لم يعد ْ هذيانُ السكر يجتاح فؤادي شُفيَ الجرح ُ القديم ْ بازهرار ٍ أزرقَ طهرانُ تشفيني من الوجد الأليم ْ وأنا أجلس في شيْخانة ٍ أنسى الهمومْ نادلٌ جهمٌ عريضُ المنكبين يتباهى مُظهراً للروس مجد الشاي ِ خانه ْ صبَّ لي شاياً كثيفاً أحمرَ عوضاً عن فودكا أو عن خمر ِ حانه ْ صبَّ لي يا صاحبي لكن على رِسْلك مهلا ْ كم من الوردات في دارك أزهرن .. ملأن الروض ألواناً وظلا ْ لم تكن تلك العيون ْ غمزتْ لي عَرَضاً وأزاحت لي الخمارَ الأسود َ نحن لا نربط في روسيا البناتْ بالجنازير كما نربط كلبْ نُتقن التقبيل َ والحب َّ بلا أجر ٍ ولا غش ٍ ولا خنجرْ ولهذي الحلوة ِ الممشوقة ِ الميَّاسة ِ القد ِّ التيْ وجهها كالفجر إشراقا ً سأهدي من خَراسان َ لها شالا ً ومن شيرازَ سجادة ْ أيها النادل هاتِ الشاي َ أكثف ْ أنا لن أكذبَ في يوم عليكْ إنني أحملُ أوزاري ولكن .. ليس وِزرك لا تراقبْ بابك الموصودَ ياصاح ِ ففي ذاك السياجْ فجوة ٌ لم تكن تلك العيونْ غمزتْ لي عَرَضا وأزاحتْ لي الخمارَ الأسودَ