الدكتور- فؤاد الشاحذي ل «الجمهورية » : الرياضة الخفيفة والحد من السمنة والأغذية قليلة السعرات الحرارية تفيد في علاج التهاب المفاصل خشونة المفاصل أكثر حالات التهاب المفاصل شيوعاً وانتشاراً والنساء أكثر عرضة لهذه المشكلة لقاء- محمد أحمد الدبعي غاب عن الكثيرين أهمية علاج التهاب المفاصل من البداية لتسببه بحدوث درجات متفاوتة من الألم والالتهاب وتقيد الحركة، ويبدو تأثيره واضحاً جلياً على النشاط الحركي للمريض..وبالمقابل هناك أهمية بالغة في التعود على العادات الغذائية الصحية والسليمة في مقتبل العمر فهي أفضل للعيش بعيداً عن الكثير من المشكلات الصحية والجسدية المحتمل وقوعها مستقبلاً، لا قدر الله..أجرينا هذا اللقاء الذي جمعنا بالدكتور- فؤاد محمد الشاحذي استشاري جراحة العظام والمفاصل، ليضعنا على حقيقة هذه المشكلة الشائعة التي ترتبط سلباً بنمط الحياة، لتأثيرها الكبير على النشاط الحركي اليومي، مبيناً قواعد الإرشادات الصحية والغذائية وما تحققه للمصابين بهذه الالتهابات من تحسن ملموس. واقع المشكلة بحسب علمي أن التهاب المفاصل يبرز لدى التقدم في العمر.. فما حقيقة هذه المشكلة؟ وما أكثر أشكالها شيوعاً؟ - يمكن حدوث التهاب المفاصل في أي مرحلة عمرية، وتعد خشونة المفاصل أكثر حالات التهاب المفاصل شيوعاً وانتشاراً، ونادراً ما تحدث هذه الحالة قبل سن الخامسة والأربعين، في حين يصاب بها معظم الأشخاص تقريباً في سن الخامسة والسبعين، وحدوثها في حقيقة الأمر يتفاوت من حالة إلى حالة، لكنها تبرز كثيراً في المفاصل التي تتحمل وزن الجسم. تعتبر النساء أكثر عرضة للإصابة بخشونة المفاصل، ولأن أعراضها تكون بسيطة في بعض الأحيان، فلا يشعرن بها إلا إذا أجريت لهن أشعة للمفاصل. ومتى أدركن جيداً ما يمكن لهن عمله للتحكم بالأعراض، فلن يشكل المرض عائقاً يؤثر في قدرتهن على القيام بمختلف الأنشطة اليومية. خشونة المفاصل ما مكمن الخطورة في حالة خشونة المفاصل؟ وما الأسباب التي تقود لهذا المرض؟ - تصيب حالة خشونة المفاصل الغضاريف «الأنسجة المطاطية التي تغطي مؤخرة العظام الواقعة بين المفاصل» فعندما تكون الغضاريف لينة، تتحرك المفاصل بشكل سهل وبسيط دون مشكلة وتكون أيضاً قوية تتحمل الصدمات بين العظام. والأمر يختلف في حالة الخشونة لوقوع ضغط على سطح الغضاريف وعلى العظام وحدوث حالة من النمو الخارجي للعظام تسمى «نتوءات عظمية»، محدثة احتكاك المفاصل ببعضها البعض بشكل خشن، والنتيجة حالة من التصلب وآلام في المفاصل. هل ثمة أسباب معينة لحدوث خشونة المفاصل؟ وكيف تبدو أعراضها؟ ليست الأسباب الرئيسية لحدوث خشونة المفاصل معروفة، لكن عوامل عدة تزيد قابلية الإصابة بها، وهي: المرحلة العمرية بعد سن الخامسة والأربعين. الحالة عند الإناث أكثر من الرجال. عامل الوراثة. إصابات المفاصل الناتجة عن الجهد الجسدي، وكذا الإصابات الرياضية. البدانة «السمنة». الأمراض التي تغير من طبيعة تكوين الغضاريف. والأعراض لهذه المشكلة المفصلية واضحة المعالم إلى حدٍ ما، ويبدو فيها: - الألم: وهو أول الأعراض المصاحبة، حيث يشعر المصاب بألم شديد عند حركة المفصل لا سيما لدى تعرضه للحركة بشكل كبير ولدى بقائه دون حركة لفترة طويلة. - التصلب أو التيبس: يشعر المريض بحالة من تصلب المفاصل في الصباح عند الوقوف، ولكن بعد فترة زمنية وجيزة تبدأ هذه الحالة في التحسن، ومن النادر انعدام القدرة على تحريكه أو تحركه بشكل كلي بسبب خشونة المفاصل. بينما يكون مصدر الألم أحياناً غير واضح، فمثلاً يمكن أن تكون الخشونة في مفصل الورك والألم يظهر إما في الفخذ أو الساق أو الكعب، فيشعر المريض عندها بصعوبة في تحريك المفاصل. الالتهاب: يحدث الالتهاب والاحمرار أكثر في حالات التهابات «الروماتيزم»، وقد يحدث أيضاً الالتهاب في حالة خشونة المفاصل، وذلك عند تحريك المفصل المصاب بشكل كبير. أما الأحمرار وحرارة المفصل فهي أعراض تظهر في بداية المرض. المفاصل الأكثر عرضة نعود إلى موضوعنا الأساسي وهو التهاب المفاصل.. أي المفاصل عرضة لهذا الالتهاب؟ - يظهر التهاب المفاصل في «الفك الأكتاف الذراع المعصم الكاحل» وذلك إذ لم تحدث أية إصابات في هذه المفاصل وفي الأحوال غير العادية، وغالباً ما يحدث تضخم في مفاصل الأصابع. وفي بداية ظهور المرض يحدث ألم وتيبس وضعف في المفاصل، ولكن بعد حوالي عامين على حدوثه لا يظهر أي ألم إنما قد يحدث بروز في عظام المفصل. بينما أكثر المفاصل عرضة للإصابة بالخشونة، مفاصل «الفخذ الركبة القدم»، كونها تتحمل الوزن الكامل للجسم، ونتيجة الضغط الزائد الواقع على غضاريف هذه المفاصل تضعف ببطء على مر السنين، وبذا يمكن أن تؤدي إلى الإحساس بألم شديد أو عدم الراحة في المفاصل أثناء الوقوف أو المشي، ويمكن كذلك حدوث تضخم، لا سيما في الكعب. الحمى الرثوية «الروماتزمية» يحذر الأطباء من تبعات الإصابة المزمنة بالتهاب اللوزتين.. ماذا يترتب على هذه المشكلة من تبعات وتأثير وخاصة على المفاصل؟ - إذا ما أهمل علاج التهاب اللوز فقد يؤدي لاحقاً إلى ما يسمى بمرض «الحمى الرثوية» الذي قد يصيب المفاصل بشكل حاد، فيسبب التهاباً بالمفاصل يتنقل من مفصل إلى آخر ويظهر على شكل انتفاخ في المفصل مع تورم وسخونة وارتفاع في درجة الحرارة، إلا أنه لا يترك إعاقة بالمفصل، وهذه أهم خواص هذا الالتهاب. وعادة ما يؤثر هذا المرض على فئة الأطفال والمراهقين ما بين سن «4-81عاماً»، ويشكل المصابون منهم نحو « 06 % » من أجمالي الإصابات، أي أنهم الأكثر عرضة لهذا المرض. والإناث هن الأسوأ حظاً، فهن أكثر عرضة للإصابة بالحمى الروماتيزمية من الذكور. قد يصيب المرض أيضاً غشاء القلب الداخلي أو صماماته، ويؤدي إلى التهاب حاد في البداية مع تضيق أو قصور في واحدٍ أو أكثر من الصمامات، ينتهي فيما بعد بتعطيل واحد أو أكثر من هذه الصمامات. كذلك يصيب الجلد، متخذاً شكل دوائر هامشية، وحتى النسيج تحت الجلد يمكن أن تطاله الإصابة على شكل عقدات تحت الجلد يطلق عليها «العقديات تحت الجلد». أضف إلى أنه من الممكن أن يصيب الدماغ ويسبب فيه التهاباً يسمى «داء الرقص». الغذاء.. والسمنة بعيداً عن حالات الإصابة المفصلية الجرثومية أو تلك الناجمة عن الحوادث.. ماذا عن دور الغذاء وكذا السمنة في الالتهابات المفصلية؟ - توجد صلة بين ما يتناوله المريض من مواد غذائية وتدهور حالته الصحية، وأبرز ما في المشكلة الأغذية الحيوانية المحتوية على نسبة عالية من حمض «الأراكيدونيك» الذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى آلام المفاصل. في حين يساعد تناول أنواع متنوعة وصحية من الطعام على بقاء المريض في حالة صحية جيدة، وأقصد بها الأطعمة الخالية من الدهون والمنخفضة السعرات الحرارية والغنية بالألياف، وهذا له تأثير جيد على المفاصل ويساعد على بقاء الجسم في وزن معتدل. بينما الوزن الزائد يضع حملاً زائداً على المفاصل التي تقع على عاتقها تحمل وزن الجسم كله، وبذلك تزيد حدة الألم والتورم والتيبس بالمفاصل، علاوة على أنه أيضاً يزيد من عوامل خطورة الإصابة بخشونة المفاصل. أساليب الوقاية ما طبيعة التدابير والإرشادات الوقائية والغذائية والعلاجية والبدنية التي تنصح بها مرضى التهاب المفاصل؟ - في حال أن كان تناول أنواع الأطعمة المختلفة والمتنوعة يهيج التهاب المفاصل لدى المريض، أنصحه أن يستشير الطبيب المتخصص ليضع له قائمة بالأطعمة المناسبة لتؤمن له التغذية المفيدة والفيتامينات التي يحتاجها جسمه. وعموماً أنصح مرضى التهاب المفاصل بتناول الغذاء الغني بالكالسيوم والبوتاسيوم والماغنسيوم، وهذه الوفرة من المزايا الصحية تؤمنها الخضروات والفواكه والتمر والحليب واللبن. إلى ذلك أشير إلى أهمية تناول خبز القمح الكامل «غير المنخول»، وأن يكون المرق قليل الدهون؛ ويفضل هنا مرق الدجاج مع التقليل من اللحوم. ويستحسن عدم تناول اللحوم الحمراء، وعوضاً عنها يمكن تناول لحم الدجاج من موضع الصدر أو لحم السمك. وبالنسبة للأدوية المضادة لالتهاب المفاصل، فهي كثيرة، وفي مجملها تساعد على تخفيف الألم، ولا أنصح باستخدامها دون وصفة طبية، إنما يمكن للمريض أن يكتفي مؤقتاً بالأدوية المهدئة التي تخفف الألم إذا لزم الأمر ثم الذهاب بعد ذلك إلى الطبيب المختص للتشخيص ووصف العلاج المناسب وللتزود بالإرشادات المساعدة على التماثل للشفاء، وكذا الخطوات السليمة التي يجب قيامه بها عند تحريك الجسم والمفاصل ، بغية خفض معدل الضغط الواقع عليها. وأفضل أسلوب هنا لتقليل حركة المفاصل: عدم الالتواء. توزيع الوزن على الجسم. الحفاظ على المفاصل الكبيرة. الوقوف وقفة سليمة لا يكون فيها ضغط زائد على المفاصل المصابة كذلك الجلوس بطريقة يقل فيها الضغط على المفاصل. وأضيف إلى النصائح التي أوردتها، ضرورة التزام المريض بالتهاب المفاصل بالراحة وعدم تعرضه للإجهاد البدني. فالراحة مهمة للتحكم بالالتهاب، ولكن من دون مبالغة، لأن الكسل أيضاً يُصعد من وتيرة المشكلة، لذلك يجب على المريض بالتهاب المفاصل ألا يمنعه مرضه عن القيام بنشاطاته، وعليه استشارة الطبيب عن أنواع التمارين الخفيفة والأنشطة التي يمكن عند ممارستها التخفيف من الألم؛ ولا أنصح بالتمارين العنيفة، حيث أنها تعمل على زيادة الضغط علي المفاصل وتزيد من الألم، بينما تعمل التمارين الرياضية غير العنيفة على تحسين مستوى حركات الجسد، وزيادة ليونة العضلات والمفاصل واستعادتها للنشاط، وتقلل من حالة التيبس في العضلات التي تحدث صباحاً، وتقويها أيضاً، كذلك تقلل قابلية الإصابة بأمراض المفاصل وهشاشة العظام.
