يلعب عمال النظافة دوراً بارزاً في تحسين المظهر الجمالي والحضاري للمدن والعواصم الرئيسية والثانوية ،حيث يقومون بمهام وأعمال تتطلب منهم الجهد والوقت الكثير، يقدمون خدماتهم الإنسانية. إلا أن الأجور والمرتبات التي يتقاضونها ماتزال ضئيلة جداً ولاتكفي لمتطلبات المعيشة..أجري تحقيق واسع حول الموضوع شمل شكاوى وأحاديث العديد من العمال وردود المسؤولين في قطاعات النظافة والخدمة المدنية والمالية وخرجنا بالحصيلة التالية: أجور بسيطة في البداية تحدث الأخ ياسر قائلاً: العمل في النظافة عمل شاق ومتعب ومع ذلك فإن الحاجة الماسة إلى مصدر لتلبية متطلبات المعيشة تدفعنا إلى العمل من أجل كسب لقمة عيش حلال تحول دون مد أيدينا للناس أو البقاء عالة على المجتمع كبطالة تؤثر في الاقتصاد ومع كل ذلك فلاتزال الأجور التي نحصل عليها من خلال قيامنا بأعمال النظافة قليلة في ظل أزمة الغلاء المتزايدة يوماً بعد آخر ، وما نأمله أن يتم الالتفات إلينا والعمل على زيادة الأجور بالمستوى الذي يتماشى مع حجم الأعمال والمهام التي نقوم بها. مظلومون والتوظيف هو الحل الأخ محمد حشر من جانبه قال: نعمل حتى في أوقات العطل والاجازات الرسمية ومع هذا نجد أنفسنا نستلم مبالغ زهيدة جداً في ظل نظام التعاقد الذي أصبح ظالماً لنا جداً فأجور ومرتبات المتعاقدين قليلة جداً ولايمكن أن يتخيل أحد أن رب أسرة مكونة من أربعة أولاد على الأقل يستطيع أن يصرف على أسرته من مرتب يصل إلى 15 ألف ريال بالتأكيد لايستطيع وخصوصاً هذه الأيام.. ومرتبات الأسعار ارتفعت والمصاريف ..وحول الحلول للخروج من هذه الأوضاع يرى محمد حشر أنها تتمثل في سرعة العمل على توظيفهم رسمياً بدرجات وظيفية ثابتة والتي من شأنها تحسين أوضاعهم المعيشية وأمورهم المادية لما لنظام الوظيفة الرسمية من ميزات أهمها ضمان مورد ثابت ودائم للدخل. تعب وشقاء ومقابل زهيد أم عبدالله عاملة نظافة: اخبرتنا بأنها ماتحصل عليه من مرتب تصرفه في الاسبوع الأول من الشهر على شراء المواد الغذائية لأولادها اليتامى في حين يذهب ماتبقى على تغطية مصروفات الدراسة لطفليها اللذين أصرت على إدخالهما المدرسة ليحصلوا على وظيفة مناسبة لهما لمساعدتهما على الحياة والعيش بدون أن يحتاجوا لمساعدة أحد .. واشارت أم عبدالله إلى أنها تتمنى أن يتم رفع المرتبات الخاصة بعمال النظافة لأنهم -حسب تعبيرها - يقومون بأعمال متعبة وقاسية جداً يستحقون عليها التكريم والدعم المناسب. دعم قليل ومخاطر كثيرة محمد صغير عاقل عمال النظافة : نسعى إلى إزالة المخلفات والقمامة التي تملاً الشوارع منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل، نترك أسرنا وأولادنا من أجل مدينة نظيفة وشوارع وأحياء حضارية وعلى الرغم من ذلك فإن مايمنح لنا من أجور ومرتبات يعتبر قليلاً أمام مانقوم به من خدمات وبالتحديد المتعاقدين فنحن نعاني من تعسف بعض المشرفين على الأعمال وهو مايتسبب أحياناً في الخصم من المستحقات التي هي في الأصل قليلة . ممكن هنا الإشارة إلى أن هناك توجهاً للسلطات المحلية في المحافظات والمديريات إلى تثبيت كافة العاملين بقطاع النظافة في مختلف محافظات الجمهورية الأمر الذي أكده الأخ أمين جمعان أمين عام المجلس المحلي بأمانة العاصمة في كلمته التي ألقاها خلال حفل تكريم العاملين بقطاع النظافة. الموازنة وكثافة العمال سبب في التأخير الإخوة في وزارة المالية: برروا عدم توظيف عمال النظافة وتدني مستوى أجورهم ومرتباتهم بسبب عدم إدراجها ضمن الموازنة العامة للدولة الخاصة بقطاع النظافة ،حيث لايوجد اعتمادات كافية لتغطية ذلك ، والأمر نفسه تحدث عنه الإخوة في وزارة الخدمة المدنية والتأمينات ،حيث أشاروا إلى أن السبب يرجع إلى ضعف الاعتمادات وعدم مقدرة الوزارة على إصدار فتاوى دون وجود تعزيز مالي يسمح بذلك مؤكدين بأن الكم الهائل من العمال المتعاقدين في قطاعات النظافة في عموم محافظات الجمهورية يمثل العائق الأكبر في ذلك.. مشيرين إلى أن عملية التوظيف تتم سنوياً بالعدد المسموح به وفق الاعتماد السنوي المعتمد من قبل وزارة المالية وبحسب الأقدمية. كلمة لابد منها وفي الأخير لابد من الاشارة إلى ضرورة التعجيل بفتح اعتماد كاف يستوعب كافة العاملين في قطاع النظافة ويضمن لهم وظيفة دائمة رسمية وعائداً مادياً مناسباً يلبي حاجاتهم ويسهم في ضمان حياة كريمة وهانئة لهم ولذويهم دونما منغصات أو شعور بالعجز والفاقة ، وعلى الحكومة النظر في نسبة المرتبات والأجور لعمال النظافة ومنحهم الرعاية والدعم الذي يليق ومستوى الخدمات التي يقدمونها للمجتمع بما يسهم في تحسين أوضاعهم المعيشية تماشياً ومضامين البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس ذات الصلة بهذا الموضوع.