يستعد الملايين من الشيعة الذين توافدوا على كربلاء لمغادرتها بعد انتهاء مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين بعد صلاة الجمعة 5-2-2010، بمقتل عشرات الشيعة في كربلاء وباكستان. وأربعينية الإمام الحسين من المناسبات الأشد حزنا عند الشيعة كونها تذكر ب"عودة رأس الإمام" وأصحابه إلى كربلاء من مقر الخلافة في دمشق، وعودة السبايا، عائلة الإمام، ودفن ضحايا واقعة "الطف". وقتل الأمام الحسين ومعظم أفراد عائلته في واقعة الطف على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، العام 680. وأكد مسؤول في وزارة الصحة في محافظة كربلاء أن 31 زائرا شيعيا قتلوا وأصيب 150 آخرون بجروح ظهر الجمعة في انفجار قذيفة هاون سقطت على المدخل الشرقي للمدينة أثناء إحياء ذكرى الأربعينية. وكان محافظ كربلاء آمال الدين الهر اتهم تنظيم القاعدة وأنصار حزب البعث المنحل بارتكاب هذا الاعتداء. عودة للأعلى الملايين توافدوا على كربلاء وتوافد "ملايين" الشيعة إلى كربلاء خلال أسبوعين للمشاركة في إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين التي بلغت ذورتها ظهر الجمعة. واوضح محافظ كربلاء أن "العدد الإجمالي للزائرين بلغ عشرة ملايين بينهم عرب وأجانب بلغت أعدادهم حوالى المئة ألف من دول الخليج العربي وسوريا ولبنان وإيران وتنزانيا والولايات المتحدة والنروج وبلجيكا". ووصل الزوار من كل محافظات العراق سيرا على الأقدام طيلة أسبوعين لتأدية مراسم الزيارة والعودة لكن كثافة الأعداد دفعت بالمحافظ إلى الاستعانة بمجالس المحافظات المجاورة لإرسال حافلات تنقل الزوار القادمين منها. وأضاف الهر أن "محافظة كربلاء غير قادرة على استيعاب الزائرين وآلياتها المتوفرة غير كافية لإعادتهم إذ لدينا ألف سيارة من وزارة النقل ومثلها من الدفاع ومئة من وزارة الصحة ومثلها من الشرطة وخمسمئة من هيئة النقل الخاص". عودة للأعلى مغادرة الوافدين وانتهت المراسم ظهرا بعد صلاة الجمعة ليغادر بعدها الوافدون وتقوم السلطات بأعمال "تنظيف وغسل شوارع المدينة القديمة ومنطقة ما بين الحرمين (ضريحي الإمامين الحسين والعباس) حيث آلاف الأطنان من النفايات التي خلفها الزائرون"، بحسب المحافظ. من جهته، أشاد الزائر جابر التميمي من منطقة إيرانية على الحدود مع العراق بتقديم "الخدمات على طول الطريق حتى كربلاء فقد قطعت هذه المسافة لأؤكد لكل الإرهابيين أن أعمالهم لن تثنينا عن زيارة الإمام الحسين". وأوضح أنه قصد "كربلاء قبل سنوات وأجدد الزيارة مرة أخرى والتغييرات التي طرأت كبيرة جدا". يذكر أن انتحاريا فجر سيارته بين الزوار ما أدى إلى مقتل 23 شخصا وإصابة 147 آخرين بينهم نساء وأطفال في طويريج (10 كلم شرق كربلاء) الأربعاء. عودة للأعلى عشرات القتلى في باكستان وفي باكستان، أدى انفجار دراجة نارية استهدفت حافلة كانت تنقل مسلمين شيعة في كراتشي، إلى مقتل 12 بينهم نساء وأطفال. وقتل 10 اشخاص آخرين على الاقل في انفجار انتحاري ثان في مدينة كراتشي، جنوبباكستان، استهدف المستشفى الذي نقل اليه جرحى الانفجار الانتحاري الاول الذي استهدف الحافلة. ووقع الانفجار في مدخل قسم الطوارىء في مستشفى جناح، حيث كان يعالج جرحى الانفجار الاول. ومدينة كراتشي عاصمة اقليم السند، ويبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة. عودة للأعلى نبذة تاريخية ويروي المؤرخون أن الإمام الحسين توجه مع رهط من صحبه وأهله إلى الكوفة قادما من الحجاز عام 680 للميلاد للمطالبة باستعادة الخلافة، التي تولاها يزيد بن معاوية بعد وفاة أبيه. لكن والي يزيد في البصرة والكوفة أرسل قوة لمواجهته مع العدد القليل من أنصاره، مما اضطره إلى مواصلة السير باتجاه كربلاء حيث جرت محاصرته ومنع الماء عنه، ومن ثم قتله وأسر النساء والأطفال من أهله ومن بينهم إبنه، علي زين العابدين، الإمام الرابع لدى الشيعة. وقد شكلت هذه الواقعة المأساوية بمقتل الحسين وأنصاره وسبي أهله، منعطفا هاما في تحديد المنحى الذي سارت عليه طقوس الطائفة الشيعية مما أسهم، إلى حد كبير، في تشكيل هويتها. ويعتبر إحياء ذكرى أربعينية الحسين في مدينة كربلاء التي يؤمها الزوار من مناطق مختلفة في العراق وخارجه حيث يوجد الشيعة، من أهم الطقوس لديهم، إذ يرون أن لمقتل الحسين دوراً في ديمومة المعتقد، لما يملكه من شاهد على الثبات على المبدأ والمطالبة بالحق.