المجلس المحلي في عدن سبق أن أصدر قراراً بمصادرة الزردة من محلات بيعها .. ثم جاء بعده قرار مدير عام مكتب الأشغال العامة بالمحافظة بإغلاق كافة محلات بيع التمبل والزردة، إلا أن هذه القرارات لم تكن أكثر من حبر على ورق ولم تنفذ حتى الآن رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على إصدارها..تنتشر في عدن محلات التمبل التي لايخلو منها شارع أو حارة، نظراً لرواج هذه السلعة بين المواطنين بمختلف شرائحهم.. والتمبل أنواع فهناك الحالي والزردة و...... الخ» وتعتبر الزردة من أقوى أنواع التمبل تأثيراً على الكيف «كما يطلق عليه البعض» والتمبل ظاهرة انتقلت من الهند وانتشرت في المدن اليمنية خاصة في عدن لماذا يتناول الناس التمبل؟ وهل هناك أضرار صحية؟ وماهي سلبياته على الجسم والبيئة؟ وماهي الحلول؟ كل هذا في سطور الموضوع التالي: مكونات التمبل التمبل الحالي عبارة عن سكر ونارجيل وكاف أما الزردة فهي عبارة عن النورة والتمباك، والمقصود بالتمبل هو الورقة الخضراء التي تشبه ورقة القات يضاف إليها المكونات الأخرى حسب طلب المستهلك وتعتبر «الزردة» أقوى أنواع التمبل تصل فترة تأثيرها على الكيف حوالي «ساعة واحدة» مما يجعل مستهلكها يواصل الشراء لغرض مواصلة النشوة أو كما يقال «الخرمة» وأوراق التمبل تأتي من الهند وتخزن في الثلاجات الخاصة بالبائعين غير أنه يوجد نوع آخر من التمبل وهو «تمبل حضرمي» لكنه ليس بقدر رواج التمبل الهندي، لهذا فالكثير من الموالعة يشترون التمبل الهندي لجودته كما يزعمون ومادة «الكت أو الكاف» هي التي تجعل التمبل أحمر اللون وفي المادة التي تقذف من الفم ولها حكاية في الشوارع والمكاتب العامة. لا أرى إشكالية يرى الشاب أحمد سعد أن التمبل لايحتاج إلى ضجة في الصحف لأن هناك اشياء كثيرة أهم بحاجة إلى توعية صحية وأنا لا أرى أية اشكالية في تناول التمبل ،حيث إنني لم أشعر يوماً بأي مرض أو ارهاق بسببه مقارنة طبعاً بالسجائر التي تؤدي إلى الكثير من الأمراض. أيضاً الكثير من المواطنين وأنا منهم نتناول التمبل هروباً من آفة القات وتكاليفه الباهظة والفارق المادي كبير جداً ،حيث بامكان الفرد تناول تمبل ب«100» ريال يومياً مقابل حبة قات يصل سعرها إلى 1000 ريال ، كما أن التمبل لايؤدي أو لا يؤثر على الجسم مثل القات. التمبل والخرمة التمبل ليس وليد لحظة خاصة في عدن التي تعد المحافظة الأولى في انتشار هذا النوع ويفضله كافة المواطنين خاصة العدنيين هكذا تحدث الأخ سالم علي مواطن ويقول أيضاً : منذ أن عرفت نفسي وأفراد أسرتي يتعاطون التمبل لهذا فأنا أحد أفراد العائلة ومازلت اتعاطاه إلى اليوم إلى جانب القات والسجائر.. والتمبل مثله مثل السجائر أو كما يسميه المولعي «خرمة» فأي شخص يتناوله لا يستطيع أن يقطعه أو يستغني عنه كما هي السجائر خاصة النوع المسمى «الزردة» وهو الأقوى تأثيراً. وإذا كان التمبل يؤدي إلى أضرار صحية فيفترض أن يوضع له حل من قبل الجهات المختصة التي تسمح باستيراده لأنه يأتي من الهند بكميات كبيرة جداً وله رواج في المحافظات الجنوبية بعكس المناطق الشمالية التي أعتقد أنه غير مطلوب فيها هذا النوع ولكن يوجد مايسمى ب«الشمة». ومن وجهة نظري الشخصية كرجل في الستينيات من العمر أقترح على أن تكثف الجهود في توعية الشباب بمخاطر الآفات المضرة بالصحة ك«التمبل ، القات ، السجائر ، الشمة و.......الخ». من خلال إقامة الندوات التثقيفية والنصائح الصحية وتوفير البدائل اللازمة لهم كالنوادي الرياضية وبهذا نستطيع أن ننشئ جيلاً خالياً من الأمراض وهذا هو المطلوب. التمبل في المرافق الحكومية مما لاشك فيه أن معظم المواطنين بمختلف فئاتهم في كافة ربوع اليمن السعيد يهملون صحتهم ولايبالون من تناول أي آفة حتى وإن كتب عليها «ستموت بعد كذا...» وهذا يعلمه الجميع خاصة وأن السجائر والقات والتمبل ..... والخ، أصبحت كواجب وعلى كل فرد أن يمارس طبائع من سبقوه من الموالعة وأعتقد أن وزارة الصحة تتحمل جزءاً من المشكلة ،وكذلك الجمعيات المهتمة والمختصة بشئون المواطنين خاصة وأنها لم توع المواطن بشكل مقبول ،ولكن هذا لايعني أن المواطن «بريء» وخال من المسئولية بل هو يتحمل الجزء الأكبر من المشكلة ،وللأسف الشديد فلم يعد المواطن لايبالي بصحته فقط بل أصبح السبب في تلويث بيئته ولايلتزم بالنظافة ، على سبيل المثال أثناء زيارتي للكثير من المكاتب والمرافق الحكومية في محافظة عدن وجدت هناك تحذيرات معلقة على جدران المكاتب تشير «يمنع تعاطي التمبل والسجائر...» ولكن دون جدوى فبقايا التمبل موجودة في طواريد هذه المرافق وتبقى هي المعبرة عن مستوى التزام الموظفين بهذه التحذيرات التي يصدرها المديرون كل في موقعه. شكوى عمال النظافة الشوارع العامة كذلك أصبحت هي الأخرى تعكس للمشاهد والمار فيها مستوى النظافة ،حيث تجد بقايا التمبل «المادة الحمراء» التي تشبه الدم من شدة احمرارها وتشكل مصدر قلق لعمال النظافة لعدم مقدرتهم على إزالتها ، هذا ما اشار إليه الأخ رامي أحمد عامل نظافة بمحافظة عدن واضاف: حقيقة باستطاعتنا أن نزيل كل ماهو موجود بالشوارع من بقايا المواطنين أو التراب ولكن تبقى مشكلة قذف المادة الحمراء «التمبل» هي الابرز ،حيث إنها تعتبر دليلاً على أننا لم ننجز أي عمل يذكر فهذه المادة من الصعب إزالتها إلا بالماء أو ماشابهه لهذا يفترض وضع براميل أمام محلات التمبل وفي الشوارع والتزام المواطنين بقذف هذه المادة إلى داخل تلك البراميل لأن مثل هذه اللامبالاة من قبل المتعاطين للتمبل تجعل عدن مدينة خالية من النظافة وتعكس جانباً سلبياً للزوار . لايقتصر الأمر على محافظة عدن ففي أمانة العاصمة انتشر متعاطو التمبل خلال السنوات الأخيرة وكذا المحلات إلا أننا نستطيع القول إنها محصورة في منطقة التحرير فقط حيث تتواجد هذه المحلات وروادها يأتون إليها من جميع مناطق الأمانة. طلاب المدارس والزردة ونتيجة لعدم مكافحة هذه الآفات السلبية وبعد أن كان الصغار يتناولونها خفية صاروا اليوم أكثر جرأة إذ اضحى بعض الطلاب يتعاطون «التمبل والزردة» خلسة اثناء الاستراحات أو اثناء هروبهم من الحصص المدرسية خصوصاً في المدارس القريبة جداً من أماكن بيع هذه الآفات. وفي ظل عدم وجود قرار إداري صارم بمكافحة بيع هذه الآفات وكذا غياب التوجيه والتوعية التربوية للطلاب بخطورة تعاطيهم لهذه القاذورات التي تنخر في بنيان الطفولة والشباب. طلاب الجامعة متى...؟؟ لم يعد الأمر محصوراً على الكبار أو الصغار بل الشباب وطلاب الجامعات من الجنسين هم أكبر المدمنين على «الزردة» التي هي أخطر أنواع التمبل ويبرر الكثير منهم تناوله للتمبل بسبب الظروف القاسية التي يعيشها ولأن الأصحاب كلهم يتعاطونه أيضاً وعندما تتوجه بالسؤال عن البدايات الأولى لتناول التمبل عند الشباب تجد الاجابات مختلفة منها لأن بقية رفاقي كانوا هكذا ولأن الزردة «التمبل» يجعلني أبدو كبيراً ،كنتُ راغباً بأن أصبح شخصاً مهماً........الخ. هذا ما يؤكده الكثير من الشباب ،ولكن الشيء الملاحظ أن طلاب جامعة «عدن» في مختلف الكليات يتناولون التمبل داخل الحرم الجامعي بالرغم أنه ممنوع نظراً لما يحدثه من تشويه على الجدران والقاعات الدراسية، الأمر الذي تفقد فيه القاعات الدراسية حرمتها وخصوصيتها ومكانتها.. فمتى يتعلم شبابنا إذا لم يتعلموا اليوم أبسط الأمور؟!. نصائح أطباء الكثير من الأطباء يحذرون الشباب والمجتمع من تعاطي التمبل ويعتبرونه من المواد المسرطنة ،حيث يسبب تعاطي التمبل سرطان اللثة وغيرها من الامراض الخطيرة الأخرى لهذا وجب الابتعاد عنه بقدر الامكان كون الأطباء ينصحوننا بذلك؟!. اضطرابات في المفصل الصدغي الدكتورة مهجة أحمد علي عبده رئيسة قسم طب الأسنان الحيوية كلية الطب والعلوم الصحية جامعة عدن تحدثت حول الظاهرة وأضرارها ودور قسم الأسنان بكلية الطب والعلوم الصحية قائلة: إن الأضرار المترتبة على تناول «التمبل» وكذلك القات والشمة كثيرة جداً منها على مستوى الأسنان يعمل الطحن الطويل والجهد الكبير على مسح أو تآكل الطبقة الخارجية للسن وحدوث الجيوب اللثوية وبعد زمن امتصاص عظمة النسخ السني «المحيط بالسن» وفي الأخير يفقد الإنسان هذا السن النبيل والهام. والأكثر خطورة هو اضطرابات في المفصل الصدغي «الوجهي» الذي يؤدي في بعض الحالات إلى صعوبة شديدة في فتحة الفم وعدم تحكم عضلات الوجه بفتح واغلاق الفم. وعند دمج التمبل بالتبغ والشمة يصاب متعاطوه بالبقع البيضاء وإذا استمر الشخص يتعاطى ذلك ولم يقلع عن هذه المادة السيئة يؤدي إلى سرطانات الفم «الوجه والفكين» الخبيثة والتي تعتبر من أخطر السرطانات في جسم الإنسان. واضافت الدكتورة مهجة : إن توجيه الارشادات الصحية للإنسان اليمني غاية في الأهمية وذلك لكثرة العادات السيئة التي تتعاطى في وقتنا الحاضر وهنا يأتي دور قسم الأسنان بكلية الطب والعلوم الصحية من نزول للمدارس والمعاهد لعمل ابحاث علمية ميدانية في مجال البحث العملي والعلمي. ويعمل قسم الأسنان منذ أكثر من خمس سنوات سابقة برنامجاً دورياً ونصف سنوي لخدمة المجتمع اليمني في التوعية صحية وتقديم الخدمة المميزة في هذا المجال. إدمان الأطفال ويؤكد الدكتور خالد عبدالباقي مدير المجمع الصحي بالمعلا محافظة عدن أن الشمة والتمبل بأنواعهما يعتبران من الكيف المتداول في اليمن وخصوصاً في محافظة عدن وهذا يشكل خطورة على المجتمع لأن الشمة والتمبل «الزردة» أصبحت في متناول الأطفال وصاروا مدمنين عليها ويسبب سرطان اللثة ، تلف الأسنان ، ويسبب رائحة كريهة تؤدي إلى نفور الناس من حول «المتعاطي طبعاً» ويسبب ضعفاً في التنفس وتنتقل الأمراض من خلال البصق على الأرض وفيه إهدار للمال. وأن عقل الإنسان هو الصفة الوحيدة التي يختلف بها عن سائر المخلوقات وبهذا يقول الله تعالى «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً» وقال تعالى «ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة». سوء الرفقة التمبل والشمة و..... جميعها مكيفات تظهر هروب هؤلاء الأشخاص وعدم امتثالهم للقيم الاجتماعية المثالية في محيطهم العلائقي الاجتماعي وهذه الآفات تجلب على الشخص المتعاطي الانهيار الاخلاقي كأهم تكلفة يدفعها أصحاب المكيفات وخاصة في مجتمع عربي يعتز بقيم العزة والأنفة كقيم مثالية هذا ما أشار إليه الأخ نصر عبدالنبي ماجستير علم اجتماع كلية الآداب جامعة عدن مضيفاً : إن سوء الرفقة وضعف قيم الامتثال الاخلاقي وانتشار قيم الانحلال الاجتماعي وضعف الوعي الثقافي هي أسباب متعلقة بهذه الآفات إلى جانب عدم استغلال أوقات الفراغ في اشياء مفيدة ، فتؤدي هذه الآفات على اضعاف النشء من الشباب والتأثير على طاقاته الانتاجية داخل المجتمع وعدم اتجاه الشباب في كثير من الاحيان إلى الانجاز العلمي والاكتفاء بمستوى متدنٍ و.........الخ إلى جانب انتشار المشكلات الاجتماعية مثل الجريمة والنصب وكذلك ازدياد الخلافات الأسرية مثل ارتفاع ظاهرة الطلاق و...... الخ. حلول اجتماعية وعن الحلول لتجاوز هذه الآفات المدمرة للمجتمع والشباب قال عبدالنبي: يجب رفع الوعي الاجتماعي من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ،وتوعية المجتمع من خلال وسائل الإعلام عن مخاطر هذه الآفات والرفع من ثقافة المجتمع الصحية والتشجيع على الاقلاع عن هذه الآفات من خلال القدوة الحسنة في المجتمع قدوة الأب أمام الأبناء ومحاولة اشغال الشباب بما ينفعهم ويفيدهم في تطوير مستقبلهم أيضاً محاربة المجتمع لهذه الآفات من خلال غرس القيم الاخلاقية المضادة في التفاعل الاجتماعي ،والتوسع في النوادي والمكتبات التي ترفع من مستوى اهتمامات الشباب ،كذلك العمل على محاربة هذه الآفات من خلال برامج الدولة بصورة فاعلة وحاسمة.