كشفت مصادر موثوقة عن حصول عناصر تنظيم القاعدة في اليمن على مواد متفجرة حديثة ومتطورة. وأشارت المصادر إلى أن التحقيقات التي تجريها سلطات الأمن في حوادث التفجيرات الأخيرة التي استهدفت بعض المصالح اليمنية والأجنبية في صنعاء ومناطق أخرى أظهرت أن القاعدة استخدمت في تلك العمليات قذائف هي الأولى ولم يسبق أن تم استخدامها في اليمن. وقالت المصادر: إنه ومن خلال التحقيقات فقد تبين أن القذائف المستخدمة في هجمات عدة باليمن هي من نوع جديد (أوروبية الصنع) وأن المعلومات التي تم التوصل إليها تفيد بأن هذه المتفجرات يتم تهريبها لعناصر (القاعدة) في اليمن عن طريق البحر وذلك من إحدى دول منطقة القرن الأفريقي وتحديداً من الصومال، مضيفة :إن من مميزات هذا النوع من القذائف أنها لا تصدر أصواتاً أو وميضاً عند إطلاقها، كما لا يُسمع دوي انفجاراتها إلا بعد وصولها إلى الهدف، مرجحة أنه يتم إطلاقها من خلال سيارة متحركة سرعان ما تغادر المكان قبل اكتشافها. وحسب المصادر فإن خلية نشطة من تنظيم القاعدة لا تزيد عن ثلاثة أشخاص هي التي تقوم بتنفيذ تلك الهجمات الخاطفة، حيث يجيد أفراد تلك الخلية التي يجري تعقبها من قبل الأجهزة الأمنية عملية الاختفاء السريع عقب تنفيذهم عملياتهم الإرهابية بأسلوبهم ووسائلهم الجديدة التي تتم عادة عبر إطلاق القذائف من مسافات تتراوح عادة بين 500 و600 متر. وزادت المصادرحسب تقرير نشرته «الجزيرة» السعودية أن المعلومات التي توصلت إليها أجهزة الأمن تشير إلى أن منفذي الهجمات التي شهدتها صنعاء، هم أنفسهم من يقفون وراء تلك العمليات التي كانت قد استهدفت (نقاطاً أمنية) في حضرموت، وأن جميع هذه العمليات نفذت بنفس الطريقة والأسلوب وبذات النوع من القذائف.. وهو ما يعني بحسب المصادر أن تلك العناصر تتنقل من محافظة إلى أخرى.. منوهة بأن الأوضاع المضطربة في الصومال أوجدت أرضية مناسبة وهيأت الأجواء لتنامي أنشطة (القاعدة) في هذه المنطقة، وهو ما سهل مهمة تزويد (القاعدة) في اليمن بالأسلحة والمتفجرات بل وبالعناصر المدربة التي تتسلل إلى السواحل اليمنية متخفية في أوساط آلاف اللاجئين الصوماليين الذين ينزحون إلى اليمن بصورة شبه مستمرة. وفيما تؤكد أجهزة الأمن أنها تكثف حالياً من تحرياتها ومتابعتها لعناصر تلك الخلية من القاعدة، والتي يسارع أفرادها إلى التخفي في بعض المناطق في أعقاب تنفيذ عملياتهم الإرهابية أو عندما يشعرون بأن ثمة إجراءات مشددة من جانب سلطات الأمن.. تشير معلومات محدودة التداول إلى أن بعض عمليات القرصنة البحرية التي تعرضت لها مؤخراً عدد من السفن التجارية والسياحية في البحر العربي وخليج عدن، تقف وراءها خلايا إرهابية من تنظيم القاعدة الموجودة داخل الأراضي الصومالية التي وجدت فيها تلك الخلايا أماكن آمنة للتدريب من جهة وللتواصل السهل مع قيادات التنظيم والتنسيق معها في كثير من الأمور بما في ذلك تلقي التوجيهات لتنفيذ عمليات إرهابية.. وحسب المعلومات فإن عناصر صومالية منتمية إلى تنظيم القاعدة هي التي قامت ببعض عمليات القرصنة البحرية، وذلك في إطار الاستراتيجية الجديدة للقاعدة، والتي تسعى من خلالها إلى إقلاق سلامة الملاحة الدولية ونقل معركة المواجهة إلى البحر حيث المصالح كبيرة والأهداف سهلة رغم وجود الأساطيل العسكرية لدول التحالف في المنطقة. وكما يرى بعض المراقبين فإن خلايا تنظيم القاعدة في اليمن والتي كانت قد تراجعت عملياتها الإرهابية بشكل كبير خلال الفترة الماضية في ظل الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها سلطات الأمن، ربما أنها وجدت في انشغال سلطات الدولة في كثير من القضايا الأمنية والتنموية فرصة لاستنهاض قواها والعودة مجدداً إلى مسرح الأحداث من خلال تفعيل نشاطها والقيام بعمليات إرهابية في أكثر من منطقة ، وذلك من باب إثبات وجودها من جهة، ومن جهة ثانية الانتقام لمقتل العديد من العناصر النشطة بتنظيم القاعدة في مواجهات مع قوات الأمن، وكذا اعتقال عدد آخر من تلك العناصر، وهو ما كانت خلايا القاعدة قد هددت به وأعلنته في عدة بيانات أصدرتها في وقت سابق