أثارت حشرة " المن " التى ظهرت لأول مرة على شجرة العنب بمديرية بنى حشيش محافظة صنعاء مخاوف مزارعي المديرية من أضرارها وتأثيرها على تدني مستويات إنتاج ثمار العنب خلال العام الجاري . إلا ان رئيس قسم الأمراض بالإدارة العامة لوقاية النبات التابعة لوزارة الزراعة والري المهندس محمد سيف نعمان العثماني قلل من خطر حشرة المن التى تتركز على أطراف وفروع أشجار العنب نتيجة لضعفها وامكانية مكافحتها بمبيد حشري .. مبيناً أن ظهور الحشرة لم يشكل قلقاً كبيراً لدى المتخصصين بوقاية النبات. وقال: هذه الحشرة تموت بمجرد هطول الأمطار ولكنها تنتشر في حالة الجفاف حيث يُعدا الجفاف ودرجة الحرارة أبرز عوامل نمو الحشرة وتكاثرها. وأوضح العثماني لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن حشرة " المن " لم تكن معروفة في اليمن ولم تهاجم شجرة العنب بالصورة الشرسة التى هي عليها الآن . وحسب خبراء وقاية النباتات في اليمن فإن حشرة المن لا تتكاثر جنسياً وإنما تتكاثر " بكارياً أي لاتحتاج الى عملية تزاوج ( ذكور وإناث) ولاتمر بمرحلة وضع بيض وإنما تتوالد تلقائياً وبسرعة عالية وبطريقة غريبة . وتعتمد الحشرة على عملية التوالد هذه لمضاعفة وحماية نوعها وهي وسيلتها الوحيدة للدفاع عن نفسها في حالة تعرضها للخطر أو القتل . ويعكف باحثون زراعيون في مجال وقاية النباتات حالياً على إعداد دراسات علمية تستهدف التعرف على أسباب تفشي الإصابة بحشرة المن خلال العام الجاري, بالإضافة الى امكانية إكتشاف مفترسات وطفيليات يتم نثرها وإستخدامها في مكافحة الحشرة كبدائل مكافحة حديثة يتم إستخدامها خلال المرحلة القادمة لتقليص إستخدامات المبيدات الكيميائية التى تلوث البيئة. وذكر رئيس قسم الأمراض النباتية بإدارة وقاية النبات أن الأبحاث والتجارب التى قام بها متخصصون في مجال وقاية النبات تمكنت من استخلاص طفيليات ومفترسات تستخدم لمكافحة حشرتي ( البق والبياض الدقيقي ) اللتان تصيبان شجرة العنب وثمارها .. مشيراً الى أن إستراتيجية وقاية النبات تتضمن البحث عن وسائل مكافحة للآفات الزراعية بإستخدام أساليب مكافحة زراعية صحيحة كتقشير أشجار العنب وجمع مخلفاتها وحرقها بالإضافة إلى عملية التسميد باستخدام الطرق التقليدية المثلى وكذا استخدام طفيليات ومفترسات لمكافحة الآفة بما يقلل من خطر استخدام المبيدات الكيميائية وتأثيرها على البيئة. وتطرق العثماني الى دور الإرشاد الزراعي وأهميته في توعية المزارعين وتعريفهم بالأساليب الزراعية الصحيحة وآليات المكافحة للأوبئة والأمراض التى قد تصيب النباتات والمحاصيل الزراعية . واعتبر أن كمية الإنتاج من المحصول الزراعي وجودته مرتبطة بالعملية الزراعية وأساليبها من حيث الري وطرق الوقاية والمدخلات الزراعية الاخرى . وطبقا لبيانات صادرة عن وزارة الزراعة والري فإن كمية إنتاج اليمن من محصول العنب إرتفع من 107 آلاف و 753 طنا عام 2005م الى 117 ألفاً و 580 طناً عام 2006م، فيما بلغت مساحة الأراضي المزروعة بالعنب خلال نفس الفترة 12 ألفاً و544 هكتاراً مقارنة ب 12 ألفاً و424 هكتاراً عام 2005م. واحتلت محافظة صنعاء المرتبة الأولى من حيث الإنتاج والمساحة فقد وصل إنتاجها من العنب في العام 2006م إلى أكثر من 84 ألفاً و136 طناً وقدرت المساحة المزروعة فيها بحوالي 9 آلاف و600 هكتار . ويعتبر العنب من الفواكه ذات القيمة الغذائية والعلاجية الجيدة حيث يسهم في خفض ضغط الدم, وتحتوي قشرة العنب على نسبة كبيرة من ( فيتامين ب), ويساعد على خفض الحموضة حيث يحوي أكثر من 3ر4 بالمائة من الألياف . وتشتهر اليمن بزراعة أجود أنواع العنب منها ( البياض ، الرازقي) الجبري، الزيتون، العاصمي، الأحمر، والعرقي، وأنواع أخرى ). ويتميز العنب اليمني بمذاق رائع وفريد ، ويحظى باهتمام واسع، وقبول كبير لدى المستهلك في الأسواق العربية والأجنبية التي يصدر إليها.