أكد أستاذ الآثار والفنون الجملية بجامعة صنعاء الدكتور محمد عبد الله باسلامة على ضرورة قيام الجهات المعنية بإيجاد فعل تحصين حقيقي لحماية الآثار من العشوائية، والتدمير الذي يلحق بها بفعل الجهل بأهميتها وغياب آليات الحفاظ عليها بشكل مدروس ومتكامل. وأشار استاذ الآثار والفنون في محاضرته اليوم بمؤسسة العفيف الثقافية بعنوان «مكانة الوعل في الحضارة اليمنية القديمة» إلى ما تتعرض له كثير من الموجودات الأثرية والنقوش التاريخية من تشويه وتغييب لملامحها ومدلولاتها. ونوه بما مثله استخدام الوعل في النقوش والآثار التاريخية اليمنية من دلالة تعبيرية، ورمز في كثير من الحضارات المتعاقبة. وقال الدكتور باسلامة:” احتل الوعل مكانة مقدسة لدى اليمنيين القدماء، واستخدم في الطقوس الدينية المختلفة، وحضي بحضور حقيقي في الفن اليمني القديم”. وذكر أن الوعل يتعرض لمهددات تستهدف وجوده ضمن المكون الطبيعي للثروة الحيوانية في اليمن عبر الصيد العشوائي باستنزاف مفرط, وكذا تدمير القيمة التاريخية لدلالته الرمزية كشاهد حضاري من خلال العبث بالنقوش والآثار اليمنية القديمة التي تناولته بشكل يفوق دلالته وقيمته في شواهد الحضارات الأخرى. وشدد على ضرورة تضافر كافة الجهود وتكاملها من أجل الحفاظ على الآثار، واضطلاع الجهات المعنية ووسائل الإعلام بإحداث وعي شامل لدى العامة حول أهمية الآثار، وضرورة الحفاظ عليها كجزء من الهوية والمكون الحضاري للإنسان والأرض والتاريخ اليمني.