سعر الأضحية في هذه المحافظة اليمنية يصل إلى 3 مليون ريال    دفن عشرات الجثث في مقبرة جماعية باستخدام جرافة شرقي اليمن    هجوم حوثي مباغت في البحر الأحمر.. وإعلان للبحرية البريطانية    عاجل: مقتل 30 شخصًا وإصابة العشرات في حريق هائل بالكويت (فيديو)    احتضنها على المسرح وقبّلها.. موقف محرج ل''عمرو دياب'' وفنانة شهيرة.. وليلى علوي تخرج عن صمتها (فيديو)    إصلاح صعدة يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران بوفاة والده    المنتخب الوطني يتعادل مع النيبال في ختام التصفيات الآسيوية    الأمم المتحدة تدرج الاحتلال الصهيوني في "القائمة السوداء" لمنتهكي حقوق الأطفال    أسعار الذهب في اليمن اليوم الأربعاء    انهيار كارثي للريال اليمني.. والدولار يكسر حاجز 1800 وهذا سعر صرف الريال السعودي    مصانع تحلية المياه في عتق تفوض سائقي سياراتها بإطفاء أي حريق في المدينة    منتخبنا يتعادل مع النيبال في الجولة الاخيرة من التصفيات الآسيوية المشتركة    ملاك الصيدليات يهددون بالإضراب عن العمل نتيجة للاعتداء على أحد الصيدليات في مدينة رداع    نتنياهو في قبضة "حزب الله"؟؟    أبا رغال وفتح الطرقات    سياسيو اليمن تخلوا عن عاصمتهم ورضوا بالشتات بديلا    أحزاب تعز: استمرار حصار مليشيا الحوثي للمدينة وإغلاق الطرق جريمة واعتداء على حق الحياة    حكم صيام يوم الجمعة أو السبت منفردا إذا وافق يوم عرفة    الأردن يتغلب على السعودية 2-1 في تصفيات كأس العالم وآسيا: فوز مستحق في الجولة الأخيرة    وجود رشاد العليمي في عدن لن يعيد الدولة الجنوبية    الحارس القضائي.. النسخة الحوثية من "اللجنة الخمينية لتنفيذ أمر الإمام"    وديًّا: رونالدو يقود البرتغال للفوز على أيرلندا    تحذيرات من دعوات مشبوهة: لجنة وزارة الدفاع ومحافظ أبين يتفقدون جبهة عقبة ثرة    اليونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    السمسرة والبيع لكل شيء في اليمن: 6 ألف جواز يمني ضائع؟؟    مستشار الرئيس الزُبيدي يكشف عن تحركات لانتشال عدن والجنوب من الأزمات المتراكمة    "مسام" يواصل تطهير اليمن من الألغام الحوثية بإتلاف 659 لغماً في باب المندب    20 محافظة يمنية في مرمى الخطر و أطباء بلا حدود تطلق تحذيراتها    مليشيا الحوثي تصعّد إجراءاتها الأمنية في طريق مأرب - البيضاء وتزيد الطين بله في طريق المسافرين    مدرب وحدة عدن (عمر السو) الأفضل في الدور الأول في بطولة الناشئين    الآنسي يعزي رئيس تنفيذي الإصلاح بمحافظة عمران في وفاة والده    اليويفا سيمنح برشلونة 50 ألف يورو    ضيوف الرحمن يواصلون توافدهم إلى مكة المكرمة استعدادا لأداء مناسك الحج    النائب حاشد يغادر مطار صنعاء الدولي    بكر غبش... !!!    مول سيتي ستار في عدن.. سوق تجاري بمضمون خيري إنساني مراعاة لظروف الأسر الاقتصادية    «كاك بنك» يسلم ثانوية لطفي جعفر أمان مواد مكتبية ومعدات طاقة شمسية    بطعنات قاتلة.. شاب ينهي حياة زوجته الحامل بعد فترة وجيزة من الزواج.. جريمة مروعة تهز اليمن    بالفيديو.. رئيس ''روتانا'' يفاجئ الفنان محمد عبده عقب عودته من رحلته العلاجية .. وهذا ما فعلته ''آمال ماهر'' مع فنان العرب    الإطاحة ب''نصاب'' جنوبي اليمن وعد مريضًا بالفشل الكلوي بالتبرع بإحدى كليتيه وأخذ منه نحو مليوني ريال    مليشيات الحوثي تسيطر على أكبر شركتي تصنيع أدوية في اليمن    منظمة حقوقية: سيطرة المليشيا على شركات دوائية ابتزاز ونهب منظم وينذر بتداعيات كارثية    حسام حسن: البعض يخشى نجاح منتخب مصر.. والتحكيم ظلمنا    عن جيراننا الذين سبقوا كوريا الشمالية!!    هل فقدت مليشيا الحوثي بصيرتها؟!    حكم التضحية بالأضحية عن الميت وفق التشريع الإسلامي    إتلاف كميات هائلة من الأدوية الممنوعة والمهربة في محافظة المهرة    تشيلسي مهتم بضم الفاريز    مجلس الأمن يتبنى مشروع قرار يدعم مقترح بايدن لوقف إطلاق النار بغزة    السلطات السعودية تكشف عن أكبر التحديات التي تواجهها في موسم الحج هذا العام.. وتوجه دعوة مهمة للحجاج    النفط يرتفع وسط توقعات بزيادة الطلب على الوقود خلال الصيف    فضل الذكر والتكبير في العشر الأوائل من ذي الحجة: دعوة لإحياء سُنة نبوية    افتتاح جاليري صنعاء للفنون التشكيلية    وفاة واصابة 4 من عمال الترميم في قبة المهدي بصنعاء (الأسماء)    عالم آثار مصري شهير يطالب بإغلاق متحف إنجليزي    أحب الأيام الى الله    السيد القائد : النظام السعودي يتاجر بفريضة الحج    ما حد يبادل ابنه بجنّي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الجبهة القومية وحدت النضال المسلح في أكثر من 23 سلطنة
نشر في الجمهورية يوم 14 - 10 - 2009

ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي الرديف الرئيسي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وجاءت كثمرة نضال طويل عانى منه شعبنا في جنوب الوطن سابقا الأمرين وقدم الشهداء تلو الشهداء حتى تفجرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في العام 1962م ضد الحكم الامامي البائد في شمال الوطن لتكون الشرارة التي انطلقت منها ثورة الرابع عشر من اكتوبر في العام 1963م.. مشوار طويل مضت عليه سنوات لكن مازال في مخيلة الكثيرين وباعتباري صحفياً كان لي حب التعرف على هذه الثورة عن قرب وقبل فترة من الزمن كنت قد التقيت بعدد من المناضلين الكبار الذين سردوا لي جانباً من التاريخ عن هذه الثورة العظيمة وكيف سطروا النضال الكبير وكيف سارت محاور الاستبسال حتى تحرر جنوب الاستعمار.. هذا الحديث الذي مضى عليه بضع سنوات لكني أحب أن أكرر محتواه في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا.. ولنبق مع محور اللقاء مع هؤلاء الأبطال الذين كان لهم شرف النضال في قيام هذه الثورة المباركة والذين تحدثوا بكل جرأة وصدق واضح عن تاريخ 14 أكتوبر وما ساهموا به من مواقف بطولية عظيمة عززت في مضمونها جهود أبناء الوطن في كفاحهم ونضالهم التاريخي العريق..
بداية حديثي كان مع الأخ عبدالله الهيثمي الذي حدثني بقوله:
كنت اعمل في عدن في شركة فرنسية أهلية وحينها كنا قد التحقنا بحركة القوميين سنة 59م وكنا نمارس عملنا - طبعاً فيها- بشكل سري قبل قيام الثورة وفي عام 63م قامت ثورة 14 أكتوبر حيث قمنا حينها بتسريب المنشورات في عدن حتى بعد قيام الثورة أي ثورة 26سبتمبر، رأت القيادة في الحركة القومية أنه لابد من البدء في القيام بالعمل المسلح ضد الاستعمار البريطاني فذهبت مجموعة منا الى تعز وكان عددهم حوالي 15 فرداً. للتدرب على استعمال السلاح، فتدربنا في تعز، ثم بعد ذلك عدنا الى عدن وكانت قيادة الحركة القومية بقيادة قحطان الشعبي الذي كان بدوره قد حصل على عدة مناصب وزارية في صنعاء مثل: وزير لشؤون الجنوب حين ذاك فتح مكتب في تعز بقيادة قحطان الشعبي وعلي السلامي للاشراف على العمل في الجنوب، وبدأ العمل المسلح في عدن عن طريق تخزين الاسلحة والاستعداد للثورة ضد الاحتلال، وبعد قيام الثورة في ردفان اولاً واشتداد الضغط عليها رأت الحركة ضرورة فتح جبهات لتخفيف الضغط على جبهة ردفان فقمنا بفتح جبهات في الجبهة الوسطى وفي جبال فحمان المطلة على مودية، وطبعاً استطاعت هذه الجبهات تخفيف الضغط على جبهة ردفان.
نضال
بعدها رأت الجبهة ضرورة فتح جبهة في عدن وفتحت فعلاً جبهة عدن، وعندها تم اعتقالنا في سنة 64م انا ومجموعة من الزملاء منهم ابوبكر شفيق وعلي صالح بيضاني والطاهري والجابري ونور الدين قاسم، وعبدالملك اسماعيل، وعلي شيخ عمر وآخرون سجنا جميعاً في سجن «مربط» لمدة 15 يوماً وبعدها تم اطلاقنا لعدم وجود ما يثبت ادانتا فيه، عدنا بعدها الى ممارسة العمل المسلح ضد الاحتلال، ولم يمر شهر واحد بعد خروجنا من السجن، وكانت قد أحرقت قبلها صحيفة الكفاح واليقظة لموالاتها البريطانيين وعلى ضوء ذلك اعتقلنا من ضمن الاعتقالات التي جرت في عدن.
نصر أو موت
وطبعاً في 13 يناير 66م تم دمج الجبهة القومية التي كانت بقيادة قحطان الشعبي ومنظمة التحرير بقيادة الأصنج وباسندوة وعبيد ومحمد سالم علي، وسميت بعد ذلك بجبهة التحرير، اما قبلها فكان يتم التنسيق بين الجبهات عن طريق المكتب الذي فتح في تعز، عن طريق ارسال الرسائل من الجبهات الى تعز حيث كانت تجري صالح باقيس وكثير من البنات من حضرموت، من شبوة ،من عدن، من ابين من الضالع، من ردفان كلها تحت الجبهة القومية.. وكان شعار الجبهة «النصر أو الموت».
وكلما مرَّ يوم ازدادت الجماهير التفافاً حول الجبهة القومية لأنها هي التي اعلنت في ذلك الوقت النضال المسلح.
كفاح مسلح
وتشكلت جبهات الى جانب الجبهة القومية التي كانت تعتبر هي الأساس وكان الى جانبها عدد من الحركات، واستطاعت الجبهة القومية ان توحد النضال المسلح في اكثر من 23 سلطنة عن طريق التنظيم السري الذي كان بين الطلبة والقبائل وهؤلاء الذين ظهروا فيما بعد بشكل علني وقاموا بالنضال ضد الاستعمار، بعدها بدأت القوى الأخرى تتقرب الى الجبهة القومية وبدأت تؤمن بالكفاح المسلح وبدأت ايضاً الجبهات عملها بالكفاح المسلح وكانت عملية التنسيق عن طريق المناطق القريبة منا في المنطقة الشمالية مثل تعز وكانت تقدم المساعدة من هناك وخاصة الى جبهة ردفان لوجود قاعدة بريطانية هناك وكان كثير من ابناء ردفان يتدربون في الشمال سابقاً وعادوا الى ردفان قوافل وقاموا بدور كبير في تصعيد الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.
ثورة سبتمبر
طبعاً ثورة 26سبتمبر كان لها الفضل الكبير في قيام ثورة 14 اكتوبر وكانت عملية التدريب لثوار ثورة 14 اكتوبر تتم اكثرها في تعز، فثورة 14 اكتوبر هي وليدة ثورة 26 سبتمبر لأنه بعد قيامها في الشمال ساعدت على قيام ثور 14 اكتوبر.. هذا موضوع كبير وباختصار انه كان هناك عدد من المناضلات اللائي كان لهن دور كبير في النضال سواءً كان عن طريق نقل الغذاء واخفاء المناضلين وتقديم المساعدة لهم واخفاء اسلحتهم، والحركة الوطنية في صفوف النساء كانت قوية وتقدمن في كثير من المظاهرات ضد الاستعمار ونضال المرأة يحتاج الى سرد كبير وبامكانكم الالتقاء بإحداهن وسرد مواقف النضال للمرأة.
العمل الطلابي
اما حديثي مع الاخ احمد حيدرة سعيد فكان حديثاً آخر حيث اجاب عن سؤالنا عن دوره في ثورة 14 اكتوبر بقوله:
كان لنا المشاركة في مسيرة ثورة 14 اكتوبر من خلال العمل الطلابي والذي تمثل في القيام بتوزيع المنشورات في المنطقة التي كنا نعيش فيها وفي قرية الفوز مديرية مودية محافظة ابين وكذلك القرى المجاورة لها. وكذلك المشاركة في المسيرات في ولاية دثينة سابقاً مودية ولودر حالياً، وقد كنا عدداً من الطلاب بقيادة الشهيد ناصر سليمان ناصر وكانت ثورة المنطقة تتبع الجبهة الوسطى بحسب تسمية الجبهة القومية لجبهات القتال وقد ساهمنا في تقديم المساعدة لبعض المقاتلين حين كانوا يتحركون لضرب مراكز الشرطة والمحاكم في مودية ومن هذه العمليات عملية ضرب مركز القليتة والمحكمة عام 66م، وقد شارك في هذه العملية كل من المناضل احمد عوض شقفة وعوض عمير القاضي والمناضل فضل قنان وشخصيات أخرى لا اذكرهم الآن.
توثيق
تكتسب مسألة التوثيق لتاريخ الثورة أهمية كبيرة للحاضر حيث انه يتوجب على مراكز البحوث والدراسات ومناضلي الثورة اليمنية ان يكتبوا مذكراتهم حتى لاتغيب عن شباب اليوم وتصبح هذه الدراسات خير مرجع للاجيال عندما يمر وقت طويل نكون احوج ما نكون فيه لمعرفة الماضي الذي انطلق منه.
أهداف الثورة
وماذا تحقق من اهداف الثورة الى اليوم؟ وما هي الصعوبات والمعوقات التي اعترضت مسيرة الثورة المباركة وما تم تحقيقه حتى اليوم؟
بدون شك ان الشعب اليمني خاض النضال ضد الحكم الإمامي المستبد في شمال الوطن والاستعمار البريطاني في جنوب الوطن كلهم واحد للتخلص من الاوضاع التي يعاني منها الشعب شمالاً وجنوباً، وواحدية الثورة بلاشك هي التعبير الحقيقي عن نضال شعب واحد الإمامة والاستعمار البريطاني الى شمال وجنوب ومن الطبيعي ان يثور الشعب على هذه الاوضاع فقد مثلت ثورة 62م سنداً رئيسياً لقيام ثورة اكتوبر، كما كانت ثورة اكتوبر دعماً قوياً لصمود سبتمبر وبقائها وظل نضال الشعب واحداً حتى الانتصار لقضية الوحدة في 22 مايو 90م وهي الوليد الطبيعي لثورتي سبتمبر واكتوبر.
دور المرأة
شكلت المرأة اليمنية عنصراً أساسياً في ثورة اكتوبر وساهمت في مختلف مراحل النضال بشكل فعال في مختلف الجبهات وتعرضت المرأة اليمنية للاعتقالات في سجون المحتل البريطاني وشاركت بفعالية في المسيرات والاعتصامات واخفاء المناضلين في عدن والريف واخفاء السلاح.. وكانت المرأة سنداً يعتمد عليه في كافة المهام السرية والسياسية وتعتبر المرأة رافداً أساسياً لكل ما هو جديد في فكر الثورة وانجازاتها وتحظى باهتمام الدولة ومؤسسات المجتمع المدني واصبحت مشاركة في كافة المجالات الحكومية والتشريعية وكافة المؤسسات الاجتماعية.
جبال ردفان
فيما كان للمناضل احمد عوض المحروق دوره في قيام الثورة الاكتوبرية حيث قال:
قيام ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 63م من جبال ردفان بفضل ماقام به المناضلون الشرفاء في مقاومة الاستعمار البريطاني وذلك لنيل التحرير الوطني وكان ذلك رافداً لثورة سبتمبر المجيدة التي كان لها الفضل في مساعدة وتوفير الظروف الملائمة لقيام الثورة في الجنوب. وفي تلك الفترة خاصة بالنسبة لنا فقد كنا طلاباً في المرحلة الاساسية آنذاك وباستمرار الثورة وفتح جبهات عديدة في اكثر من منطقة وازدياد الوعي الشعبي ومؤازرة مناضلي الثورة وترسيخ الوعي وشمل قطاعات واسعة وقطاعات الطلاب والمرأة، وكان للقطاع الطلابي دور في مساعدة الثورة المسلحة ضد الاستعمار وعملائه حتى كانت تقام المسيرات والمظاهرات وإقامة الندوات التي خلقت وعياً لدى عدد من الطلاب في تلك المرحلة.
ندوات هامة
ولقد بذلت جهود حثيثة وطيبة في هذا الجانب وخاصة بعد قيام الوحدة المباركة وذلك بالاهتمام بالمناضلين وشهداء الثورة اليمنية واقيمت كثير من الندوات واللقاءات التي كرست للتوثيق وهذا يتطلب جهداً اكبر من قبل القيادة السياسية وايجاد مراكز خاصة بتوثيق ادبيات وتاريخ الثورة اليمنية وتفعيل مناقشات هناك حول الرسائل، وعن طريقها يتم اعطاء الجبهات ما تحتاج اليه من سلاح أو رجال أو توجيه، وذلك عند عودة حامل الرسالة الى المنطقة التي هو فيها، وهكذا يتم التنسيق بين الجبهات لضمان القيام بالعمل المسلح ضد الاحتلال في كل الجبهات.
شخصيات نسائية
نعم كان للمرأة دور كبير وعظيم في قيام ثورة 14 اكتوبر في جميع الجبهات، ومعروف دور المرأة في مثل هذه المواقف وخاصة في عدن كان دور المرأة عظيماً مثل نجوى مكاوي وفوزية محمد جعفر وعايدة يافعي وغيرهن ممن كان لهن نشاط فعال في المظاهرات وتوزيع المنشورات وغيرها من الاعمال الاجتماعية، والكفاح المسلح ايضاً.
كتابات ثورية
كتب الكثير عن ثورة 14 اكتوبر ولكن ليس بتجرد، وكان فيه نوع من عدم اعطاء الحق لكل من ناضل وخاصة بسبب وجود شبه خلاف بين الجبهات عوضاً عن الخلاف الذي كان بين الاجنحة في التنظيم نفسه أو غيره من التنظيمات الأخرى، فلذلك همشت كثير من الادوار لبعض الجبهات والتنظيمات وكل واحد يكتب عن نفسه ولا يكتب عن الآخرين، فمثلاً نقابة العمال كان لها دور كبير في الثورة وقامت بأعمال عظيمة الى جانب كل الجبهات الاخرى، وكذا الجبهة القومية كان لها دور، وجبهة ردفان وعدن والحبيلين وغيرها الكثير من الجبهات والتنظيمات والشخصيات التي كان لها دور كبير في قيام الثورة، ولكن الخلاف لم يعط لأحد ان يأخذ موقعه في التوثيق والذكر بل اصبح كل واحد يدين الآخر.
رديف أساسي
ان احداث ثورة «26سبتمبر» كانت هي رديف ثورة 14اكتوبر وفتحت الباب على مصراعيه فمثلاً المؤتمر العالمي في عدن فتح ابوابه للمتطوعين من عدن ونقلوا الى صنعاء وشاركوا في ثورة 26سبتمبر فاصبحت خلفية لثورة 14 اكتوبر ولو لم تكن موجودة لما قامت ثورة 14اكتوبر، وكما كانت عدن تؤوي الثوار الفارين من بطش الإمامة الكهنوتي في صنعاء كانت صنعاء ايضاً تؤوي المناضلين ضد الاحتلال، حتى انه بعد قيام ثورة 26 سبتمبر فتح لدينا مكتب في تعز كان يتم فيه التنسيق بين الجبهات لمقاومة الاحتلال، وكذا كان هناك معسكر في تعز للتدريب على الاسلحة، من اجل مقاومة الاحتلال، كما كان هناك مشاركة من ابناء عدن وردفان وكافة المناطق في مقاومة الاحتلال وكان هناك مشاركة من ابناء المناطق التي كانت ترزح تحت حكم الامامة الكهنوتي في قيام ثورة 14 اكتوبر ومنهم محمود عشيش وعبدالله الاشطل وغيرهم، فثورة 26سبتمبر و14 اكتوبر واحدة لايمكن لإحداهما إن تتحقق لو لم تتحقق الاخرى.
مواقف طريفة
هناك موقف ظريف حدث لنا في سجن «مربط» عندما اعتقلنا نحن والشهيد عوض احمد سعيد وعبدالعزيز عبدالله قباطي بسبب القاء قنبلة في التواهي على رتل بريطاني والذي كان قد القاها الشهيد عوض احمد سعيد.. فحدث انه اراد يوسف علي الجمال وفاروق مكاوي وآخرون ضرب المجلس التشريعي، وعندما لم يجدوا سيارة لتنفيذ العملية، قال فاروق مكاوي: لدى عبدالملك يافعي سيارة، فأخذها منه على أساس انه صديقه ويريد فاروق التجوال هو وخطيبته بها، فأرسل فاروق يوسف الجمال الى عبدالملك ليأخذ السيارة لأن عبدالملك لايعرف اسم يوسف ولم يره الا تلك اللحظة فقط، فأعطاها له دون ان يعرف اسمه فأخذها يوسف وفاروق مكاوي وحملا فيها الاسلحة، وكان يوسف الجمال يقول دائماً: والله ياجماعة لو يمسكوني ما اقدر اتحمل واعترف بكل شيء، فزاد خوفنا من يوسف لو يمسكونه ويفضح الكل، وفعلاً ضرب المجلس التشريعي في الساعة 12 ليلاً، وبالصدفة كان مسؤول الامن العربي في عدن فضل خليل قد شاهد القذيفة وهي تخرج وتخترق سقف المجلس، فأسرع بسيارته وشاهد الجماعة وهي تخفي الاسلحة في السيارة فأخذ رقمها، فبحثوا عن السيارة فوجدوا انها لعبد الملك اليافعي وكان الذي اخذها فاروق مكاوي عن طريق يوسف فاعتقل عبدالملك وفاروق وحقق معهما فانكر فاروق أخذ السيارة من عبدالملك اما عبدالملك فاصر على كلامه ان فاروق ارسل رجلاً لاخذ السيارة وبدأ يصف يوسف- ولكن الصدفة ان عبدالملك كان رساماً استطاع ان يرسم صورة تقريبية ليوسف وعرضت صور للسائقين وعبدالملك،وكاد ان يفضحنا لولا أننا وضحنا الامر لعبدالملك فانكر عدم تعرفه على الرجل الذي اخذ السيارة منه.. فلو قبض على يوسف لفضح أمرنا جميعاً.
العمل الوطني
انتقلت بعدها الى الاستاذ محمد سليمان ناصر حيث تحدث قائلاً:
مارسنا العمل الوطني ضمن القوى الوطنية ومدرسين، طبعاً كنا بعد ذلك من اعضاء الجبهة القومية بعد تشكيلها حتى اننا عينا بعد الاستقلال مديراً للاصلاح الزراعي في ابين ونلت مناصب في الاصلاح الزراعي في عدن حتى عينت وزيراً للزراعة لأكثر من 12-14 سنة.
ويعود محمد سليمان ناصر بذاكرته الى فترة الكفاح المسلح .. ويقول عند بدء العمل المسلح شاركنا في عدة جبهات ومنها جبهة فحمان التي كان الهدف منها تخفيف الضغط على جبهة ردفان وكانت تضم عدداً من ابناء المناطق مثل ابين والوضيع ومودية والعواذل من كل المناطق، وكان على رأس الجبهة الفقيد ناصر علوي السقاف وادار الجبهة بشكل جيد ولم يقتصر عمل جبهة فحمان على فحمان فقط ولكن كانت في الوضيع ولودر وغيرها من المناطق وتم اسقاط عدد من الطائرات، وتوالى على قيادة الجبهة محمد هيثم وتعاقب عليها عدد من الاخوة المناضلين وابدت الجبهة نضالاً مشهوداً وطبعاً العمل المسلح لم يكن مقتصراً على الجبهات فقط ولكن كان لأبناء المناطق دور في الكفاح المسلح وعن طريق تقديم الدعم والنفس، وكانت ايضاً الجبهات من ابناء المنطقة نفسها التي كانت تقوم في المنطقة بهذا الدور النضالي.
ضد الاستعمار
الجبهة القومية معروف انها قامت بثورة ضد الاستعمار وضد القوى الرجعية واستطاعت أن تقود الشارع اليمني في الجنوب في ذاك الوقت وحققت انتصارات كثيرة على الاستعمار وعلى القوى الرجعية تقريباً ونشأت هذه الجبهة وتأسست بعد اعلان الكفاح المسلح عام 63م وجندت مئات البنات في مختلف مناطق الجنوب من ردفان الى الضالع الى ابين الى عدن وكثير من المناطق.. طبعاً كانت هي الجبهة الرئيسية في النضال ضد الاستعمار وكثير من الاخوان المناضلين فيها مثل: الحاج ودور منظمة مناضلي الثورة اليمنية والاهتمام بالمناضلين وأسر الشهداء.. ومما لاشك فيه ان القيادة السياسية ممثلة بالاخ الرئيس علي عبدالله صالح قد بذل ولازال يبذل جهوداً في هذا الجانب وقد عبر عنه في اكثر من مناسبة في تنفيذ تلك التوجيهات الخاصة بتوثيق الثورة اليمنية.
دور آخر
بالطبع لقد كانت مشاركة المرأة في قيام ثورة 14 اكتوبر وبالذات في محافظة عدن حيث كان الوعي في عدن باعتبارها مستعمرة بريطانية سبق للمرأة الانخراط في التعليم واوجد قاعدة عريضة لنشاط المرأة وانخراطها في العمل النقابي والعمل السياسي ومشاركتها في العديد من العمليات ومقاومة الاستعمار بشتى الوسائل ولهذا توجد العديد من القيادات النسائية اللاتي لازلن على قيد الحياة وكانت مشاركة المرأة مشاركة ايجابية في رفد نشاط الجبهة القومية وبقية الحركات السياسية الأخرى والتي كان لها دور ايجابي في الكفاح المسلح ضد الاستعمار.
حركات تحرر
واختتمنا حديثنا مع الأخ حسين علي هيثم الذي حدثنا عن ثورة الرابع عشر من أكتوبر بقولهً:
طبعا قبل قيام ثورة 26 سبتمبر و 14 اكتوبر كانت اليمن ترزح تحت حكم الامامة والاستعمار البريطاني ومع بزوغ حركات التحرر وصل رأي الشعب الى مسلمات وطنية لايدعي مفكر أو حزب في انها نتاج من بنات افكاره لكن باعتبار الرأي الذي وصل اليه سواء مع المثقفين أو عامة الشعب ان الوضع الذي كان يعيشه شعبنا اليمني لايستجيب لمتطلبات الشعب ولا يستجيب لمتطلبات التطور، وكانت البذرة الاولى في انه لابد من ثورة لأن هناك حكماً امامياً واستعماراً ولابد من تطوير الواقع، طبعاً جرت محاولات عبر الوسائل السلمية سواءً مع الامامة أو الاستعمار ولكنها كانت تقمع فأوصل الرأي والمسلمات الوطنية لدى الشعب انه لايمكن تطوير او اخراج الشعب اليمني مما هو فيه الا عن طريق الكفاح المسلح، وقيام الثورة، فبدأت المنظمات السرية سواءً على مستوى الشمال والجنوب وكان الترابط فيما بينهم على اساس ان هذا الوضع لايتغير الا بالكفاح المسلح وقيام الثورة فقامت ثورة 26 سبتمبر وقام بها الاحرار وهذا ما لوحظ في اندفاع الشعب واحزابه وتنظيماته والتي كانت فعلاً مستقلة عن تنظيم الضباط الاحرار.
تهيئة للثورة
ولكن لنفس الغايات ونفس الاهداف اندفعوا للدفاع عن ثورة «26 سبتمبر» دفاعاً جمهورياً تهيأت الأرضية لقيام الكفاح المسلح ضد الاستعمار واما من سابق كانت محاولاتهم ولكن لم تكن هناك ارضية مساندة وعند قيام ثورة 26سبتمبر واشتقاق الاحداث مع بعض كانت هناك الارضية لانطلاق ثورة 14 اكتوبر كانت عدة تنظيمات موجودة بعضها كان ينادي بالكفاح السلمي وبعضها بالكفاح المسلح ولكن اذكر هناك تنظيمات منها الحركة القومية للعرب، التنظيم الناصري، حركة الضباط الاحرار، الحركة اليافعية، الجبهة الوطنية اتفقوا على اساس الكفاح المسلح وانطلقت اول شرارة من ردفان ثم بدأت الجبهات تتوالى بعد ردفان، الضالع، الجبهة الوسطى والتي كانت تضم سلطنة العواذل وباكازم هذه المنطقة الوسطى لم يكن هناك تواجد للمقرات البريطانية في مكيراس نتيجة انهم لايريدون ان تكون مواجهة مع معسكر بريطاني امام البيضاء وحاولوا تكوين فريق عمليات ليس في مقر الجبهة.. وجدت مقرات في المنطقة الوسطى (جبل فحمان) وكان قائدها في البداية (ناصر السقاف) مع الفقيد (محمد علي هيثم) والجماعة.. وناصر كان مسئولاً اول واستمر سنة ثم لظروف اخرى تولى قيادة المنطقة الفقيد محمد علي هيثم طبعاً كان هناك تواجد في الجبل وقيادة في الداخل تنظيم سري وبحيث ان الاخ محمد متولي التنظيم السري في المنطقة ساعد العمل في هذه الجبهة اظن الى سنة 1965م.
الجبهة القومية
فلما رأوا تواجداً بريطانياً وبدأوا على المؤسسات الحكومية التي في المنطقة تعطي ولاءها للثورة بما فيهم الضباط والجنود المتطوعون تحت ماكان يسمى بالحرس الاول والحرس الثاني قرر قطع الجبهة كموقع عسكري يعني معروف طبعاً اثناء السنتين هاتين كانوا يضربونهم بالطائرات وصلت تقريباً ثلاث طائرات واذكر قول الشاعر:
قومي انا ذي في الوديان ذي في الشعاب
يضرب بالطائرات في الجو مسرح ومرواح
وسقطوها من الشماخ رماة السلالي
سقطوها وسويناها قتالى وارداح
لكن كان لتنظيم الجبهة القومية دور فاعل طبعاً كان الى جانب الجبهة القومية تنظيم جبهة التحرير لكن لم يعلنوا جبهة لانهم كانوا يعملون في الداخل لأن الجبهة القومية اكتفت بأن يكلف التنظيم الذي في الداخل في تنفيذ المهمة، كثير من عناصر الجبهة التي كانت في الجبل تفرقت الى الجبهات الاخرى وخاصة عندما فتحت جبهة عدن منهم قادة معروفون مثل عبدالنبي وعباس وايضاً الاخوة الذين كانوا في عدن كانوا ضمن الجبهة القومية واعتقلوا وحوصروا داخل عدن وانتقلوا الى المنطقة الوسطى مثل علي الشيخ عمر، محمد عبدالله الهيثمي واحمد ناصر الخادم والقيادة التي كانت موجودة هناك مثل حسين الجابري محمد سليمان، سعيد محمد الفقري، محمد صلاح، ناصر السقاف، ناصر الكوني ومن القيادات العسكرية في المنطقة الوسطى انتقلت الى عدن والذين كانوا في جبهة عدن انتقلوا الى ردفان وكذلك المنطقة الوسطى لم يكونوا من ابناء المناطق الوسطى فقط ولكن من جميع المناطق ردفان، الضالع، تعز وغيرها.. كانت فعلاً حتى وان كانت هناك مهام دستورية إلا أنها كانت دفاعاً عن الثورة وكانت مقاومة للاستعمار البريطاني والسلاطين.. صح كانت مهام مختلفة ولكن الاداة كانت يمنية موحدة.. ترى ان في ناس من ابين كانوا في جبهات قتال ضد الملكيين ومن ردفان وانا اذكر من منطقتنا محمد عبدالله، محمد البدر الصالحي واستشهدا في الدفاع عن الثورة في مقاومة الاستعمار البريطاني وفي المحطات الشمالية ضد الإمامة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.