من المعروف تاريخياً ان مدينة تعز الحالمة من أهم المدن اليمنية التي لعبت دوراً هاماً عبر التاريخ اليمني وخاصة في العصر الإسلامي الأول وذلك عندما عين رسول الله «صلى الله عليه وسلم» معاذ بن جبل والياً على اليمن وحدد له مدينة الجند والواقعة ضمن إطار مدينة تعز مقراً لولايته ومتخذاً من مسجد الجند والذي بناه في عهده منبراً لتعليم الدين الإسلامي ومدرسة يعلم فيه الفقه وتلاوة القرآن.. كما كانت أيضاً مدينة تعز العاصمة السياسية للدولة الرسولية لمدة تزيد عن مائتي سنة خلالها زينت وتعطرت مدينة تعز بالثقافة الرسولية.. هذه المدينة التي تحتفظ بداخلها جبل صبر بارتفاعه البالغ 6003 متر ومن على قمته نشاهد مدينة تعز كاملة ففي النهار نراها على هيئة أقفاص صغيرة «بيوتات المدينة» وفي الليل نرى الجبل يظهر على جسده المتعرج الحنون الدافىء مجموعة نجوم مضيئة وتحيط بالمدينة وبسبب ذلك أطلق عليها«مدينة النجوم». مدينة المعالم الساحرة كما أن الزائر لمدينة تعز الحالمة حتماً لسوف ينبهر باعجاب شديد عندما يشاهد بأم عينيه ماتحتضنه على أرضها من كنوز لمعالم أثرية وتاريخية وصفت منشآتها بتحف هندسية معمارية في قمة الروعة والجمال ومن أبرز هذه المعالم. قلعة القاهرة والتي تقع أعلى المدينة وعلى أكمة يصل ارتفاعها 081 متراً وتعتبر هذه القلعة من أهم القلاع التاريخية والأثرية والتي بنيت في عام 8311م والقلعة تعتبر تحفة فنية قيمة لاتقدر بثمن. -مسجد الجند.. وهذا المعلم الإسلامي التاريخي يوجد في منطقة الجند التابعة لمدينة تعز والتي بناها الصحابي الجليل معاذ ابن جبل في السنة الثامنة للهجرة. - جامع المظفر وجامع الأشرفية وهاذان الجامعان لهما تاريخ قديم يمتد من القرن السادس الهجري وبداخلهما معالم أثرية تبين روعة الأداء الهندسي والمعماري للإنسان اليمني.. وهناك الكثير من المعالم الأثرية والمتناثرة في مختلف مديريات مدينة تعز. عاصمة التصوف - ومثلما كانت مدينة تعز عاصمة المظفر وثقافة الدولة الرسولية.. فهي أيضاً تعتبر عاصمة التصوف والتدين ولمالاتكون كذلك وفيها ولد الشاذلي وابن علوان فالشاذلي هو الشيخ أبو الحسن علي بن ابراهيم بن أبي بكر بن محمد دعسين القرشي الصوفي الشاذلي وهو أحد مشائخ الطريقة الشاذلية في اليمن خلال القرنين الثامن والتاسع من الهجرة ولقد قيل عنه بأنه كان له مكارم وفضائل ويساعد الفقراء الوافدين ويعينهم بالمال والجاه وكان له زاوية يشتغل بالعلم ويتوافد إليه طلابه - وقيل انه توفي عام 128 هجرية وينسب إليه جامعه الموجود في مدينة المخا والمعروف بجامع الشيخ الشاذلي. أما ابن علوان فهو الشيخ أحمد بن علوان اليفرسي وقد نقل من خطه أبو الحسن صفي الدين أحمد بن علوان بن عطاف بن يوسف بن مطاعن بن عبدالكريم بن حسن بن ابراهيم بن سليمان بن علي بن عبدالله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي من فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وسلم».. ويقال ان الشيخ أحمد بن علوان لم ينشأ على الترف على ماجرت عليه عادة أولاد الكتاب لان والده كان كاتباً للملك المسعود الكامل ثم شب شباباً حسناً وكان قارئاً كاتباً عارفاً بالنحو واللغة والكتابة وكان الشيخ أحمد بن علوان يسمى ب« جوزي اليمن» لجزالة نثره وشعره عذب وهو أول من كتب المربعات والمبيتات والمخمسات في اليمن.. ولقد توفي الشيخ أحمد بن علوان سنة 566 هجرية.