من أين أبدأ البكاء من رقصة الطفلة الأولى، تدوي في الصدر الأغر، أم من .. موال الأرامل فوق تراب الأحبة في الأجداث، الأحبة الذين غادروا دفء الأمكنة وما تركوا للرحيل سوى ضحكات أطلقوها في عيد البكاء القبيلة (هكذا طبعها في مواسم الدم) تستعيد سيرتها الأولى، تعيد ترتيب الموتى في دفاتر وطأتها سنابك الريح. القبيلة التي ما فتأت نيران نقمتها سيوف فتيتها، أهازيج فتياتها الحالمات في رقصة الحرب و الأمهات اللواتي يشربن قامات فتيتهن أول الهباء القبيلة النار والرماد، .. والذاكرة الحجرية وقصائد القتلى الذين ما فتأوا يعدون موتهم طعنة طعنة وقطرة قطرة، .. آخر الجنون الذي يسرق من خفقة المقتول حريتها في نبضة تمرّ بأوردة أحرقتها الظنون من أين أبدأ البكاء؟ ! من الذئب الذي باع في نخاسة الأوهام حرفتهُ أم من طائر خانته السماء؟ ! ! وحدي.. أنا الرصيف الذي غادره الناس، في وطن أشعل غباره شمعة لليل لا ينقضي، .. أُعيد ترتيب الجماجم وأبعثر الأسماء. فيا أيها الوطن القادم من موته ومن خاتمة لم تكن لها نبالة الفارس حينما يخونه الصديق، .. كيف يمكن لزهر القرنفل أن يغادر لونه وذاكرتك من رماد، وكيف لجثة حلقت أشلاؤها في عرسك الهمجي أن ترسم شارة النصر وتتصنع فرحاً ليس لها، .. أو أن تطبع قبلة مخنوقة على وجه صديق تفصله وحشة الترقب في أديم غادرته الحياة اني متعب بك أيها العزيز في موتك الآني، في حزنك الذي لا تملك سواه، وفي وحدتك تنهشك الكلاب. من أين يا أيها الصاعد في دمي قصيدة مجنونة الحروف و المداد أبدأ فيك سيرتي وأنت القبيلة، يسكنك تاريخٌ من سيوف وسبايا، أبدأ فيك جنوني المهذب، وأنا أراك تطارد سراب الوقت وخيول وحشية ترفض فيك دفء الأم وقبلة الحبيب، من أين يآآآآآآآآآ أيها الأعزّ مني أبدأ فيك البكاء؟ ! ! !