نجل قيادي حوثي يعتدي على مواطن في إب ويحاول ابتزازه    600 ألف فلسطيني نزحوا من رفح منذ تكثيف الهجوم الإسرائيلي    "هؤلاء" ممنوعون من التنفس: قيود مخابراتية حوثية تُخنق صنعاء    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    اختتام البرنامج التدريبي لبناء قدرات الكوادر الشبابية في الحكومة    مليشيا الحوثي تواصل اختطاف خبيرين تربويين والحكومة تندد    تطور مفاجئ.. فريق سعودي يقدم عرضا ضخما لضم مبابي    بريطانيا تخصص 139 مليون جنيه استرليني لتمويل المساعدات الإنسانية في اليمن مميز    بائعات "اللحوح" والمخبوزات في الشارع.. كسرن نظرة العيب لمجابهة تداعيات الفقر والجوع مميز    وداعاً للروتين.. مرحباً بالراحة: بطاقة ذكية تُسهل معاملات موظفي وزارة العدل!    صيد ثمين بقبضة القوات الأمنية في تعز.. وإفشال مخطط إيراني خطير    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    استعدادا لمواجهة البحرين.. المنتخب الوطني الأول يبدأ معسكره الداخلي في سيئون    يوفنتوس مصمم على التعاقد مع ريكاردو كالافيوري    وزارة الحج والعمرة السعودية توفر 15 دليلاً توعوياً ب 16 لغة لتسهيل رحلة الحجاج    استقرار اسعار الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية    كلوب يسخر من واقعة المشادة مع صلاح    العليمي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية    الاتحاد الأوربي يعلن تطور عسكري جديد في البحر الأحمر: العمليات تزداد قوة    بمشاركة أهلي صنعاء.. تحديد موعد بطولة الأندية الخليجية    وزيرا المياه والصحة يبحثان مع البنك الدولي تمويل إضافي ب50 مليون دولار لمشروع رأس المال البشري مميز    نيمار يتصدر معدل صناعة الفرص في الدوري السعودي رغم غيابه! (فيديو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 35 ألفا و233 منذ 7 أكتوبر    الخطر الحقيقي على الجنوب وقضيته يكمن في معاشيق    هيو جيو كيم تتوج بلقب الفردي وكانغ تظفر بكأس الفرق في سلسلة فرق أرامكو للجولف    ولي العهد السعودي يصدر أمرا بتعيين "الشيهانة بنت صالح العزاز" في هذا المنصب بعد إعفائها من أمانة مجلس الوزراء    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    دعوة مهمة للشرعية ستغري ''رأس المال الوطني'' لمغادرة صنعاء إلى عدن وتقلب الطاولة على الحوثيين    «البلسم»تختتم حملتها الطبية في اليمن وتنجح في إجراء 251 عملية قلب مفتوح وقسطرة تداخلية للكبار والأطفال    وصول شحنة وقود لكهرباء عدن.. وتقليص ساعات الانطفاء    قطع الطريق المؤدي إلى ''يافع''.. ومناشدات بتدخل عاجل    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    الرئيس الزُبيدي يقرر إعادة تشكيل تنفيذية انتقالي شبوة    عار على الجنوب وقيادته ما يمارسه الوغد رشاد كلفوت العليمي    وداعاً للمعاصي! خطوات سهلة وبسيطة تُقربك من الله.    ثنائية هالاند تُسحق ليفربول وتضع سيتي على عرش الدوري الإنجليزي!    صراع على الحياة: النائب احمد حاشد يواجه الحوثيين في معركة من أجل الحرية    عدن تنتفض ضد انقطاع الكهرباء... وموتى الحر يزدادون    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ما معنى الانفصال:    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    دموع "صنعاء القديمة"    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حملة التخلص من البلهارسيا تستهدف الفئة العمرية من ( 16 18 عاماً)
تبدأ الإثنين القادم في مديريات تعز- حجة- الضالع-المحويت- أبين- ذمار
نشر في الجمهورية يوم 08 - 03 - 2008


مدير برنامج مكافحة البلهارسيا:
عدم أخذ المريض لعلاج البلهارسيا يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تفتك به
3 ملايين شخص هي حصيلة الإصابة بالبلهارسيا في اليمن
الإصابة بالبلهارسيا مشكلة قائمة لا يحسب لها الكثيرون حساباً في مناطق عديدة من البلاد التي تحوي عدداً كبيراً من البرك وخزانات المياه والسدود والحواجز المائية غير الآمنة لري مزروعاتهم.. للسباحة.. لسقاية مواشيهم. كذلك للاستخدامات المنزلية الأخرى، بل ويستخدمها البعض للشرب ولإعداد وتحضير الطعام - وما من مناص لهم- أمام ضعف وغياب مشاريع مياه الشرب، ويزيد الطين بلة الجهل المطبق على نطاق واسع بتدابير وإجراءات الوقاية لدى التعامل مع هكذا مياه لتجنب الوقوع في شرك مرض البلهارسيا وغيره من الأمراض الخطيرة، بما يهيئ السبل والظروف الماسبة لتكاثر هذا الداء وانتشاره واتساع عدواه.. إذ يقدر عدد المصابين بالبلهارسيا في اليمن بنحو «3ملايين» شخص، وأعلى نسبة إصابة بالبلهارسيا البولية تزيد على «80%» وجدت في بعض مناطق محافظات «عمران- حجة- ذمار- صنعاء- ريمة»، بينما تصل نسبة انتشار النوع إلى أكثر من «70%» في محافظات «تعز- إب- ذمار».. لقاؤنا اليوم مع الدكتور عبدالله عشيش- مدير برنامج مكافحة البلهارسيا بوزارة الصحة العامة والسكان، لمناقشة مشكلة مرض البلهارسيا، واستعراض معلومات وإرشادات ونصائح مفيدة للقارئ تكفل للآخذين بها الوقاية الشخصية الكاملة من المرض، بل وحتى القضاء على هذا الداء إذا ما استوفيت الشروط واكتملت..وإليك عزيزي القارئ ما ورد في هذا اللقاء..
مصدر المرض
البلهارسيا مرض يتردد صدى ذكره في الأرياف بشكل خاص ولايعلم الكثير عنه سوى الاسم فقط.. فما أصل ومصدر هذا المرض؟
- البلهارسيا مرض طفيلي معدٍ يصيب بنوعيه عضوين في جسم الإنسان هما الجهاز البولي والجهاز الهضمي وتحديداً المثانة عند الإصابة بالنوع البولي، والقولون والمستقيم بالنسبة للنوع المعوي.
وتعتبر مصدر المياه الراكده والبطيئة الجريان «البرك- الغيول- قنوات الري- السدود والحواجز المائية- الآبار المفتوحة» المكان الطبيعي لعيش وتواجد مذنبات الطور المعدي «السركاريا» المهاجمة للإنسان، وكذا حلزونات وقواقع «القرنانة» التي يلجأ إليها طور المرض «الميراسيديم» بعيد خروجه من بيوض البلهارسيا لدى وصولها إلى الماء من بول أو براز المصابين بالمرض الذين لا يكترثون إلى الخطأ الفادح الذي يقترفونه عنوة، سواءً علموا أم لم يعلموا بأنهم بفعلتهم تلك يسهمون في نشر عدوى الإصابة بالبلهارسيا وغيرها من الأمراض التي لا تقل خطورة عن البلهارسيا.
العلامات المرضية
باختصار.. ما الأعراض والعلامات المميزة لدى الإصابة بالمرض؟
- نقطة البداية للأعراض تبدأ لدى اختراق مذنبات الطور المعدي «السركاريا» لجلد الإنسان وخصوصاً الأجزاء الرخوة منه في القدم بين الأصابع، وعلى إثرها يشعر متلقي العدوى بحكة شديدة، وقد تحدث التهابات وحساسية في الجلد مع ظهور بثور في الأطراف تزول بعد فترة وجيزة.
بعد ذلك لدى استقرار ديدان البلهارسيا البالغة في الشعيرات الدموية للمستقيم أو المثانة البولية ووضعها للبيوض، يشعر المريض بالآم مختلفة في البطن والمفاصل والعضلات وحرقة عند التبول، يصاحبها خروج دم مع نهاية البول.. هذا بالنسبة للبلهارسيا البولية، وبالمقابل تتحدد أعراض البلهارسيا المعوية في الاضطرابات أثناء التبرز «الإسهال» وخروج دم أو مخاط مع البراز.
إضافة إلى الضعف العام للجسم والهزال وضعف الشهية وأحياناً فقر دم في نوعي المرض، وبدوري أنصح حاملي هذه الأعراض سرعة مراجعة الطبيب لتشخيص المرض بعد أن يطلب إليهم إجراء تحاليل طبية في المختبر، ثم ليقوم بعد ذلك بتقرير العلاج الملائم.
المضاعفات وخطورتها
مضاعفات البلهارسيا لاشك وخيمة مدمرة لصحة الإنسان.. فماذا عنها؟ وما مدى خطورتها على الإنسان؟
- إذا لم يعالج مريض البلهارسيا أو أهمل علاجه، تتخذ خطورة المرض شكلاً جديداً، فمع مرورالوقت تغزو البلهارسيا الكبد، وفيه تحدث تليفات والتهابات تؤدي إلى تليفه وتقود في النهاية إلي فشل الكبد.. تلك هي مضاعفات البلهارسيا، وليس هذا كل شيء، فما تتضمنه مضاعفاتها أيضاً «البواسير- دوالي المري- التقيؤ الدموي- تضخم الطحال- الضعف العام- سرطان القولون والمستقيم»، هذا بالنسبة للبلهارسيا المعوية.
بينما تشمل مضاعفات البلهارسيا البولية «قرحة المثانة- تضيق الحالب- حصوات المثانة- الفشل الكلوي- سرطان المثانة- العقم عند الرجال والنساء».
وأشدد هنا على خطورة إهمال المريض بالبلهارسيا للعلاج أو تركه له والإحجام عنه، مخافة تعرضه لمضاعفات جداً خطيرة وقاتلة- كالتي ذكرتها- ستأتي لا محالة لتذيقه الويلات ولو بعد حين، فاستطاعة ديدان البلهارسيا العيش في جسم الإنسان لسنوات كثيرة تصل إلى «26 عاماً» وقد يطول بها الأسر أحياناً إلى «40 عاماً» إذا قدر للمريض العيش.
حملة معالجة البلهارسيا
ماذا عن الحملة الوطنية للتخلص من البلهارسيا التي تعتزمون إقامتها.. متى موعدها وما الفئات والمناطق المستهدفة في هذه الحملة؟
- تقرر تنفيذ حملة وطنية للتخلص من البلهارسيا في مدارس المديريات ذات الخطورة التابعة لمحافظات «تعز- حجة- الضالع- ذمار- المحويت- أبين» ولمدة أربعة أيام، خلال الفترة من «10-13 مارس2008م»، مستهدفة جميع من تترواح أعمارهم بين «6-18 عاماً» من طلاب وطالبات المدارس بما فيهم غير الملتحقين بالمدارس على السواء.
كما سيعقبها أيضاً تنفيذ ثلاث مراحل منها في محافظات ومديريات أخرى يتوطن فيها المرض، سيعلن عن تنفيذها لاحقاً.
وبهذا الحدث الكبير، نأمل خلاص البلاد من البلهارسيا لتحذو حذو من سبقتها إلى هذا الإنجاز من دول العالم، ليمد كل منا العون.. كلاً في موقعه لنعمل على إنجاح هذه الحملة وبلوغ سائر المستهدفين وضمان أخذهم جرعة علاج البلهارسيا.
ومن واقع التجارب في العديد من دول العالم التي حققت نجاحاً كبيراً من خلال برنامج مكافحة البلهارسيا اتضح أن هذه الفئة العمرية أكثر امتثالاً للمعالجة من الكبار.
بالتالي فإن برنامج مكافحة البلهارسيا والديدان المنقولة بواسطة التربة بين الأطفال والنشء في سن المدرسة يعد أفضل وأمكن السبل للمكافحة، لسهولة تنفيذه بتغطية واسعة وبكلفة أقل مما سواه، وفيه يتم استهداف الأطفال في سن المدارس من «6-18 عاماً» بالمعالجة لأسباب كثيرة، وهي:
- أن الفئة العمرية من «6-18عاماً» أكثر الفئات العمرية عرضةٌ للإصابة بالبلهارسيا والديدان المنقولة بالتربة.
- سهولة الوصول إليهم خلال فترة الدراسة.
- عادة ما تعاني هذه الفئة من نقص في التغذية، كونها تمر بمرحلتي نمو جسدي وذهني كبيرتين.
ويأتي استهداف الأطفال والنشء في سن المدرسة انطلاقاً من الأهمية الكبيرة لمعالجة هذه الفئات، وذلك لعدة أسباب، أهمها:
- كثرة الإصابة بالبلهارسيا والديدان، فهي عادة مرتفعة وعالية بين من هم في سن المدرسة «6-18 عاماً» أكثر من أي فئة عمرية أخرى.
- الآثار التي تخلفها الإصابة بالبلهارسيا والديدان المنقولة بواسطة التربة وخيمة وكبيرة على المستوى الصحي والتعليمي، فالأثر الصحي الذي تحدثه الإصابة على أجساد من هم في سن المدرسة خطورته أكثر وضوحاً «إسهال وتقيؤ- غثيان مستمر- نزول دم مع البول أو البراز». وهذا بدوره يؤدي إلى فقر الدم وتأخر في النمو، لاسيما وأن هذه الفئة تمر بمرحلتي نمو جسدي وذهني كبيرتين جداً.
وبالتالي فهي تؤثر على الحالة الغذائىة للطفل مما ينعكس في ضعف نمو الجسم، وكذا تؤثر على العمليات الإدراكية، وهذا بدروه يؤثر في الجانب التعليمي والتحصيل العلمي، كسوء التركيز في الصف، وارتفاع التغيب عن الدراسة، وزيادة معدل الرسوب، وارتفاع معدل التسرب، وترك مقاعد الدراسة، والنتيجة تحصيل علمي سيئ من شأنه التأثير سلباً على عملية التنمية في البلد.
عدا عن التأثيرات الاقتصادية على الدولة لما يمثله علاج الحالات المرضية المزمنة من عبء كبير على الدول يستنفذ الكثير من الموارد المالية، أضف إلى ذلك التأثيرات الاجتماعية المثقلة كاهل الأسرة والمجتمع، فبوفاة عائل الأسرة بسبب مضاعفات البلهارسيا لإهمال علاج المرض، فإن لهذا الأمر بالغ الأثر على الوضع الاجتماعي والمعيشي للأسرة كما أن من شأن المرض أيضاً التسبب بأضرار ومضاعفات قد تتطلب تدخلاً جراحياً، وإحداث أضرار خطيرة على الأنسجة كالفشل الكلوي وأورام سرطانية، كسرطان«الكبد- المثانة- المستقيم».
بالإضافة إلى القابلية للإصابة المعدية لما تؤدي إليه من قصور في مناعة ومقاومة الجسم.
إصحاح البيئة والمجتمع
برأيك أين يكمن الخلل في انتشار الإصابة بالبلهارسيا؟، وما المتاح والممكن تحقيقه لدحر هذا المرض وصون وحماية المجتمع والبيئة منه؟
- أناس كثيرون لا يدركون خطورة البلهارسيا؛ فأحياناً قد تطول الإصابة بالمرض لعدة سنوات دون أن يكترث إليها المصاب، إلا في مرحلة متأخرة وقد ظهرت لديه المضاعفات..والسبب برأيي عائد إلى عوامل كثيرة مجتمعة في الأساس، كغياب الوعي بالمشكلة نفسها، خاصة بين فئتي الشباب والأطفال، عندما يذهبون للسباحة في البرك والسدود دون وعي منهم من أن هذه المياه تحتوي القواقع الحاضنة للمرض «القرنانة»، وتسبح فيها مذنبات الطور المعدي «السركاريا» التي تخترق جلد الإنسان وتسبب له الإصابة بالبلهارسيا- على النحو الذي ذكرته سلفاً، وإن علموا بأمر إصابتهم، يهمل البعض منهم العلاج غير مدرك لخطورةالمرض التي تزداد وطأة وشدة مستقبلاً- بإهمالهم العلاج- لدى ظهور مضاعفات مرضية للبلهارسيا من شأنها الفتك بالمصابين، لا قدر الله..فيجب علينا أن نكثف الجهود في مجال التثقيف الصحي والتوعية، ونشر الوعي الصحي نشراً كاملاً غير منقوص عبر تقديم المعلومات المناسبة عن هذه المشكلة وخطورتها وعن خصائص المرض، أنواعه، أعراضه، مضاعفاته وكيفية الوقاية منه، وإيصالها للناس وعلى رأسهم شريحتي الأطفال والشباب، صوناً لهم من الوقوع في أخطاء وممارسات سلبية عند تعاملهم أو استعمالهم للمياه الراكدة أو البطيئة الجريان.ويتوجب على كافة أبناء المجتمع تقيدهم بالإرشادات الصحية التي تقيهم وتجنبهم الإصابة واتباعهم السلوكيات الصحية والنظيفة المانعة عدوى البلهارسيا، والتي من شأنها الحد من اتخاذ المرض مصادر المياه المكشوفة بؤراً لإنتقال عدواه وانتشار الإصابة به.
وبالعودة إلى المجالس المحلية، فبدورها لا تزال معنية بهذا الجانب عبر نهوضها بالمطالبة أو بمتابعة تنفيذ مشاريع مياه الشرب النظيفة المأمونة في المناطق المحرومة.
إضافة إلى الأوقاف ودورها التوعوي الواعظ عبر المساجد من خلال الندوات والخطب، لما لها من صدى وتأثير مقنع للناس. كذلك الإعلام والتثقيف الصحي مهم جداً، لكنه ليكون مثمراً بناءً يلزمه تنسيق وتضافر وتكامل جهود كل القطاعات، «الأوقاف- المجالس- المحلية- التربية والتعليم ممثلة بالصحة المدرسية- الجهات المعنية بحماية البيئة- الأشغال- الجمعيات الخيرية والتعاونيات الزراعية..» ولا بد للنهوض به وتفعيله جماهيرياً على نطاق واسع، لا بد له من لجوء إلى التوعية عبر وسائل الإعلام المسموع والمرئي والمقروء وأيضاً تكريس التوعية من خلال المطبوعات والمطويات «البروشورات»، فالكل يصب في بوتقة حماية ووقاية المجتمع ليس من البلهارسيا وحسب، بل ومن آفات وأمراض كثيرة.
لاشك أن لتحسن الوضع البيئي والبنى التحتية وتوفر المياه النقية للمواطنين، دور أساسي في خفض نسبة الإصابة بالرض عموماً والمرتفعة أصلاً في الكثير من مديريات الجمهورية بسبب شحة المياه الصالحة والنقية.
والحمدلله بفضل الجهود المبذولة من الدولة ومن الإخوة في المجالس المحلية بدأت نسبة الإصابة بهذا المرض تخف نوعاً ما عما كانت عليه في الماضي.
تغيير السلوك
برأيك أين يكمن الخلل وراء اتساع دائرة الإصابة بالبلهارسيا؟
- قيام بعض المرضى للأسف بالتبول أو بالتبرز أو الاستنجاء في المياه الراكدة والبطيئة الجريان أو بجوارها «البرك- السدود- الغيول- الآبار السطحية المفتوحة» يشكل السبب الوحيد الممكن للعدوى وانتقال المرض بين الناس عندما يستخدمون هذه المياه غير المأمونة بأي شكلٍ من الأشكال، «كالسباحة- الاغتسال- الخوض في هذه المياه بالقدمين- الوضوء» وغيرها من الاستخدامات الأخرى المباشرة للمياه.
ومما يزيد الطين بلة شيوع ظواهر وعادات غير صحية تسمح لبيوض ديدان البلهارسيا وغيرها من الأمراض بالانتقال عبر الفم نتيجة عدم غسل اليدين جيداً بالماء والصابون قبل الأكل وبعد قضاء الحاجة، وإطالة الأظافر وعدم تقليمها.
ومن العادات والسلوكيات السائدة والشائعة في الأرياف والتي أحب التراكيزعليها لكونها تسمح للطور المعدي للبلهارسيا باختراق الجلد.. الخوض في المياه والتنقل فيها دون ارتداء الأحذية البلاستيكية الواقية للقدمين والساقين.. فهذا ما نلاحظه كثيراً من قبل المزارعين والعاملين في الحقول دونما إدراك منهم لخطورة المشكلة التي يقعون فيها.
ويعتبر التبول والتبرز في المياه، في أي مكان ما عدا المراحيض سلوكاً مقيتاً يسمح لبيوض ويرقات البلهارسيا باستمرار دورة العدوة..ومن السلوكيات المؤدية إلى استمرار وانتقال العدوى، الفشل مع الامتثال للمعالجة، وكذا في تحسين النظافة الشخصية.
وأخيراً المخلفات الآدمية الملوثة للمياه من بول وبراز وعدم الاعتماد على المراحيض. فهذه المشاكل ساهمت وتسهم في انتشار البلهارسيا ولا بد للناس أن يعوا أهمية العدول عنها من أجل صحتهم وصحة من حولهم ليتسنى القضاء على داء البلهارسيا في البلاد، فلن تكفي المعالجة وحدها ما لم تغير هذه السلوكيات غير الصحية.
الوقاية وتدابيرها
ما هي الخطوات والتدابير الوقائية الكفيلة بمنع وتجنب الإصابة بالمرض؟
- ثمة وسيلة وحيدة للإصابة بالبلهارسيا وهي الاستخدام لمياه لوثها بعض المصابين ببولهم أو ببرازهم.
لذلك فالوقاية من البلهارسيا قائمة على ممارسات شخصية سليمة وسلوكيات صحية يمارسها الإنسان- صغيراً كان أم كبيراً وآداب حثنا عليها ديننا الحنيف من السهل جداً الالتزام والتحلي بها، وهذه الممارسات تشمل:
- النظافة الشخصية وغسل اليدين جيداً بالماء والصابون بعد الخروج من المرحاض، وكذا قبل إعداد الطعام أو تناوله.
- عدم التبول أو التبرز في المياه أو قربها، وإنما في المراحيض.
- تجنب الغسل والاستحمام والسباحة والوضوء في البرك والغيول، لأنها قد تحتوي على قواقع ومذنبات البلهارسيا.
- تنظيف جوانب سواقي الري من الأعشاب والحشائش التي تعيش فيها القواقع ويتطور بداخلها المرض عقب خروجه من البيوضات.
- لبس الأحذية المطاطية الطويلة التي تغطي أكمل القدم عند ري الأرض، فالعامل في الحقول الزراعية أثناء قيامه بالري من مصارف أو قنوات الري، لابد له من ارتداء الأحذية الطويلة الواقية لأقدامه، لمنع اختراق «مذنبات السركاريا» لجلده ومنه إلى داخل الجسم.
- تخزين المياه المأخوذة من البرك والغيول لمدة «48 ساعة» قبل استعمالها للأغراض المنزلية لضمان موت ما قد تحتويه من مذنبات البلهارسيا.
- غلي الماء المخزن عند استعماله في إعداد الطعام.
- رش مصادر المياه الراكدة والبطيئة الجريان بالمبيدات التي تقضي على البلهارسيا في أطوارها المائية.
* المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.