تمثل الثقافة الرؤى الإبداعية والمفاهيم الفكرية والقناعات الإنسانية التي تبلورها المجتمعات ويتربى عليها أفرادها في أجيال متوالية، ولذلك فإن هذه الثقافة تنهض بدور محوري في توجيه حركة المجتمع وبالتالي تصبح النتيجة محددة سلفاً وفقاً لذلك الاعتبار، وفي عصر اليوم حيث تعصف بالعالم الذي نحن جزء منه سلسلة من العواصف التي تستهدف اقتلاع جذور المجتمعات وزعزعة أمنها واستقرارها وثقتها بنفسها وانتماءاتها الوطنية والقومية والدينية. أصبحنا في مسيس الحاجة إلى تفعيل دور المؤسسات التعليمية والثقافية والتربوية المعنية بنشر الثقافة التي تتلازم مع الوعي المقرون بالممارسة السليمة لمفاهيم التسامح والقبول بالآخر والانحياز للوطن...فكيف يمكن تعزيز ثقافة التسامح والوحدة خصوصاً في رحاب الجامعات؟ التسامح ليس مجرد شعار • في البداية تحدث الأستاذ الدكتور أحمد محمد شجاع الدين رئيس جامعة إب عن الدور الذي تضطلع به الجامعة في نشر ثقافة التسامح حيث قال: للجامعات وبصفة خاصة جامعة إب درو أساسي وفعال في إرساء ثقافة التسامح وهذا الامر كشعار رفعته الجامعة وحرصت على تطبيقه في أرض الواقع من خلال العديد من الأنشطة، ويأتي في مقدمتها البرنامج الثقافي التنويري الذي يطبق في مختلف الكليات حيث يتم كل أسبوعين تخصيص ساعتين للمحاضرات العامة التي يحضرها الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفون وعمداء الكليات والفنيون، وهذه المحاضرات التي تم تنفيذ برنامجها حتى الآن تضمنت العديد من الرؤى والأفكار الجادة حول التسامح، وأبرزت المشاكل المترتبة على الغلو في الدين، ودور المشروعات الصغيرة في مكافحة الفقر، بالإضافة إلى العديد من المحاضرات التي شرحت وبينت مفهوم الولاء الوطني ومبادئه وأهدافه، كما ناقشت بعض تلك المحاضرات مفاهيم وصور وأشكال التطرف والإرهاب والأضرار المترتبة عليه خصوصاً تلك التي تعيق مسيرة التنمية والاقتصاد داخل الوطن بشكل عام، ومن خلال متابعتنا لفعاليات هذا البرنامج التنويري وجدنا أن البرنامج قوبل بترحاب كبير وعلى نطاق واسع من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ومن مختلف فصائل العمل السياسي المتواجدين في الجامعة ولهذا نشعر باعتزاز أن الاتجاه الذي اتجهت إليه الجامعة يمثل اتجاهاً صحيحاً وسليماً في التأكيد على مبدأ التسامح بين مختلف فئات المجتمع وانعكاساته على مختلف جوانب الحياة، وهو ما بدأ يؤتي ثماره، ونتمنى أن تكون الفترة القادمة مليئة بمزيد من الأنشطة والفعاليات في جامعة إب. الجامعة تجسد المعنى الرمزي للوحدة • وعن موقع ثقافة الوحدة الوطنية في برامج الجامعة يقول رئيس جامعة إب: أما ثقافة الوحدة فهناك الكثير من المحاضرات العامة التي تُلقى في الجامعة حول الوحدة الوطنية والحفاظ عليها والمكاسب التي تحققت في عهد الوحدة اليمنية والمخاطر التي واجهتها وتواجهها في الماضي والحاضر وكيفية صيانتها واستثمارها في سبيل تحقيق الوئام والدفع بمسيرة التنمية في صفوف الشعب اليمني، وتحقيق التنمية الشاملة المستدامة وتحقيق الأمن والاستقرار، ولذا أنا على يقين أن جامعة إب ستنفذ العديد من الأنشطة التي تصب في هذا الاتجاه خصوصاً في المواسم الثقافية التي تحتضنها كليات العلوم الإنسانية من أجل تعميق مبدأ الوحدة اليمنية والدفاع عنها وعن المكتسبات وتوعية الجيل بأهمية الحفاظ على هذه الوحدة والعمل على تجذيرها في الواقع، وأعتقد إن لم أكن جازماً أن قاعة المحاضرات في أي جامعة من الجامعات اليمنية تمثل أسمى معاني الوحدة، لأن في تلك القاعة الكثير من أبناء شبوة وحضرموت وصعدة والمهرة وتعز وإب ومختلف المحافظات الجمهورية، وبذلك فالقاعة الدراسية تمثل المعنى الرمزي للوحدة وتمثل التكامل والتقارب وفهم الناس لبعضهم البعض، ومن هنا تلعب الجامعة درواً في إرساء ثقافة الوحدة والتسامح والقبول بالآخر مهما إختلفت الرؤى والأطروحات بأي شكل من الأشكال. منظومة متكاملة •الأستاذ الدكتور عبدالله محمد الفلاحي أستاذ الفلسفة بجامعة إب تطرق إلى دور الأستاذ الجامعي في نشر وتعزيز الوحدة الوطنية حيث قال: نشر ثقافة الوحدة تمثل مهمة كبيرة والدور فيها ليس مقصوراً على الأستاذ الجامعي فالعملية تمثل منظومة متكاملة من الثقافة التي تهتم وتكرس ثقافة الوحدة بدءاً من المدرسة حيث التربية الوطنية القومية وترسيخ مفهوم الولاء الوطني عموماً، ثم يأتي دور المستوى الثاني من المثقفين وهم الأساتذة والمهندسون والأطباء والمعلمون وكل من حصل على مستوى متوسط أو عال من التعليم فيكون نشر ثقافة الوحدة ضمن مسؤولياته، أما الأستاذ الجامعي فربما ستكون المسؤولية أكبر بحكم أنه يمثل واجهة ومرجعية المجتمع والنخبة فدوره أكبر رغم أن هذا الدور محاط بمجموعة من العوامل التي تهيئ الأستاذ الجامعي ليكرس مثل هذه الثقافة الوحدوية، وهي العوامل التي تجعل الأستاذ الجامعي بمعزل عن أن تمس حقوقه وإذا جعلنا المسألة من منظور المسؤولية بصرف النظر عن المردودية التي ينتظرها الأستاذ الجامعي من المجتمع فباعتقادي يظل الأستاذ الجامعي مُطالب أولاً وأخيراً ببذل جهده لتكوين وعي سليم عند أفراد المجتمع، وهذا الوعي يتضمن كل شيء بما في ذلك الوعي بالحقوق والواجبات والانتماء والولاء الوطني والتضحية وهذه قضايا تتطلب التضحية بعيداً عن الفعل وردة الفعل، وهذا يمثل المستوى الأول من دور الأستاذ الجامعي، أما المستوى الثاني فيعكسه الأستاذ الجامعي في محاضراته وكتاباته، في لقاءاته وجلساته من خلال تمثله القدوة في بذل ما يمكن أن يخدم قضية وطنية كالوحدة، وباعتقادي أن المناسبات فرصة لتجديد الخطاب الثقافي فيما يخص الوحدة وإزالة الشوائب والأخطاء العالقة فالسلوك الذي ينتهجه المثقف وخصوصاً الأستاذ الجامعي يجب أن يمثل قدوة ونموذجاً يجسد الوحدة الوطنية الكاملة الاجتماعية بمحاربة القبلية والطائفية والقروية والمناطقية وكل ما من شأنه أن يشق عصا الوحدة الوطنية، وأن لايكون أول من يرفع شعارات الولاءات الضيقة، وهكذا يصبح دور الأستاذ الجامعي ذا مستويين نظري وعملي، وبهذا الدور يمكن إزالة الشقوق الفكرية التي تظهر في كتابات وتصريحات وندوات من يضرون بالوحدة، بالإضافة إلى ذلك فيجب العمل على إزالة الشوائب التي علقت بالوحدة من خلال قيام الأستاذ الجامعي بتبصير المجتمع وقياداته الاجتماعية والسياسية بما ينبغي أن يكون عليه المجتمع في سبيل ترسيخ دعائم الوحدة. واجب ديني وإنساني • الدكتور عبدالسلام الإرياني أستاذ الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية بجامعة إب أشار إلى منطلقات ثقافة الوحدة بقوله: من المعروف أن الأستاذ الجامعي في أي بلد في العالم يمثل الموجه والمرشد ، ومن الطبيعي أن ثقافة الوحدة أو الثقافة الوطنية عموماً تكون هي مبدأ تفكير الكادر التدريسي داخل الجامعات لأنها بوتقة التفكير ونقطة ارتكاز العلاقات الاجتماعية في المجتمع الاجتماعي وعلاقته بمحيطه الأستاذ الجامعي هو أب وأخ ومرشد ووطني وعنصر متميز في المجتمع على أساس أنه يهتم بتكريس كل ما هو صحيح ووطني ويرتكز على الدين ومن واجبه أن يكون من دعاة ثقافة الوحدة الوطنية والالتفاف وإطاعة ولي الأمر وهذه أمور منصوص عليها في الكتاب والسنة، ومن هذا المنطلق يجب أن ينطلق الأستاذ الجامعي فواجبه أن يرسخ ثقافة الوحدة والتماسك لأن الخارج عن الطاعة المفارق للجماعة يصبح خارجاً عن الملة الإسلامية ومن يرض بغير الوحدة فأعتقد أنه مفرغ من المضمون الإنساني وصاحب نظرة قصيرة. تعزيز المفاهيم الصحيحة •الدكتور محمد أحمد عبدالله الزهيري رئيس قسم اللغة العربية بآداب جامعة إب تحدث بقوله: الوحدة فريضة شرعية وضرورة بشرية يجب على الجميع المحافظة عليها وتعزيزها، ويقع الدور الأكبر على صفوة المجتمع وأعلى طبقة فيه، وهم أساتذة الجامعة وذلك لما يتمتع به الأستاذ الجامعي من مكانة واحترام وما ناله من علوم ومعارف ولأنه في الجامعة يتعامل مع شريحة مهمة في مرحلة عُمرية تمثل مرحلة النضج والفهم وتكوين المفاهيم وتأصيل الثقافة لدى طالب الجامعة الذي يمثل اليوم كل شرائح المجتمع ومناطق الوطن وسيكون أثره على المستقبل أثراً كبيراً، والأثر الاجتماعي والسياسي والجغرافي إنما هو انعكاس للتصورات والقناعات والثقافات التي تُمثل الجامعة مفصلاً محوريا في تكوينها، ولذلك فإن دور الأستاذ الجامعي يكون كبيراً ومحورياً؛ ولذلك ينبغي تفعيل دوره في تعزيز مفاهيم وقناعات صحيحة توضح الفرق في أهمية الوحدة والمحبة في مرضاة الله وخدمة الدين وقوة المجتمع والدولة والشعب، والتفريق بين ما يجوز فيه الاختلاف وبين ما لا يجوز فيه، وهذا يتم من خلال منظومة الإسلام الشمولية المتكاملة التي تجعل الوحدة والأخوة والمحبة عبادة ونعمة كما قال الله تعالى:«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً»، والذي حصر المؤمنين على الأخوة بقوله:«إنما المؤمنون أخوة»، فهو القادر على توحيد الأمة كلها وإشاعة الأخوة والمحبة وقد فعل ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. وسائل متعددة •الدكتور/ فوزي صويلح أستاذ النقد الأدبي المساعد بجامعة إب يقول: دور الجامعة في نشر ثقافة الوحدة والتسامح دور كبير وهام وبعيداً عن العموميات فإن هذا الدور يمكن تجسيده من خلال اللقاءات والمنتديات الثقافية، وإدخال البرامج الثقافية، والترفيهية كالرحلات والبرامج الوظيفية التي تعزز الشعور بالروح الجماعية وتنمي ثقافة الوحدة والتسامح، كما أن الجامعة من خلال مقرراتها التعليمية ووسائل إعلامها تستطيع أن تبني وعياً وطنياً يحتضن الثقافة الوحدوية الخالصة من خلال مقررات التاريخ والعلوم الإنسانية التي يجب أن توجه في إطار التوعية الوطنية باستلهام الدروس من أحوال الأمم الممزقة، وتفصيل الأسس الدينية والحضارية التي تقوم عليها الوحدة التي في ظلها تتجسد معاني الولاء الوطني والتسامح الاجتماعي والفكري مما يتيح الفرصة أمام تحقيق البناء المتكامل للبلد العزيز بأرضه وإنسانه ليأخذ دوره الكبير ومكانته التي يستحقها بين شعوب الأرض. الولاء الوطني • الأستاذ الدكتور محمد مظفر الأدهمي أستاذ التاريخ بكلية الآداب في جامعة إب قال: يعد الوطن ممثلاً رمزياً عظيماً للهوية والتاريخ وموضع الأمن والاستقرار للإنسان، ولذلك من الواجب أن يتمثل الفرد ذلك الموقف النبوي من الولاء الوطني والذي عكسه الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في موقفه يوم اضطر للهجرة إلى المدينةالمنورة فقال مُخاطباً موطنه الأول [مكة]: «لولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك»، ومن هذا المنطلق يجب أن نعمل على تغليب الولاء والانتماء الوطني على كل صنوف الانتماءات والولاءات الضيقة فلا يجب أن يعلو الانتماء الحزبي أو الأسري على الانتماء الوطني بالمطلق. والالتزام بالولاء الوطني ليس مجرد أقوال وشعارات تردد، بل إن الكثير من الشواهد العملية تؤكد ذلك الالتزام فعلى سبيل المثال تُعد الحكومة المتفانية في تعمير الوطن نخبة سياسية ملتزمة بالولاء الوطني، وهذا الأمر يمكن ملاحظته بوضوح في العهد الإمامي حيث توقفت مسيرة التطور على عكس أحوال الدولة الطاهرية والرسولية حيث بلغ عدد المدارس في مدينة إب وحدها أكثر من 33 مدرسة، كما يمكن ملاحظة التطور الكبير الذي شهدته مدينة إب في أعقاب الثورة والوحدة المباركة حيث أصبحت إب مدينة عامرة مترامية الأطراف. ويجب هنا التأكيد على أن الولاء الوطني يمثل رادعاً قوياً مضاداً لمخططات التجزئة التي تستهدف الوطن، ولذلك فإن الولاء الوطني يمكن ترجمته من خلال حرص الأحزاب في السلطة أو خارجها على المشاركة الإيجابية في حل المشكلات وبناء الوطن باعتبار الوطن للجميع ومسؤولية بنائه وحل قضاياه تقع على عاتق الجميع، بالإضافة إلى ضرورة الإخلاص في العمل والدراسة والمحافظة على الوحدة الوطنية وعدم التجاوب مع دعاة الفتنة والتفرقة، وحماية ممتلكات الدولة باعتبارها ملك للجميع، والالتزام بالقانون عن قناعة، وعدم التعاون مع الدول الأجنبية ضد الوطن، ولذلك فالولاء الوطني كما يقول فخامة الأخ رئيس الجمهورية هو تحقيق الانتماء للوطن لأنه المرتكز الجامع للكل، وفيه يتحقق التطور والنماء وبناء الدولة الحديثة التي تذوب فيها كل موروثات الماضي، والولاء الوطني يمثل أرقى درجات الوعي الوطني والقومي. تحديات الثقافة الوطنية •الأستاذ الدكتور أحمد الهبوب رئيس قسم الدراسات العليا بكلية التربية قال: تهتم الثقافة بمجموعة السمات الروحية والمادية التي تميز جماعة أو مجتمعاً معيناً، وما يترتب على ذلك من أنماط الحياة الاجتماعية والأنساق القيمية والتراث الحضاري والفنون الأدبية والشعبية، فالثقافة تسهم في صياغة نظام مجتمعي متجانس وتوجيهه الوجهة التنموية الفاعلة ومحاولة الرفع بالمستوى الفكري للمجتمع، بما يجسد الهوية الحضارية لذلك المجتمع. وتتجلى أهمية الثقافة للفرد والمجتمع من خلال الوظائف الآتية: الحفاظ على الهوية الوطنية والثوابت الدينية، دعم التماسك الاجتماعي، مساعدة الفرد على إشباع حاجاته، مساعدة الأفراد على التفاعل الناجح مع المجتمع. ولذلك؛ فإن الثقافة الوطنية تمثل الإطار المرجعي الذي يكرس قيم الولاء والانتماء للوطن وحبه والاعتزاز بتراثه والتضحية من أجله، بل إن الثقافة الوطنية هي التي تجسد مستوى الولاء الوطني وتحدد طبيعته ومدى فاعليته، ولاسيما عندما يواجه المجتمع بعض التحديات المصيرية. وتواجه الثقافة الوطنية عدداً من التحديات الداخلية والخارجية كالجهل والتخلف وترسخ الأنماط الثقافية التقليدية الكابحة للعملية التنموية، غير أن أبرز وأخطر التحديات التي تواجهها الثقافة الوطنية في العصر الراهن تتمثل في تحدي العولمة والعولمة الثقافية على وجه التحديد بما لها من تأثيرات سلبية على الوحدة الوطنية. ومن خلال الشواهد التاريخية فيمكن القول بأن اليمن تتميز بفاعلية ثقافية ونهضة حضارية عريقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، وعلى الرغم من زخم التنوع الثقافي الذي شهدته تلك الحضارات القديمة على الأرض اليمنية، وعلى الرغم أيضاً من احتكاك الثقافة اليمنية بالعديد من الثقافات السائدة آنذاك، غير أنها كانت تحتكم إلى مرجعية وطنية واحدة حافظت على هويتها الثقافية وخصوصيتها الحضارية. ومع ذلك تبقى الثقافة الوطنية في مجتمعنا كباقي الثقافات في المجتمعات العربية والإسلامية أمام تحديات كبيرة ولاسيما في زمن العولمة والبث الفضائي العالمي، فالشباب اليمني اليوم تتقاذفه موجتان ثقافيتان تتمثلان بثقافة العولمة أو ثقافة الصورة الفضائية وثقافة الأصولية أو ثقافة التزمت الديني المذهبي وحالة الحصار هذه تزداد تفاقماً لتصل إلى تهميش الثقافة الوطنية الوسطية التي تشكل صمام أمان التوازن الفكري والتماسك الاجتماعي وتجسيد الوحدة الوطنية. سبل المواجهة • وأضاف الدكتور الهبوب موضحاً سبل مواجهة تلك الحملة التي تستهدف الثقافة الوطنية قائلاً: ولمواجهة هذه التحديات وترسيخ الثقافة الوطنية وتعزيز الولاء الوطني نقترح تنفيذ جملة من المعالجات الهادفة ومن أهمها: تنفيذ المزيد من الجهود الحكومية لبلورة السياسات الثقافية على مستوى الممارسات، وضع استراتيجية إعلامية في مجال الحفاظ على الثقافة الوطنية وبما يضمن الترويج لها بين الثقافات الأخرى، ورفع وتيرة تفعيل المخيمات والمراكز الصيفية عبر الندوات والبرامج والفعاليات الثقافية الوطنية، وبث المزيد من برامج التوعية بالممارسات الديمقراطية لتعويد الشباب على الحوار وقبول الرأي الآخر، زيادة الاهتمام بالمكتبات الثقافية ورفدها بالكتب التي تعزز الوسطية والاعتدال وثقافة الحوار، الاستماع للشباب وتفهم مشاكلهم وتقدير آرائهم، تضمين المناهج الدراسية بعض قضايا التفكير الوسطي والفكر النقدي والتحليلي، توسيع مفهوم الأمن ليشمل الأمن الثقافي ويأخذ الطابع الجماعي الذي يقوم على مبدأ الشراكة بين الأجهزة الرسمية وغير الرسمية، وتفعيل الخطاب الديني بما يجعله يعطي الأولوية للثقافة الوسطية لنتمكن من تعزيز ثقافة الوحدة الوطنية التي تحمي الشباب من الاختراق الثقافي الذي يعد سلاحاً فتاكاً لتدمير مستقبل البلدان وذلك هدف يستحيل على الأعداء الوصول إليه بإذن الله.