عاجل: قبائل همدان بصنعاء تنتفض ضد مليشيات الحوثي وتسيطر على أطقم ومعدات حوثية دخلت القبيلة "شاهد"    الكشف عن ترتيبات أمريكية مؤلمة للحكومة الشرعية وقاسية على القضية الجنوبية    عبدالملك الحوثي يكلف هذا القيادي بملاحقة قيادات حزب المؤتمر بصنعاء ومداهمة مقراتهم وما فعله الأخير كان صادما!    هل تتجه المنطقة نحو تصعيد عسكري جديد؟ كاتب صحفي يكشف ان اليمن مفتاح اللغز    نهاية مأساوية لطبيبة سعودية بعد مناوبة في عملها لمدة 24 ساعة (الاسم والصور)    ظلام دامس يلف عدن: مشروع الكهرباء التجارية يلفظ أنفاسه الأخيرة تحت وطأة الأزمة!    محمد علي الحوثي: "غادري يا ميسون فهو الأفضل لش".. بمن يتغزل "الطبل"؟    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    البريمييرليغ: اليونايتد يتفوق على نيوكاسل    نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من يتسامح مع من
على هامش كارثة يناير المشؤومة

جامعة عدن الصرح العلمي الشامخ والقلعة العلمية المستنيرةحملت على كاهلها مسئولية التنوير ونشر العلم والمعرفة بين أوساط المجتمع ، وهاهم حملة مشاعل النور والتنوير من الأساتذة والأكاديميين في الجامعة يبدون رأيهم بكل وضوح وشفافية على أصحاب الشعارات الزائفة من يقومون بتوظيف أحداث الماضي التشطيري في المحافظات الجنوبية من خلال استخدام اللافتات الكبيرة لأهداف صغيرة مغمرة.. وليقولوا جميعاً وبصوت واحد : «موتوا بغيضكم فالوطن محصن بوحدته ومحروس بوفاء أبنائه ولن تعود عجلة التاريخ إلى الوراء مرة ثانية».
يوم مشؤوم
د.عبدالله محمد العكل عميد كلية التربية ردفان يتحدث بقوله: فرصة سعيدة للتحدث عن اليوم المشؤوم 13يناير 1986م أولاً يجب أن يسمع الجميع بصوت عالٍ بأن احداث 13يناير مؤلمة جداً ومشؤومة فعلاً فقد فيها أبناء الشعب اليمني الكثير من القيادات التاريخية والمجربة طيلة مسيرة العمل الوطني.. وهنا يتساءل المرء من يتسامح مع من...؟ هؤلاء الذين يدعون بأن يوم 13يناير هو يوم التسامح والتصافح هل يتناسون بأنه منذ احداث 67م مروراً ب69مروراً ب78 هل تناسوا ذلك وهل تم اقتصار الأمر لاختيار التسامح مع احداث 1986م أم أن هناك أحداثاً أخرى..؟
أجزم وأقول بأن من يرتدي ملابس الأمس ويخلعها ويريد أن يرتدي ملابس أخرى بثوب جديد وبلغة جديدة وبلهجة جديدة لاتخدم المصلحة العامة للوطن ولاتخدم التنمية في اليمن الحديث والذي نسميه يمن 22مايو يمن الوحدة يمن الحرية يمن الديمقراطية.
ثانياً: أليس المؤتمر الشعبي العام من دعا للتسامح والتصالح..؟
أليست هذه السياسة المعلنة على الطاولة للمؤتمر هي من دعت للتصالح والتسامح..؟ لماذا هؤلاء يدعون اليوم بأنهم هم دعاة التصالح والتسامح.. وهم العكس من كل ذلك.. ألم يذكر المرء كم من أرامل وكم من أطفال؟ وكم من مشردين وكم من ضحايا؟ لاتعرف هوية بعضهم حتى هذا اليوم.. أين هم ولهذا يطرح السؤال على نفسه.. يتصالح من؟ مع من؟
مجاميع حاقدة
ويضيف عميد كلية التربية بردفان قائلاً: هناك الكثير من المحطات التي يجب على المرء أن يتفكر بها وخصوصاً الأكاديميين فبعد أحداث 1994م ألا يعتقد المرء أن تلك الفترة وحتى اليوم والتي لم تسقط فيه أو تسفك فيها قطرة دم وأن ذلك خير وثمار من ثمار وفضل الوحدة المباركة.. أم أن تلك المجموعة الحاقدة التي تعودت كل فترة زمن على تصفيات جسدية هذه ثقافتهم والتي مازالت عقولهم منطوية عليها.
هذه حقيقة أمر واقع من أن تلك الجماعة يريدون إثارة النعرات الطائفية والمناطقية والاشكالات والفتن السابقة واعادتها من جديد بين أبناء الوطن اليمني الواحد..ونتساءل ونقول: أليس بعد تحقيق الوحدة اليمنية هناك أصلاً تسامح بين أبناء الشعب اليمني قاطبة وانتهى الموضوع بعد اعلان الوحدة مباشرة وليس بعد 1994م.
من يدعو إلى التسامح والتصافح؟
ألم يكن المؤتمر الشعبي العام منذ تأسيسه في الثمانينيات وهو يدعو في كل وثائقه وأدبياته إلى التسامح والتصافح بين كل أبناء الشعب اليمني في إطار عمل وتوجه وطن واحد.
فلماذا هذه المجموعة التي فقدت مصالحها تدعو اليوم بنفس الوجوه وبنفس الآلية التي عفا عليها الزمن.. فلماذا استغلال المناسبات والظروف للإضرار بمصالح الوطن خاصة وقد وجه فخامة الأخ رئيس الجمهورية الدعوة لهم والسماح بالمشاركة في الحياة السياسية وإعلان الأحزاب في اطار الديمقراطية وفي ظل دولة الوحدة الفتية وهذا ماندعو له ولن نحيد عنه مهما كلف الثمن.
ندعو كل الشرفاء في كل الوطن بأن يستوعبوا المرحلة جيداً وبعدم العودة إلى زمن التفرقة والقلاقل والمشاكل وأن يتمسكوا بإنجازات ومكاسب الوحدة والثورة.. وأن يحافظوا على مصلحة وطنهم وطن ال22من مايو يمن التحديث، يمن التحولات فمانريده هو انعاش الوضع الاقتصادي والمعيشي وهذا لن يكون بإثارة الفتن والمشاكل وإنما بمعالجة الأخطاء ومكافحة الفساد أينما كان وحيثما وجد.
وأكرر الدعوة لكل أبناء الوطن أن يستوعبوا خطورة وأهمية المرحلة حتى نتمكن من تحقيق مالم نستطع تحقيقه خلال الفترة الماضية وعلى هؤلاء الشواذ أن يستفيدوا ويتعضوا بماحققه الوطن والمحافظات الجنوبية والشرقية خلال ال18سنة الماضية من عمر دولة الوحدة المباركة والتي تفوق عشرات الأضعاف ماحققه الحكم الشمولي للحزب الاشتراكي في تلك الحقبة المظلمة والدموية.
وفي اجابته على سؤالنا حول ماحققته الوحدة المباركة من عملية تسامح وتصالح وطي صفحات الماضي البغيض والدور الذي يجب أن تلعبه القوى الوطنية يقول الدكتور أحمد سالم الضريبي:
الوحدة اليمنية هي فعلاً من ألغت بؤر وعقد التوترات بين أبناء الوطن الواحد وفتحت باب المصالحة والتسامح أمام كل أبنائه.. وجاء توجه القيادة السياسية لفخامة الأخ الرئيس بطي صفحات الماضي البغيض وفتح صفحة جديدة لبناء وطن ال22من مايو ليزيل كل الالتباسات والشكوك السائدة عند البعض وكنا نتمنى أن يبادر الجميع ودعاة احياء ذكرى 13يناير تحت مسمى التصالح والتسامح أن نلتف جميعاً حول الوحدة المباركة وتحت رايتها لأن الوحدة هي القدر وهي الهدف السامي لكل أبناء الوطن الذي ناضل من أجله كل الشرفاء والوطنيين حتى تحقق ذلك الحلم في ال22من مايو عام1990م.
وبالمناسبة فإن الوحدة واجب شرعي قبل أن تكون واجباً وطنياً أو واجباً قومياً.
المعالجة مطلوبة
.. ماذا تقولون لمن يحاولون معالجة القصور في بعض الجوانب بارتكاب أخطاء فادحة؟
قد يقول قائل بأن هناك فساداً.. نعم هناك فساد وهناك مشاكل عديدة لكن لايعني هذا أن نعلق كل تلك الأمور ونضحي بمصلحة الوطن.. فإذا كان هناك فاسد فليحاسب الفاسد وليعاقب المخطئ والمقصر في عمله وازدواجياته وفي المقدمة الخائنون للوطن وفي هذه الحالة أين سيكون موقع هؤلاء من دعاة الفتنة.
من يغرقون على قضية المحافظات الجنوبية.. فهذا عمل عدواني مدسوس لايخدم مصلحة أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية اطلاقاً وإنما يخدم اعداء الوطن ويخدم مصلحة اشخاص فقدوا مصالحهم، ويحاولون يبحثون لهم عن زعامات ومواقع جديدة لهم في السلطة يبحثون عن مصالح خاصة.
ولو كانت لهم نية صادقة.. فليكن التسامح ، ومن يرفض التسامح؟ ونحن قد قلنا إن الوحدة قد جبت ما قبلها «فلماذا التكرار لماقد فات ونبش ملفات الماضي.. وكل الناس بدأت صفحة جديدة تسود علاقاتهم والحمدلله لم تثر هذه القضية ولايوجد شخص واحد حمل السلاح منذ تحقيق وحدة اليمن بسبب أحداث 13 يناير فالقضية كمايقولون هي لعب بالنار.. نحن نقول تصالحاً وتسامحاً نريده بشكل دائم ولكن في اطار الوحدة في اطار المحافظات اليمنية بشكل بعيد عن استغلال المواقف بعيداً عن الانتهازية بعيداً عن النفاق بعيداً عن البحث في تسجيل نقاط ضد الآخر، بعيداً عن المناكفات السياسية وبعيداً عن الفعل ورد الفعل.
معالجة التاريخ
.. كيف تعالج من وجهة نظرك تاريخ 13 يناير ..؟
أحداث 13 يناير أصبحت جزءاً من تاريخنا ولو أنه يوم أسود مشؤوم ويصرف النظر عن أن نكون راضين عن هذا التاريخ أو غير راضين عنه.. لكن كيف نعالج هذا التاريخ.
هل نعالج ذلك التاريخ بطريقة خاطئة، بفتح جراحات جديدة، بفتح محطات جديدة للمشكلات، والتناحرات.. أم بدمل هذه الجراحات والبحث عما يوحد صفوف الناس ويجمع الناس وماينسيهم تلك الآلام والمشكلات والأحزان التي مروا بها.
وبالمناسبة 13 يناير اشترك فيها كل الناس، وكثير من أبناء المحافظات الشمالية وقعوا ضحايا فيها.. كان نصف الحزب الاشتراكي ممن يسمون بالجبهة الوطنية.. فهل يعني هذا إخراجهم من تلك الأحداث.
ونقول لهؤلاء: لابد من التصالح أولاً إذا أردتم فعلاً ذلك لابد من التصالح مع النفس أولاً والتصالح والتسامح مع مصلحة الشعب اليمني ومعالجة الإشكالات الموجودة والتعاون على محاربة الفساد والظلم ومكافحة كل الآفات التي يمكن أن تعرقل مستقبل الشعب والوطن.
.. هل كنتم ممن فقدوا أقارب لهم في أحداث 13 يناير ؟
فقدنا كثيرين..
.. ماذا تقولون لمن يجاولون اثارة نتائج تلك الأحداث ؟
نقول لهم: اتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم من الناس واتقوا الله في اليمن واتقوا الله في الاسلام وفي دينكم فالاسلام عندما جاء وحد الأمة وبث روح المحبة والتسامح والاخاء حتى أصبحت القبائل العربية دولة وأمة موحدة ، بنت حضارة اسلامية واسعة، فلم تبن تلك الحضارة إلا بوحدة ابنائها.. وكما قال بعض العلماء: «الأمة هي الفريضة الضائعة» ونحن نطمح إلى وحدة الأمة كاملة..
والوحدة اليمنية لايوجد عليها مشكلة فالشعب موحد منذ القدم.
فأدعو كل أبناء الوطن الحفاظ على الوحدة التي هي صمام أمان واستقرار اليمن.. فلم يكن لنا عزة ولم يكن لنا وجود إلا في ظل الوحدة أما إثارة النعرات والمشاكل فهذا مايخدم اعداء الوطن.
فربط الوحدة بأخطاء الاشتراكي أو اخطاء الأنظمة السياسية فيما قبل عام 1990م ظلم وتعسف فالوحدة جاءت تخلصنا من كابوس وويلات التشطير وحالات التعسف والقهر والحرمان التي عشناها وذقنا مراراتها واكتوينا بحر لهيبها.
ونقول لكل من يحاول المساس بالوحدة: وحدة اليمن مصونة ومحمية ومحروسة بوفاء ابناء كل الوطن.. ولن تتأثر بإثارة الزوابع والفتن هنا وهناك.
التسامح تحت راية الوحدة
وفي رحاب جامعة عدن التقينا الدكتور محمد عبدالهادي الذي قال عن 13 يناير: إنه يوم دام بكل تفاصيله هدّ الكيان والوحدة الوطنية وبالتالي فنحن لسنا بصدد اعادة مأساة هذا اليوم بل بصدد إيجاد روح تسامحية شاملة في كل ربوع اليمن وأن تسمو هذه الروح التسامحية فوق كل الاعتبارات وفوق كل الصغائر وأن ننظر إلى مستقبل اليمن ككل كوحدة متكاملة في اطار البناء والتعمير.. لأن عملية بناء الوطن تحتم عليها مواجهة تحديات كبيرة ومنها الصعوبات الاقتصادية القائمة.. وعملية حث ترميم النظام السياسي ذاته والذي يتمثل في تنفيذ مبادرة الأخ الرئيس لإعادة هيكلة النظام السياسي في اليمن وتطوير نظام الحكم المحلي ليكون واسع الصلاحيات سيكون كل ذلك الخطوات الأساسية في عملية البناء المؤسسي القادم الذي يراعي في مضمونه خصائص البلد، ويراعي في مضمونه عملية التنمية المتكاملة وبحسب احتياجات المحافظات ويراعي في مضمونه أيضاً عملية فصل السلطات الثلاث..
ومن هنا فإننا نرى أن يتجسد هذا اليوم في هذا المضمار ولايتجسد في إطار فئوي أو اطار مناطقي أو اطار جهوي بل بالعكس يجب أن يتجسد في اطار تسامحي بحت يشمل كل أبناء اليمن من صعدة إلى المهرة.
ونحن لسنا بصدد إعادة استعراض الذكريات الأليمة التي مرينا بها بأمانة وبكل صدق.. ولكن نحن من دعاة الذكريات الجميلة التي ترسم لمستقبل واعد ومشرق لكل اليمن.
فنرجو ألا تستغل مثل هذه المناسبات لدى البعض للتأثير على ذوي الثقافات المحدودة ونشر الشائعات ومن خلال الكلمات المعسولة التي لاتهدف إلى الاصلاح وإنما تهدف إلى غير ذلك.
وللأسف الشديد إن هناك من يكتب أو يتحدث عن هذه المأساة التي حدثت في 13 يناير وكأنها تعني منطقة دون غيرها على العكس بل إن أحداث 13 يناير عانى منها كل الوطن شمالاً وجنوباً.
صب الزيت في النار
.. ولمن يفرحون لمعالجة الاختلالات والقصور بأخطاء فادحة وتضر بمصحلة الوطن العليا ؟
كدعوتهم للانفصال أو ممارسة نشاطات انفصالية أو مناطقية أو حزبية أو شخصية لدعوات هؤلاء يرد الدكتور هادي بالقول :-
معالجة الخطأ بالخطأ يؤدي إلى مزيد من صب الزيت على النار لكن يجب أن تعالج الأخطاء بنظرة فاحصة وبنظرة وطنية كاملة وبنظرة مسؤولة تعبر عن المعالجات الحقيقية واجتثاث أوجه القصور والمشاكل من أساسها.
فهذا هو التعبير الصادق للمساهمة في حل الاشكالات لكن التعبير الفوضوي والذي يقود إلى مزيد من الاحتقانات ومزيد من التراكمات السلبية.. فنحن نعتقد بأنه لايؤدي إلا إلى نتائج سلبية وخيمة ولاتحمد عقباها.
ونحن في غنى عنها ولانرضى لأنفسنا ولا لوطننا ولا لأبنائنا أن نسير على هذا المنحى.. اللا وطني واللا مسؤول.
معاناه حقيقية
.. هل عانيتم شخصياً من الآثار السلبية لمأساة 13 يناير 1986م؟
كنت حينها رئيس قسم الأخبار العربية في تلفزيون عدن وقد كان يوم 13 يناير يوم مؤلم فعلاً ولايسرني تصفح ذلك الماضي الأليم لقد كان يوماً مؤلماً بكل ماتعنيه الكلمة ويوماً مشؤوماً بكل تفاصيله فأول المباني التي اقتحمت هو مبنى التلفزيون والإذاعة.
الوحدة طوت صفحة الماضي
الدكتور أحمد صالح منصر أمين عام جامعة عدن : يرى من وجهة نظره أن دعوة التصالح والتسامح لآثار حرب 1986م الأهلية هو نوع من إثارة مجددة للفتنة ليس هدفها التسامح أو التصالح.
فالوحدة نفسها أكبر تصالح وتسامح وعندما قامت الوحدة دفنت كل أحداث الماضي وكان يفترض لهؤلاء الإخوان أن يفهموا بأن ذلك قد تم وهم من آثار المشكلة في 1994م خصوصاً وأنه في عام 1994م قدتم اعلان قرار العفو العام والتسامح والتصالح..
والعملية ليست شعارات براقة أو كلاماً للاستخدام السياسي وللتوظيف السياسي..
عملياً أن يقوم الإنسان بالتسامح والتصالح مع المتضررين وليس مع السياسيين الذين كانوا على رأس القيادات وأصحاب القرارات فيما تم من مجازر بشعة يندى لها الجبين.
سماها المرحوم محمد سعيد جرادة «بالمسبعة» والتي قال فيها قصيدة شعرية بعنوان «المسبعة» عندما رأى جثث القتلى والضحايا أمام ساحات جولة فندق عدن من كل الأطراف ذهل الرجل الذي عاد من إثيوبيا ورأى الجثث ملقية من كل الأطراف فكتب قصيدته هذه لأن ذلك كتضارب السباع لأن البشر بني الانسان لايعملون مثل تلك الجرائم.
التسامح هو الضمير في القلب.. وأن لايتم توظيف أي حدث مأساوي مرة أخرى من أجل إشعال حدث آخر أي استخدام هؤلاء الضحايا كحطب وكوقود لمعركة قادمة فماحدث في الماضي سواء في 13يناير أو في المراحل السابقة من تصفيات سياسية في المحافظات الجنوبية يجب ألا يتكرر وأن يكتسب من يريدون إشعالها من جديد العبر والعظة بعدم التكرار ولايجوز استغلال مآسى الناس لخلق مآسٍ جديدة تخدم أعداء الوطن.
كفى فالوطن بحاجة إلى البناء ونحن أبناء عدن وعانينا من أحداث 13يناير نقول: كفى ارحموا الناس.
واختتم د.أحمد منصر حديثه بالقول : لمن يريدون اشعال الفتن إذا لم تتعلموا الدرس من الماضي.. فسيأتيكم درس آخر.. ولماذا يدرس الناس التاريخ لولا أخذ العبر والعظات منه وعلينا أن نجدد سياستنا وتفكيرنا وممارستنا لحقوقنا السياسية والفكرية وفي تعزيز الأمن والاستقرار.. وتجنب إثارة المشاكل والقلاقل في البلاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.