يعتبر نوم الطفل بهدوء حيلة الليل من أهم المشاكل التي تواجه الوالدين وكثيراً ماتشكو الأمهات وخصوصاً الحديثات الولادة بأن أطفالهن يظلون مستيقظين طوال الليل وينامون خلال النهار. ويسأل الأهل غالباً عن المدة اللازمة التي يجب أن ينام خلالها الطفل وعن تكييف عادات نومه بحيث لاتتضارب مع حاجاتهما وكيفية تعليم الأطفال التأقلم مع فكرة النمو الروتيني المنتظم وعدم الاستيقاظ المتكرر ليلاً. تشرح الاختصاصية في طب الأطفال الدكتورة/وفاء عباس«أن الأطفال لاينامون طوال الليل بشكل متواصل، بل يستيقظون لمرات عدة ولأسباب مختلفة لعل أبرزها الجوع أو البلل.. وخلال الأيام الأولى من عمر الطفل، نجده ينام معظم أوقات النهار ليستيقظ خلال فترات طويلة من الليل، وهذا يعود إلى أن الطفل كان ينام جنيناً داخل الرحم نهاراً ويصحو في الليل، مما يجعل الرضيع يحتاج لفترة تمتد من 4إلى 8أسابيع حتى ينتظم نومه بعد الولادة» ومعلوم أن الطفل الوليد ينام كل يوم لمدة 16ساعة أو أكثر، ولكن المدى الفعلي لساعات نومه هو مابين 12ساعة و22ساعة يومياً. وعندما يبلغ عامه الأول، تكون مدة نومه قد أصبحت تتراوح مابين 8و12ساعة في اليوم، وعلى الأهل أن يعوا بأنه يستحيل عليهم أن يحددوا عدد الساعات المطلوبة لنوم طفلهم لأن ذلك يعود إلى الفروق في نسبة التطور بين طفل وآخر، وإلى التباين بين المدد التي يمكن اعتبارها طبيعية لهذا الطفل أوذاك. بين النهار والليل ومن الملاحظ أن التبدل الرئيسي الذي يطرأ على الطفل عند بلوغه العام الأول من عمره ليس عدد ساعات نومه، وإنما اسلوب نومه، وكذلك تبدل إيقاعات النوم واليقظة لديه.. فعندما يقل عمر الرضيع عن شهر واحد، فإنه قد يكون مستعداً للنوم المتواصل ثلاث أو أربع ساعات دفعة واحدة، مع تخلل فترات نومه لحظات من اليقظة وعندما يبلغ الرضيع شهريه الخامس والسادس، نجد أن هذه الفترات تأخذ في الاختلاط ببعضها، بينما في الأشهر التي تلي هذه الفترة من عمر الطفل تبدأ فترات النوم في الانتقال تدريجياً إلى ساعات الليل، علماً أن انتقال فترات اليقظة إلى ساعات النهار تتخلله فترات من النوم القليل، بحيث يصبح عدد الساعات التي ينامها الطفل البالغ عامه الأول في النهار ثلاث أو أربع ساعات، أما في الليل فإن الطفل ينام بين احدى عشرة واثنتي عشرة ساعة وفي غالبية الأحوال، يكتشف الأهل أن الرضاعة تساعد الطفل على النوم، ولكن مع نموه يجدر بالوالدين تشجيع طفلهما على النوم بدون اللجوء إلى إطعامه والا سيتعرض لمشاكل عندما يحين وقت نومه. ومن أهم النصائح للأم أن تبقي مولودها مستيقظاً في الفترة المسائية الأولى حتى يستطيع أن ينام معظم ساعات الليل. قلق الانفصال ومن ناحيتها، توضح الاختصاصية النفسية نجاة هاشم «أن بعض الأهل يرى أن فكرة تحديد ساعات معينة من النوم المنتظم ليلاً أمراً غير فعال، علماً أن هذه الأخيرة تساعد الطفل على معرفة أن ساعات النهار هي الوقت الصحيح للاستيقاظ واللعب، وبالتالي النمو بشكل سليم وصحي» وتضيف: «إن لمشاكل النوم أعراضاً متعلقة بالصعوبات العاطفية التي يعاني منها الطفل كقلق الانفصال عن والدته، كون النوم بمفرده إشارة ضرورة نومه في غرفة منفصلة عن أمه، ولذا نجد أن عدداً كبيراً من الأطفال يلجأ إلى القيام بعدة أمور ليستمر في جلوسه مع أهله». وبالمقابل يجدر بالأهل معرفة أن صعوبات النوم متعلقة بأمراض تصيب الطفل كالاضطرابات المعوية، وصعوبة التنفس، وارتفاع درجة الحرارة، وآلام الجسم المختلفة. مشاجرات الوالدين وتعتبر مشاجرات الوالدين من أهم الأسباب النفسية التي تسبب الأرق للطفل، خصوصاً إذا كان في مرحلة عمرية متقدمة، مايجعله غير قادر على النوم، بالاضافة إلى عامل المنافسة مع إخوته في المنزل أو المدرسة ولايجب أن ننسى أن عدداً من الأطفال يعانون من مشاكل أثناء النوم، وذلك على الشكل التالي: . الاستيقاظ المتكرر المصحوب ببكاء خلال ساعات الليل. الحديث والهمهمة أثناء النوم. الاستغراق في النوم أثناء النهار. التبول اللاإرادي أثناء النوم. الاستيقاظ في وقت مبكر. الكوابيس. ولكن لاينصح باستخدام المنومات للطفل، وإذا حدث ذلك فيجب أن يكون بإشراف طبي حتى لايتعرض إلى مزيد من المشاكل. وإذا مارغب طفلك في أخذ قيلولة صغيرة أثناء النهار فلابأس بذلك، لأن عدداً قليلاً جداً من الأطفال يستطيع أن يصحو طوال النهار بدون أن ينام ولو لفترة قصيرة.. وفي الوقت عينه، لاتجبري طفلك على النوم قبل أن يكون لديه الاستعداد لذلك، وإذا لم يكن الطفل مجهداً اتركيه بجانبك حتى ينعس تماماً، ثم خذيه إلى غرفة نومه. قبل عامه الثاني لاتتطور عادة النوم عند غالبية الأطفال إلى درجة جعلهم ينامون الليل بطوله قبل أن يبلغوا مابين عام ونصف وعامين من العمر، لأنه في هذه السن يختفي معظم مايسمى بمشاكل النوم.