عبدالرحمن بن عبيد الله بن محسن بن علوي بن سقاف بن محمد بن عمر السقاف. القرن الذي عاش فيه 14ه / 20م تاريخ ميلاده 27 / 7 / 1299 ه / 12 6 / 1882 م توفي في 4 / 1375 ه / 11 / 1955 م الصافي، الحسيني، الحضرمي؛ وُلِد في قرية (علم) ضاحية مدينة (سيئون)، وتوفي في مدينة (سيئون)، من بلاد حضرموت. مؤرخ، عالم في الأدب، وفقه الشيعة والسنة، شاعر، أديب. نشأ في حجر أبيه، فدرس عليه وعلى جماعة من علماء حضرموت، ومن مشايخه: العلامة (عيدروس بن عمر الحبشي)، مؤلف كتاب: (عقد اليواقيت الجوهرية)، والعلامة (علوي بن عبدالرحمن المشهور)، وغيرهما. نال حظًّا وافرًا من العلم، درس به، وأرشد، وأفتى، حتى صارت له مكانة مرموقة في مدينة (سيئون)، ووجاهة لدى أمراء (آل كثير)، وغيرهم. وفي شهر محرم 1349ه/ يونيو 1930م، وصل صاحب الترجمة إلى مدينة صنعاء لزيارة الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين)، وكان يقوم بعد صلاة الجمعة في الناس واعظًا، بطلاقة لسان، وقوة حافظة، فأعجب به الناس لزهده وتواضعه، واستمرت الزيارة شهرين، عاد بعدها إلى حضرموت، وظلت المراسلات بينه وبين الإمام مستمرة، وكان مفتيًا للديار الحضرمية. التقى أثناء زيارته لمكة المكرمة بالمؤرخ (خير الدين الزركلي)، مؤلف كتاب: (الأعلام) وقامت بينهما صداقة سنة 1369ه/1950م، وكان قد أطلعه على مؤلفاته، فأوردها (الزركلي) في كتابه: (الأعلام)، أثناء ترجمته له. من مؤلفاته: 1-إدام القوت في ذكر بلدان حضرموت: نبذة من تاريخ حضرموت القديم والحديث. لدينا نسخة مصورة منه. 2-بضائع التابوت، في نتفٍ من تاريخ حضرموت، وهو ثلاثة مجلدات، جعله كالشرح لقصيدة سينية من شعره، عارض بها سينية الشاعر (أحمد شوقي) التي استهلها وهو في منفاه بالأندلس بقوله معارضًا سينية (البحتري) "وطني لو شُغلتُ بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي". وقد أورد صاحب الترجمة في كتابه هذا مادة غزيرة عن تاريخ حضرموت، وبيوتها، وحكامها، وأعلامها، مع استطرادات، في فنون مختلفة من أدب، وحديث، ونقد، إلى وثائق سياسية، ومعاهدات، وملحوظات. 3-بلابل التغريد، فيما أفدناه أيام التجريد: ثلاثة أجزاء، ويقول (الزركلي): "رأيت الجزء الأول منه، وهو أشبه بكتب الأمالي، في تنقله من فائدة إلى أخرى، في الحديث والآثار، ومشكلاتهما". 4-مفتاح الثقافة، المسمى: (النجم المضيء) في نقد كتاب: (عبقرية الرضي)، نقد فيه بعض ما جاء في كتاب: (عبقرية الرضي)، للدكتور (زكي مبارك)، في جزء لطيف. 5-الإماميات: شعر، وهي مجموعة القصائد التي راسل بها الإمام: (يحيى حميد الدين) - ط. 6-ديوان شعر: طبع بعد وفاته. كانت بينه وبين الإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) مراسلات شعرية، ومن ذلك قوله في القصيدة التي استهلها بقوله مخاطبًا الإمام: أبى الحرُّ إلا أن يذوب فؤاده إذا منيت بالانحطاط بلاده وكيف يلذ العيش، والوطن الذي به عزنا استشرى عليه فساده؟ لقد بح صوتي من هتافي ولم أجد معينًا على الصدق الصريح اعتماده وألقى على قلبي الإياس وإنما رجونا بيحيى أن يتم مراده وكذلك قوله للإمام (يحيى)، يستحثه فيه على العمل على تخليص البلاد من الاستعمار البريطاني: ولي وطنٌ مذ ألف عام وأرضه لزهر الهدى أوج وللأوليا وكرُ أترتاح نفسي بعدما أوثقت به حبائل في طياتها الغدر والمكرُ تغارُ من الأمر اليسير مناله فكيف وفي استعماره استشرف الكفرُ وبي فرَقٌ من أن تلين حماته إذا زوقت ما بين أيديهم الصفرُ فهل من خلاص هل لنا من وسيلة يذاد بها عن قطرنا الطاهر الشرُّ على فوته أشقى ولكنه له من ابن حميد الدين سامي الذرى أمرُ دعونا بيحيى في الخطوب ومن دعا بيحيى لخطب جاءه الفتح والنصرُ وقد رد عليه الإمام (يحيى) بقوله: سرت وهي مثل الشمس يحسدها البدرُ وجلبابها حبرٌ بدا نسجها الحبرُ أتتنا على بعض الديار وقربها مزارًا وفي الأفكار من شأنها ذكرُ وذكر المؤرخ (إسماعيل بن علي الأكوع) في كتابه: (هجر العلم ومعاقله في اليمن) أن صاحب الترجمة رفع قصيدة إلى الإمام يمدحه فيها، ويتعرّض للصحابة (رضي الله عنهم) باللعن، ومنها: شرفًا سموت على الملوكِ ومفخرا وعلوت يا يحيى على هام الورى إنّا ندين بحبّكم ونذوب من طرب إذا عرضًا حديثكم جرى علنًا نسبُّ عداكم فعليهمُ لعْنُ الإله على الدوامِ مكرّرا كيف النجاة لخصمكم إنْ جئتمُ يوم الحسابِ مع البتولِ المحشرا إنْ جادل السفهاءُ عنهمْ ها هنا فمن المجادلُ يوم تنفصمُ العرا فما كان من الإمام (يحيى) إلا أنْ أبدى اشمئزازه مما قاله صاحب الترجمة، ورد عليه بقصيدة يبيّن فيها موقفه من الصحابة، وأنه لا يرضى القدحَ فيهم؛ ومنها: ألفَ السهادَ وحادَ عن طيبِ الكرى من لم يزلْ في الحادثات مفكّرا وتوسّد الأحجارَ وادّرعَ الأسى وتفرّشَ الطينَ الرغام وعفّرا رجلٌ لهُ في نصرِ شرعةِ أحمدٍ هممٌ تطيرُ به إلى أعلى الذرا يدعو إلى نهج الصوابِ ونص آ ياتِ الكتاب بلا جدالٍ أو مِرا لا يرتضي نِحل الروافضِ مذهبًا وكذاكَ لم يكُ مثلَ جهمٍ مجبرا