ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الفطر المبارك الذي يحل علينا هذا العام في ظل أوضاع اقتصادية متردية تعاني منها الكثير من الأسر المسحوقة من الفقراء والمساكين والمعدمين الذين عاشوا في ظلال رمضان في أجواء إيمانية مليئة بالروحانية ومشبعة بالتراحم والتكافل الذي جعلهم يعيشون في رحابة دونما أدنى شعور بالفاقة أو الحاجة، وها هو العيد يدلف عليهم كضيف ثقيل الظل يجدون فيه أنفسهم مطالبين بجملة من الالتزامات الأسرية من كسوة وحاجيات العيد التي لاطاقة لهم بها في ظل الجشع المتزايد للتجار ورجال المال والأعمال في الزيادة المجحفة في أسعار هذه المواد الغذائية والاستهلاكية والتي تبلغ حدود الذروة في موسم العيد حيث تسيطر المزاجية والعشوائية والارتجالية على حركة البيع والشراء فكل يبيع بالسعر الذي يريد دون أن يكون لأحد مهما كانت صفته ومهما كان موقعه أي اعتراض أو تدخل ليجد المواطن المسكين نفسه مضطراً للرضوخ للأمر الواقع وسط إصرار من قبل الأولاد على شراء متطلبات العيد فيقوم بالشراء وهو يعلم علم اليقين أن القيمة الفعلية لهذه الحاجيات أدنى مما يطلبه التاجر في موسم العيد بنحو يصل إلى الضعف. ٭الكثير من هذه الأسر يضحكون على أطفالهم بالعبارة المتداولة بأن العيد هو عيد العافية وليس عيد الملابس الجديدة وتنطوي هذه الضحكة على البعض ولكنها لاتؤتي أكلها عند البعض الآخر عندها يضطر رب الأسرة إلى «السلف» أو بيع الأغراض الثمينة و أحياناً قد يضطر البعض إلى رهن بصيرة بيته من أجل تلبية رغبات أولاده ومتطلباتهم للعيد بُغية رسم ملامح الفرح والابتهاج على وجوه أولادهم في هذا اليوم مثلهم مثل أولاد الميسورين. وهنا أتمنى أن يستشعر التجار والميسورون والمؤسسات الخيرية معاناة هذه الأسر الفقيرة فيعملوا على رسم الفرحة على محياهم بمساعدتهم بكسوة العيد ومتطلباته.. وأجدها فرصة لأسجي عبارات الشكر والثناء والعرفان لأولاد المرحوم هائل سعيد أنعم ولجمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية ومؤسسة الصالح الاجتماعية الخيرية لما يقدمونه من خدمات إنسانية جليلة على مدار العام لخدمة المساكين والمحتاجين.. سائلين من الله لهم القبول والفوز بالجنة، وعيدكم مبارك وعساكم من عواده.