- تفعيل التشريعات وخلق الوعي البيئي من أهم الإجراءات لمواجهة مخاطر التلوث تمثل البيئة البحرية اليمنية أهمية كبيرة ، نظراً لما تتميز به من شواطئ طبيعية خلابة ومياه صافية تؤهلها لتنشيط السياحة البيئية ، حيث يعتبر ساحل البحر الأحمر اليمني وخليج عدن منطقة غنية بالشعاب المرجانية المتنوعة التي تعتبر من أجمل البيئات البحرية قاطبة ، إضافة إلى أنها مركز تجمع الكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى.. كما تمتد أهمية البيئة البحرية كعامل ترويح للإنسان إذيجد على شواطئها الناعمة وعلى ميائها ملاذاً ترويحياً يمارس فيه العديد من الأنشطة بما فيها رياضة الغوص والعديد من الأنشطة الترفيهية الأخرى .. وفي هذا الإطار سوف نستعرض المميزات التي تتميز بها البيئة البحرية اليمنية وماتواجهه من مخاطر التلوث وأهم مايجب عمله لمواجهة هذه المخاطر التي تهدد الحياة البحرية والبشرية على حدٍِ سواء وذلك من خلال الدراسة التي أجرتها إحدى الجمعيات العاملة في مجال البيئة. المميزات الجغرافية تتميز بلادنا من حيث موقعها الجغرافي في جنوب غرب الجزيرة العربية بثروة بحرية وتنوع حيوي كبيرين من الأحياء النباتية والحيوانية والمواطن الساحلية، فهي تطل على ثلاثة مسطحات مائية هامة هي البحر الأحمر، خليج عدن، البحر العربي، على امتداد شريط ساحلي يبلغ طوله أكثر من 2000كم بالإضافة إلى العشرات من الجزر البحرية. حيث تتميز المناطق الساحلية بتنوع تراكيبها الجغرافية من خلال وجود السواحل الرملية والسواحل الصخرية والمسطحات الطينية المالحة وبيئة نباتات المنجروف «الشورى» ونباتات المياه العذبة، بالإضافة إلى عدد من البيئات والمواطن البحرية مثل بيئة الشعاب المرجانية والحشائش والأعشاب البحرية وثروة سمكية كبيرة تعتبر مورد اقتصادياً حيوياً يدعم الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة. مهنة الصيد تعتبر مهنة صيد الأسماك من المهن الرئيسية السائدة في اليمن ويعتمد عليها العديد من السكان إذ يعتبر الصيادون التقليديون الشريحة المنتجة الرئيسية والمنتشرة في مختلف المناطق الساحلية اليمنية التي تقوم بتغطية احتياجات السكان من الاسماك والأحياء البحرية الأخرى بواسطة طرق اصطياد تقليدية توارثوها من أجدادهم. التنوع البحري كما تتميز البيئة البحرية بأهمية أخرى كونها تمتلك شواطئ ذات طبيعة خلابة ومياه صافية تؤهلها لتنشيط السياحة البيئية ويعتبر ساحل البحر الأحمر وخليج عدن منطقة غنية بالشعاب المرجانية المتنوعة والتي تعتبر من أجمل البيئات البحرية قاطبة ، إضافة إلى أنها مركز تجمع لكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى ، كما أن السلاحف البحرية تجد لها مواقع عديدة ومناسبة على طوال الساحل اليمني وفي الجزر البحرية لوضع بيضها، وتعتبر منطقة رأس شرمة في محافظة حضرموت إحدى أهم مواقع تعشيش السلاحف البحرية الخضراء في اليمن وتتواجد وفي البحار اليمنية العديد من أنواع الأسماك والدلافين البحرية، كما تتميز السواحل والجزر اليمنية بأعتبارها مواقع هامة ورئيسية للعديد من الطيور البحرية بأعتبارها مواقع هامة ورئيسية للعديد من الطيور البحرية المستوطنة والمهاجرة وبأعداد كبيرة. الملوثات النفطية تتأثر البيئة البحرية والساحلية بالعديد من الأنشطة البشرية التي تسهم بصورة أو بأخرى في تدهورها ومن أبرز هذه الأنشطة النقل البحري وأنشطة الموانئ. حيث تقع بلادنا على أهم الخطوط الملاحية في العالم وتمر أكثر من «30» ألف سفينة عبر المياه الاقليمية لبلادنا سنوياً وهي بذلك تتسبب بالعديد من مشاكل التلوث من خلال شحن وتفريغ النفط وعمليات نقله وتفريغ وغسل خزانات النفط الملوثة بالزيت بالإضافة إلى إلقاء وسحب مراسي السفن والناقلات والحفر والتوسع في الموانئ. أعمال الردم كما أن التنمية العمرانية وأعمال الردم في المناطق الساحلية تؤثر سلباً على البيئة من خلال استصلاح المناطق الساحلية وتعميرها وفقدان بيئة ساحلية حساسة وتصريف مخلفات مياه الصرف الصحي مباشرة إلى البحر بالإضافة إلى تصريف المخلفات الصناعية السائلة مباشرة إلى البحر، وردم السواحل ورمي المخلفات الصلبة. النشاط السياحي يؤدي التوسع في إنشاء المناطق السياحية العشوائية إلى الاضرار بمكونات البيئة البحرية مثل بيئة الشعاب المرجانية وبيئة منطقة المد والجزر. الجهود المؤسسية لحماية البيئة البحرية تستلزم حماية البيئة البحرية اليمنية إطاراً مؤسسياً ينظم العلاقة بين التنمية والحفاظ على البيئة والذي من خلاله يمكن تنشيط إجراءات الحماية والرقابة من خلال الآتي: التشريعات البيئية استشعرت بلادنا كغيرها من الدول بمدى المخاطر التي تتعرض لها البيئة البحرية والبيئة بشكل عام من خلال الاستغلال غير العقلاني للموارد وزيادة أثار التلوث، فتم اصدار قانون خاص بحماية البيئة العام 1995م الذي وضع الإطار العام لحماية البيئة وتوجد إلى جانب هذا للقانون، قوانين أخرى معنية بحماية البيئة البحرية، كقانون حماية البيئة البحرية من التلوث وقانون تنظيم الاصطياد واستغلال الأحياء المائية وحمايتها وذلك لتحقيق الأهداف التالية: حماية البيئة البحرية من مخاطر التلوث بجميع أنواعه ومصادره. حماية المجتمع وصحة الإنسان من مخاطر الأفعال المضرة بالبيئة البحرية. مكافحة التلوث بكافة أشكاله المختلفة. تنمية الموارد البحرية واستغلالها الاستغلال الأمثل. الحفاظ على التنوع الحيوي البحري. تنفيذ الالتزامات الإقليمية والدولية المتعلقة بحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث التي صادقت عليها بلادنا. الإجراءات الوقائية هناك العديد من الإجراءات الوقائية والمعايير التي تتعلق بحماية البيئة البحرية منها: الالتزام الصارم بتنفيذ التشريعات المتعلقة بحماية البيئة البحرية وتقييم الأثر البيئي للمشاريع المختلفة وإقامة مختبرات بحرية ومحطات رصد ومراقبة للتعرف على مصير وتأثير الملوثات من مصادرها المختلفة على البيئة البحرية والحفاظ على مكونات البيئة الطبيعية من خلال إنشاء المحميات البحرية، بالإضافة إلى تشجيع البحث العلمي وإجراء الدراسات والمسوحات الميدانية. خلق وعي بيئي تمثل التوعية البيئية ركناً أساسياً في حماية البيئة بشكل عام وذلك من خلال التركيز على رفع الوعي البيئي وتنمية الأخلاقيات البيئية ومشاركة المجتمع في حل المشكلات البيئية وتكوين اتجاهات ومهارات لديهم ويمكن أن تتحقق الأهداف التوعوية من خلال تنمية الوعي والحس المرهف لدى الأفراد بالبيئة والمشكلات المتعلقة بها وتغيير الممارسات والسلوكيات في إتجاه السلوكيات والممارسات الصديقة للبيئة وتزويد المعنيين سواء في الأجهزة أو الافراد بالمعلومات الفنية حول القضايا البيئية وتزويد الأفراد بالفرص الكافية لاكسابهم المعرفة والمهارات والالتزام بتحسين البيئة والحفاظ عليها وتوسيع المشاركة الشعبية والحكومية لحماية البيئة. مواجهة مخاطر التلوث هناك العديد من الهيئات والمنظمات الدولية والإقليمية وحتى الوطنية التي تعمل وبجهد كبير على حماية البيئة البحرية من مخاطر التلوث وتأثيرات تغير المناخ العالمي والذي ينتج عنه الكثير من الضرر على البيئة البحرية ومواردها الحية وتسعى هذه الهيئات والمنظمات إلى توحيد الجهود سواء الدولية أم الإقليمية أو الوطنية من أجل معالجة القضايا البيئية وحماية البيئة البحرية.