عكست ريشة التشكيليين اليمنيين و العرب من دول المغرب العربي في ست لوحات جدارية الكثير من المعاني و الدلالات المعبرة عن السلام والوحدة والحضارة والحب والفن والأصالة. وجاءت هذه اللوحات نتاجاً لأعمال مشتركة انجزها المرسم الحر الذي نظمته على مدى ثلاثة ايام في إطار الملتقى التشكيلي العربي بصنعاء وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة إبحار للطفولة و مجموعة رؤى الدولية للفترة 10- 19نوفمبر الجاري بصنعاء. صنعاء ..بداية العشق تجلت صنعاء القديمة بملامحها اكثر جمالاً في لوحة التشكيلي التونسي فوزي بن كحلة :" لدينا معمار جميل في تونس ولكن ليس بهذه الفرادة المعمارية التي تتجلى بها صنعاء فحقيقة المعمار هنا انه يتميز وينفرد بخاصيتين هامتين هما : البساطة و التلقائية بالاضافة الى الفنية العالية. ويضيف بن كحلة : لهذا السبب عشقت منظرها وسكبت عشقي لها رسماً ولوناً وخطوطاً على لوحتي بطريقة غير تقليدية ابتعدت عن المألوف. وقال : هذه طريقتي في الرسم اذ حاولت أن أضفي التلقائية والتجريد في اللمسات الفنية، وحاولت تقسيم ألوان اللوحة إلى ثلاثة تقاسيم ركزت على استخدام الألوان الحارة في الوسط بينما وزعت الألوان الهادئة في جانبي اللوحة. وحدة الحلم فيما تناولت ريشة التشكيلي الهادي الطرابلسي ومعه كل من الفنانين التشكيليين أماني البابا، فوزي بن كحلة، ومنصور الحاج في لوحة مشتركة السلام كقضية ومبدأ وحلم جسدت مجمل تعابيره في ملامح فنية اكدت الرغبة الجامحة للعالم العربي في السلام والعدالة، من خلال رسم حروف كلمة السلام بأشكال فنية حالمة وألوان دافئة تنسجم و الحب و السلام كما تؤكد الكفوف المختومة في أسفل اللوحة عن رغبة العالم العربي في إحلال السلام والحب والعدالة ،مع إضافة بعض الرموز الفنية والمفردات التاريخية لمدينة "صفاقس" التونسية، وبعض المدن التاريخية للعالم العربي ومنها "صنعاء". وحدة النبع فيما اختار اعضاء المجموعة التشكيلية:وليد دله، وليد البحري، خليل السري ومحمد عبد الوهاب "الإنسان " عنواناً للوحتهم المشتركة والتي حاولت التعريف بمنبع الإنسان الحقيقي وكينونته و حضارته الأصلية وذلك من خلال الرموز الفنية المنثورة حول الأشخاص مختلفي الاعمار يتقاطرون خروجاً من بطن الأرض التي يرجع إليها كل البشر، ويتجهون إلى جهات متعددة على سطح الأرض، كما تعززت الفكرة باختيار الألوان المناسبة والقريبة من واقع الرموز لتحل محل اللغة المفسرة لمحتوى اللوحة، إلى جانب أشكال تعبيرية رافقت الرسوم الرئيسة كالنباتات لتوضح ملامح وطبيعتها الشفافة والنقية بحسب رؤية المجموعة. وحدة الحضارة أما التشكيليون:عادل الماوري، زكي اليافعي، حمود الضبياني، خليل النسري والتشكيلية سمر عبده فقد جسدوا في لوحتين جداريتين مشتركتين موضوع "وحدة الحضارة العربية " من خلال رسم الحروف الأولى من كل دولة عربية ممزوجة ببعض الزخارف المتنوعة لبعض المدن العربية بحسب قول التشكيلي عادل الماوري في حديثه لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " اخترنا في لوحتنا بكل بساطة ووضوح وبدون تعقيد وحدة الحضارة العربية باختيار الحروف الأولى من كل دولة وبعض الزخارف من مدينة صنعاء، وزخارف من بعض شوارع ومدن أفريقيا.. كما لم ننس فيها وحدة الألوان". بينما تناولت اللوحة الأخرى العديد من التكوينات والزخرفة التقليدية، لمفردات يمنية وعربية، منها الجنبية، والقمرية، وبعض ملامح المدن القديمة في بعض الأقطار العربية. نافذة رموز تقليدية ليبية وأخرى تونسية ومثلها يمنية هي المفردات التي جسدتها ريشة التشكيليين التونسي الدكتور خليفة البرادعي والليبي رمضان نصر أبو رأس في لوحة حاولت الجمع بين مفردات يمنية وليبية وتونسية كمفردات شائعة التناول حرفياً ومعمارياً بما فيها "الخُمسة" التونسية وبعض من المفردات الليبية ذات الدلالة التقليدية كحركة الدوران" فيما خصت " القمرية "والنوافذ والزخارف المعمارية للتعبير عن الخصوصية اليمنية. و يستمر الملتقى التشكيلي العربي الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع مؤسسة إبحار للطفولة و الإبداع و مجموعة رؤى الدولية بصنعاء حتى 19 نوفمبر الجاري بمشاركة 42 فناناً تشكيلياً منهم /9/ تشكيليين من تونس وليبيا والمغرب العربي، و/33/ فناناً تشكيلياً من الهواة والمحترفين من مختلف محافظات الجمهورية، بالإضافة إلى كبار الفنانين التشكيليين اليمنيين الفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للفن التشكيلي. وتضمن برنامج الملتقى في ايامه الاولى العديد من الأنشطة والفعاليات ابرزها المعرض التشكيلي المشترك الذي افتتحه وزير الثقافة والسفير التونسي في العاشر من نوفمبر وضم نحو /70/ لوحة فنية لفنانين تشكيليين من اليمن والمغرب العربي تناولت في مضمونها هموماً وقضايا عربية تحكي قصصاً ووقائع وأحداثاً تاريخية، وتجسد ملامح شخصية رسمتها أنامل إبداعية عربية ويمنية