يقول أحمد أمين: «انثر الابتسامات يميناً وشمالاً على طول الطريق، فإنك لن تعود للسير فيه ثانية». إذن وأنا «جازع طريق» عبر هذه الإطلالة من «الجمهورية» الغراء يبرز أمامي السؤال: ماذا تعني الابتسامة؟!. يقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» ذلك أن الابتسامة تمد حبال المودة والألفة، وهي طريقك الأقصر إلى قلوب الآخرين.. وهي التي تزرع الفرح في أعماقهم، كما أنه لا قيمة للعطاء إذا لم ترافقه بسمة الرضا، قال الشاعر: إذا كان الكريم عبوس وجه فما أحلى البشاشة في البخيل إن الابتسامة مفتاح العلاقات الإنسانية الصافية، ومفتاح النجاح، يقول الصينيون: «إذا كنت لا تستطيع الابتسامة فلا تفتح دكاناً» قال الشاعر: وما اكتسب المحامد طالبوها بمثل البشر والوجه الطليق ولهذا يقول رسول الله «صلى الله عليه وسلم»: «إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، ولكن يسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق». إن بشاشة الوجه تجود من سخاء الكف، وما تريد نيله بالقوة والعنف يسهل عليك بلوغه بالابتسام. يقول شكسبير: «شق طريقك بابتسامتك، خير من أن تشقها بسيفك». والابتسامة في الواقع دليل معدنك، قال الزمخشري: «ابتسامتك لقبيح أدل على مروءتك من إعجابك بجميل» والابتسامة الرقيقة زورق حالم يرسي بك في شاطئ الأمان كلما انتابك شعور اليأس.. أو التشاؤم.. وهذا ما عبّر عنه الشاعر إيليا أبوماضي: قال: السماء كئيبة وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما قال: الصبا ولىّ فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما وإذا قال المثل العربي: «إضحك تضحك لك الدنيا ، إبك تبك وحدك» فإننا نجد المثل الأمريكي يقول: «العالم آلة تصوير، ابتسم من فضلك». وكم هو جميل ورائع أن نرى تلك اليافطات المنصوبة عند مداخل الكثير من المدن وقد كتب عليها: «ابتسم أنت في...» فالابتسامة جواز سفر وتأشيرة دخول إلى قلب المدن والناس، والتعرف عليهما عن كثب، وخلق وشائج وعرى المحبة. وقديماً قال الشاعر: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف بمن يأتي به وهو ضاحك وتذكر أنك حين تبتسم أنك تستخدم ثلاث عشرة عضلة من عضلات وجهك، وكل عضلة تمنحك الحيوية والنضارة والصحة والجمال.. وتنير وجهك بالضوء والإشراقة والصفاء. وتذكر أيضاً أن الابتسامة أقل كلفة من الكهرباء.. ولكنها أكثر إشراقاً.. وفوق هذا وذاك تذيب الجليد وتنشر الارتياح وتبلسم الجراح.