- فلسطين/وكالات .. اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل فجر امس ويعتقد أن غالبية المعتقلين ينتمون إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي ترأس الحكومة الفلسطينية، وأن بقيتهم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي أو إلى جماعات مسلحة على علاقة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتأتي هذه الإجراءات الإسرائيلية بعد يوم من رفض الحكومة الأمنية الإسرائيلية توسيع اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في قطاع غزة ليشمل الضفة الغربية. وتقرر خلال اجتماع لهذه الحكومة أن يقوم المسؤولون الأمنيون يوميا بتقييم الوضع والانتهاكات لدراسة مصير التهدئة المعتمدة، وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت بما وصفه ب"نفاذ صبر" إسرائيل في حال استمرار إطلاق الصواريخ الفلسطينية على المستوطنات. وكانت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح قد هددت أمس باستمرار إطلاق الصواريخ في حالة عدم شمول الضفة الغربية بالتهدئة.ومنذ الاتفاق أطلقت الفصائل الفلسطينية عدة صواريخ كان آخرها أمس، كما قامت قوات الاحتلال بقتل نحو خمسة فلسطينيين بالضفة الغربية.سياسيا نفى رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية خلال زيارته لدمشق أمس أن تكون حكومته بصدد تقديم استقالتها بعد الجدل حول فشل المفاوضات بين حركتي فتح وحماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية، واصفا الاستقالة بأنها سابقة لأوانها.وكان هنية قد حذر قبل مغادرته الدوحة إلى دمشق من تبعات فشل مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة، مؤكدا أن الحوار بشأنها مع الفصائل تعثّر بسبب الخلاف على توزيع الحقائب الوزارية.ومع أن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس قد أعلن في وقت سابق توقف المفاوضات مع حركة حماس، فإنه عاد أمس ليؤكد أنه لا يزال هناك أمل في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة الوحدة، مشددا على ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة قادرة على رفع الحصار المفروض على الفلسطينيين.ومن المقرر أن يلقي عباس خطابا خلال الأيام المقبلة على الشعب الفلسطيني، يعرض فيه تفاصيل الحوار الفلسطيني الداخلي حول حكومة الوحدة. وفي إطار جولته العربية هنية التقى أمس نظيره السوري ناجي العطري، كما سيجري لقاءات مع قادة الفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا، وتعد هذه هي الجولة الأولى لهنية منذ تشكيل حكومته.من جانبة أكد رئيس الدائرة السياسية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل أن تدخلات خارج الساحة الفلسطينية عرقلت مشروع حكومة الوحدة الوطنية لافتا إلى أن الباب لا يزال مفتوحا أمام إنشائها.وقال مشعل :إن حماس أبدت قسطا وافرا من الليونة لكنها لا تبيع إرادتها السياسية ولا تقبل أن يرهن التوافق الفلسطيني الداخلي برضى الآخرين مؤكدا تمسكه بحكومة الوحدة وضرورة تجاوز التعثر الحاصل الآن بمعيار مصالح الشعب لا بالتأثر بالظروف الضاغطة.واعتبر أن الوضع الدولي الراهن يسمح للفلسطينيين بتحقيق الإنجازات لو كانوا صفا واحدا لافتا إلى أن حماس ليست في عجلة من أمرها ومتفائلة بقرب انتهاء الحقبة الأميركية في المنطقة بعد تورط واشنطن في العراق.وعن صفقة تبادل الأسرى قال مشعل إنها رهن بمدى تجاوب إسرائيل مشيرا إلى أن حماس والفصائل التي أسرت الجندي تطالب بإطلاق أعداد محددة والقيادات وأصحاب المحكوميات العالية فضلا عن النساء والأطفال وألف أسير إضافي.