في محاولة لكشف تلك السنن والإجابة عن تساؤل (كيف نهضت أمم ؟ وغابت أخرى؟ ) إنها محاولة في كشف سنن وقواعد النهضة اعتماداً على الكتاب والسنة ، فكل ما سيقال يلخصه آية أو حديث. أيها الأحبة الكرام ، تمر الأيام عاصفة قوية ونحن نتحرك في تلك العاصفة وتذهب بنا حيث شاءت فقد فقدنا الجذور ، وتلفتنا للشرق و الغرب بحثاً عن القشور ، فلا نلنا قشورهم ولا نمينا جذورنا ، فصرنا مسخرة لمن يرى ، ونكتة لمن يسمع بحالنا ،ومن هنا توقفنا رويداً ونظرنا في هذه الحالة لماذا ؟ تساءلنا ، وكررنا السؤال ؟ ومتى ؟ وكيف ؟ ودرنا في رحى الاستفهام ! طريقنا واضح لا لبس فيه فلماذا المتاهة التي أوجدناها بأيدينا و جعلناها هدفاً ومصيراً لا رجعة عنه ؟ أمم تتقدم ، وتصل إلى مجد نهضتها ، ونجوميتها ، وأخرى تأفل وتذهب ريحها.. بحثاً عن ذلك السر الذي يجعل تلك الأمم تنهض من غفوتها ، ذلك السر الكامن بيننا ، نسعى لكشفها لعلنا نسير في ركب الأمم التي نهضت من غفوتها رغم أنها دول غير مسلمة ككوريا الجنوبية التي بدأت نهضتها الحديثة مع العام 1978م ، عمر قريب ، أين هي الآن ؟ .. نتكلم عن دول مسلمة كماليزيا التي بزغت وظهرت وبدأت . نهضتها مع العام 1985م.. ومن خلال كلامنا أحببنا أن ننقل ثوابت ، هي حقائق لابد من معرفتها لنتحرك عبرها : السنة الأولى .. سنة التغيير ! - قال تعالى: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) [سورة: الرعد - الأية: 11]، سنة وقاعدة ثابتة فلا تنتظروا من غيركم أن يغيركم ، هو ليس لصالحه ذلك . هو لايريد ، دعوكم كما أنتم هكذا خلف الناس ، حجارة لا نفع لها ، حتى الحجارة لها أثر ودور ،نعم ذلك التغيير سركم أنتم ، بأيديكم فقط ومن قلوبكم يبدأ التغيير ، وما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك . - قال تعالى: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [سورة: الأنفال - الأية: 53] أعلم أن النعمة تدوم بالشكر والذكر، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، قال تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [سورة: الروم - الأية: 41] أيها الأحبة .. حددها ربكم تعالى سنة ثابتة واضحة .. كما لا تأتي النهضة إلا بالتغيير الذي يبدأ منا ، كذلك يبدأ الدمار والانهيار من التغيير الذي يبدأ منا . لا أحد أبداً وعلى الإطلاق سيغيرك إلم ترد أن ذلك ، لا تدعي أنك تخزن لأن غيرك يخزن ، أنت أردت ذلك ، لاتدعي أن الشيطان أغواك لأنه سيتبرأ من ذلك تماماً ، فما صنع الوسوسة إلا وسوسة ، أنت أقوى بكثير مما تظن.. أخي ..أختي ليس العيب أن تبدأ حياتك فراشاً ولكن من العيب أن تظل كل حياتك فراشاً . أخي .. أختي ليس من العيب السقوط ولكن من العيب أن تظل على الأرض ولا تتحرك . أخي .. أختي الحياة ممتدة لك تبدأ وتنتهي .. بقرارك تغير حياتك ، وبقرارك تبقى كما أنت .. فأسعى مادمت حياً أن تستيقظ في الصباح حياً تلك معجزة ، وكل يوم تواجه تلك المعجزة بنفس الاستقبال البارد. لأنه عندما توقف الحياة وتدخل في حياة أخرى لا رجعة بعدها للدنيا ، هناك لن ولا يمكنك صنع شيء سوى الحسرة والندم وعض الأنامل . ما الفائدة ...(حسافه ضاعت أيامي !!) . أتذكرون قصة أصحاب الجنة ... أبناء لأب فاضل غير حياته وحياة من يعيش بينهم ، وصارت أرضه جنة ... ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتاب يخلد ليوم الحساب ، ما صنع الأبناء هو التغيير ، غيروا فغير الله عليهم . وهكذا تمضي سنة التغيير . دمتم .. ولنا لقاء يتجدد. خبير تسويق وتنمية