- علي محسن صالح: المركز سيحرص على تعزيز دور الأبحاث والدراسات العلمية بقواعد منهجية بعيداً عن الانحياز حضر الأخ /عبد ربه منصور هاد ي نائب رئيس الجمهورية أمس في قاعة الزعيم جمال عبد الناصر بجامعة صنعاء حفل إشهار المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات). وكان في استقباله هناك الإخوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور/ صالح علي باصرة ورئيس الهيئة التأسيسية للمركز/علي محسن صالح ، ونائب رئيس جامعة صنعاء الدكتور/ أحمد الكبسي ، ورئيس مجلس إدارة المركز أحمد إسماعيل أبو حورية وعدد آخر من المسؤولين . وفي الحفل الذي حضره وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي ، وعدد من رؤساء المؤسسات الإعلامية ورؤساء تحرير الصحف الأهلية والحزبية والرسمية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الثقافية والاجتماعية المهتمة بجوانب الثقافة والتاريخ والبحث العلمي، تحدث نائب رئيس الجمهورية بكلمة عبر في مستهلها عن سعادته لحضور هذا الحفل نيابة عن فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح/ رئيس الجمهورية بمناسبة إشهارالمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات ) وتدشين نشاطاته بإقامة ندوة علمية عن (الهوية الثقافية الوطنية في اليمن) ومعرض عن المخطوطات. وقال : إن مراكز البحث العلمي بكل صورها تعتبر مهمة جداً على مستوى المجتمع مؤسسات وهيئات ونظم ، لما تقدمه من دراسات وتصورات مستقبلية تهتم بها كل الشعوب المتحضرة وتحتل الموقع الأهم في كل العالم. وأشار نائب رئيس الجمهورية إلى أن التخطيط العلمي للمستقبل بكل مناحيه يحتاج لحوالي خمسين في المئة من المعلومات التى تقدمها مراكز البحث العلمي والدراسات المستقبلية .. مبيناً أن تلك المعلومات يحتاج إليها كل من له علاقه بالعمل العلمي والإداري والحكومي لإيضاح كل الخطوط العامة المطلوب استشراف علومها. وقال : المراكز البحثية تقدم الدراسات الاستراتيجية التفصيلية بصورة دائمة كل ربع قرن أو نصف قرن وهو ما يحتاج اليه المجتمع ويصب في خدمة الغايات والأهداف المنشودة في مختلف الاتجاهات الحياتية المطلوبة ، ويعطي هذه المراكز الاهتمام الخاص لمساندة جهودها ومهامها في ميدان البحث العلمي. وأضاف : إننا في الوطن العربي والعالم الثالث للأسف الشديد لم نعط الاهتمام المطلوب في هذا الجانب خصوصاً ، واننا بحاجة ماسة لدراسات استراتيجية في كافة المجالات سواء الصحة والزراعة والتربية والتعليم والمناهج الدراسية أو تقييم المستويات في كل ما يهم آفاق التطور المنشود.. مشيراً إلى أن الحكومة معنية تماماً في إيلاء مراكز البحث العلمي أهمية خاصة وربط الدراسات البحثية العملية بأهداف الخطط المستقبلية .. مشدداً على أهمية إعطاء هذا الجانب المكانة المناسبة بدءاً من موازنات العام القادم. واختتم الأخ نائب رئيس الجمهورية كلمته بالقول : نشد على يد الإخوة في الهيئة التأسيسية والمستشارين والمؤسسيين للمركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل (منارات ) ..معرباً عن ثقته العميقة بأن هذا الصرح العلمي بكل مساراته الثقافية والاقتصادية والتاريخية سيشكل إضافة نوعية ..متمنياً للمركز التوفيق والنجاح في مهامه . كلمة علي محسن صالح من جانبه اعتبر رئيس الهيئة التأسيسية لمركز الدراسات علي محسن صالح أن الإعلان عن ميلاد مركز الدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل/ منارات/ وتدشين نشاطه العلمي يأتي استجابة للحاجة الموضوعية لشعبنا ومجتمعنا في مسيرة الوحدة اليمينة واستراتيجيات النهوض الشامل . . مبيناً أن أبعاد الحاجة لمركز منارات تعكس اتساع عمله على الصعيد الوطني بأكمله وتمتعه باستقلالية في تكويناته ونشاطاته البحثية من خلال اهتمامه بالماضي والحاضر والمستقبل بجهود تكاملية مشتركة مع الآخرين . ولفت إلى أن المركز سيمثل فضاء حراً لمئات الكوادر العلمية المتخصصة من أبناء الشعب في مختلف المجالات العلمية التي تسعى لتحقيق نجاح ملفت في سياق التنسيق والتعاون والتكامل الدراسي والبحثي الذي من شأنه الارتقاء بمجال البحث والدراسات العلمية على الصعيد الوطني بما يسهم بفاعلية في ترشيد الوعي الاجتماعي ويضفي المزيد من الفاعلية على البعد العلمي في عمليات التخطيط والتقويم للتنفيذ التنموي لصناع القرار.. مشيراً إلى أن المركز سينشط من دور البحث وفاعليته في قراءة التاريخ اليمني العريق والثمين ودوره وأبعاده العربية والإسلامية والإنسانية ، إضافة إلى التفاعل الإيجابي والمثمر مع المحيط الخارجي بما يليق ومكانة الجمهورية اليمنية . وأكد رئيس المركز أن المركز سيحرص على تعزيز دور الأبحاث والدراسات العلمية انطلاقاً من القواعد المنهجية وبعيدًا عن الانحياز أو أي تأثير تحت سقف الموضوعية العلمية. . مشيداً بالتفاعل الإيجابي مع المركز من جميع الأطراف والجهات الرسمية والأهلية والخاصة التي تعمل في مجال الأبحاث والدراسات ، مؤكداً بأن المركز سيعمل على جمع ودراسة وتوثيق مصادر التاريخ اليمني والعمل على تنقيتها مما شابها وعلق بها من تشويه وتحريف - من جهة - والبحث عن حلقاتها المفقودة وإحياء الحلقات المسكوت عنها عبر مختلف عصور الحضارة اليمنية بأبعادها الوطنية والعربية والإسلامية وإلانسانية من جهة أخرى. وأكد علي محسن صالح بأن المركز سيعمل على الاضطلاع بإجراء الدراسات العلمية التاريخية والاجتماعية في مختلف المجالات ذات الصلة باستراتيجيات المستقبل ، وبما يسهم في تعزيز القدرات الوطنية لتحقيق أهداف المستقبل وفتح آفاق جديدة قادرة على التفاعل مع المعطيات والتحولات المضطردة وطنياً وإقليمياً ودولياً . كلمة وزير التعليم العالي إلى ذلك اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور/ صالح باصرة أن تأسيس المركز خطوة متميزة في مجال بناء المراكز العلمية الباحثة والدارسة في مختلف شؤون وقضايا اليمن في زمن التحديات الكبيرة التي تواجهها اليمن في إطاره الوطني والقومي والإسلامي ، وفي ظل متغيرات كبيرة يشهدها العالم وكذا في ظل تسارع كبير لثورة المعلومات والاتصالات .. وقال : لعل من مزايا هذا المركز الجديد أنه يحمل في اسمه ، وبالتالي في برامجه وأنشطته القريبة والبعيدة صفة التواصل العالمي والعلمي بين ثلاث حلقات في حياة كل مجتمع بشري وهي الماضي والحاضر والمستقبل. وأضاف : إن المركز سيدرس الماضي للكشف عما لم يكشف عنه بعد ، ويربط بين هذا الماضي والحاضر والمستقبل كدروس وكتراكم حضاري معرفي وسلوكي وبين الحاضر كحياة معاشة في كل الجوانب ، والمستقبل كطموح يعمل المجتمع على الوصول اليه. بيان إشهار المركز بعد ذلك تلا رئيس مجلس إدارة المركز أحمد إسماعيل أبو حورية بيان إشهار مركز دراسات ، والذي عرض فيه مراحل التحضير لإنشاء المركز .. مؤكداً أن إنشاء المركز يأتي تتويجاً رائعاً للكثير من الجهود المتواترة والواسعة التي امتدت منذ شهر أغسطس 2005م ، وشارك فيها العشرات من الشخصيات الوطنية والنخب العلمية والمتخصصة في مختلف العلوم والفنون والآداب. وأكد بيان الإشهار أن المركز سيحرص ضمن توجهاته المستقبلية الاهتمام بقضايا الفكر والممارسة والعمل على تأصيل وترسيخ النهج الديمقراطي ارتباطاً بحقائق ومعطيات البنى الاقتصادية والاجتماعية بكل مؤثراتها وارتباطها الموضوعي والتاريخي وكذا العمل على تعزيز وتوسيع النهج الاستراتيجي الذي يتسم بالترابط والتكامل والتفاعل بين عمليات التخطيط والتنفيذ والتطوير ويؤمن المرونة اللازمة للنجاح في تحقيق الأهداف وتحقيق التطور والارتقاء المستمر. فيما أكد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل عبده محمد حكيمي أهمية هذا المركز كمؤسسة علمية بحثية أهلية مستقلة تضم في عضويتها نخبة من ذوي الاختصاصات والخبرة في مجال الدراسات التاريخية والأبحاث العلمية والاجتماعية .. منوهاً بأن إنشاء المركز يتزامن مع الحاجة المتنامية للبحوث والدراسات كمصدر معلوماتي وتوثيقي لتاريخ الشعوب والأمم .. وأشار إلى أهمية دور البحث في وضع الخطط والبرامج الأكثر ارتباطاً بالاحتياجات والأولويات البشرية ، مما يعزز دعم المراكز البحثية سواء كانت حكومية أم أهلية ومدها بالكوادر المؤهلة والمتخصصة ودعمها مالياً ؛ لكي تحقق رسالتها في إيجاد قاعدة معلومات تسهم بفاعلية في التخطيط للعمليات التنموية بالمجتمع. معرض المخطوطات التاريخية وفي نهاية حفل الإشهار افتتح الأخ/ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية نشاطات المركز بافتتاح المخطوطات التاريخية والعلمية والتى شملت عدداً كبيراً من المخطوطات النادرة ، والتى تحكي تاريخاً محدداً لأزمنة وعصور مختلفة.. وبعد أن تجول في أنحاء المعرض دوّن الأخ نائب رئيس الجمهورية في سجل الزيارات كلمة أعرب فيها عن عظيم سروره لحضوره حفل إشهار هذا المركز العلمي الجديد الذي يأتي إشهاره متزامنا ًمع احتفالات شعبنا اليمني بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر في ظل تزايد المنجزات الوطنية على مختلف صعد البناء التنموي بكل صوره ..مؤكداً أن الترجمة الصادقة لبرنامج فخامة الأخ الرئيس/ علي عبد الله صالح رئيس الجمهوية ستقدم الحلول العملية والمنطقية لكل إشكالات التعثر . جلسات أعمال الندوة بعد ذلك بدأت جلسات أعمال ندوة (الهوية الثقافية الوطنية في اليمن..أبعادها النظرية ودلالاتها الموضوعية) التي دشن بها المركز أولى فعالياته ونشاطاته، بمشاركة ما بين( 300-250 ) أكاديمي وباحث ومتخصص، بالإضافة إلى عدد من أعضاء الهيئة التأسيسية وممثلي الجهات ذات العلاقة. واستهلت جلسات أعمال الندوة التي تتناول على مدى يومين 14 ورقة عمل موزعة على ثلاثة اتجاهات هي التاريخي والفكري النظري والفكري التطبيقي، بجلسة العمل العامة الأولى برئاسة الدكتور حسين العمري. وتم خلال الجلسة تقديم خمس أوراق عمل ، منها ورقة العمل المحورية التي تحمل عنوان الندوة (الهوية الثقافية الوطنية في اليمن .. أبعادها النظرية والقومية العامة ودلالاتها الموضوعية الخاصة)، والمقدمة من قبل أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء عضو مجلس الأمناء الدكتور/ صالح العودي، بالإضافة إلى ورقة (الأسس الفلسفية والنظرية للهوية الثقافية الوطنية والقومية) للدكتور/ حسن محمد الكحلاني، وورقة (الثقافة ، العولمة، والهوية) للأستاذ هشام علي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات والملكية الفكرية، وورقة الأستاذ قادري أحمد حيدر، تناولت (قراءة في بحث الدكتور العودي من مركز الدراسات والبحوث اليمني )، وورقة للدكتور سلطان علي الزريقي تناولت (الفلسفة العربية الإسلامية، دفاعاً عن التراث.. دفاعاً عن الهوية الثقافية الوطنية). وتوزعت ورقة العمل الأولى على ثلاثة تقسيمات رئيسة : اهتم الأول بالمفاهيم والمعادلات المنهجية والنظرية العامة في دراسة المجتمعات البشرية، بينما اهتم الثاني بالهوية الثقافية القومية لليمن والوطن العربي، وركز الثالث على ثوابت الهوية الثقافية الوطنية الخاصة في اليمن وعلاقتها بالمكان. وفيما تناول القسم الأول من تقسيمات الورقة، المفاهيم، ومعدلات العلاقة الجدلية بين فائض المكان والهوية الثقافية لمجتمعات ما قبل الثورة الصناعية، والعلم والتكنولوجيا كمتغير رئيس للتطور في الحاضر والمستقبل بدلا ًعن موارد المكان في الماضي، فإن القسم الثاني تلخص في بحث جانبين هما : مقو مات الهوية الثقافية والقومية العربية مكاناً وإنساناً، وواقع الهوية الثقافية العربية وخيارات الماضي والحاضر في التغيير.. وتمحور القسم الثالث من ورقة العمل الأولى للدكتور/ حمود العودي على البحث في ثمانية محاور، قبل أن يختتم ورقته بالتأكيد على أنه لا ينبغي أن نأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا، وتضمنت المحاور الثمانية ، الشراكة السياسية في السلطة (دلالاتها السياسية وأسبابها الموضوعية)، خاصية التعاون في العمل والإنتاج (بين الخيار الشعبي والرسمي والضرورة الموضوعية)، وخاصية احترام العمل المهني المنتج (حيثياته الاجتماعية وضروراته الواقعية) ، وندية الحقوق والتعامل الشخصي (وقائعه الاجتماعية وأسبابه الموضوعية)، وسرعة التفاعل مع الآخر(حيثياته التاريخية ودلالاته الذاتية والموضوعية) ، وخاصية رفض الأمر الواقع (مظاهرها، أسبابها، عيوبها ومزاياها)، وعقلانية التفكير والسلوك (حيثياتها الواقعية وأسبابها الاجتماعية والموضوعية)، ومكون الاستقرار وعدم الاستقرار السياسي(بين معادلة توازن الاستقرار واختلال الانهيار). بينما تلخصت ورقة العمل الثانية المقدمة للجلسة تحت عنوان (الأسس الفلسفية والنظرية للهوية الثقافية الوطنية والقومية) للدكتور حسن محمد الكحلاني، في التأكيد بأن الخطر الذي يهدد شعوبنا العربية، يتمثل في الانتماءات التقليدية التي تسبق وجود الدولة والوطن، مشيرة إلى أن التعصب للانتماءات المحلية القديمة، يشكل تعارضاً تاماً مع قيام الكيان السياسي الجديد ومع الولاء للوطن الأكبر، وقيم عصرنا ومع إنجازاته البشرية من إصلاحات وثورات سياسية واجتماعية وفكرية ، منوهة بأن التعصب لتلك الكيانات والتمسك بها على حساب الانتماء للوطن والدولة والأمة يمثل سبباً جوهرياً في حالة التمزق والتخلف الشامل باعتبارها عودة إلى حالة الغريزة والطبيعة والحياة مع القطيع ويتضمن التخلي عن دور العقل.. ورأى مقدم الورقة أن من بين الحلول المطلوبة لمواجهة تشظي المجتمع، ما يتجلى في تكريس فكرة الانتماء والولاء للكيان الاجتماعي والسياسي الجديد الذي يقوم على العقل، ويحل القانون والمواطنة محل العلاقات المحلية التقليدية ووضع صيغ ثقافية جديدة تعبر عن الحياة وفقاً للعقل وليس للغريزة. أما الأستاذ/ هشام علي - وكيل وزارة الثقافة لقطاع المصنفات وحقوق الملكية الفكرية - فقد أكد في ورقته التي تمحورت حول(الثقافة ،العولمة،والهوية) أن سؤال الهوية إشكالي ومن الصعب تحديد إجابة معينة له، مشيراً في ذات الصدد إلى أنها تتعدد بتعدد الذات التي يمكن أن تأخذ وجوهاً متعددة وبتعدد الأفراد داخل المجتمع، حيث قد تشير إلى الدين أو القومية وربما تجمع بينهما في آن، مؤكدًا ضرورة تحرير الهوية من الماضي وربطها بالحداثة وأفقها التنويري والديمقراطي .. وفي تقديمه لقراءة حول بحث الدكتور العودي أشار الأستاذ/ قادري أحمد حيدر عن مركز الدراسات والبحوث في ورقته إلى أن مسألة التعليم وإصلاحه وإعادة تشكيل البناء الثقافي والفكري ديمقراطياً هي إحدى المطالب الداخلية السياسية والثقافية والوطنية والمطلوب إصلاحها على أن مطلب أمريكا خصوصاً ودعوتها للإصلاح والديمقراطية هي دعوى حق يراد بها باطل خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر2001م. أما الورقة الأخيرة المقدمة للجلسة بعنوان ( الفلسفة العربية الإسلامية ، دفاعاً عن التراث، دفاعاً عن الهوية الثقافية الوطنية) للدكتور/ سلطان علي الزريقي فقد تمحورت في ثلاثة محاور يتعلق الأول بمقومات الهوية الثقافية ، والثاني بعلاقة الفلسفة بالتراث وموقفها المدافع عنه وعن الهوية الثقافية ، والثالث بأزمة الفلسفة والخيارات الآنية والمستقبلية في التجديد والتغيير.. مشيرة إلى أن المثقف وجد نفسه بين ثلاثة خيارات إما القطيعة مع التراث أو البحث عن لحظة مصالحة معه بحيث يصبح الماضي صالحاً للحاضر أو يقف مع الذين يسعون إلى إخراج الجديد من رحم القديم ، وقد بينت الدراسة أن هذا الموقف الوسطي التوفيقي الذي يبدو أنه أجدر من غيره على الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها المثقف العربي المأزوم في هذا العصر المضطرب بالقلق. وتخلل جلسة العمل العامة الأولى، مناقشة عامة الأوراق المقدمة من قبل المشاركين والحضور، كما قدمت عدد من الردود والتعقيبات التي ساهمت في إثراء محاور الجلسة وموضوعها الجوهري وأوراقها المختلفة. هذا وتتواصل جلسات أعمال الندوة اليوم مركزة على عدد من أوراق العمل الموزعة على ثلاثة اتجاهات رئيسة : هي الاتجاه التاريخي والفكري التطبيقي والفكري النظري.