمهيدية للمؤتمر بدأت الأربعاء الماضي بورشة عمل لرجال المال والأعمال وورشة عمل أخرى أمس الخميس للكفاءات العلمية بمشاركة عدد من رجال الأعمال والكفاءات في دول الاغتراب وداخل الوطن. وناقشت الورشتان عددا من أوراق العمل الهادفة إلى تشجيع رؤوس الأموال المهاجرة وسبل الاستفادة من الكفاءات العلمية في دول الاغتراب للعمل والاستثمار داخل الوطن وخدمة أبنائه. وخلصت الورشتين إلى عدد من التوصيات والمقترحات التي تم رفعت للمؤتمر لتبنيها ضمن القرارات والتوصيات الصادرة عنه. ووصف رئيس فريق الدراسات والبحوث بالمؤتمر الدكتور عبد القادر الخراز مخرجات الورشتين بالجيدة والواقعية الممكنة للتنفيذ. وأوضح الدكتور الخراز أن أبرز التوصيات التي خرجت به ورشة رجال المال والأعمال، إنشاء بنك المغتربين أو شركة قابضة للمغتربين لإدارة عملية استثماراتهم داخل الوطن، بالإضافة إلى عدد من التوصيات الهادفة إلى جذب رؤوس الأموال المهاجرة للاستثمار في اليمن. وبيّن الخراز أن ورشة الكفاءات العملية خرجت بتوصيات أبرزها إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالكفاءات العلمية اليمنية في دول الاغتراب وعقد مؤتمر سنوي علمي نوعي للكفاءات المهاجرة بحيث يعقد مؤتمر يختص في مجال مختلف عن العام السابق، بالإضافة إلى إنشاء مشاريع لاستيعاب الكفاءات بهدف الإسهام في التنمية داخل الوطن. وبحسب برنامج المؤتمر فإنه سيناقش عدد من أوراق العمل ترتكز على أربعة محاور، الأول عن الرعاية والخدمات للمغتربين، والثاني حول الاستثمار والتنمية، والثالث عن الكفاءات العلمية وتنمية الموارد البشرية، فيما يتناول المحور الرابع المغتربون والوطن. ويتناول محور "الرعاية والخدمات" ورقة عمل عن مفهوم الرعاية والانتماء للمغتربين وارتباطهم بالوطن، وورقة أخرى حول دور المؤسسة العامة والتأمينات الاجتماعية في توفير الحماية التأمينية للمغتربين العاملين في الخارج وورقة ثالثة عن الجاليات في دول الخليج، بالإضافة إلى مداخلة عن التسهيلات الممنوحة للمغتربين من مصلحة الهجرة والجوازات وأخرى عن سبل تطوير الرعاية التعليمية والثقافية للمغتربين. ويتضمن محور "المغتربون والوطن" ورقة عمل تتناول نبذة تاريخية عن الهجرة وعواملها السياسية والاجتماعية وورقة أخرى حول المغتربون وخدمة الوطن وورقة ثالثة عن الجاليات اليمنية في شرق آسيا. ويناقش محور "الكفاءات العلمية وتنمية الموارد البشرية" نتائج وتوصيات ورشة العمل الخاصة بالكفاءات العلمية، بالإضافة إلى ورقة عمل حول تأهيل العمالة اليمنية والاستفادة من العمالة المهاجرة وورقة أخرى حول تنظيم وتشغيل العمالة اليمنية في أسواق العمل المحلي والخارجي، بالإضافة إلى ورقة عمل عن الجالية اليمنية في أفريقيا. ووفقا لبرنامج المؤتمر، فسيناقش محور "الاستثمار والتنمية" نتائج وتوصيات ورشة رجال المال والأعمال بالإضافة إلى ورقة عمل مقدمة من الهيئة العامة للاستثمار عن دور استثمار المغتربين في التنمية وورقة عمل أخرى للدكتور علي السقاف من جامعة عدن حول الصعوبات والمعوقات التي تحول دون مساهمة المغتربين في التنمية داخل الوطن. في سياق متصل تقام على هامش المؤتمر فعاليات رياضية وفنية، حيث يجري منتخبا الجاليتان في الرياضوجده مباريات ودية مع فريقي أهلي صنعاء وهلال الحديدة يومي 11 و12 أكتوبر الجاري، بالإضافة إلى حفل فني ساهر للمشاركين في المؤتمر يحييه عدد من الفنانين المغتربين والفنانين في الداخل يوم 12 أكتوبر. إلى ذلك أبدى عدد من المغتربين المشاركين في المؤتمر وورشتي العمل لرجال الأعمال والكفاءات العلمية تفاؤلهم بما سيخرج به المؤتمر، معتبرين الإعداد الجيد للمؤتمر والفعاليات التمهيدية والمصاحبة دليلا على جدية الحكومة في الوصول بمخرجات جيدة من هذا المؤتمر. واتفقوا على ضرورة إسهام المغتربين في بناء الوطن وتذليل الصعاب التي يواجهونها. وحول ما يريده المغتربون من مؤتمرهم العام الثالث دعا رئيس شبكة اتحاد المخترعين العرب الدكتور خالد نشوان إلى مناقشة أسباب ضعف إقبال المستثمرين من المغتربين اليمنيين للاستثمار داخل الوطن لمعالجة هذه المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها. واعتبر الدكتور نشوان المؤتمر فرصة للأكاديميين اليمنيين المغتربين وداخل الوطن للبحث في كيفية استقطاب الكفاءات العلمية المهاجرة ممن لديها خبرات عالية في مختلف المجالات لخدمة اليمن. وقال المخترع اليمني المقيم في دولة المجر: علينا أن نجمع المال اليمني مع الفكر اليمني لنستطيع أن نصل إلى آلية وطنية لاستقطاب الكفاءات اليمنية وفي نفس الوقت للإنتاج داخل اليمن وحتى يكون استثمارا مفيدا لرجال المال والأعمال المغتربين ويكون الوطن نقطة الالتقاء. رجل الأعمال اليمني عضو الجالية اليمنية بالأردن يحيى الكثيري رئيس مجموعة الكثيري والعطاس للاستثمار أشاد بالفعاليات التمهيدية للمؤتمر، وقال: ورشة رجال المال والأعمال كانت جيدة من خلال النقاشات الصريحة والردود الحكومية الإيجابية على استفسارات المستثمرين المغتربين. وأعرب الكثيري عن تفاؤله لجهة خروج المؤتمر العام الثالث للمغتربين بقرارات أقوى وأفضل من المؤتمرين السابقين لما لمسه من تفاعل إيجابي من جميع الأطراف بهدف معالجة مشاكل المغتربين وعودة الأموال المهاجرة، منوها بتخصيص مناطق صناعية في اليمن للمستثمرين. من جانبه أبدى رئيس الجالية اليمنية بمنطقة عسير في المملكة العربية السعودية ناصر العزيزي تفائله الكبير بنجاح المؤتمر والخروج بتوصيات وقرارات ايجابية تفيد المغتربين في الخارج. وأضاف: نريد الخروج من هذا المؤتمر بما يفيد المغترب ويرفع معنوياته في الخارج ويكفل حماية حقوقه. ويأمل رئيس الجالية اليمنيةبرومانيا عارف الأغبري أن يتم فتح قنصلية لليمن في رومانيا بعد أن تم إغلاق السفارة اليمنية هناك، مؤكدا أهمية تعزيز العلاقات مع رومانيا خصوصا مع تواجد للمغتربين فيها، بالإضافة إلى إمكانية الاستفادة العلمية من خلال تبادل الأساتذة الجامعيين والطلاب بين البلدين. الأغبري أشار إلى ضياع ما يزيد عن 20 منحة دراسية مجانية لعدم وجود تمثيل دبلوماسي يمني، بالإضافة إلى وجود أساتذة جامعيين وطلاب رومانيين يرغبون بالتطبيق في اليمن ورغبة رومانية في التبادل الأكاديمي مع الجامعات اليمنية. ويرى الدكتور محمد الدعيس المتخصص في المستخلصات الطبيعية بجامعة دينا الألمانية أن المؤتمر مطالب بأمرين، تغيير سياسة الابتعاث في اليمن، وتغيير وقت الدراسة الجامعية بما يتوافق والنظام العالمي. ويشير إلى قصور وزارة المغتربين والتعليم العالي في متابعة المغتربين بحجة عدم وجود قاعدة بيانات لهم ، منوهاً بوجود تلك البيانات عبر المواقع الالكترونية التي تنشأها الوزارتين وعدد من المغتربين، محملا وزارة شؤون المغتربين هذا التقصير. المستشار الإعلامي للجالية اليمنية في جنوبالصين الدكتور محمد المنصوب يأمل أن يخرج المؤتمر بتوصيات قابلة للتطبيق حتى لا تكون حبراً على ورق ، داعياً إلى ضرورة تعزيز الولاء الوطني بين المهاجرين وأبناءهم. وأشار المنصوب إلى أن كثير من أبناء المهاجرين لا يجيدون اللغة العربية لا يعرفون يوم العيد الوطني ببلدانهم، ولا يلمون بأبسط أبجديات تاريخ بلدهم الأم، مؤكداً ضرورة خروج المؤتمر بقرارات وتوصيات تنظم آلية الاستفادة من الكفاءات العلمية المهاجرة لخدمة اليمن عبر إعادتها إلى وطنها والبحث عن أسباب هجرتها. من جهته اعتبر أستاذ الطاقة الشمسية بجامعة طوكيو للزراعة والتكنولوجيا الدكتور مروان ذمرين أن انعقاد ورشتي الكفاءات العلمية ورجال الأعمال في المؤتمر خطوة ايجابية وجيدة لما تمثله من حلقة وصل بين علماء وباحثي الخارج والداخل وكذا مع رجال الأعمال. وأضاف: هذه فرصة لإنشاء جمعية للعلماء اليمنيين في الخارج والتي قد تسهم بشكل أو بآخر في الدفع بعجلة التنمية والبحث العلمي في اليمن، متمنياً خروج المؤتمر بتوصيات قوية لإنشاء مراكز أبحاث ولمساعدة تعليم أبناء المغتربين في الخارج نظرا لقربهم من مصادر التكنولوجيا والبحث العلمي. وأشار إلى ضرورة توعية المغتربين في الدول المتقدمة كالولايات المتحدة بتشجيع أبنائهم لدراسة التخصصات العلمية النادرة الدقيقة. عضو الجالية اليمنية بولاية نيويوركالأمريكية عادل الكبادي طالب المؤتمر الخروج بقرارات تشجع المستثمرين المهاجرين في الخارج على الاستثمار في وطنهم الأم من خلال دعم وتسهيل معاملاتهم داخل الوطن لما فيه خير اليمن حكومة وشعباً. ويرى نائب رئيس اتحاد الطلاب اليمنيين بولاية حيدر آباد جنوبالهند مهدي السباعي أن المؤتمر يمثل فرصة جيدة لاجتماع المغتربين في الخارج من مختلف أصقاع العالم. ودعا السباعي إلى ضرورة الخروج بقرارات تفيد المغتربين وتلبي احتياجاتهم على أن لا تنتهي توصياته بانتهاء أعماله.
