ساهم الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش طوال حياته في المشهد الفلسطيني شعراً ونضالاً وعلى الساحة العربية الأدبية ولأول مرة بعد عام النكسة عام 1967م بإعتبار محمود درويش أهم شعراء المقاومة الفلسطينية وقد وجد جمهور الشعر في دواوين محمود درويش الأولى،أوراق الزيتون وعاشق من فلسطين وعصافير بلا أجنحة معجماً شعرياً جغرافياً يثبت في الذاكرة أسماء الأماكن والأشجار والطرقات والقرى. وكان الشاعر الفلسطيني محمود درويش مهموماً باستعادة هوية الأرض وغرس اسم فلسطين من جديد واستعادة هوية الفلسطيني العربي في وجه التهديد والع وكان غضبه ساطعاً وحضوره الشعري والنضالي لافتاً وكان يصيح بملء صوته: سجل أنا عربي ورقم بطاقتي ستون ألفاً أطفالي ثمانية وتاسعهم سيأتي بعد صيف فهل تغضب؟سجل.. أنا عربي سلبت كروم أجدادي وأرضاً كنت أفلحها أنا وجميع أولادي ولم تترك لنا ولكل أحفادي سوى هذي الصخور فهل ستأخذها حكومتكم كما قيل إذن سجل برأس الصفحة الأولى أنا لا أكره الناس ولا اسطو على أحد ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي حذار،حذار من جوعي ومن غضبي السؤال الذي راوغ محمود درويش ماتبعد عن الأجابة المباشرة عنه وجد أجابته الشعرية في دواوينه الأخيرة عندما بدأ وكأنه يستبق الرحيل وينتظر النهاية بعد أن أدرك أن القضية كلها ترحل وتنتظر النهاية ورأي بعينيه صراع الفرقاء على الغنيمة كلها ترحل وتنتظر النهاية المسعورين تحت مسميات شتى. الحضور الكامل الآن في المشهد هو للموت والعدم والشرذمة والتشظي والوحشية والغياب الكامل،الآن هو الوطن والأرض الحلم والغد .. أنه الشاعر الرأي الذي يرى الأفول منذ أكثر من عشرين عاماً وهو يقول نازفاً.. وأريد شيئاً واحداً لاغير شيئاً واحداً موتاً بسيطاً هادئاً في مثل هذا اليوم في الطرق الخفي من الزنابق قد يحوضني كثيراً أو قليلاً عن حياة كنت أحصيها دقائق أو رحيلاً وأريد موتاً في الحديقة ليس أكثر أو أقل.. ولكن ماذا يقول الشاعر الراحل محمود درويش عندما يعلم بما حل بغزة الصامدة والصابرة والمحاصرة وماحل بها من هجوم بربري وحشي فاق كل المقاييس وتجاوز الأجرام والوحشية من العدو الصهيوني سيقول الكثير من عصاميات شعر المقاومة الصامدة في وجه الغطرسة والصلف الصهيوني المسكون والمسنود بالدعم الأمريكي والصمت العربي الرهيب ولكن صرخات الأطفال والنساء والعجزة والشهداء لتوقظ في نفسه الثائرة شعراً فلسطيناً من شعر المقاومة وتحت لهيب الشارع العربي والعالمي وهم جعلوا من أنفسهم دروعاً بشرية ومن كلماتهم وهتافاتهم جسراً إلى النصر القريب بإذن الله.. وسيبقى دوماً شعر محمود درويش وجماله وجلاله في بساطته وعمقه معاً في غنائيته وزمزيته في عروبته وانفتاحه على شعر الدنيا معاً.. رحم الله شاعرنا الكبير الرافض دوماً للهزيمة وانبعاث روح الأمل في جسم الأمة الجريحة وكان بشارة الأمل كما يقول .. فاروق شوشه من عمود اللغوي جمال العربية في مجلة العربي الكويتية يناير 2009م يتمثل في هذه الكوكبة من شعراء المقاومة الفلسطينية الذين تمثلت قصائدهم ودواوينهم الأولى محاولة رسم خريطة فلسطينية وجغرافيا فلسطينية لوطن لم يعد له وجود وشعب مناضل مقاوم يتخطى الحدود إلى عمق القطر الفلسطيني المحتل المغتصب لتحرير أراضيه وقيام دولته الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.