تشهد العديد من المدن والقرى المصرية في الوقت الراهن إقبالاً منقطع النظير على حجاب البنات من سن الثامنة. وقد انتشرت تلك الظاهرة بعد مأساة الطفلة هند محمد عيد والتي تعرضت للاغتصاب وهي في الحادية عشرة من عمرها وأنجبت طفلة وأصبحت مثار اهتمام الرأي العام بعد توجيهات مباشرة من السيدة سوزان مبارك بالاهتمام بالطفلة وأمها وإعادة فتح التحقيق في القضية. وكانت ظاهرة حجاب الإناث في سن مبكر قد عرفها بعض الأصوليين على نطاق ضيق منذ سنوات، ورفضها الكثيرون لأنها تعد من قبيل الغلو في الدين، غير أن مساجد القاهرة قد شهدت في الجمعة الماضية توافد آلاف المصلين وزوجاتهم ومعهم بناتهم يرتدين الخمار بالرغم من أن الكثير منهن لم يبلغن الحيض بعد، وهو الشرط الذي وضعه النبي الكريم صلي الله عليه وسلم من أجل إن ترتدي الحجاب والوارد في الحديث «يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لا يصح أن يرى منها إلا هذا وذاك وأشار إلى وجهه وكفيه». وتشهد القاهرة في الوقت الراهن جدلاً شديداً بين عدد من الدعاة حول جواز ارتداء الطفلة الحجاب. وأكد الشيخ محمد حسان وهو من أعلام الدعوة في الفضائيات أن حجاب الفتاة غير مرتبط بسن معين ولكنه مرهون بمدى نضجها وبلوغها الحيض. ورفض فكرة تحديد سن للحجاب مشيراً الى وجود فتيات ينضجن في سن الثامنة وأخريات في العاشرة وشدد على ضرورة ستر الفتاة بالحجاب الشرعي مشيراً إلى أن غطاء الشعر بمفرده لا يكفي حيث لا يليق بالفتاة المسلمة أن ترتدي الحجاب على بنطلون جينز ضيق. ودعا الشيخ أبو اسحق الحويني عالم السنة وأحد كبار المحدثين الأسرة المسلمة لأن تهتم بتربية النشء تربية صالحة واعتبر ما جرى للطفلة هند بأنه مأساة ينبغي أن تعيد المجتمع لوعيه. وانتقد الذين يدعون لحرية المرأة في أن ترتدي ما تشاء مؤكداً على أن الإسلام وضع شروطاً ينبغي عدم الخروج عنها بأي شكل. هذا وقد ظهرت في الأسواق خلال الأيام الماضية ملابس للمحجبات في سن الطفولة وتباع بعضها أمام المساجد فضلاً عن المحلات التي تبيع الأزياء الإسلامية.