يعتبر أبوالحسن بن أحمد الهمداني من كبار العلماء والمؤرخين اليمنيين أحتل مكانة علمية بارزة في المجامع العلمية المعاصرة لما تركه من مصنفات علمية وتاريخية تعد في الوقت الحاضر من أهم مصادر الباحثين والمؤرخين في دراساتهم وبحوثاتهم والنشاط العلمي والأدبي في اليمن القديم والحاضر وقد تحدث عنه مؤرخ اليمن الكبير محمد بن الحسن الكلاعي الحميري ففي ترجمته للهمداني قال عنه: كان الهمداني الأوحد في عصره الفاضل على من سبقه المبرز على من لحقه الذي لم يولد باليمن علماً وقلماً ولساناً ورواية أحاط بعلوم العرب من النحو واللغة والشعر والفلسفة والهندسة والأحكام الفلكية وقال عنه د/عبدالعزيز المقالح :إنه الموسوعة العربية المجهولة للعرب ووصفه المستشرق الروسي كراتشوفسكي في كتابه تاريخ الأدب الجغرافي عند العرب ومصنفاته شخصية فذة لوطني متحمس متعدد النواحي وشاعر وهو لم يكن جغرافيا فحسب بل كان خبيراً بأنساب العرب وتاريخ الجزيرة العربية وخاصة آثارها القديمة. ومن أشهر مصنفاته كتابه الموسوعي الاكليل الذي يقع في عشرة أجزاء تاجاً على رأس مؤلفاته ويتناول هذا المؤلف الأنساب والثقافة في اليمن القديم وفي الجزء الثاني منه حضارة اليمن بوجهها المشرق الوضاء وعظمة أمجادها فذكر محافد اليمن وقصوره وهياكله وأعشاره إلا أن معظم أجزاء الكتاب مفقودة ولا يوجد منها سوى الجزء الأول والثاني والثالث والعاشر. ومن مؤلفاته المهمة صفة جزيرة العرب أول عمل جغرافي من القرن الرابع الهجري في محيط الحضارة الإسلامية لما يحتويه من مادة جغرافية محددة المعالم واضحة الإطار ومن كتبه الأخرى سرائر الحكمة وتصل مؤلفاته إلى العشرين مؤلفاً معظمها مفقود وحول كتابه صفة جزيرة العرب يقول الأديب اللبناني الكبير شكيب ارسلان عضو المجمع العلمي العربي ليس فيمن كتبوا عن جزيرة العرب وخططها وجغرافيتها وممالكها وساكنيها من يفضل أبا محمد الحسن بن أحمد الهمداني صاحب كتاب صفة جزيرة العرب الطائر الصامت المنقطع النظير ويكشف كتابه سرائر الحكمة عن علوم الأوائل مثل الفلك والنجوم والفلسفة واحتوى كتابه الشهير الجوهرتان العتيقتان في الذهب والفضة ثلاثة مجالات علمية أغفلها كثير من الدارسين من عرب ومستشرقين وهي الفهم الفيزيائي للجاذبية والوصف الموضوعي لظاهرة الاحتراق والذخيرة الصناعية لعمليات استخراج الذهب والفضة وما يرتبط بهذين المعدنين المهمين من قضايا صناعية بالغة التعقيد. ان ابا الحسن أحمد بن يعقوب الهمداني نموذج للعالم الأديب النابه والمؤرخ الحصين والجغرافي البارع فلا غرو أن يوصف بلسان اليمن فقد كان متعلماً صادق اللهجة قوي الحجة في حديثه ووصفه وتسجيله لتاريخ اليمن القديم وحضارته وأمجاده ومآثره. ولد الهمداني في صنعاء سنة 280ه الموافق 893م وخاض غمار الحياة الأدبية والفكرية والسياسية فتعرض للسجن فيها أياماً ثم عاد إلى مسقط رأسه صنعاء ومكث بها عامين حتى وافاه الأجل