قبل أن اتوجه اليه بسؤالي قال: سجل عندك اسمي صلاح احمد يوسف احمد العثماني متزوج وأب لثمانية أطفال، بدأت حياتي العملية حفار قبور اي كنت اساعد والدي في حفر القبور منذ حوالي عشرين سنة وبعد وفاته احترفت المهنة حتى اصبحت مشرف مقابر المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان ومدير العثماني الخيرية لتكفين ودفن الموتى .. هذا هو العثماني النباش المشهور كشهرة المقبرة التي يعمل فيها في عاصمة اليمن الاقتصادية والتجارية عدن ، وقفنا معه فواصل الحديث لموقع «مايونيوز» تصور لدينا 15 عاملاً ولا ندفع لهم إلا مبالغ بسيطة من التي يقدمها لنا أهل الخير وبعض المؤسسات حيث أن أسعار القبور لم ترتفع منذ عشرين سنة بينما الأسعار ارتفعت في كل شيء. ويشير العثماني إلى نوعين من أسعار القبور فيقول "هناك قبر كبير وسعره ثلاثة آلاف ريال وقبر صغير سعره الف وخمسمائة ريال والمتوفى الذي اسرته غير قادرة على الدفع نحفر لهُ القبر بالمجان مع دعواتنا للمتوفى بالرحمة والمغفرة حيث يتم اعطاء الحفارين الفاً وخسمائة ريال على القبر الكبير وخمسمائة ريال على القبر الصغير وفي حالة اذا كانت اسرة المتوفى غير قادرة على الدفع نقوم بالدفع للحفارين من عندنا على حسابنا الخاص مما نحصل عليه من أهل الخير وبعض الجمعيات. ويتحدث النباش العثماني عن عدم دعم السلطة المحلية لهم" هؤلاء بالذات لا يقدمون لنا اي شيء ، طرقت أبوابهم أكثر من مرة. العثماني الذي يعول ثمانية أطفال أكبرهم في ال17 يؤكد أنهم لا يخافون العيش جوار المقبرة ، ويتمنى اكبر أولاده أن يكون مهندساً ويصبح شخصية مرموقة في المجتمع. ويتقاضى النباش العثماني راتباً شهرياً من وزارة الأوقاف قدره 7500 ريال وإلى جانب عمله مشرف مقابر يعمل ايضاً مؤذناً في مسجد العثماني ونائباً لإمام المسجد. ويقول: إن لقب العثماني ليس لقبه الحقيقي وإنما كنية اكتسبها واشتهر بها من خلال عمله في مقابر العثماني. ويتحدث النباش العثماني عن تعاملهم في دفن مجهولي الهوية فيقول "نتلقى أوامر وتوجيهات من النيابة العامة باستلام جثث الموتى المفقودين- مجهولي الهوية تعرضوا لحوادث أودت بحياتهم - من ثلاجة مستشفى الجمهورية ونقوم بغسلها وتكفينها والصلاة عليها ودفنها وطبعاً هذه العملية لا تتم إلا بعد جملة من الاجراءات ومنها نشر الإعلانات عن المتوفين مع صورهم لفترة زمنية وبعد مرور الفترة المحددة تأتينا التوجيهات بدفن المتوفين باعتبارهم مجهولين". ويروي النباش صلاح العثماني موقفاً غريباً شاهده خلال فترة طويلة من عملة في المقبرة فيقول" رأيت شخصاً مبتسماً بطريقة توحي أنه مات وهو راض عن موتته ومن بعض المفاجآت كان الحفارون ذات يوم يحفرون في مقبرة مضى عليها أكثر من خمسين سنة تقريباً ويفاجأون أثناء الحفر بوجود جثة طرية وكأنها قبرت قبل ساعات اي انه حوالي خمسين سنة لم يتغير في الجثة اي شيء وأنا اعتبر مثل هذه الحالات علامات الصلاح. ويضيف: أقول لأصحاب الخير والطيبين في هذا البلد أن يعلموا أنهم أموات لا محالة واقول لهم :نحن الآن في كفاح مع الاحياء من اجل الاموات وخاصة الفقراء والمساكين". ويفسر النباش "كفاح مع الاحياء من أجل الأموات " بالقول ": إننا أحياناً نتلقى أوامر من النيابة العامة بدفن جثث مجهولة ونحن لا نمتلك احياناً الفلوس ولا الاكفان ولا نستطيع ان ندفع اجرة الحفارين حينها نلجأ الى الميسورين من الناس وللأسف ان اهل الخير من الميسورين لا يتجاوزون عدد أصابع اليد لذلك اجدها مناسبة هنا لمناشدة فضيلة القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف للنظر في اوضاعنا.. والاهتمام بالحفارين وتوظيفهم حتى يكونوا مسؤولين عن اعمالهم كما اني اجدها مناسبة ايضاً كي اوضح ان ما نشرته صحيفة «الثوري» الاسبوع الماضي بأننا قمنا بدفن عشر جثث في قبر واحد ودون الصلاة عليهم فأنا أؤكد للجميع بأن هذا الخبر ليس له اي اساس من الصحة ولا ندري لماذا يحاول الآخرون تشويه عملنا والاساءة لاعمال الخير.. و كل ما في الامر اننا تلقينا توجيهات من النيابة العامة بناءً على توجيهات النائب العام بدفن عشر جثث من الاموات المجهولين الموجودين في مستشفى الجمهورية بعدن وقد تلقينا توجيهات من عبدالخالق الاغبري مدير ادارة الطب البشري ومن الدكتور يزيد محسن عطروش اختصاصي طب بشري وسموم، تطالبنا باستلام الجثث من ثلاجة مستشفى الجمهورية حيث تم إحضار الأكفان وتكفين الجثث وحفر القبور بوجود ممثل النيابة والبحث الجنائي في مستشفى الجمهورية وبعد الصلاة على الموتى في المقبرة تم دفن الاموات كل واحد في قبر، عكس ما جاء في ذلك الخبر الذي نشرته صحيفة «الثوري» علماً بأن لدينا محضراً وقعت عليه النيابة والبحث الجنائي بعد ان تمت عملية الدفن حتى الشخص الذي ورد التصريح في «الثوري» باسمه هو موقع معنا في المحضر لذلك لاداعي لتشويه الحقائق وخداع الناس".