الإخواني أمجد خالد وعصابته.. 7 عمليات إرهابية تقود إلى الإعدام    وهن "المجلس" هو المعضلة    سفير مصري: حزب الله يستعد للحرب الشاملة مع إسرائيل هذه الأيام    جماهير الهلال في عيد... فريقها يُحقق إنجازًا تاريخيًا جديدًا!    انقلاب وشيك على الشرعية والرئاسي.. المجلس الانتقالي الجنوبي يتوعد بطرد الحكومة من عدن وإعلان الحكم الذاتي!    نقابة الصحفيين تستنكر الحكم الجائر بحق الصحفي أحمد ماهر وتطالب بإلغائه    في اليوم 235 لحرب الإبادة على غزة.. 36096 شهيدا و 81136 جريحا وعدة مجازر في رفح خلال 48 ساعة    "طوفان زارة"....جماعة إرهابية جديدة تثير الرعب جنوب اليمن و الأجهزة الأمنية تتدخل    فعلها في العام 2019...ناشطون بالانتقالي يدعون الزبيدي "لإعلان عودة الإدارة الذاتية"    انفجار عنيف يهز محافظة تعز والكشف عن سببه    سانشيز افضل مدرب في الليغا موسم 2023-2024    غوندوغان سيتولى شارة قيادة المانيا بلون العلم الوطني    لامين يامال افضل لاعب شاب في الليغا    دموع أم فتاة عدنية تجف بعد عامين: القبض على قاتل ابنتها!    برعاية السلطة المحلية.. ندوة نقاشية في تعز غدًا لمراجعة تاريخ الوحدة اليمنية واستشراف مستقبلها    منتدى حواري في مأرب يناقش غياب دور المرأة في العملية السياسية    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    غوتيريش يدين بشدة هجوم إسرائيل على مخيم للنازحين في رفح    بالإجماع... الموافقة على إقامة دورة الألعاب الأولمبية لفئة الشباب لدول غرب آسيا في العراق    ضربة معلم تكسر عظم جماعة الحوثي وتجعلها تصرخ وتستغيث بالسعودية    استمرار النشاط الإيصالي التكاملي الثاني ونزول فريق إشرافي لأبين لتفقد سير العمل للفرق الميدانية    خبر صادم: خروج ثلاث محطات كهرباء عن الخدمة في العاصمة عدن    الرئيس الزُبيدي: تدهور الأوضاع يحتّم على الانتقالي مراجعة قراراته    استشهاد طفل وإصابة والده بقصف حوثي شمالي الضالع    الهلال السعودي ينهي الموسم دون هزيمة وهبوط أبها والطائي بجانب الحزم    ارتفاع أسعار النفط وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم واجتماع أوبك+    تدشين مشروع توزيع "19"ماكينة خياطة على الأرامل في ردفان    مجلس الوزراء السعودي يجدد رفضه القاطع لمواصلة انتهاكات الاحتلال للقرارات الدولية    الحكومة اليمنية تبحث مع سويسرا استرداد عرشين أثريين    فلكي يمني يحدد موعد أول أيام عيد الأضحى المبارك وبداية أيام العشر    الوحدة التنفيذية : 4500 شخص نزحوا من منازلهم خلال الربع الأول من العام الجاري    الزُبيدي يؤكد على أهمية المخيمات الصيفية لخلق جيل مناهض للفكر الحوثي    بعد تجريف الوسط الأكاديمي.... انتزِعوا لنا الجامعات من بلعوم السلفيات    وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    العكفة.. زنوج المنزل    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوضع الصحي والبيئي بتعز يتطلب جهوداً لمجابهة الوباء
جراء جائحة حمى الضنك، أطباء يؤكدون:
نشر في الجمهورية يوم 16 - 11 - 2009

اجتاح مرض حمى الضنك مدينة تعز هذا العام بشكل لم يكن متوقعاً بعكس الأعوام السابقة التي كانت فيها الإصابات محدودة ، هذا العام أصيبت المدينة بفاجعة جعلت الجميع يعيش حالة خوف وترقب من عواقب هذا المرض العجيب وهذا ما جعل كثيراً من الأطباء يحذرون من العواقب الخطيرة إذا استمر الحال على ما هو عليه .
مشكلة كبيرة
الدكتور عبدالله حسن المهاجري طبيب أمراض باطنية يرى أن مشكلة مرض حمى الضنك مشكلة كبيرة جداً في محافظة تعز وقال:
للأسف يومياً نقابل حالات كثيرة ومرض حمى الضنك معروف أنه يكثر انتشاره في المناطق الاستوائية كونها مناطق تحوي المستنقعات والأمطار المستمرة, عالمياً أحياناً يصل عدد الإصابات إلى 100 مليون حالة، يموتون سنوياً بسبب مرض حمى الضنك عشرات آلاف على مستوى العالم, بالنسبة لنا هنا في اليمن فالمفروض أن يكون الوباء ليس بحجم الانتشار الذي حصل, بدليل انه خلال السنوات الماضية كان المرض ليس بحجم ما هو عليه في هذه السنة, فالملاحظ أنه خلال العام الماضي عندما قلت الأمطار كانت الإصابات قليلة وهذا يدل على أنه لا يوجد حل للمشكلة التي نعاني منها وخاصة في مدينة تعز والتي تتمثل في وجود احتقان للمياه, وأماكن احتقان المياه هي أهم الأماكن التي يتكاثر وينمو فيها البعوض الناقل للمرض وأشار إلى أن البعوض الناقل لمرض حمى الضنك يسمى علمياً الأيدس غير ناقل للملاريا إنه يتكاثر في المياه المكشوفة الراكدة والغريب ان هذا البعوض يلدغ المصاب نهارا, والمعروف عن الفيروس الناقل للملاريا يلدغ ليلاً بعكس الفيروس الناقل لحمى الضنك, وهذا يدل على أننا معرضون جميعاً للإصابة بالمرض في أوقات أعمالنا وأثناء تحركاتنا في النهار في الشوارع في أماكن الأعمال.
واستغرب الدكتور عبدالله المهاجري من انتشار المرض في مدينة تعز كونها من المدن التي تعاني من شحة المياه وقال:
الغريب في الأمر أنه في مدينة تعز المرض ينتشر بنسبة كبيرة جداً من الضرورة أن يتدارك الأمر.
وأضاف قائلاً: يجب العمل للحد من انتشار المرض والقضاء على البعوض وليس من الصعب ذلك فطريقة انتشار ونمو البعوض معروفة تتمثل في الأماكن التي توجد فيها مياه مكشوفة كالمستنقعات وهذا من السهل التخلص منه بالنظافة العامة وبإزالة المجاري والمستنقعات, ونصح الناس انه بالإمكان نمو البعوض في أماكن بسيطة في المنازل.
وقال: إن الحلول تتمثل أولاً في التوعية، يجب أن يعرف الناس أن البعوض قادر على النمو في أماكن بسيطة من تجمعات المياه.
وإزالة المستنقعات المائية التي توجد في الأماكن العامة أو تغطيتها في أوقات عدم الاستخدام.
ليس له علاج
وأشار أن مرض حمى الضنك عبارة عن التهاب فيروسي ليس له علاج مباشر وهذا ما يجب ان يعرفه الجميع ولا يوجد علاج على مستوى العالم.
وقال: إن سببه فيروس ينتشر عن طريق البعوض والشخص المصاب خلال ثلاثة أيام تكون الإصابة معدية لأن الطور الحاضن هو من يوم إلى ثلاثة أيام, والبعوض خلال أسبوعين من الإصابة يكون معدياً لأي شخص ويصبح معدياً طيلة حياته بمعنى أن البعوض يكون حاملاً للمرض وقادراً على نقل المرض للآخرين.
والغريب أنه زمان كان البعوض يتواجد في المستنقعات الكبيرة حالياً هناك دراسات أثبتت أنه ممكن أن يتواجد وينمو في الأماكن البسيطة والصغيرة لتجمعات المياه.
الخطورة في الطور النزفي
وعن للعلاجات التي يقررها الأطباء للمصابين بهذا المرض قال:
إنها عبارة عن مسكنات ومهدئات فقط ،وقال: ما هو موجود من علاجات عبارة عن علاجات داعمة فقط تصرف للمرضى لكي تحفظ أوضاعهم, وعندما يصل الأمر إلى نقص في الصفائح الدموية عندما يكون المرض في الطور النزفي الذي يمثل خطراً كبيراً وما بعده الطور الصدمي وهنا يكون المريض في حالة خطيرة جداً نسبة الوفاء تصل إلى %44 وهذه النسبة عالمية.
تحذير من استخدام الاسبرين
وحذر الدكتور المهاجري من استخدام دواء الاسبرين لعلاج مرضى حمى الضنك كونه من الأدوية التي تميع الدم وقال:
إن الاسبرين يمنع استخدامه لمرضى حمى الضنك لأن الأسبرين يجعل الدم أكثر سيولة ومن أهم وأشد أعراض المرض الدخول في الطور النزفي وهنا تكون المشكلة لذلك يمنع استخدام الاسبرين في مثل هذه الحالات وكذلك جميع العلاجات التي تؤدي إلى تمييع الدم بشكل عام, ويفضل استخدام العلاج البسيط مثل البارمول الباندول والكمادات.
ونصح المريض بحمى الضنك بتناول السوائل والفواكه الطازجة لان المريض إذا قلت السوائل عنده وضعفت مناعته هنا ستكون مشكلة كبيرة وقال: إن أهم الوسائل التي تحد من انتشار المرض وتقضي عليه تتمثل بالوقاية وتتمثل أولاً في الفهم الشخصي فالتوعية عملية رئيسية للوقاية من المرض, ثانياً دور مؤسسات المجتمع سواء البلديات والمجالس المحلية وغيرهما يجب أن يتعاون الجميع ويعمل من اجل إيجاد الحلول والوقاية من هذا المرض.
أطوار المرض
ونوه الدكتور المهاجري إلى أن لمرض حمى الضنك أطواراً ثلاثة هي الطور العادي وأعراضه عبارة عن الألم في العظام، سخونة، رشح جلدي وألم خلف العين ما يشبه الحمى, أحيانا يمر بشكل طبيعي يعرف المريض أن عنده حمى بسيطة ويتعافى منها ومثل هذه الحالات كثيرة وهي المنتشرة.
الطور الخطير: هو الطور الذي يسمى بحمى الضنك النزفية وهو الأخطر.
الطور الثالث: يشبه الصدمة وهو جزء من الطور النزفي ما يسمى بالصدمي حيث إن المريض يصل إلى الصدمة وهذا الطور الأخير والأخطر قد يؤدي إلى الموت.
إمكانية القضاء على المرض متوفرة
ويرى الدكتور المهاجري أن إمكانيات القضاء على هذا المرض متوفرة وقال:
إنها لن تكلف كثيراً القضية وعي وفهم وإسراع في العمل, وبالنسبة للإمكانيات الطبية التشخيصية للمرض قال: إنه بالنسبة للتشخيص في محافظة تعز ممكن ولكن في الأطوار البدائية للمرض أما في الأطوار الأخيرة للمرض يتطلب الأمر الحاجة إلى مكونات دم معينة مثل صفائح الدم ولا يوجد جهاز لفحص مكونات الدم , ومن المفترض بل من الواجب أن توجد مثل هذه الأجهزة في المستشفيات العامة على الأقل في مستشفى واحد لتقديم الفحص المجاني, وبالإمكان توفير مثل هذه الأجهزة لأن تكلفتها ليست كبيرة جداً.
وأضاف قائلاً: يجب ان يكون هناك عمل أساسي لكيفية القضاء على البعوض ليس لحمى الضنك فقط بل للقضاء على الملاريا وكل الأمراض التي يسببها البعوض.
دعوة عامة
واختتم الدكتور عبدالله حسن المهاجري حديثه بالقول: نصيحتي أولاً للجميع الاهتمام بالوقاية من هذا المرض وكل واحد يبدأ بنفسه وبمنزله فالنظافة تبدأ من المنزل وأمامه وما حوله ونضم رأينا إلى رأي الآخرين للتأثير بمن عندهم القرار للعمل من أجل القضاء على المرض.
وأكد على أهمية دور الصحافة وكل وسائل الإعلام في التوعية بالوقاية من المرض.
وقال: مطلوب اهتمام كبير وواسع وأرى أن يتم عمل ورشة موسعة في مدينة تعز يشارك فيها كل المعنيين من الجهات الحكومية والشعبية لمناقشة أوضاع المرض والخروج بالحلول حتى لا تتكرر المشكلة مرة أخرى.
الوضع الحالي عبارة عن اختبار للجميع يجب أن تتضافر الجهود من الدولة ومن مؤسسات المجتمع المدني وجميع فئات الشعب في حل هذه المشكلة ونتمنى أن يكون العام القادم أفضل من العام الحالي والأعوام السابقة.
مشكلة كبيرة
الدكتور زياد أحمد مرشد المدير الفني للمستشفى اليمني السويدي أيد كلام الدكتور المهاجري أن موضوع حمى الضنك في مدينة تعز مشكلة وقال: أنا كطبيب أرى بأن مرض منتشر حالياً هناك حالات مصابة كثيرة وبالنسبة للأطفال تأتي يومياً إلى المستشفى حالات كثيرة أغلبها لا ترقد في المستشفى حيث تتم معاينتها وإجراء الفحوصات اللازمة ومن ثم إعطاؤها العلاج المناسب وتختلف نسب الإصابات من حالة إلى أخرى من حيث نسبة الإصابة وخطورتها.
المياه المكشوفة سبب انتشار المرض
وأشار الدكتور زياد إلى أن حمى الضنك حمى فيروسية ينقلها ناموس من نوع معين من صفاته انه ينتشر في النهار وليس في الليل ويعيش وينمو في المياه المكشوفة الراكدة.
وقال في مدينة تعز كثير من المياه الراكدة مكشوفة سواء في أسطح المنازل أو داخلها ومعروف أن أبناء مدينة تعز يقومون بتخزين المياه لأيام وبعضهم لأشهر نتيجة عوامل معينة وأسباب يعرفها الجميع, فلا يوجد بيت في مدينة تعز لايخلو من أوان لتخزين المياه, وهذا أحد الأسباب الرئيسية لانتشار الفيروس الناقل لحمى الضنك في مدينة تعز.
طريقة المعالجة
وحول كيفية معالجتها قال: إنه في البداية يجب أن نعمل على القضاء على الناموس الذي ينقل المرض وأسبابه فإذا تم ذلك فسوف نقضي على مرض حمى الضنك.
والوقاية أمر ضروري ومن وسائل الوقاية القيام بتعقيم خزانات المياه ومواد التعقيم متوفرة ومن السهل الحصول عليها.
مرض غير معد
ونوه المدير الفني للمستشفى اليمني السويدي أن حمى الضنك عبارة عن ثلاثة أنواع وقال إنه من حسن الحظ أن حمى الضنك غير مميتة إلا إذا كان المصاب بحمى الضنك نازفاً هنا تكون نسبة الوفاة كبيرة.
بالتالي من حسن الحظ أن أغلب المصابين بحمى الضنك يعانون من حمى في المفاصل وارتفاع في درجة الحرارة وظهور الألم خلف العيون وصداع واسهلات و........الخ, ومرض حمى الضنك ليس معدياً مثله مثل الملاريا.
والتخلص من المرض يحتاج جهوداً مشتركة من جميع الجهات المعنية ونصيحتي ان تتم تغطية الأواني التي يتم فيها تخزين المياه.
الحقائق الرئيسية لحمى الضنك
التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن حمى الضنك من أنواع العدوى المنقولة بالبعوض وهي تتسبّب في مرض وخيم يشبه الإنفلونزا وتتسبّب، أحياناً، في حدوث مضاعفة قد تؤدي إلى الوفاة تُدعى حمى الضنك النزفية.
وقد شهدت معدلات وقوع حمى الضنك زيادة هائلة في العقود الأخيرة.
وأصبح خُمس سكان العالم معرّضين لمخاطر الإصابة بهذا المرض.
وتنتشر حمى الضنك في المناخات المدارية وشبه المدارية في شتى أنحاء العالم، وفي المناطق الحضرية وشبه الحضرية بالدرجة الأولى.
وأكدت أن حمى الضنك النزفية من أهمّ الأسباب الكامنة وراء إصابة الأطفال بحالات مرضية وخيمة ووفاتهم في بعض البلدان الآسيوية.
ولا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك، غير أنّ خدمات الرعاية الطبية المناسبة كفيلة، في غالب الأحيان، بإنقاذ أرواح المصابين بالنوع النزفي الوخيم.
السبيل الوحيد إلى توقي سراية فيروس حمى الضنك هو مكافحة البعوض الحامل للمرض.
قلق عالمي
وأوضحت التقارير أن حمى الضنك من أنواع العدوى المنقولة بالبعوض والتي أصبحت تشكّل، في العقود الأخيرة، قلقاً كبيراً من زاوية الصحة العمومية على الصعيد الدولي. وتنتشر حمى الضنك في المناخات المدارية وشبه المدارية في شتى أنحاء العالم، وفي المناطق الحضرية وشبه الحضرية بالدرجة الأولى.
وتم الكشف، لأوّل مرّة، عن حمى الضنك النزفية، وهي مضاعفة قد تؤدي إلى وفاة من يتعرّض لها، في الخمسينيات خلال أوبئة هذا المرض التي ألمّت بالفلبين وتايلند. أمّا اليوم فقد بات المرض منتشراً في معظم البلدان الآسيوية وأصبح من أهمّ أسباب دخول أطفال تلك البلدان إلى المستشفى ووفاتهم.
وتنجم حمى الضنك عن أربعة فيروسات منفصلة يوجد بينها ترابط وثيق. والشفاء من العدوى التي يسبّبها أحد تلك الفيروسات يوفّر مناعة ضدّ ذلك الفيروس تدوم مدى الحياة، غير أنّه لا يوفّر إلاّ حماية جزئية وعابرة ضدّ العدوى التي قد تظهر لاحقاً بسبب الفيروسات الثلاثة الأخرى. وهناك بيّنات دامغة على أنّ التعرّض لعدوى حمى الضنك بشكل متكرّر يزيد من خطر الإصابة بحمى الضنك النزفية.
عبء حمى الضنك العالمي
وذكرت التقارير أن معدلات وقوع حمى الضنك شهدت زيادة هائلة في شتى ربوع العالم في العقود الأخيرة, وأصبح 5ر2 مليار نسمة- خمس سكان العالم تقريباً- معرّضين لمخاطر الإصابة بهذا المرض. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية حالياً إلى احتمال وقوع 50 مليوناً من إصابات حمى الضنك كل عام في جميع أنحاء العالم.
وقد شهد عام 2007 م وحده وقوع 890000 حالة أُبلغ عنها في إقليم القارتين الأمريكيتين، علماً بأنّ 26000 حالة منها كانت من حالات حمى الضنك النزفية.
والجدير بالذكر أنّ المرض أصبح متوطناً في أكثر من 100 بلد في أفريقيا والأمريكتين وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، علماً بأنّ إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هما أشدّ الأقاليم تضرّراً من المرض. ولم تشهد إلاّ تسعة بلدان، قبل عام 1970م وقوع أوبئة حمى الضنك النزفية، وقد ارتفع ذلك العدد بأكثر من أربعة أضعاف بحلول عام 1995م.
وانتشار المرض في مناطق جديدة لا يرافقه ارتفاع في عدد الحالات فحسب، بل كذلك حدوث فاشيات مدمّرة حيث أبلغت فنزويلا في عام 2007م عن وقوع أكثر من 80000 حالة منها ما يزيد على 6000 حالة من حمى الضنك النزفية.
وخلال وقوع أوبئة حمى الضنك كثيراً ما تبلغ معدلات الإصابة بعدوى حمى الضنك بين أولئك الذين لم يتعرّضوا للفيروس من قبل %40 إلى %50، ولكنّها قد تبلغ %80 إلى %90 في بعض الأحيان.
ينبغي إحالة نحو 500000 من المصابين بحمى الضنك النزفية إلى المستشفيات كل عام، علماً بأنّ عدداً كبيراً من أولئك المرضى هم من الأطفال. والجدير بالملاحظة أنّ 5ر%2 من المصابين يقضون نحبهم في آخر المطاف.
يمكن أن تتجاوز معدلات إماتة حالات حمى الضنك النزفية %20 إذا لم يتلق المصابون العلاج المناسب. وتوسيع فرص الحصول على خدمات الرعاية الطبية من قبل العاملين الصحيين ممّن لهم دراية بذلك المرض- الأطباء والممرضين القادرين على التفطّن لأعراضه وعلاج آثاره- من الأمور التي تسهم في تخفض معدلات الوفيات إلى أقلّ من %1.
سراية المرض
تنتقل فيروسات حمى الضنك إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة من جنس الزاعجة تحمل تلك الفيروسات. ويكتسب البعوض الفيروس، عادة، عندما يمتصّ دم أحد المصابين بالعدوى. وبعد مرور فترة الحضانة التي تدوم 8 إلى 10 أيام يصبح الفيروس قادراً، أثناء لدغ الناس وامتصاص دمائهم، على نقل الفيروس طيلة حياته. وقد تنقل البعوضة الفيروس أيضاً إلى نسلها عن طريق المبيض (البيض)، غير أنّ الدور الذي يؤديه هذا النمط من أنماط سراية الفيروس في استمرار سراية العدوى من البعوض إلى البشر ما زال من الأمور التي لم تُحدّد بعد. . ويمثّل البشر الفئة الرئيسية التي تحمل الفيروس وتسهم في تكاثره، إذ تؤدي دور مصدر الفيروس بالنسبة للبعوض غير الحامل له. ويدور الفيروس في دم المصابين به طيلة يومين إلى سبعة أيام، وذلك يوافق، تقريباً، ظهور أعراض الحمى عليهم؛ وقد يكتسب البعوض من جنس الزاعجة الفيروس عندما يمتصّ دم أحد المصابين به خلال تلك الفترة. وقد بيّنت بعض الدراسات أنّ النسانيس تؤدي، في بعض المناطق من العالم، دوراً مماثلاً في سراية الفيروس.
خصائص المرض
حمى الضنك مرض وخيم يشبه الإنفلونزا ويصيب الرضّع وصغار الأطفال والبالغين، ولكنّه قلّما يؤدي إلى الوفاة.
وتختلف السمات السريرية لحمى الضنك وفق عمر المريض. فقد يُصاب الرضّع وصغار الأطفال بالحمى والطفح. أمّا الأطفال الأكبر سنّاً والبالغون فقد يُصابون بحمى خفيفة أو بالمرض الموهن المألوف الذي يظهر بشكل مفاجئ ويتسبّب في حمى شديدة وصداع حاد وألم وراء العينين وألم في العضل والمفاصل وطفح. . أمّا حمى الضنك النزفية فهي مضاعفة قد تؤدي إلى الوفاة ومن خصائصها الحمى الشديدة، مع تضخّم الكبد في كثير من الأحيان، وقصور دوراني في الحالات الوخيمة. ويبدأ المرض، في غالب الأحيان، بارتفاع مفاجئ في حرارة الجسم مصحوب ببيغ وجهي وغير ذلك من الأعراض المشابهة لأعراض الإنفلونزا. وتستمر الحمى، عادة، يومين إلى سبعة أيام ويمكنها بلوغ 41 درجة سلسيوز، مع احتمال ظهور حالات اختلاج ومضاعفات أخرى. . وفي الحالات المعتدلة تخفّ جميع العلامات والأعراض بعد اختفاء الحمى. أمّا في الحالات الوخيمة فإنّ حالة المريض قد تتدهور فجأة بعد تعرّضه للحمى بضعة أيام؛ ويُلاحظ هبوط في درجة حرارة الجسم تتبعه علامات القصور الدوراني ممّا قد يؤدي، بسرعة، إلى إصابة المريض بصدمة حرجة ووفاته في غضون 12 إلى 24 ساعة، أو إلى شفائه بسرعة بعد إعطائه العلاج الطبي الملائم.
العلاج
لا يوجد علاج محدّد ضدّ حمى الضنك ولهذا تمكّن خدمات الرعاية الطبية التي يقدمها الأطباء والممرضون من ذوي الخبرة في التفطّن لآثار مضاعفات حمى الضنك النزفية وتطوّرها من إنقاذ الأرواح في غالب الأحيان- فهي تمكّن من خفض معدلات الوفيات من نسبة تزيد عن %20 إلى أقلّ من %1 ومن الأمور الأساسية لعلاج المصابين بحمى الضنك النزفية الحفاظ على حجم الدم الذي يدور في أجسامهم.
التمنيع
لا يوجد بعد أيّ لقاح مرخّص لمكافحة حمى الضنك. واستحداث لقاحات ضدّ حمى الضنك (الأشكال الخفيفة والوخيمة من المرض على حد سواء) من الأمور الصعبة، ذلك أنّ أيّا من فيروسات حمى الضنك الأربعة قادر على إحداث المرض، وبالتالي يجب على اللقاح ضمان الحماية من كل الفيروسات الأربعة، وذلك يعني أنّه لا بد أن يكون رباعي التكافؤ. كما أنّ انعدام النماذج الحيوانية المناسبة ونقص المعلومات عن باثولوجيا المرض وأنواع الاستجابة المناعية المسؤولة عن الحماية من الأمور التي تزيد من صعوبة استحداث لقاح ضد هذا المرض وتقييم لقاحاته المرشّحة سريرياً. غير أنّ هناك تقدماً يُحرز في استحداث لقاحات قد تضمن الحماية ضد جميع الفيروسات الأربعة المسبّبة للمرض فقد تم المضي قدماً بلقاحين مرشّحين والوصول بهما إلى مرحلة التقييم في البلدان التي يتوطنها المرض، وهناك عدة لقاحات مرشّحة أخرى هي الآن في مراحل الاستحداث الأولى. وتسهم مبادرة منظمة الصحة العالمية لبحوث اللقاحات في دعم استحداث لقاحات حمى الضنك وتقييمها من خلال توفير ما يلزم من مشورة تقنية وتوجيهات، مثل قياس المناعة التي تتيحها اللقاحات واختبار اللقاحات في الأماكن التي يتوطنها المرض.
توقي المرض ومكافحته
تتمثّل الوسيلة الوحيدة لمكافحة أو توقي سراية فيروس حمى الضنك، حالياً، في مكافحة البعوض الحامل للمرض.
وفي آسيا والقارتين الأمريكيتين تتكاثر الزاعجة المصرية، أساساً، في الحاويات الاصطناعية، مثل الأوعية الفخارية والبراميل المعدنية والصهاريج الإسمنتية التي تُستخدم لتخزين المياه في البيوت، فضلاً عن الأكياس البلاستيكية التي تحتوي على الفضلات الغذائية وأُطر العجلات المُستعملة وغيرها من المواد التي تحتفظ بمياه الأمطار. كما يتكاثر البعوض، على نطاق واسع في أفريقيا، في الموائل الطبيعية مثل ثقوب الأشجار والأوراق المتداخلة على شكل “أكواب” تتراكم فيها المياه.
وقد شهدت الأعوام الأخيرة استقرار الزاعجة المنقّطة بالأبيض، وهي نوع آخر من أنواع البعوض الحامل لحمى الضنك في آسيا، في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة بلدان من بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وبعض المناطق من أفريقيا وأوروبا. ويُعزى انتشار هذا النوع بسرعة إلى حد كبير، إلى المتاجرة بأُطر العجلات المُستعملة على الصعيد الدولي، علماً بأنّ تلك الأُطر تمثّل أحد موائل تكاثر البعوض.
وتجري مكافحة النواقل باستخدام أساليب الإدارة البيئية وأساليب كيميائية. ومن الأساليب التي تشجّع البرامج المجتمعية على اتّباعها التخلّص من النفايات الصلبة بطرق مناسبة وتحسين ممارسات تخزين المياه، بما في ذلك تغطية الحاويات للحيلولة دون إلقاء البعوض ببيضه فيها.
وتسهم عملية رشّ مبيدات الحشرات المناسبة في موائل اليرقات، لا سيما الموائل المفيدة بالنسبة لسكان البيت، مثل أواني تخزين المياه، في الوقاية من تكاثر البعوض لعدة أسابيع، ولكن يجب تكرار هذه العملية بشكل دوري. وقد تم أيضاً استخدام بعض آكلات البعوض من السمكات الصغيرة ومجدافيات الأرجل (نوع من القشريات) بنجاح نسبي.
ويمكن، خلال الفاشيات، أن تشمل التدابير الطارئة لمكافحة النواقل رشّ مبيدات الحشرات على نطاق واسع باستخدام أجهزة محمولة أو موضوعة على شاحنات أو حتى على طائرات. غير أنّ الآثار مؤقتة ومتباينة الفعالية لأنّ قطيرات الضبائب المُستخدمة قد لا تتمكّن من الدخول إلى المباني وبلوغ الموائل الصغيرة التي تحتجز البعوض البالغ، كما أنّ العملية مكلّفة وصعبة من الناحية العملية. ولاختيار مبيدات الحشرات المناسبة لا بد من العمل، بانتظام، على رصد تأثّر النواقل من المبيدات المُستخدمة على نطاق واسع. كما يجب، إلى جانب جهود المكافحة، رصد أسراب البعوض الطبيعية وترصدها بغرض تحديد فعالية البرامج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.