في احصائيات سابقة لوزارة الأوقاف والإرشاد ذكرت أن مجموع المساجد في اليمن 80ألف مسجد، وجميعها ترفع الأذان بمكبرات الصوت، لكن مانلاحظه أن أصوات الأذان تتداخل، فما أن ينتهي أذان مسجد حتى يبدأ آخر وهكذا على مدى الصلوات الخمس. أما عند قرب دخول أذان المغرب نجد المؤذنين كل شخص له توقيت خاص بنفسه، فخلال السبعة الأيام الماضية من شهر رمضان رصدنا مدى انتظام المؤذنين بجدول مواقيت الصلاة خاصة وقت صلاة المغرب، لكننا وجدنا أن عدداً من المؤذنين يتسابقون على الميكرفونات وكل يؤذن على ليلاه. استطلعنا آراء بعض الناس وكذا دور مكتب الأوقاف بمحافظة تعز في هذه القضية فكان الاستطلاع التالي: يتسابقون إلى الأذان وليد عبدالرحمن الدميني يرى أن أغلب المؤذنين لايلتزمون بمواقيت الصلاة خاصة وقت المغرب والفجر. ويشير الدميني إلى أن كل جامع يؤذن قبل الجامع الأخر أو بعده والفارق بين الأذانين مابين دقيقة إلى خمس دقائق. ويؤكد الأخ وليد أن بعض المساجد تطلق الأصوات بالأذان قبل مدفع رمضان الذي خصص أصلاً لتوحيد وقت الافطار وأذاني صلاتي المغرب والفجر. ودعا الدميني الإخوة المؤذنين إلى الالتزام بمواقيت الصلاة.. منوهاً إلى أنه في أيام الفطر لاضرر ولو تأخر المؤذن خمس دقائق أو تقدم لكن خلال شهر الصوم فهذه كارثة. إفطار قبل دخول الوقت ويشاطره في الرأي الأخ حاتم ناجي الذي يقول إن عدداً من مؤذني المساجد لايلتزمون إطلاقاً بمواقيت صلاة المغرب بالذات.. ويقول هناك مساجد تسبق بالأذان قبل أن ينطلق مدفع إفطار رمضان وهذا مايجعل الصائمين يفطرون قبل دخول وقت المغرب.. وهنا يجب على المؤذنين الالتزام بمواقيت الصلاة.. وأشار حاتم إلى أن مفتي مصر أحل توحيد الأذان في مساجد القاهرة التي تعتبر مدينة كبيرة جداً وأشارت فتواه في هذا الخصوص إلى أنه يمكن أن يكون الأذان واحداً للبلدة كلها وأنه يكفيها الأذان الواحد. مواقيت موحدة ولكن الاخ عبده محمد حسان مدير عام مكتب الأوقاف والارشاد بمحافظة تعز تحدث عن هذه المسألة قائلاً: نحن في محافظة تعز فيما يخص مواقيت أذان المغرب والفجر خلال شهر رمضان قام المكتب باصدار تعميم للاخوة أئمة المساجد والقائمين عليها ودونا فيه بأن يكون مدفع رمضان الذي أعيد للعمل قبل ثلاث أو أربع سنوات أن يكون هو الحكم والفصل فيما يخص الأذان والجميع ملزم به، وقد تم نشر التعميم لكافة الخطباء والمرشدين كما أننا وزعنا مواقيت الصلاة على جميع مساجد المحافظة ونجد أن أغلب المساجد تعمل به حتى يومنا هذا. استدعاء بعض المخالفين وتوجيههم وأشار مدير مكتب الأوقاف إلى أن بعض المؤذنين يتقدمون أو يتأخرون دقائق في مواقيت الأذان، مؤكداً أن المكتب قد شدد بضرورة الالتزام بهذه التعاميم الصادرة من قبل مكتب الأوقاف. ومنوهاً أنه قد تم استدعاء بعض المؤذنين الذين وصلت شكاوى ضدهم مفادها عدم التزامهم بالمواقيت وتم اعطاؤهم توجيهات وتعليمات بضرورة الالتزام بالمواقيت. وأضاف الأخ عبده حسان أنه تم التوضيح للإخوة المؤذنين بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عجلوا الفطور وأخروا السحور» والمقصود بهذا أن يتم التعجيل بالمواقيت المحددة للإفطار وليس بالخروج عن المواقيت الشرعية. وأكد حسان أن توحيد الأذان أحد المحاور الأساسية لخطة عمل الوزارة.. منوهاً إلى أن الوزارة تشدد على هذا الجانب لاسيما أذان المغرب وأذان الفجر كما أسلفت لما يترتب عليهما من حرمة وحل. المدفع قبل الأذان واستطرد مدير عام مكتب الأوقاف بالمحافظة أن التعميم الصادر شمل موضوع نظافة المساجد وتوحيد الأذان والتنبيهات الاحترازية الوقائية من فيروس الخنازير.. وقال إن التعميم تناول ما تقتضيه المصلحة الشرعية العامة فما يحدث في المساجد من تلوث وغياب للنظافة بسبب الافطار داخل المساجد وعلى فرشها وما يحدث من اشكالات بسبب ذلك يؤذي المصلين وبالتالي على القائمين على المساجد الاهتمام بهذا الموضوع وابراز دورهم في معالجة هذه الظواهر المزعجة. وأوضح أنه نظراً لما يسببه عدم توحيد الأذان من ارباك لدى المصلين فإن المكتب قد ارتأى أن يكون الأذان بعد اطلاق المدفع فهذه وسيلة لتوحيد الأذان حتى لانتحمل صيام الصائمين فيفطروا قبل دخول الوقت الشرعي. فتوى دينية ختاماً وللتوضيح أكثر في هذا الموضوع نورد لكم إحدى الفتاوى الدينية التي توجب توحيد الأذان في المصر الواحد حيث تقول: توحيد الأذان في المصر الواحد لاحرج فيه إذا كان ابتداء دخول وقت الصلاة فيه متحداً ،أما إذا كان ابتداء دخول وقت الصلاة فيه يختلف كالدول الواسعة المترامية الأطراف، فلا يجوز ذلك لأنه قد يؤدي إلى بعض المحظورات كالتأذين في بعض الأماكن قبل الوقت وذلك لا يجوز إلا في أذان الفجر لما يترتب عليه من المفاسد كإفطار الصائم قبل الغروب أو أداء بعض الناس للصلاة قبل دخول الوقت ظناً منهم أن الوقت دخل، وكذلك قد يؤدي تأخير الأذان أول دخول الوقت إلى أن يتسحر المتسحر بعد طلوع الفجر واليكم كلام أهل العلم في حكم تقديم الأذان وتأخيره، أما حكم تقديمه فقد اتفق الفقهاء على حرمة الأذان قبل دخول الوقت إلا أذان الفجر عند أكثر أهل العلم لورود الدليل بذلك قال الإمام النووي في المجموع: أما غيرها أي الفجر فلا يصح الأذان لها قبل وقتها باجماع المسلمين،نقل الاجماع فيه ابن جرير وغيره. وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن من السنة أن يؤذن للصلوات بعد دخول وقتها، الا الفجر، ولأن الأذان شرع للإعلام بالوقت فلا يشرع قبل الوقت لئلا يذهب مقصوده.