تنطلق بعد غدٍ الخميس ال17 من يوليو 2008م، فعاليات مهرجان البلدة السياحي ال 5 في عاصمة محافظة حضرموت “المكلا” وذلك بعد أن تم الانتهاء من الترتيبات والتجهيزات اللازمة لإقامة هذا المهرجان الصيفي السنوي الذي يشهد ظاهرة برودة مياه بحر ساحل حضرموت مترافقاً مع دفء في الطقس. . إعداد.. نصر باغريب وتتضمن فعاليات المهرجان الذي يقام تحت شعار “البلدة دواء لكل علة” تنظيم برامج ترفيهية وثقافية وأدبية وفنية ورياضية من التراث الحضرمي، كما سيقام ولأول مرة على هامش افتتاح المهرجان معرض للكتاب يشارك فيه نحو 70 دار نشر محلية وعربية وقرية تراثية سياحية تحكي العادات والتقاليد والموروث الشعبي وتم تصميمها على المساحة الخاصة بمركز الفنان الكبير أبوبكر سالم بالفقيه بمساحة تقدر بحوالي ثلاثة آلاف متر مربع، وتحتوي بداخلها كل فنون وعادات وتقاليد وأسواق ومقاهي ومعارض تسوق تجارية وصناعية، ومطاعم تاريخية وتراثية للمحافظة، بما تمثله من الحرف والصناعات اليدوية القديمة، والتي ستبنى من الأعواد وسعف النخيل، وسيتم فيها عرض الصناعات الغذائية التقليدية والأدوات التراثية التي تشتهر بها المكلا خاصة وحضرموت عامة. أوبريت غنائي تراثي في مساء يوم الافتتاح سيتم تقديم اللوحة الفرائحية للأطفال - أوبريت غنائي تراثي - بعنوان (بهجة الطفولة أغاني وأهازيج الأطفال) التي ستقدم ضمن فعاليات المهرجان بمشاركة 320 طفلاً وطفلة، وسيقدم كذلك أوبريت “بنت القبائل” و”مآثر من حضرموت” للشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار والتي تعبر عن العادات والأهازيج والمساجلات الشعرية والأدبية والرقصات الفلكورية الشبوانية لمديريات وادي وساحل حضرموت، وستشمل الفعاليات أيضاً تنظيم نشاطات رياضية متعددة كسباقات الدراجات وكرة القدم وكرة اليد والطائرة الشاطئية التي ستشارك فيها فرق من المحافظة ومن خارجها. وسيشارك عدد من الفنانين المحليين في المهرجان منهم الفنان الكبير كرامة مرسال، وستقام كذلك حفلات فنية لفنانين عرب، حيث يجري التواصل عبر شركة (روتانا) للوصول لنتيجة الاتفاق قبل يوم الخميس، ومن الأسماء المطروحة حالياً عبدالمنعم العامر وعبدالرب إدريس وحسين الجسمي، كما ستقام حفلات خاصة بالنساء سواءً في الإنشاد الديني أو جانب الحفلات الفنية المغلقة للنساء. عروض وألعاب رياضية وفيما يتعلق بالأنشطة الرياضية للمهرجان فإنه سيقام دوري في كرة القدم للمحافظات الساحلية (عدن - الحديدة - أبين - شبوة - المهرة - وحضرموت) وأيضاً دوري للمحافظة وتشارك فيه ثمان فرق، ودوري لأحياء مدينة المكلا بالإضافة لعروض التايكواندو والجمباز ودوري للكرة الطائرة الشاطئية وكرة القدم الشاطئية وأيضاً مسابقات في السباحة وسباق الدراجات الهوائية والماراثون الذي يقام كل عام وألعاب خفيفة رياضية تحت عنوان مسابقات (تيلي ماتش) والتي ستقام على خور المكلا ومسابقة في الشطرنج وكذا إحياء بعض الألعاب القديمة التي كانت منتشرة في محافظة حضرموت من ضمنها (الدمنة والدامة والسبت وغيرها). كما سيشارك الطيار الشراعي محمد المقالح بتقديم بعض العروض في الطيران الشراعي في سماء المكلا، وسيتضمن المهرجان أيضاً تنظيم ألعاب ترفيهية متنوعة طوال فترة إقامته، كما يتوقع أن تنظم ألعاب أكروبات واحتمال أن يأتي سيرك مصري لتقديم بعض العروض والحفلات الفرائحية كأول يوم لافتتاح المهرجان، حيث ستغطى سماء المكلا بالألعاب النارية الجمالية كما جرت العادة في مهرجانات البلدة الماضية. معرض للسيارات الكلاسيكية وما يجعل هذا المهرجان - الخامس - متميزاً عن غيره من المهرجانات الأربعة السابقة أنه سيقام فيه معرض للسيارات الكلاسيكية القديمة، من خلال عرض أكثر من 20 سيارة قادمة من وادي حضرموت في رحلة مثيرة تنطلق من وادي حضرموت ومدينة سيئون إلى المكلا، وسيتمكن جمهور المهرجان من المواطنين والزوار والسياح من ركوب هذه السيارات والتقاط الصور بجانبها، والتي يرجع تاريخها إلى نحو 70-80 سنة خلت. وسيكون للجانب الثقافي حظ كبير في فعاليات المهرجان، عبر تنظيم عدد من المحاضرات التوعوية في المجال الديني والثقافي والصحي..إلخ، وسيتم كذلك إصدار مجلة خاصة بالمهرجان والمعنونة (إنها المكلا) وتتضمن موضوعات صحفية وبحثية عن إرث حضاري متواصل في حضرموت، وأيضاً دراسة مقدمة من الأستاذ عمر محفوظ باني عن الشعر الشعبي، وسينظم في المهرجان أيضاً عدد من المسابقات للشعر الشعبي، وكذا تنظيم فعاليات للفنون التشكيلية ومعرض للصور الفوتوغرافية وغيرها من الفعاليات المتنوعة. مشاركة عمرو خالد وزغلول النجار وسيكون لمديريات محافظة حضرموت والمحافظات الساحلية وغيرها بالجمهورية اليمنية مشاركة فعالة في هذا المهرجان بتقديم أبرز ما لديها من فعاليات تراثية وثقافية وغيرها، ويتوقع أن يشارك في هذا المهرجان عدد من الدعاة من الدول العربية في المجال التوعوي أمثال الداعية عمرو خالد، والدكتور الداعية زغلول النجار والداعية طارق السويدان والداعية عمر عبدالكافي. ويأمل المنظمون للمهرجان الخامس أن يكون مهرجاناً إقليمياً يضاهي بفعالياته المختلفة وبجمهوره وبطبيعة المكان ومميزاته مهرجانات الدول المجاورة كمهرجان صيف دبي والكويت وجدة... إلخ، خاصة أن عنوان المهرجان (البلدة دواء كل علة) جاء متفقاً مع انطباع رواده من المواطنين والزوار والسياح بأنهم إذا اغتسلوا في البحر في هذا الموسم (البلدة) سيشفيهم الله ويحميهم لمدة عام كامل من الأمراض، وهذا ما كان سائداً عند الأجداد القدماء في السابق، فهناك مثل شعبي شائع قديم يقول: “غسلة في البلدة ترجع العجوز ولدة” لأنها تشفي المريض وتعيد الشباب، وهذا ما أثبته العلم بالفعل أن مياه البحر في هذا الموسم تحتوي على أنواع معينة من الطحالب وغيرها تساعد على الاستشفاء من بعض الأمراض. مهرجان على مستوى إقليمي وما يبعث على التفاؤل بخروج المهرجان من إطاره المحلي إلى المستوى الإقليمي خلال هذا الموسم هو تكريسه لكافة الإمكانات المتاحة لعملية الترويج السياحي وخاصة السياحة العلاجية وإبراز فنون وألوان التراث الشعبي المتعلقة بالبحر، مما يعزز إقليمية المهرجان الذي يتوقع أن يشهد تدفقاً كبيراً من السياح من دول الخليج العربي للتمتع بالاغتسال بالبحر وبفعاليات المهرجان وبالتجول بمدينة المكلا ومواقعها التاريخية وعلى ضفتي خور المكلا الخلاب، والذي سيشهد عروضاً فنية تراثية ستقدم من قبل فرق للرقص الشعبي وفرق للألعاب الشعبية المتنوعة. إن مهرجان البلدة أضحى سمة من سمات حضرموت ويمثل انطلاقة للترويج السياحي وتقديم مدينة المكلا بساحلها الجميل وعاداتها وتقاليدها الرائعة من إكرام للضيف وتناول التمور والقهوة بعد السباحة بالبحر وممارسة المواطنين لهواياتهم على الساحل وائتلاف القلوب والاغتسال في الماء البارد. ويهدف المهرجان إلى فتح بوابة جديدة من بوابات الجذب السياحي المتعددة إلى المحافظة وبعث جديد لعادات وتقاليد المواطنين والصيادين التي ارتبطت بهذا الموسم وتوثيقها من ألسنة كبار السن الذين عايشوا عادات الناس وعلاقتهم بالبحر في هذه الفترة بالذات، بالإضافة إلى أنه لوحة احتفائية بمبدعي البلاد وأعلامها الأدبية والشعرية، ويعد المهرجان علامة مميزة وتظاهرة سياحية تجتذب عدداً كبيراًً من المواطنين والزوار والسياح العرب والأجانب. المكلا “فينيسيا الشرق” ونجم البلدة هو أحد أنواء فصل الخريف الزراعي وهي المنزلة الثانية وتحل في اليوم الرابع عشر من شهر يوليو من كل عام.. ومنزلة البلدة كما يصف شكلها الفلكي العربي “القزويني” (فضاء في السماء لا كواكب به بين العائم وبين سهد الذابح وليس فيه إلا نجم واحد خامد يكاد لا يرى وهي ست كواكب مستديرة صغار خفية تشبه القوس).
