من لطائف تشابه الأسماء .. محمود شاكر    مصرف الراجحي يوقف تحويلاته عبر ستة بنوك تجارية يمنية بتوجيهات من البنك المركزي في عدن    فخامة الرئيس بن مبارك صاحب القدرة العنكبوتية على تحديد الضحية والالتفاف    ازمة الانتقالي الشراكة مع الأعداء التاريخيين للجنوب العربي الأرض والإنسان    تاجرين من كبار الفاسدين اليمنيين يسيطران على كهرباء عدن    الانتقالي الجنوبي ثمرة نضالات طويلة وعنوان قضية شعب    كرة القدم تُلهم الجنون: اقتحامات نهائي دوري أبطال أوروبا تُظهر شغف المُشجعين    تجدد مواجهة مصيرية بين سكان صنعاء و الحوثيين    ما خطورة قرارات مركزي عدن بإلغاء العملة القديمة على مناطق سيطرة الحوثيين؟.. باحث اقتصادي يجيب    "إنهم خطرون".. مسؤول أمريكي يكشف نقاط القوة لدى الحوثيين ومصير العمليات بالبحر الأحمر    "لماذا اليمن في شقاء وتخلف"...ضاحي خلفان يُطلق النار على الحوثيين    غدر به الحوثيون بعدما كاد أن ينهي حرب اليمن.. من هو ولي العهد الكويتي الجديد؟    كشف هوية القاضي الذي أثار موجة غضب بعد إصداره أحكام الإعدام اليوم في صنعاء    يمني يتوج بجائزة أفضل معلق عربي لعام 2024    عيدروس الزُبيدي يصدر قراراً بتعيينات جديدة في الانتقالي    المرصد اليمني: أكثر من 150 مدنياً سقطوا ضحايا جراء الألغام منذ يناير الماضي    ضربة موجعة للحوثيين على حدود تعز والحديدة بفضل بسالة القوات المشتركة    مانشستر يونايتد يقترب من خطف لاعب جديد    نابولي يقترب من ضم مدافع تورينو بونجورنو    جريمة مروعة تهز المنصورة بعدن.. طفلة تودع الحياة خنقًا في منزلها.. من حرمها من حق الحياة؟    كيف أفشل البنك المركزي اليمني أكبر مخططات الحوثيين للسيطرة على البلاد؟    تنديد حقوقي بأوامر الإعدام الحوثية بحق 44 مدنياً    مشهد رونالدو مع الأمير محمد بن سلمان يشعل منصات التواصل بالسعودية    وصول أكثر من 14 ألف حاج يمني إلى الأراضي المقدسة    سلم منه نسخة لمكتب ممثل الامم المتحدة لليمن في الاردن ومكتب العليمي    استشهاد 95 فلسطينياً وإصابة 350 في مجازر جديدة للاحتلال في غزة    صندق النقد الدولي يعلن التوصل لاتفاق مع اوكرانيا لتقديم مساعدة مالية بقيمة 2.2 مليار دولار    بوروسيا دورتموند الطموح في مواجهة نارية مع ريال مدريد    المنتخب الوطني يواصل تدريباته المكثفة بمعسكره الداخلي استعدادا لبطولة غرب آسيا للشباب    عبدالله بالخير يبدي رغبته في خطوبة هيفاء وهبي.. هل قرر الزواج؟ (فيديو)    بنك سويسري يتعرّض للعقوبة لقيامه بغسيل أموال مسروقة للهالك عفاش    مجلس القيادة يؤكد دعمه لقرارات البنك المركزي ويحث على مواصلة الحزم الاقتصادي    موني جرام تعلن التزامها بقرار البنك المركزي في عدن وتبلغ فروعها بذلك    صلاة الضحى: مفتاحٌ لبركة الله ونعمه في حياتك    شاهد: مقتل 10 أشخاص في حادث تصادم مروع بالحديدة    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار سلاح اليمن في مواجهة التطرف والإرهاب


وزير الأوقاف - رئيس لجنة الحوار:
العالم أشاد بنجاح اليمن في محاربة الإرهاب عن طريق الحوار
نقدم مساعدات للشباب المُغرَّر بهم وإيجاد فرص عمل لهم وحل مشاكلهم الخاصة
البعض يتفقه من مصادر غير آمنة فيكون فريسة للغلو والتطرف
من شملهم الحوار لم يعد أي منهم إلى ارتكاب فعل مخالف للقانون
أكد القاضي/ حمود الهتار وزير الأوقاف والإرشاد، رئيس لجنة الحوار أن اليمن نجت من كثير من الأهوال والمحن ومن العديد من الأزمات والمخاطر الكبيرة وذلك حين اعتمدت القيادة السياسية الحكيمة «الحوار» منهجاً وتوجهاً وسلاحاً في مواجهة تلك التحديات التي شهدتها بلادنا خلال العقد الماضي، وبفضل الحوار الذي انتهجه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، حقق اليمن نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، وما تشهده بلادنا من أمن واستقرار أكبر دليل على نجاح مبدأ الحوار.
وأضاف في حوار مع الجمهورية أن عملية الحوار كانت ناجحة إلى حد كبير وأن من يشككون في نجاحها إنما يستهدفون أمن اليمن واستقراره.
حصيلة مفردات وتفاصيل ذلك نستعرضها في الأسطر التالية :
بداية الأخ الوزير لو تحدثنا عن تجربة بلادنا في مكافحة الإرهاب .. إلى جانب ما حققته من نجاحات في هذا المجال ؟
المحللون السياسيون والأمنيون والمهتمون بمكافحة الإرهاب يقولون ويؤكدون أن اليمن حققت نجاحات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب عن طريق الحوار .. بما في ذلك التقارير الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية وعن العديد من مراكز الأبحاث والدراسات في الغرب وفي الكثير من البلدان العربية وكل هذه التقارير تشهد على صحة ونجاح التوجه الذي انتهجه فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح، في حل مشكلة الإرهاب حيث جعل الحوار سلاحاً أولياً في مواجهة هذه المشكلة.
وما حققته اليمن من أمن واستقرار خلال السنوات الماضية لهو أكبر دليل على نجاح مبدأ الحوار .. وإذا ما استثنينا الحادث الأخير في مأرب والحادث الذي سبقه قبيل الانتخابات الرئاسية .. فإن اليمن لم تشهد أي حادث إرهابي يذكر منذ نهاية عام 2002م .. حيث كان الكثيرون يتوقعون أن تحدث أكبر العمليات الإرهابية في اليمن ولكن بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة لبلادنا كانت اليمن من أقل البلدان التي تتعرض لحوادث إرهابية.
تشخيص المشكلات
خلال عملية الحوار هل استطعتم تحديد الإطار العام للأسباب التي دفعت بأولئك نحو التطرف ..؟
بداية عملية الحوار استلزمت تشخيصاً للمشكلات الفكرية التي يعاني منها أولئك الشباب ومن ثم جدولة تلك المشكلات وتحديد المرجعية التي يتم الرجوع إليها عند الخلاف وإتاحة الفرصة لطرفي الحوار لبحث المواضيع التي تمت جدولتها .. ومن ثم جاءت عملية الحوار التي استندت إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية ولم تفرض عليهم اشتراطات ولكن استجابوا لقول المولى عز وجل ولقول رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم .. وهم ملتزمون بما انتهت إليه النتائج.
وبالتأكيد هناك تشخيص لأسباب الأفكار المتطرفة ليس في اليمن فحسب بل في العالم الإسلامي كله منها ما يعود إلى الإلمام ببعض نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية دون الإلمام بالبعض الآخر .. ومنها ما يعود إلى عدم الإلمام بقواعد استنباط الأحكام التشريعية من أدلتها التفصيلية أو ما يطلق عليه بعلم أصول الفقه .. ومنها ما يعود إلى عدم فهم الواقع الذي يعيشونه أو يريدون تطبيق الأحكام عليه .. ومنها مايعود إلى التعبئة التي تمت خلال فترة الحرب الباردة وتحديداً في زمن المواجهة بين المعسكرين الشرقي والغربي ومواجهة الاتحاد السوفيتي الذي كان محتلاً للأراضي الافغانية وما ترتب على ذلك من تغلب النزعة العدوانية على الأخلاقية.
تعبئة وسوء فهم
ومن تلك الأسباب أيضاً ما يرجع إلى التعبئة الخاطئة التي حدثت من قبل بعض الأشخاص نتيجة سوء فهمهم للإسلام أو بغية تحقيق مكاسب شخصية على حساب الإسلام والمسلمين ومنها ما يعود إلى ضعف المقررات الدينية في المناهج الرسمية وما يترتب على ذلك من عدم إلمام الطلاب بكثير من أحكام الإسلام ، ووجود رغبة لدى بعضهم في التفقه في الدين وربما اتجه البعض إلى مناهل غير آمنة فكانت سبباً في غرس مفاهيم متطرفة في عقولهم .. ومنها ما يعود إلى ضيق مساحة الحرية في بعض البلدان العربية والإسلامية وما ترتب على ذلك من تهميش أو اقصاء للأشخاص أو الجماعات التي تحمل توجهات دينية وما تلى ذلك من رد فعل مترتب عليه ، ومنها ما يعود إلى السياسات التي انتهجتها الحكومات الغربية إزاء القضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها قضية فلسطين .. وغير ذلك من الأسباب التي لا تقتصر على الشباب الذين أجرينا معهم الحوار في اليمن بل تشمل الشباب الذين التقينا معهم في بلدان أخرى أو تأثروا بتلك الأفكار تباعاً.
ضمانات نجاح الحوار
هل لديكم برنامج لتتبع نتائج عملية الحوار والتأكد من عدم انحراف المحاورين وعودتهم إلى التطرف مرة أخرى ..؟
بالتأكيد هناك برنامج لتتبع النتائج في عملية الحوار التي تشمل شقين .. الشق الأول يرتكز على مقومات الحوار ومواضيع الحوار ونتائج الحوار ، والشق الثاني يتعلق بالرعاية اللاحقة لعملية الحوار وما استلزمت من رقابتين فكرية وأمنية .. ورقابة فكرية من خلال بعض أعضاء لجنة الحوار والعلماء المعروفين بالوسطية والاعتدال في المحافظات من خلال الندوات واللقاءات والنقاشات لتفتيت المفاهيم الخاطئة ومراجعة بعض الأفكار .. والرقابة الأمنية عن طريق الجهات الأمنية وهم أدرى بكيفية ممارستها.
هذا بالإضافة إلى عملية إدماجهم في المجتمع وهذه نعتبرها من أهم ضمانات نجاح الحوار من خلال مساعدة أولئك الشباب على إدماجهم في المجتمع وإيجاد فرص عمل لهم وإعادة من كان لديه عمل إلى وظيفته السابقة ومن لم تكن لديه فرصة عمل سابقة يتم البحث عن فرصة عمل جديدة له أو اعطائه منحة مالية كقرض أو مساعدة ليتمكن من ايجاد وسيلة للعيش .. إضافة إلى حل بعض المشكلات الخاصة بهم سواء كانت على مستوى الأسرة أم على أي مستوى يتعلق بذلك وهي كانت من أهم نجاح عملية الحوار.
ولعلنا نلاحظ أيضاً أن الإعلام الرسمي في اليمن سلك مسلكاً تربوياً تجاههم حيث لم يطلق على هؤلاء إرهابيين أو متطرفين أو خوارج أو كذا .. ولكن على اعتبار أن هؤلاء لديهم مفاهيم مخالفة لما جرت عليه الأمور .. وأقسى وصف لهم أن هؤلاء مغرر بهم على خلاف ما اتبعته بعض وسائل الإعلام العربية من توصيف أو تخوين لهم ، وبالتالي فإن مسلك الإعلام الرسمي اليمني أتاح الفرصة لهم للعودة والاندماج.
تشكيك مغرض
لكن هناك من يشكك في نجاح عملية الحوار ونتائجه بالقول إن عدداً ممن شملهم الحوار عادوا إلى تطرفهم .. فما قولكم ؟
من شملهم الحوار واقتنعوا بنتائجه وتم الافراج عنهم لم يعد أي منهم إلى ارتكاب أي فعل يعد مخالفاً للقانون أو يمثل إرهاباً على الإطلاق .. حيث لم يثبت حتى الآن أن أياً منهم قد شارك في أية عملية إرهابية .. وهم ملتزمون بنتائج الحوار ولم يحدث أي شيء من قبلهم يخالف النتائج.
وما أحب أن أقوله إن عملية الحوار كانت ناجحة إلى حد كبير وعملية التشكيك في تلك النجاحات إنما تستهدف في الحقيقة أمن اليمن واستقراره فلم يثبت أن أياً من أولئك الذين شملهم الحوار قد ارتكب عملاً يخالف نتائج الحوار حتى الآن.
تنشئة وسطية
برأيكم كيف يمكن تنشئة الشباب وتدريبهم على اعتماد أسلوب التفكير المنهجي العقلاني بحيث يستطيعون بأنفسهم تقييم الأفكار وتمييزها وقياسها ومعرفة الغث والسمين .. وهذا باعتقادي أجدى من عملية الحوار اللاحق إذا اسقطنا على ذلك مبدأ «الوقاية خير من العلاج..؟
أولاً يجب أن نكرس منهج الوسطية في مقرراتنا الدراسية بشكل عام وأن نجعل الحوار مادة أساسية في التعليم حتى يعم الحوار في المدرسة والبيت والشارع والمجتمع بشكل عام.
هناك مفاهيم خاطئة لدى كثير من الأسر في التعامل مع أبنائهم .. لا يتيحون لهم فرصة للتفكير أو إبداء الرأي أو النقد .. والأصل أن الحياة في الإسلام مبنية على الحوار ، فالحوار يجب أن يكون بين الطالب والأستاذ، بين الأب وأبنائه وبين الأخ وأخيه، بين الجار وجاره ، بين المدير والموظف.
يجب أن يكون الحوار أول شيء في حياة الإنسان قال تعالى : «وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ، قال إني أعلم مالا تعلمون ، وعلم آدم الأسماء كلها» ....والخ (الآيات) .
ومن هنا نستدل على أن الحوار أول شيء في حياة الإنسان ، فإذا انعدم الحوار وغاب التفاهم اختل التوازن وحلت القوة محل التعبير عن الرأي.
توجيه المنبر
بعد تسلمكم وزارة الأوقاف والإرشاد ما رؤيتكم أو ما برنامجكم فيما يخص الارشاد الديني الذي يستلزم منكم توجيهه نحو تكريس مبدأ الوسطية والاعتدال ..؟
نحن معنيون بتجسيد برنامج فخامة الأخ الرئيس / علي عبدالله صالح من خلال ما تضمنته مصفوفة الحكومة لتنفيذه ، وتنفيذ ما يمليه علينا الدستور والقوانين النافذة من إعداد الخطباء والمرشدين وإحياء رسالة المسجد حتى يكون التواصل على أكمل وجه وأحسن حال .. ولن يكون كذلك إلا إذا تجسدت مفاهيم الإسلام الصحيحة من على المنبر .. فلا يزال المنبر هو الموجه الأول في حياة الناس ولذلك يجب على الخطيب أن يلتزم بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وأن يلتزم بقول الله تبارك وتعالى :
«ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن» وقوله تبارك وتعالى : «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني» ويجب على الخطيب أن يشعر أن المساجد لله جميعا وأن الخطباء للناس جميعاً وبالتالي يجب أن يوجهوا خطابهم إلى الناس جميعاً وأن يبتعدوا عن الآراء والقناعات الشخصية وأن يرتقوا إلى مستوى المنبر الذي يعتلونه وأن يكون خطابهم خطاباً موحداً لله وأن يبتعدوا عن الآراء التي تمثل هموماً أو تطرفاً أو آراء لم تكن تمسهم إجماعاً ، فلا مجال للقناعات الشخصية في المنبر بل يجب أن يلتزم الخطيب نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.
دورات تشمل عموم المحافظات
وهناك دورات للخطباء والمرشدين ستشمل كل محافظات الجمهورية ، وقد عقدنا في منتصف شهر مايو الماضي دورة لمشرفي الارشاد في محافظة إب عقدت تزامناً مع الاحتفالات بعيد الوحدة اليمنية المباركة.
وهذه الدورة تمثل أساساً يمكن الانطلاق من خلاله الى برنامج أوسع .. ونحن الآن بصدد إنشاء قاعدة بيانات خاصة بالخطباء والمرشدين وأئمة المساجد والتي ستشمل كافة المعلومات والبيانات الشخصية عنهم وما يحفظونه من آيات وسور القرآن الكريم وأحاديث السنة النبوية ومؤهلاتهم ومستوى وعيهم وطريقة القائهم ، والمصادر والمراجع التي يعتمدون عليها في إعداد الخطبة مثلاً .
برامج إرشادية
هذا فيما يخص الخطابة لكن هناك برامج إرشادية أخرى بحاجة إلى توجيه .. فماذا عنها ..؟
هناك برنامج إرشادي دشناه من خلال المراكز الصيفية التنشيطية لتعليم الواجبات الدينية ، وهذا البرنامج بدأناه بتدشين فخامة الأخ الرئيس لنشاط المراكز الصيفية.
ولنا أيضاً مركز توعية متخصصة فهناك مراكز لتحفيظ القرآن الكريم في العديد من محافظات الجمهورية ومناهجنا فيها واضحة تتمثل في تحفيظ وتلقين تلاوة القرآن الكريم وكذلك حفظ وشرح أحاديث الأربعين النووية وأيضاً تدريس مقررات من كتاب «فقه العبادات والمعاملات» الذي ألفه مجموعة من العلماء المتخصصين وهو كتاب ملتزم بالمنهجية الوسطية .. بالإضافة إلى غرس الثقافة الوطنية المتمثلة بمحاضرات من كتاب «المنطلقات الفكرية للثورة اليمنية» للشهيد محمد محمود الزبيري وأيضاً محاضرات من كتاب «اليمن مهد الحضارة» للقاضي الشماحي وكذا من كتاب «الثقافة الإسلامية» وغيرها مما تضمنه منهجنا وفيه الكثير من المفاهيم الوسطية في القضايا الكبرى التي كانت ومازالت محل اهتمام العلماء والباحثين والمفكرين قديماً وحديثاً مسلمين وغير مسلمين.
وهذه المصفوفة نتمنى أن تتحقق نتائجها على أحسن وأكمل وجه وهناك أيضاً في إطار خطة الوزارة لتنفيذ برنامج فخامة الأخ الرئيس ، نحن نسعى إلى إنشاء كلية معاذ بن جبل للعلوم الشرعية التي ستقام إلى جوار مسجد الجند ، وسيكون لهذه الكلية شأن لأنها ستأخذ مناهج الأزهر الشريف وتعمل على تطبيقها وسنستعين بعدد من أصحاب الفضيلة علماء الأزهر الشريف في عملية التدريس لتكريس الوسطية والإعتدال وتحقيق ما نطمح إليه جميعاً من فهم صحيح للإسلام.
التباس
هناك لبس عند البعض حول مفهوم الجهاد .. إذ يحصرونه في الأعمال القتالية .. بينما كما تعرفون أن مفهومه الحقيقي واسع .. ونود من خلالكم توضيح هذا الأمر ..؟
الجهاد لا يقتصر على الجهاد القتالي فحسب بل هناك جهاد النفس وهناك جهاد الكلمة وهناك الجهاد بالعمل .. والجهاد القتالي في الحقيقة لم يشرع إلا في السنة الثانية من الهجرة ، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يدعو إلى سبيل ربه بالكلمة طوال فترة دعوته.. والجهاد القتالي شرع للدفاع عن الدعوة «أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير».
والجهاد القتالي لايكون إلا دفعاً لاعتداء ورفعاً لظلم ، والجهاد القتالي ليس وسيلة من وسائل الدعوة أو نشر الإسلام على الإطلاق ، كما أن للجهاد أحكاماً كثيرة في الإسلام ينبغي التقيد بها لأنه عبادة.
جرم واعتداء وليس جهاداً
وإذا كان عبادة فإن الله لا يقبله إلا إذا أتاه الإنسان وفقاً لما يريده الله تبارك وتعالى ، ولقد أجمع الفقهاء بأن أمر الجهاد القتالي موكول إلى ولي الأمر ولايجوز لأحد من الأشخاص أن يجاهد بالقتال من تلقاء نفسه ولا يجوز له أن يقوم بأي عمل من الأعمال التي قد تمثل إرهاباً في هذا العصر ، فالعمليات التي حدثت هذه لا تعد جهاداً وإنما تعتبرها الشريعة الإسلامية إعتداءً وظلماً وجريمة من الجرائم التي يعاقب مرتكبوها لأنها طالت دماء أبرياء .. ولا يجوز لأحد الاعتداء على أحد بأي حال من الأحوال.
ولأن الأصل في الإسلام نشر الفضيلة ، واختلاف الدين لايدع مبرراً لقتل إنسان مهما يكن دينه مالم يكن محارباً ومقاتلاً في ساحة الحرب ، بل إن الله أمرنا بالاحسان إلى غير المسلمين مالم يقاتلوا.. فالله تبارك وتعالى يقول : «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين» وهناك (124) آية في القرآن الكريم تدعونا إلى الإحسان إلى غير المسلمين و آية واحدة تجيز لنا قتالهم في حال إعتدائهم علينا.
الحفاظ على الاستقرار
ونؤكد للشباب أن اهتمامهم بأنفسهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم والفهم الصحيح للإسلام والتزود بالفنون والمهارات اللازمة لتطوير وطنهم والعمل من أجل مصلحتهم ومصلحة أسرهم ومصلحة مجتمعهم يعد جهاداً في سبيل الله عز وجل لمن أخلصوا النية لله والتزموا أوامر الشرع الحكيم وسينالون ثوابهم من الله عز وجل.
إن الحفاظ على أمن واستقرار الوطن يعد من أفضل الأعمال عند الله عز وجل.
دعوة إلى الموضوعية
كلمة أخيرة تود قولها في هذا اللقاء ؟
نشكر صحيفة الجمهورية على تفاعلها الدائم مع القضايا الوطنية .. وأحب أن أدعو وسائل الإعلام بشكل عام إلى تحري الصدق والموضوعية ، كما أدعو المسئولين إلى التعامل بشفافية مع وسائل الإعلام حتى تحصل على المعلومات الصحيحة وتقدمها إلى الرأي العام بطريقة صحيحة وصادقة لتكون رأياً عاماً يخدم الوطن بشكل عام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.