حكاية أشبه بالفيلم السينمائي لشخص واحد قام بسرقة 55 سيارة خلال سنة ونصف .. حقق فيها البحث الجنائي بمحافظة تعز .. صحيفة الجمهورية تابعت عملية التحريات المكثفة التي جرت في إدارة البحث مع المتهم الذي تم إحالته الأربعاء الماضي إلى النيابة مع ملف القضية لاستكمال الإجراءات القانونية. كبير سارقي السيارات العقيد منيرعبده سالم الجندي مدير البحث الجنائي بالمحافظة قال إن الشخص الذي تم ضبطه بتهمة سرقة السيارات وتم التحقيق معه في إدارة البحث يعتبر أكبر سارق سيارات تم ضبطه حتى الآن في المحافظة ويدعى (ض.م.ع) 25 سنة قام بسرقة 55 سيارة خلال الفترة من 29/7/2007م وحتى تاريخ 12/11/2008م بحسب البلاغات الواردة إلى إدارة البحث الجنائي من أصحاب تلك السيارات ومن عمليات أمن المحافظة. ظاهرة غير مسبوقة وأشار إلى أن مدينة تعز شهدت خلال نفس الفترة ظاهرة انتشار سرقة السيارات بشكل لم يسبق لها مثيل في سرقت السيارات،وقال: لقد عانينا كثيراً من كثرة البلاغات التي كانت تصل إلى إدارة البحث،ولهذا تم اتخاذ العديد من الإجراءات وبذلت جهود كبيرة من قبل جميع الأجهزة الأمنية حيث كنا نقوم باتخاذ الإجراءات بالتنسيق مع الجميع وقد وجدنا تعاوناً كبيراً. حتى تم ضبط المتهم (ض.م.ع) الذي تم إجراء التحقيق معه وقد اعترف بسرقة 55 سيارة منها 53 سيارة من مدينة تعز وسيارة من محافظة حضرموت وسيارة من محافظة ابين. جميع السيارات المسروقة تاكسي هذا وقد لوحظ أن جميع السيارات المسروقة عبارة عن سيارات تاكسي نوع (كرسيدا ،جلنت ،نيسان ،هوندا ،كرولا ،كرون) ويتراوح موديل هذه السيارات المسروقة مابين موديل 80 و 88م. أول سيارة مسروقة وكانت أول سرقة من هذا النوع من السيارات هي سيارة هوندا رقم 6290/4 خصوصي والتي حدثت في تاريخ 29/7/2007م في منطقة التحرير. ومن بين السيارات المسروقة هذه سيارة الزميل خالد راوح نائب مدير التحرير وهي سيارة كرولا تكسي رقم 121/4 أجرة موديل 82م سرقت بتاريخ 27/6/2008م من جوار منزله بمنطقة الكمب وتم العثور عليها كمثيلاتها مشلحة أجزاء منها في منطقة عصيفرة مدينة تعز. سرقة ثم تشليح ثم عثور وبحسب قول العقيد منير الجندي تمثلت هذه الظاهرة في بدايتها كان يتم سرقة السيارة من منطقة داخل مدينة تعز ويتم العثور على السيارة بعد يومين أو ثلاثة أيام من السرقة في منطقة أخرى مشلح منها بعض أجزائها مثل (تانكي الماء + بطارية السيارة + مسجلة السيارة ). إقلاق الأمن والسكينة وقال مدير البحث الجنائي: لقد شكلت هذه الظاهرة إقلاقاً للأمن والسكينة العامة وأدت إلى استياء بالغ لدى المواطنين خاصة وأن معظم السيارات التي كانت تسرق تعتبر مصدر الدخل لمالكيها وأفراد أسرهم. الأمر الذي جعل وسائل الإعلام وخاصة الصحف تتحدث باستياء بالغ عن انتشار هذه الظاهرة وزاد الأمر سوءاً بعد ذلك تتحدث وقائع سرقة العديد من السيارات واختفت تلك السيارات نهائياً وبعد فترة تم العثور على بعض السيارات المختفية في محافظات أخرى،حيث تم العثور على بعض السيارات في محافظة عدن مشلح منها بعض أجزائها مثل (تانكي الماء + بطارية السيارة + مسجلة السيارة ...) والبعض الآخر من السيارات اختفت نهائياً حتى تم ضبط المتهم المذكور آنفا والذي أقر بارتكابه العديد من وقائع سرقة السيارات وانه كان يقوم بهذه السرقات منذ سنوات وانه كان يقوم بعملية التشليح ومن ثم بيع ما غلا ثمنه وخف وزنه من هذه السيارات وترك هيكلها في الأماكن التي تتم فيها عملية التشليح. جريمة سابقة وبالعودة إلى أرشيف البحث الجنائي بمحافظة تعز وجد أن المتهم من أصحاب السوابق في سرقة السيارات وتشليحها،حيث قام في عام 2001م بسرقة سبع سيارات وتشليحها وتم ضبطه وأرسل إلى النيابة واصدر عليه حكم بالسجن سنة وأربعة أشهر،وبعد خروجه من السجن سافر إلى المملكة العربية السعودية عن طريق التهريب وهناك جلس فيها حوالي سنتين ونصف ثم عاد إلى اليمن لممارسة الهواية المفضلة والمحببة لديه. الإجراءات المتخذة وعندما طلبنا من الأخ مدير البحث معرفة تفاصيل القضية والإجراءات التي تمت حتى تم ضبط المتهم وجه الضابط الذي تولى جمع الاستدلالات في القضية ياسر محمد مجود بإعطائنا التفاصيل المطلوبة..وقد تبين من خلال محاضر جمع الاستدلالات ومحاضر الضبط ومحاضر التسليم والأوليات المرفقة حول القضية بملف البحث الجنائي تبين حدوث عدد من وقائع سرقة السيارات من مدينة تعز 53 سيارة بالإضافة إلى سرقة سيارة نيسان من محافظة حضرموت وسيارة كرولا من محافظة أبين. ظاهرة خطيرة يقول ياسر مجود: إن هذا الأمر جعلهم أمام ظاهرة ذات خطورة اجتماعية أدت إلى إقلاق الأمن والسكينة العامة في محافظة تعز وغيرها من محافظات الجمهورية وقد تم بذل جهد كبير ووضع العديد من الخطط للحد من هذه الظاهرة والتواصل مع بقية محافظات الجمهورية بشأن هذه الظاهرة. كيفية القبض على المتهم وحول كيفية القبض على المتهم قال ياسر مجود: في البداية تلقينا برقية عبر العمليات من مدير أمن محافظة عدن إلى مدير أمن محافظة حضرموت ومدير أمن محافظة تعز بتاريخ 6/12/2008م تفيد بأنه تم ضبط المتهم (ض.م.ع) في محافظة عدن بتاريخ 5/12/2008م وهذا التاريخ قبل بدء إجازة عيد الأضحى المبارك وبحوزته سيارة نيسان رقم 34501/5 خصوصي موديل 99م باسم مبخوت مبارك عضو مجلس النواب وهي السيارة التي تم الإبلاغ عن سرقتها في مدينة المكلا،كما وجد بحوزة المتهم صورة وثيقة ملكية سيارة كرسيداء رقم 21185/4 خصوصي المسروقة من مدينة تعز. البداية في أمن عدن وعلى ضوء ذلك تم التواصل مع مدير أمن عدن بأن السيارة الكرسيدا مسروقة من تعز وطلبنا إرسال المتهم المذكور لاستكمال الإجراءات حول العديد من وقائع سرقة السيارات. من حضرموت إلى تعز وتم إرسال المتهم في بداية الأمر من أمن عدن إلى أمن حضرموت لاستكمال الإجراءات الخاصة بالسيارة النيسان المسروقة من المكلا ومن ثم تم إرساله من أمن حضرموت إلى أمن تعز مساء الخميس 25/12/2008م مصدراً من امن حضرموت بصحبة كل من المساعد عبده مهيوب راوح والرقيب معاذ غالب محمد الحاج اللذين أرسلا كمندوبين من إدارة البحث إلى حضرموت لاستلام المتهم (ض.م.ع) مع المضبوطات التي هي عبارة عن السيارة الكرسيدا المضبوطة معه والذي اعترف بسرقتها من مدينة تعز وتركها في حضرموت. اعتراف منذ البداية بعد وصول المتهم إلى تعز من حضرموت تم مباشرة التحقيق معه والذي اعترف بقيامه بارتكاب جميع وقائع سرقة السيارات البالغ عددها 53 سيارة من محافظة تعز وسيارة من محافظة حضرموت وسيارة من محافظة أبين. وقد تضمنت محاضر التحقيق في ملف القضية اعترافاته حول كل سيارة والأسلوب الذي قام به وكيف قام بالتنفيذ. حيث قام المتهم المذكور في البداية بسرقة العديد من السيارات نوع محدد هي السيارات التاكسي من مدينة تعز حيث كان يأخذ السيارة من المكان الذي تقف فيه ويقوم بنقلها إلى مكان آخر في نفس المدينة ويقوم بتشليح أجزاء منها مثل تانكي الماء والبطارية والمسجلة وأشياء أخرى في بعض الأحيان وقد استمر في هذا العمل حيث كان يقوم بالسرقة كل ثاني أو ثالث يوم وأحياناً يتوقف عن العمل لمدة أسبوع أو أسبوعين أو ثلاثة ثم يعود إلى سرقة السيارات والتشليح فيها واستمر مدة أكثر من سنة. بعد ذلك خاف على نفسه بأن يفتضح أو يشتبه به فقرر أن يسرق السيارات وينتقل بها إلى خارج محافظة تعز. فقام المتهم المذكور بسرقة العديد من السيارات من مدينة تعز وتنقل بها إلى محافظات أخرى منها محافظة عدن ومحافظة الحديدة ومحافظة اب ويقوم بترك السيارات بعد تشليح أجزاء منها وقد تم العثور على بعض تلك السيارات في المحافظات الأخرى وبعض السيارات اختفت نهائياً،وتم استعادتها بعد وصول المتهم إلى البحث الجنائي واعترافه بمكان وجود تلك السيارات. 55 سيارة مسروقة وقد بلغ عدد السيارات التي قام بسرقتها 55 سيارة منها 53 سيارة من مدينة تعز وسيارة من محافظة حضرموت وسيارة من محافظة أبين. منها واحد وأربعون سيارة كان يعثر عليها في مدينة تعز بعد سرقتها، بعضها كانت مشلحة جزئيا وبعضها كانت سليمة،وست سيارات عثر عليها في محافظة عدن جميعها كانت مشلحة وسلمت لأصحابها من قبل أمن عدن،وأربع سيارات تم استعادتها بموجب اعترافات المتهم وسلمت لأصحابها،وسيارة سرقت من مدينة تعز سافر بها إلى محافظة حضرموت وهناك جرفتها السيول إلى البحر أيام الأمطار الغزيرة التي سقطت على محافظة حضرموت في شهر نوفمبر الماضي،وسيارة سرقت من محافظة حضرموت سلمت لصاحبها وهي التي ضبط معها في محافظة عدن،وبالنسبة للسيارة التي سرقت من محافظة أبين عثر عليها في محافظة تعز وسلمت لصاحبها،وسيارة واحدة لم يتم العثور عليها حتى الآن وهي من ضمن السيارات المسروقة من محافظة تعز. اعترافات صريحة وما يؤكد قيام المتهم (ض.م.ع.ع) بسرقة السيارات المذكورة اعترافاته الواضحة والصريحة في محاضر أقواله والمشهود عليها،وكذا محاضر الضبط والتسليم للسيارات المسروقة،والبلاغات الواردة إلى إدارة البحث وإدارة الأمن. تطابق الأسلوب الإجرامي أيضا مايؤكد قيامه بالسرقة تطابق الأسلوب الإجرامي في سرقة السيارات الموضح عددها وذلك من حيث وقت السرقة ومن حيث القطع والأجزاء التي كان يتم سرقتها من السيارات،وكذا اختفاء هذا الظاهرة بنفس الأسلوب بعد أن تم ضبط المتهم المذكور،وأيضاً كونه من أصحاب السوابق في سرقة السيارات. قلق عام يقول ياسر مجود: ما قام به المتهم من ارتكابه لهذا العدد الكبير من وقائع سرقة السيارات أدى إلى إقلاق الأمن والسكينة العامة وانزعاج المواطنين،وعدم ثقتهم بأجهزة الأمن خاصة وأن معظم تلك السيارات المسروقة تعتبر مصدر الدخل لمالكها وأفراد أسرته وهذا ماتناولته وسائل الإعلام وخاصة الصحف وكما هو موضح ومرفق في ملف القضية. المتهم مهندس وأضاف قائلاً: المتهم شاب في مقتبل العمر ولديه حرفة وهي كهربائي منازل ولكنه فضل أن لا يعول نفسه بنفسه وإنما اعتاد على أن يعول نفسه بسرقة ممتلكات المواطنين من سيارات وتشليح بعض قطعها ثم بيعها لغرض أن يصرف على نفسه. الإجراءات المتخذة وتحدث الأخ ياسر مجود حول الإجراءات التي تم اتخاذها في هذه القضية فقال: فور وصول البلاغ يتم طلب وثائق السيارة المبلغ بسرقتها ويتم اخذ أقوال صاحب السيارة المسروقة وتدوين بلاغ رسمي في السجلات ثم إبلاغ عمليات امن المحافظة للتعميم بالسيارة المسروقة عبر العمليات العامة إلى جميع محافظات الجمهورية وبعد ذلك يتم التعميم على جميع مندوبي إدارة البحث الجنائي في أقسام الشرطة والمديريات داخل مدينة تعز. وبالنسبة للبلاغات التي كانت ترد إلى الإدارة من عمليات أمن المحافظة يتم التعميم على مندوبي البحث في الأقسام والمديريات بتلك البلاغات التي تصل عبر العمليات أو أقسام الشرطة وكانت الإجراءات الأولية تتخذ لديهم مثل اخذ أقوال صاحب السيارة وطلب وثائق السيارة المبلغ عنها. وبالنسبة للسيارات التي كان يتم العثور عليها بداخل مدينة تعز بعد سرقتها يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة مثل عمل محضر بحالة السيارة والأشياء المسروقة منها وتسليمها لصاحبها وفي بعض الأحيان عندما يتم العثور من قبل أقسام الشرطة في المدينة يتم اتخاذ تلك الإجراءات من قبلهم وإبلاغ العمليات بماتم. وعندما كان يتم العثور على السيارات المسروقة من قبل أصحابها ويقومون بأخذها يتم الإبلاغ بعد ذلك وبعض المواطنين يجد سيارته ولا يقومون بالإبلاغ حتى يتم التواصل بهم ويفيدوا بأنه قد تم العثور. خطط ناجحة وقال ياسر مجود: إنه تم عمل العديد من الخطط للحد من انتشار هذه الظاهرة وبالتنسيق مع أمن المحافظة والوحدات الأمنية الأخرى في المحافظة وقد حققت هذه الإجراءات والخطط نجاحاً جيداً كانت النتيجة ضبط المتهم والقضاء على ظاهرة سرقة السيارات،وهذه القضية تعتبر من اخطر واكبر القضايا التي حدثت في محافظة تعز. ابرز القضايا المنتشرة تعد جرائم سرقة السيارات في بلادنا من أبرز القضايا المنتشرة في أوساط المجتمع وهي في حد ذاتها تشكل تحدياً غير عاد بالنسبة للأجهزة الأمنية التي تسعى جاهدة وبحسب إمكاناتها المتوافرة للحد من معدلات هذه الجريمة وغيرها من الجرائم الأخرى الموجودة في المجتمع . بحيث نجد أن أجهزة الأمن وبمختلف تشكيلاتها وفروعها تخوض صراعاً مريراً في مواجهة هذه الجرائم وبالذات المتصلة بسرقة السيارات . حيث توجد هناك أعداد من العصابات المنظمة والخطرة التي يتبع أفرادها وسائل مختلفة في عمليات سرقة ونهب السيارات سواء كان ذلك من داخل المدن أو من خلال التقطع في الطرقات الرئيسية والتي تربط بين بعض مدن ومحافظات الجمهورية. يشار إلى الأجهزة الأمنية ضبطت خلال العام 2007م 866 جريمة سرقة سيارات في اليمن،وخلال العام 2006م بلغت عدد جرائم سرقة السيارات 577 جريمة.
