ربما أن شكسبير كان ادرى بالحياة بتفاصيلها وأبعادها وكان اعلم بخفايا النفوس حينما قال: “هناك ثمة أوقاتاً هامة في حياة سائر الرجال حيث يقرر أولئك مستقبلهم إما بالنجاح أو بالفشل ، وليس من حقنا أن نلوم نجومنا أو مقامنا الحقير ، بل يجب أن نلوم أنفسنا بالذات.. حقيقة أن شكسبير عظيم جداً ، بل انه خبير بما يدور في أمور الحياة وصيرورتها ، ربما أن لشكسبير الكثير من الحكم البليغة ، والحروف النيرة التي تدخل إلي حنايا قلوبنا دونما استئذان، لعذوبتها ولبساطتها ولصدقها ومدلولاتها العميقة ، والتي أصبحت تتناسب كثيراً مع حال شبابنا في عالمنا هذا ، حيث أن هناك الكثير من الشباب من يقرر في نفسه ومنذو بداية نضوجه الفكري والعقلي أن يبدأ حياته إما بالنجاح أو بالفشل وهذا شي سائد ومتعارف عليه ، فمن جد واجتهد وبات همه الوحيد هو كيف يفكر ويحلم من اجل أن يخطط لمستقبله بنفسه ، بحيث انه يستطيع تشكيل حياته وتلوينها بألوان ناصعة البياض وذلك لحبه العميق بما قد يفكر به ويحلم بان يحققه ولو بعد حين ، فتجد هؤلاء مبدعون حق الإبداع ، أذكياء على الفطرة ، متفوقون بدراستهم ، يغوضون في تفاصيل الحياة من اجل أن يجدوا لهم موطئ قدم ليتوصلوا بذلك إلى تحقيق مآربهم ، فهؤلاء هم نوابغ العصر ونوابغ المستقبل ، وبلاشك أن الحياة قد تتفتح أماهم ليشكلوا حياتهم كيفما يشاؤون ومثل هؤلاء قل ما تجدهم في أوساط الشباب على وجه التحديد ، وهناك شباب أيضا يفكرون بعكس ذلك ، فلو تقربت منهم ستجد العجب العجاب، ستجدهم ينظرون للمستقبل من زاوية مغلقة بل أنهم يقسمون لك بالله بان المستقبل لم يوجد اساساً في الحياة ولا يوجد حتى في التعليم الذي يقضي الشاب فيه لبضع أعوام يضيع وقته هدراً من اجله ، لكن المستقبل الذي يرونه ويؤمنون به حد الجنون هو الهروب إلى الغربة لأنها المستقبل الذي أصبح هماً وهاجساً لدى الكثير من الشباب ، بل إن الغربة أصبحت لديهم شيء لايستطيع الشاب التنازل عنه مهما كان الأمر بل إنهم يؤمنون إيمانا عميقاً وراسخاً بان الغربة ومغادرة البلاد هو المستقبل بحد ذاته ، فهؤلاء هم من ينظرون إلى المستقبل من زاوية مظلمة ، وهؤلاء هم من يخططون لفشلهم بين غمضة عين ، اجزم انه من يفكر بمثل هذا التفكير هو لم يفهم مايدور في هذه الحياة ولم يع مابهذا الكون من مجرات وكواكب ، بل أنهم يعملون على تهميش أنفسهم وتقزيم شخصيتهم بذلك التفكير الذي لافائدة منه سوى المذلة وخيبة أمل ، يبدو أن الكثير يفكرون بأحاسيسهم وعواطفهم ولن يفكرون بعقولهم ، ولذلك تخدعنا الأحاسيس وتجعلنا نتحسر على ما فا فلو جربنا أن لا نستميل لأحاسيسنا وعواطفنا وان نعزم النية على أن نفكر بعمق فيما يدور في عقولنا من تفكير فاحص لمستقبلنا ربما أننا بذلك سنختار أفضل الطرق التي تنقذنا من هفوات الزمن الذي بات يؤرق الكثير من الشباب ، فقط ماعلينا سوى إلا أن نستوقف أنفسنا مع عقولنا ولو لمرة واحدة ونترك الأحاسيس والعواطف بعيدة عن التفكير بمستقبلنا ، بذلك ربما إننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً في هذه الحياة ،و “بداية الألف ميل تبدأ بخطوة” ، فلتكن بداية خطوتنا هو أن نكون جادين بما نفكر به وان نحكم عقولنا بدل أحاسيسنا لنظمن بذلك مستقبلنا الذي نتمناه ان يكن حليفنا في هذه الحياة ، إننا نتمنى ذلك . عتاب: أنت أيها الذي تكشر أنيابك صوبي كل صباح ومساء ، قل لي إلى إي مدى تظل هكذا ؟ تسرق الابتسامة من على الشفاه ؟ تحرق آمال الغلابى والمساكين ؟ تنهش في جسد الموتى دونما رحمة ؟ أي حال ينتظرك ؟ وأي نهاية سوف ينتهي بك القدر؟ دع ألأحلام ولو لمرة واحده تعرف طريقها، لا تجعلها أسيره وتدوسها بأخمص قدميك ، فلن يهني لك العيش في ظل همجيتك وعنفوانك ، لقد مزقت كل ألأحلام دونما رحمة.. الغربة هي كما يقال كربة ، وهي اصل الوجع ومكمن الالم ، الغربة هي فراق عن الاهل وعن الوطن هي ليست اخر الامل والغربة هي ليست كل شي ، فهناك الكثير مكن الشباب من كانوا يؤمنون بان الغربة هي التي ستنتشلهم من متاهات الزمن ووحل الضياع ليصيرون بين ليلة وضحاها في عالم غير الذي كانوا فيه بالامس ، الغربة تتولد احيناً الى ضياع ، هناك الكثير من الشباب والذي اعرفهم عن قرب ، قضوا في الغربة خمس سنوات ومنهم سبع سنوات ومنه عشرة سنوات ولكي يتمكنوا من تحقيق احلامهم وعلى سبيل المثال لم يتمكنوا من الزواج وهو امر يسير، فكيف بالله ان هؤلاء سوف يبنون مسقبلاً لحياتهم انهم والله يهدمون مستقبلهم بانفسهم ، كل هذا هو بسبب انه من يغادر الى الغربة والتي يعتبرها امله لم يعلمون بان الغربة قد تتحول الى كابوس وتتحول الى معصرة تعصر احلامهم وتهوي بهم الي اعمق القيعان ليرجع بعد ذلك يشعر بخيبة امل ، يبدو اننا شباب لا يعجبنا من الامور سوى سفاسفها ولانتعلم من الحظارة سوى سلبياتها التي تقهرني وتصفعنا كل يوم ، فلابد لنا ان نراجع حساباتنا وان نعرف اين مكمن الخطأ كي نقف على الالم والذي هو بداية الخيط الذي يجرنا الى المستقبل المجهول ، يبدو ربما لا يعجبنا من الأمور إلا سفاسفها، ولا نأخذ من الحضارة سوى سلبياتها، ولا نرى من الكوب سوى نصفه الفارغ، وإذا كان الاعتراف بالخطأ والوقوف على مكمن الوجع هو بداية الخيط لحل أية مشكلة ، إلا أنه كما يقال (كثرة المساس تميت الإحساس )!! . فلا خيار إذاً عن العمل على انتشال أنفسنا والأجيال القادمة من وحل الضياع الذي ولجنا فيه ، ولكن من جانب آخر مختلف كل الاختلاف. [email protected]