في ظل تزايد السكان دعت الحاجة في محافظة إب إلى وجود مؤسسة طبية متكاملة تعنى بالصحة الإنجابية والتحصين الموسع والطوارئ التوليدية والتثقيف الصحي والإرشاد الغذائي وبالفعل تم في 22مايو 2007م افتتاح مستشفى الأمومة والطفولة بإب الذي من خلال لقائنا بالدكتور بشير أبوأصبع مدير عام المستشفى نتعرف عن قرب عن أوضاعه وأبرز نشاطاته وخدماته الإنسانية العظيمة. ٭ حدثونا عن فكرة التأسيس؟ كان هناك حلم يراود العاملين في حقل الرعاية الصحية الأولية والذي يشمل مشاريع الصحة الإنجابية والتحصين الموسع والطوارئ التوليدية والتثقيف الصحي والإرشاد الغذائى بأن تكون هناك مؤسسة متكاملة في محافظة إب لتقديم هذه الخدمات على أرفع وأرقى مستوى مهني وعلمي وإداري مقارنة بالعدد السكاني الكبير الذي يصل إلى 2.5مليون نسمة وكذلك بموقع جغرافي متوسط للمدينة بحيث تكون هذه المؤسسة مرجعية لمحافظة إب والمحافظات المجاورة، ومن هنا بدأ ينمو يوماً بعد يوم حتى جاء القرار الفعلي بوضع حجر الأساس لمستشفى الأمومة والطفولة على ربوة عالية تعكس جمال مدينة ونقاء الأهداف التي أقيم من أجلها، ومنذ العام 2006م وحتى 2007م تم تكليف كادر إداري لاستلام المبنى ووضع الخطط التشغيلية والاحتياج للكادر الوظيفي المناسب والتأثيث الملائم ووضع النظام المالي والإداري والطبي والفني الذي سوف يلبي طموح هذه المؤسسة في تقديم خدمات متكاملة للأم والطفل ولقد لقيت إدارةالمستشفى الدعم الكامل من أعلى مستويات الهرم السياسي في البلاد إلى القيادات الوسطية والأدنى لإخراج وإتمام هذا المشروع على أتم وجه. إضافة للخدمات الصحية ٭ افتتاح المستشفى.. ماذا أضاف للخدمات الطبية بالمحافظة؟ يقول الدكتور أبوأصبع بأنه تم افتتاح المستشفى رسمياً في ال22من مايو2007م احتفاءً بالعيد الوطني ال17للوحدة المباركة، الذي احتضنت فعالياته محافظة إب وقد قام فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بافتتاحه شخصياً ومتابعته لسير تجهيزاته واستعداداته لهذا المشروع الاستراتيجي، وقد وجه فخامته بتزويد المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية.. وقد كلف هذا المشروع أكثر من مليار وثلاثمائة مليون ريال وتم تزويده بأحدث الأجهزة وأرقى أنواع التقسيم الفني لأقسامه المختلفة وتم اعتماد اكثر من «161» درجة وظيفية محلية من أطباء وفنيين وعاملين، بالإضافة إلى رفده بعدد «11» كادراً أجنبياً متخصصاً وهذا بالطبع كان عقب الافتتاح أما اليوم فقد تغير الحال تماماً.. خدمات متعددة ٭ماهي أبرز الخدمات التي يقدمها المستشفى عبر مختلف عياداته وأقسامه لأبناء المحافظة؟ المستشفى يهتم بخدمات الصحة الإنجابية،والتحصين الموسع والتثقيف والإرشاد الصحي والغذائي، ولدينا في هذا المجال أطباء جيدون يبذلون جهوداً كبيرة من خلال تقديم الخدمات اللازمة للمرضى عبر العيادات المتعددة وقد وصل اجمالي عدد الحالات التي ارتادت هذه العيادات خلال العام السابق 2008 ما يقرب من «799801»حالة موزعة على العيادات والاقسام المختلفة في حين تم اجراء ما يقرب من «1136»عملية، كما تم استقبال العديد من الأنشطة الخاصة بالصحة الانجابية فقد تم تحصين «8331» امرأة بلقاح التيتانوس «الكزاز» في حين وصل عدد حالات الرقود في قسم الحاضنات «347» حالة. مكونات المستشفى ٭ماذا عن مكونات المستشفى؟ في الحقيقة المستشفى يتكون من عدة أقسام يأتي على رأسها العيادات الخارجية حيث تتكون من عيادات النساء والولادة والاطفال والأسنان والباطنية والجهاز التلفزيوني وتخطيط القلب وعيادة المسالك والجراحة والجلد. ثم قسم الطوارئ التوليدية حيث تم تخصيص كادر طبي وتمريض خاص بهذا القسم داخل المستشفى لكي يستطيع تقديم خدمات أفضل واستقبال الحالات الطارئة والقسم يعمل فيه خمس طبيبات إضافة إلى 18 قابلة ويأتي بعد ذلك قسم الطوارئ العامة والذي تم تجهيزه بشكل جيد ويتكون هذا القسم من غرفتي معاينة وغرفة إنعاش وغرفة مجارحة وعمليات صغرى وغرفة لإعطاء المحاليل الوريدية «مغذيات» تتكون عادة من ستة أسرة إضافة إلى مختبر خاص بالطوارئ وصيدلية طوارئ ويعمل بهذا القسم 21عاملاً ما بين طبيب وممرض وصيدلي ومختبري وقد وصل عدد الحالات المستقبلية في هذا القسم خلال العام الماضي حوالي «8342» حالة،ثم قسم الصحة الإنجابية وهذا القسم يعد من أهم أقسام مستشفى الأمومة والطفولة فقد تم افتتاحه رسمياً العام قبل الماضي من قبل الأخ معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم راصع وقد عمل هذا القسم منذ افتتاحه على تخفيف اعباء كبيرة علينا والحد من الازدحام الحاصل . إضافة إلى هذه الاقسام يوجد بالمستشفى قسم الأشعة التشخيصية والذي يتكون من قسم الاشعة تحت الحمراء «X-ray»وقسم الأشعة المقطعية «ctscan» وقسم أشعة تصوير الثدي«mammography» وقد وصل عدد المرضى المترددين على قسم الأشعة التشخيصية للعام2008م حوالي «14632»حالة ثم قسم المختبر. أقسام الرقود وعن قسم الرقود بالمستشفى وبقية الاقسام الأخرى يوضح الدكتور أبو أصبع: قسم الرقود يحتوي على العديد من الاقسام الهامة مثل قسم الاطفال ويتكون هذا القسم من «18» سريراً مزوداً بجميع الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية ويعمل بهذا القسم «8» أطباء وممرضين وقد وصل عدد حالات الرقود في قسم الاطفال خلال العام الماضي «191» طفلاً كما يوجد في قسم الرقود قسم الحاضنات «حديثي الولادة» ويحتوي هذا القسم على «10» حاضنات مزودة بجميع الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية والأدوية الضرورية ويعمل فيه 7أطباء وممرضين ،ثم قسم العناية المركزة ويحتوي على «5» أسرة رقود مزودة بأحدث الأجهزة الطبية والمستلزمات الخاصة والأدوية ثم قسم الجراحة ويتكون من «16» سريراً وغرفة خاصة بالمجارحة ويضم المستشفى كذلك قسم العمليات الذي يتكون من ثلاث صالات عمليات كبرى ثم قسم الباطنية والذي يتكون من «18» سريراً مزوده بالأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية الحديثة. التأهيل والتدريب وماذا بخصوص التأهيل والتدريب للكادر العامل في المستشفى؟ نظراً لأن مستشفى الأمومة والطفولة صرح كبير ومازال حديث النشأة كان لابد للإدارة من عقد عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية التي تسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى حيث قمنا مؤخراً بإرسال عددمن الأطباء والممرضين إلى دورات خارجية وتتمثل في ارسال طبيبين للتدريب على جهاز الموجات فوق الصوتية ودورة حول مخطط الولادة «الباتوجرافي» ودورة تدريبية لمدربين في مجال الطوارئ التوليدية ودورة في مجال الرعاية المنزلية للأم والوليد ودورة تدريبية لقابلات حول المشورة وتنظيم الأسرة وترشيح خمسة أطباء لاستكمال دورة تدريب الكوادر الطبية على الرعاية النفسية ودورة في قسم العناية المركزة لعدد ثلاث ممرضات ودورة داخلية لعدد ثلاث قابلات للتدرب على جهاز التدفئة والحاضنة ودورة لعدد «16» ممرضاً وممرضة على جهاز تخطيط القلب كما استقبل المستشفى العديد من الطلبة من المعهد الصحي حيث تم تدريب عدد«95» قابلة من المعهد الصحي في الطوارئ التوليدية والصحة الانجابية كما تم توزيع المتدربات على أكثر من قسم وتسهيل مهمة المتدربين. معاناة في النفقات وعن نفقات المستشفى خلال الفترة الماضية يؤكد الدكتور أبو أصبع بالقول: المستشفى يقدم خدماته بصورة متكاملة ورغم ذلك فإننا نعاني من عدة مشاكل منها عدم تضمن بنود الموازنة التشغيلية لبند أدوية ومستلزمات طبية، وكذا بند إيجار الكادر الاجنبي والتي تواجه من الدعم الشعبي وعدم توفر بند المكافأة والعمل الإضافي وتواجه أيضاً من الدعم الشعبي، وكذلك تأخر وصول الموازنة التشغيلية للمستشفى. إن النفقات الخاصة بالدعم الشعبي خلال العام الماضي 2008م «حساب جار» بلغت «820.464.02» ريالاً فيما بلغت النفقات من حساب الأدوية خلال العام الماضي مبلغ وقدره «761.369» ريالاً. تنظيم الأسرة من جانبه الدكتور علي الجماعي نائب مدير المستشفى أوضح حول ما يقدمه المستشفى بجانب تنظيم الأسرة وتحسين الصحة الانجابية حيث قال : مازالت مشاكل الحمل والولادة في قائمة أسباب وفيات الأمهات والاطفال والتي تعتبر من أعلى النسب على المستوى العالمي وتأتي عوامل سوء التغذية والولادات الكثيرة «المتكررة» وعدم وجود فترات زمنية كافية أكثر من «42» شهراً بين الولادة والأخرى. وقد قمنا بإعداد برنامج لاستقبال الحالات وخاصة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي تصل إليها الخدمات الطبية بهذا الجانب وذلك من خلال رفع مستوى خدمات المستشفى وأداء الكادر العامل وتدريبه وذلك لإدراكنا أن رعاية الأمومة والطفولة ضرورة لضمان صحة أم المستقبل وأنها بحاجة إلى الرعاية ابتداءً من ولادتها وبلوغها وظهور العلامات الخاصة بذلك وتقوية صحتها وإعدادها لتصبح أماً ناجحة في المستقبل وتوفير السبل الكفيلة من ضمان حصولها على اللقاحات المطلوبة وتوفير سبل الوقاية من أية مشكلات صحية قد تصيب أفراد المجتمع وتعليمها مبادئ الأمومة ، الحياة الأسرية لتستطيع في سن الإنجاب أن تتحمل الحمل والولادة أو أية مشكلات أو مضاعفات ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتضافر الجهود ابتداءً بقرارات وإرادة سياسية ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة ومروراً بتنفيذ برامج التثقيف الصحي في المدارس وشرح أهم مفردات الصحة الشخصية وخصوصية الجهاز التناسلي ووظائفه والسن المناسبة لتأسيس البيت الزوجية، وعندما تكون مؤهلة جسدياً ونفسياً لتصبح أماً مناسبة وتعريف الطالبات بالجامعات بمخاطر ومضاعفات الزواج المبكر على الأم والطفل والذي يؤدي عادة إلى تعرض الأم والطفل إلى مضاعفات خطيرة وقاتلة و من ثم يأتي دور المستشفى في استقبال الحالات المرضية أو ذات المشورة.. ويؤكد الدكتور الجماعي أن هناك حالات تصل إلى المستشفى يعانين من فقر الدم وأحياناً نقصاً بالتغذية جراء عدم توفر النصح والاغذية المطلوبة لهن، مشيراً إلى أن نسبة الأمهات المصابات بفقر الدم الناشئ من سوء التغذية في تزايد مضطرد ويؤدي إلى تهديد صحة الأم وإلى ولادة أطفال ناقصي الوزن ضعاف الاجسام وبالتالي زيادة بنسبة الوفيات أو الإعاقة. تميز مشهود وفيما يميز المستشفى يتحدث الدكتور بشير أبو أصبع مدير المستشفى قائلاً: يعتبر مستشفى الأمومة من أحدث المستشفيات وهو المستشفى التخصصي الوحيد حيث يعنى بخدمات الأمومة والطفولة ويهدف كذلك إلى تقديم عناية ورعاية طبية تستوفي جميع شروط الجودة الطبية للأمهات والأطفال التي بدورها تعمل على تقليل عدد الوفيات للأمهات والأطفال وكذلك توفير وسائل تنظيم الأسرة ويمتلك المستشفى ثلاث قاعات للتثقيف والإرشاد الصحي اليومي وكذلك خدمات الطوارئ التوليدية حيث يمتلك المستشفى أربع صالات مجهزة بأحدث المعدات والمستلزمات الطبية على مدار الساعة كما يتميز المستشفى بوجود أشعة تصوير طبقات الثدي إلى جانب الأشعة المحورية والاشعة السينية بطاقم نسائي. مؤشرات جيدة وعن أهم ماتحقق خلال العام الماضي من إنجازات في المستشفى يقول الدكتور أبو أصبع: بفضل الله استطعنا خلال العام الماضي التقدم إلى الأمام بثبات من خلال ماتميزنا به من خدمات لمسها المواطن.. فقد ارتفع مستوى الاقبال من جميع الفئات بنسبة 84% عن الربع السابق وارتفاع نسبة الضبط الإداري من 30% إلى 88% في الدوام الرسمي والمناوبات. كما تم افتتاح قسم الطوارئ التوليدية على مدار الساعة وافتتاح جميع أقسام المستشفى خلال المناوبة لاستقبال جميع حالات الأمومة والطفولة بجميع أنواعها الباطنية والجراحة، كما تم استكمال تشغيل «60» سريراً من إجمالي السعة الاستيعابية للمستشفى المقدرة ب100 سرير حالياً مع استكمال تنقيح هيكل المستشفى المقترح وكذلك التوصيف الوظيفي وافتتاح مختبر الطوارئ وبنك الدم على مدار 24ساعة وكذلك من الانجازات التي تحققت للمستشفى خلال العام 2008م افتتاح قسم المزارع في المختبر وكذلك تشغيل جهاز «Elisa» للهرمونات.. كما قمنا بتأسيس وافتتاح وحدة خدمات المرضى كبادرة انفردنا بها عن بقية المستشفيات الموجودة بالمحافظة مع تأسيس وافتتاح وحدة الجودة الطبية والتي تعتبر الوحيدة داخل المحافظة، كما تم تشغيل وحدة الاسنان بجميع خدماتها كما قمنا بالتواصل والتفاعل مع جميع المنظمات الداعمة والصناديق الدولية ودعوتهم للتدخل الايجابي لصالح تفعيل أنشطة المستشفى المختلفة منها الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة اليونيسيف و«UUFDK» ومنظمة كيرر وغيرها من المنظمات كما تم التواصل مع المؤسسة الاقتصادية لإصلاح الأجهزة التي كانت معطلة بنسبة 090% منها جهاز الأشعة المحورية وأشعة تصوير طبقات الثدي وأجهزة التعقيم المركزية كما قمنا بتأسيس وحدة التأهيل والتدريب الداخلية لتدريب الكوادر الوسطية على جميع الأعمال الفنية والطبية والإدارية كونهم لم يكونوا مؤهلين بالقدر الكافي لذلك وتأسيس مفهوم التعليم المستمر كما تم توفير مايمكن توفيره من أدوية ومستلزمات ومحاليل وفق ماهو متوفر في المخازن، وكذلك تجهيز باصين للإسعاف. نقص الكادر الاختصاصي ويختتم الدكتور بشير أبو أصبع مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة حديثه عن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه المستشفى بالقول: هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد من نشاط المستشفى ومنها على سبيل المثال النقص في الكادر الأخصائي لأطباء النساء والولادة والأطفال والجراحة، ونقص في الكادر التمريضي النسائي أضف إلى ذلك أننا نعاني عدم توفر الكادر الفني والإداري المؤهل ذي الخبرات الجيدة بما يتواكب مع هذا الصرح الطبي، أضف إلى ذلك قلة المخصصات الخاصة بنفقات التشغيل لشراء المستلزمات الطبية وعدم وجود مهندسين مختصين بصيانة وإصلاح المعدات الطبية كما أننا نواجه مشكلة عدم استقرار الكادر العامل في المستشفى الفني والإداري منذ افتتاح المستشفى وتأخر مستحقات الكادر العامل من المرتبات والأجور حتى شهر أغسطس2008م.
