استطاع باحثون تطوير تقنية جديدة من المحتمل أن تحدث طفرة كبيرة في مجال معالجة الحروق، ومن ثم تنقذ حياة الآلاف من الجنود الذين يموتون في الحروب، حيث نجح علماء بريطانيون في إنتاج جلد صناعي يمكنه التكامل بشكل تام ومتواصل مع الجسم البشري، ولا يخلف أي ندوب في موضع الجروح التي يوضع فيها. وأوضح الباحثون في شركة "انترسايتكس" البريطانية المتخصصة في التقنيات الحيوية التي انتجت الجلد الجديد، أنه سيحدث ثورة في علاج الحروق، وكذلك الاضرار التي تلحق بالجلد البشري، فهو بديل أقل ألما مقارنة بعملية تطعيم الجلد، كما أنه يقلل حدوث آثار الندوب. وأكد الباحثون أن الجلد ينفذ عمله بشكل أفضل من البدائل السابقة، حيث أظهرت الاختبارات أنه تلاحم كلية مع الجلد الأصلي بعد انقضاء 28 يوما على وضعه، وأدى إلى إغلاق الجروح الملتئمة. ويحاكي الجلد - الذي أطلق عليه "آي سي اكس اس كي ان" ICX-SKN- عملية التئام الجلد الطبيعية، إذ أنه يصنع من شبكة من مادة "الفيبرين" وهي بروتين يوجد في الجروح الملتئمة، كما توضع في الشبكة الخلايا الليفية المنتجة للكولاجين في الجلد الطبيعي. من جهتهم، وصف خبراء بريطانيون التطوير بأنه يمثل "اختراقا حقيقيا" في عمليات التئام الجروح خصوصا، ومجالات الطب الانشائي عموما. مكونات الجلد الصناعي الجلد الصناعي المبتكر يتم تصنيعه من أحماض لبنية متعددة لا يلفظها الجسم وتذوب تلقائيا في النسيج البشري بعد فترة من استعمالها، واستخدم نسيج الأحماض اللبنية كناقل لبوليمرات متعددة شكلت مع الأحماض بنية نسيج "السوبراثيل" الذي تتخلله المسامات التي تسمح بالتنفس والتعرق. وقد استطاع الأطباء التحكم في قابلية الجلد الصناعي على السماح بالتبخر لتصل إلى مستوى قابلية الجلد الطبيعي للإنسان الذي يسمح بتبخر 20 مليمتراً من المتر المربع من مساحة جسم الإنسان السطحية كل ساعة، وتمت تجربة "سوبراثيل" على 1000 مصاب بالحروق في مختلف العيادات الأوروبية، لكنها المرة الأولى التي يثبت فيها فعاليته في مكافحة الحروق الكبيرة، ويجري التعاون حالياً مع شركة تقنية أميركية لإنتاج الجدل الصناعي بكميات تجارية حقنة لإزالة أثار الجروح وعلى سياق متصل، قدّم أطباء ألمان وأستراليون بديلاً جديداً لإزالة أثار الحروق من خلال عمليات الجلد التجميلية، وهى حقنة تحتوي على محلول هو خليط من خلايا البشرة والإنزيمات، ويتخذ لون وتركيبة البشرة الأصلية من دون أن يترك أي ندوب. وقد تم اكتشاف هذا العلاج الجديد من قبل الدكتورة الأسترالية فيونا وود التي جربته على نحو 300 أسترالي قبل أن يهتم الأطباء الألمان بتجربته.