بلغ انتاج اليمن من ثمار المانجو العام الماضي 375 ألف بزيادة 6 آلاف طن عن الإنتاجية في عام 2007م، فيما إرتفعت مساحة أراضي زراعته الى 25 ألف هكتار مقارنة ب 24 الفاً و130 هكتاراً خلال نفس الفترة.. وتشير احصاءات رسمية عن الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات (صنعاء – صعدة – حجة – عمران) الى أن محافظات الحديدةوحجةوتعز من أهم مناطق تركز زراعة المانجو في اليمن إذ تقدر مساحتها المزروعة بالمانجو وانتاجها من ثماره ما نسبته 93 بالمائة من مساحة وانتاجية اليمن من هذه الفاكهة. وحسب الاحصاءات التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ على نسخة منها - أحتلت محافظة حجة المرتبة الأولى في زراعة وانتاج المانجو بنسبة 47 بالمائة للمساحة و44 بالمائة للانتاجية، تليها محافظة الحديدة بمساحة 24 بالمائة وانتاجية 45 بالمائة ، فيما تأتي محافظة تعز في المرتبة الثالثة حيث تشكل نسبة مساحتها المزروعة بالمانجو 4 بالمائة وتنتج من الثمار ما نسبته أيضا 4 بالمائة من الانتاجية الكلية لليمن من المانجو.. وتتركز زراعة المانجو في معظم أودية الحديدة ومنها وادي سردد، ويوجد في محافظة حجة مساحات شاسعة مزروعة بأشجار المانجو خاصة في مزراع منطقة الجر الشهيرة والمعروفة بالمحافظة.. وقدرت الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية عدد أشجار المانجو المزروعة في اليمن ب مليونين و17 ألف شجرة، نصف العدد يزرع في محافظتي حجةوالحديدة، فيما تبين أن أكثر من 30 بالمائة من تلك الأشجار غير مثمرة.. وتتفاوت انتاجية الشجرة الواحدة للمانجو بين 20 الى 70 كيلوجراما من الثمار للشجرة الصغيرة التى يتراوح عمرها بين 3-4 سنوات، فيما يقدر متوسط انتاجية الشجرة التى عمرها 10- 40 عاما بين 80 الى 90 كيلوجراماً من الثمار.. وتنفرد اليمن بزراعة أنواع وأصناف متعددة من المانجو منها ما يعرف (بقلب الثور ، البركاني، الناشري، الموزي، الفونس (الهندي)، البلدي، أبو سمكة والزبدة وغيره) . وتشكل زراعة المانجو في اليمن احدى الزراعات الإستراتيجية لأهميتها الإقتصادية والإجتماعية كونها تعد مصدر دخل معظم المواطنين في مناطق انتاجه، كما أن المانجو من الثمار التصديرية المرغوبة لدى المستهلكين محلياً وخارجياً ويرتبط المحصول بالعديد من الصناعات الغذائية كالعصائر وغيرها. كما أن صادرات اليمن من المانجو تشكل نحو 15 بالمائة من اجمالي صادرات الفواكه وتحتل المرتبة الثانية بعد الموز، ومعظمها يصدر الى الأسواق السعودية.. ويتمتع المانجو اليمني بمذاق رائع ومميز ويحظى بإقبال واسع من قبل المستهلك في عدد من الدول العربية والاجنبية.. ووصفت دراسات وأبحاث زراعية ثمرة المانجو بملكة الفواكه كون استخداماتها متعددة الأغراض، فهي تستخدم في تقوية الأسنان وجمالها نتيجة احتوائها على كميات كبيرة من الكالسيوم الذي يغذي الأسنان وكذا فيتامين ( أ )،الى جانب ان الثمار تحتوي على فيتامين سي الهام لبناء الدم، كما تساعد في حالات الإصابة بالإنيميا لاحتوائها على نسبة عالية من الحديد.. وحسب الدراسات فإن فاكهة المانجو احد المصادر الطبيعية للبيتاكاروتين وهي مادة مضادة للأكسدة وأيضا مجموعة فيتامين “ب” التي تساعد على تقوية الجهاز العصبي ويوجد بالمانجو أيضا حامض الجلوتامين الذي يعد الغذاء المثالي للمخ من اجل التركيز والذاكرة.. كما تحتوي الحبة متوسطة الحجم من المانجو على حوالي 40 بالمائة من اجمالي ما يحتاجه الجسم من الألياف، ويسهم في علاج حالات الإمساك أو القولون العصبي.. وفي الوقت الذي بدأ فيه المزارعون بالتنافس على ضخ كميات هائلة من ثمار المانجو الى الأسواق لتحقيق عائد اقتصادي كبير في بداية الموسم واللحاق به ولجوئهم الى جني الثمار وقطفها قبل نضجها واستخدام مواد كيماوية لتسريع نضجها، فإن مختصين في مجال الزراعة يحذرون من الأضرار الناجمة عن الجني المبكر للثمار منها تدني الجودة وقصر عمر الشجرة وكذا التسبب في خسائر إقتصادية كبيرة جراء ما بعد الحصاد . وارجع المختصون الممارسات الخاطئة التى يقوم بها المزارعون فيما يتعلق بالجني والتسويق الى غياب أنظمة الفرز و قصور في أجهزة الإرشاد الزراعي اللآزم لتوعية المزارعين بالمماراسات الزراعية المثلى.. رئيس الهيئة العامة للتنمية الزراعية والريفية لمحافظات (صنعاء – صعدة – حجة – عمران ) المهندس محمد عبدالعزيز عبد الغني يشير الى أن محصول المانجو وزراعته في اليمن ما تزال مقيدة بعوامل عديدة طبيعية وفنية وإجتماعية وإقتصادية منها أن أغلب أصناف المانجو المزورع ذات جودة متدنية، اضافة الى غياب المشاتل المعتمدة، وكذا الإفتقار الى المنتجات عالية الجودة بسبب غياب التقنيات لما بعد الحصاد والمعالجة والتعبئة والتبريد والبنية التحتية الضرورية، فضلا عن عوامل تتعلق بالقطف المبكر للثمار قبل الآوان واتباع الطرق التقليدية في القطف والتخزين.. وحسب محمد عبدالعزيز فإن إنعدام المعلومات بين المنتجين عن احتياجات السوق الإقليمية لمنتجات المانجو الطازجة والمعلبة وكذا تردد المصانع الوطنية في الإعتماد المستمر على مسحوق المانجو المستورد لتعليب العصائر، من أبرز المعوقات التى تواجه تنمية وتطوير زراعة وانتاجية المانجو في اليمن . . ونوه بأن الإستثمارات الضخمة للقطاع الخاص في انتاج المانجو خاصة صنف كتشينر والغير قابل للتسويق خارجياً بإستثناء السعودية أدى الى فائض العرض من هذا الصنف في الأسواق المحلية وترتب عليه انخفاض سعره، . الأمر الذي قد يؤثر سلباً على زراعته نحو التدهور .. ولفت الى ضرورة تبني آلية لترويج وتسويق منتجات الفواكه والخضروات في اليمن ,الى جانب تشجيع الإستثمارات في هذا المجال وكذا الإستثمار في مجال توفير مخزنات خاصة بحفظ وتخزين منتجات الفواكه والخضروات . . وعن دور الهيئة في تحسين انتاجية وزراعة المانجو يؤكد المهندس محمد عبدالعزيز عبدالغني أن الهيئة تسعى حالياً الى إدخال أصناف محسنة وتأهيل المزارع بأصناف مانجو ذات جودة عالية لتحسين الانتاجية والتسويق وبما يسهم في الدفع بالمنتج المحلي من ثمار المانجو نحو المنافسة في الأسواق الخارجية.. كما تقوم الهيئة من خلال برنامج تعاوني بالتنسيق مع الهيئة العامة للبحوث الزراعية والإرشاد والإتحاد التعاوني الزراعي ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) بتعزيز دور التعاونيات الزراعية في مجال تسويق المانجو ودعم زراعته في اليمن.