مشروع طريق المعافر والممتد من (النشمة - وادي محجر - المكارسة -السواء) في مديرية المعافر بمحافظة تعز من المشاريع المتعثرة المثار حولها أكثر من علامة استفهام .. ترى ما قصة طريق السواء بمديرية المعافر، ولماذا أعمال الشق والسفلتة متوقفة، ولماذا لم يحرك المجلس المحلي أو الجهات المختصة ساكناً لتنفيذ طريق حيوي وهام يفتقر إليه أبناء المديرية.. هذه التساؤلات وغيرها هي ما حاولنا معرفة الإجابة عنها ليس بالكلام؛ ولكن بالنزول الميداني والالتقاء بالمختصين وتحري المصداقية .. فإلى حصيلة التحقيق الذي أجريناه حول هذا الموضوع.. بداية القصة .. في البداية تحدث عضو المجلس المحلي بمديرية المعافر اسماعيل سيف محمد ، حيث قال: المرصود للمرحلة الأولى من مشروع الطريق هو 34 مليون ريال، والمسحوب من قبل المقاول 82 مليون ريال ولا ندري أين بقية المبلغ!!!. والحقيقة أنه يوجد هناك مقاول واحد وقف العمل بسبب أنه يريد استلام المبلغ كاملاً بينما تم تحديد صرف 8 ملايين ريال لكل 3كم من المشروع يتم تنفيذها، ولكنه عاود العمل وهو عبدالولي محمد الحاج وهو المشرف على المشروع. حكاية سحب الضمان .. ويمضي اسماعيل قائلاً: والمصيبة أن المناقصة تشترط وجود ضمان بنكي؛ لكن المقاول الأخير طلب سحب الضمان، وطلب أعضاء المجلس المحلي في المديرية (62 عضواً) طلبوا مني التوقيع على سحب المقاول للضمان الذي أحضره؛ لكنني رفضت التوقيع. مآسٍ حقيقية .. من جانبه تحدث عبدالكريم ناجي الحجري، عضو المجلس المحلي في مديرية المعافر، ومدير مدرسة الصفا الأساسية الثانوية بالمديرية حيث قال: الطريق المتعثر مشكلة حقيقية يتطلع إليها أبناء المديرية وإصلاحها ومعاودة تنفيذها بشكل سريع مطلب جماعي لما لها من أهمية كبيرة، حيث ستربط بين كل من القرى التالية: (المجادر، العبلي، العركب، الحدية، الكداش، الديير، صلاح المشراح، الصفاء، البطنة، العقير، القلات، الجدل، القشيب، أعرود جبل، أعرود وادي، الكريبية، الشعب، المقصوص، الصيرة، الهوب، السواء، المكارسة، نهر مادح، شبعان، العبال، العنية، الشرف، الصناحف، العرضة، العياش، الأوحز، وادي محجر - المكارسة) وعدد من القرى والعزل الأخرى التي يطالب أبناؤها بالطريق. وتصوروا أن المريض لا يمكن إسعافه سريعاً نظراً لوعورة الطريق وخصوصاً لو أن هناك امرأة حاملاً، فقد يتعثر إسعافها إلى المدينة نظراً لوعورة الطريق ومشقتها، هذا بالإضافة إلى أنه يوجد بالمديرية مدرسة أساسية وثانوية وحيدة وتستوعب 058 طالباً وطالبة من مختلف المراحل الدراسية وبها فقط 12 مدرساً وإلى جانب شحة المدرسة أعداد المدرسين، فهناك مأساة تباعد المدرسة عن بعض القرى الأمر الذي يتطلب من معظم الطلاب السفر يومياً والحضور والانصراف من وإلى المدرسة بمشقة، وهذه كلها مآسٍ حقيقية نأمل من المجلس المحلي بالمحافظة والجهات المختصة إنقاذنا وإنقاذ أبنائنا وبناتنا منها. نداء للمعنيين .. وأثناء تجوالنا في قرى المديرية التقينا سلطان محمد، من أبناء قرية - أعرود جبل - مدرس - والذي قال: نشكر صحيفة «الجمهورية» وكل من جاء أو يجيء إلينا في قرى المعافر لملامسة مشاكل واحتياجات أبناء المديرية «المعافر» عن كثب، وكما ترون فإننا في المعافر بحاجة ماسة للعديد من خدمات البنى التحتية من مشاريع وخدمات، ولكن ما يريده المواطن في هذه المديرية وبشكل سريع هو إنجاز الطريق التي كان قد وضع حجر الأساس لها فخامة رئيس الجمهورية عام 3002م.. ونحن نتوجه بمناشدة إلى رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وكل المعنيين بمحافظة تعز وعلى رأسهم محافظ المحافظة القيادي والإداري الناجح حمود خالد الصوفي، محافظ محافظة تعز ونطالبهم جميعاً بسرعة إغاثتنا والتوجيه العاجل بتنفيذ الطريق الذي سيربط قرى وعزل مديرية المعافر بمدينة تعز بخط اسفلتي يستطيع من خلاله أبناء المديرية التواصل والسفر وتلبية حاجياتهم بصورة أسهل مما هي عليه الآن.. كما نأمل اعتماد الطريق المتفرعة إلى قرية أعرود جبل ضمن الطريق الرئيسة الممتدة من النشمة إلى وادي محجر المكارسة؛ لأن هذه الطريق وعرة جداً وسبق أن انقلبت فيها أكثر من سيارة وراحت العديد من الضحايا والأرواح دون ذنب. المسؤولية جماعية .. أما سعد السوائي- من منطقة السواء - المعافر فقد تحدث قائلاً: إن إصلاح وسرعة إنجاز طريق المعافر - تعز وادي محجر المكارسة مطلب جماعي، وإذا كان هناك من عراقيل واضحة أو غير واضحة فيجب الآن تلافيها وتجاوزها حتى لا تبقى الطريق متعثرة، ويجب أن يضطلع الجميع بمسؤولياتهم سواء أعضاء وممثلي المجلس المحلي بالمديرية أو بالمحافظة أو مسؤولي الأشغال العامة والطرقات أو المقاول المنفذ أو من كان، فالمسؤولية جماعية ويجب تحملها بجدية ومسؤولية، وهذا ما يطالب به المواطنون من أبناء مديرية المعافر؛ لأن المتضررين هم في الأول والأخير. طريق صنعتها الطبيعة .. محمد نعمان - سائق سيارة ويقوم بالسفر يعاني من وعورة ومشقة الطريق التي يجتازها يومياً على سيارته الصالون - دبل - من قرى المديرية - إلى منطقة النشمة بتعز.. حيث يقول: الطريق متعثر ولم نلحظ أي تطور في إنجازه رغم أننا سمعنا أنه صرفت مبالغ خيالية لها، ولا ندري أين ذهبت هذه المبالغ!!. أما بالنسبة للطريق الحالية فمعظمها صنعتها الطبيعة وعوامل التعرية، حيث كان أول سائق وهو حسن الصوفي وأخوه أحمد الصوفي وأول من امتلكوا سيارات قديماً، وكانوا يمررونها على الأماكن التي يمكن اجتيازها، وهكذا توالت بقية السيارات إلى أن أصبحت تسمى طريقاً..ولكن الحقيقة هي أننا نعاني كثيراً من الوعورة، والمصيبة أنه حتى عندما بدأوا بتنفيذ مشروع الطريق ينفذونها وفق مزاجهم حتى إنه في منطقة المجارد تم تحويل خط سير الطريق بسبب وجود شجرة مانجو كبيرة، والمهم أن الطريق اليوم باتت متعثرة والمشروع الذي كنا قد فرحنا فيه وأملنا عليه أضحى واقفاً.