قراءنا الأعزاء هانحن نتواصل معكم من جديد عبر هذه الاطلالة الأسبوعية من محطات وذكريات لنتعرف معاً على عطاءات أولئك النجوم من فرسان الزمن الجميل في ملاعبنا المستطيلة أولئك النجوم الذين ستظل عطاءاتهم الكروية محفورة في ذاكرة ووجدان الجماهير الرياضية على امتداد الوطن الحبيب.. ومن ضمن أولئك النجوم نجم هذه الاطلالة النجم الصقراوي الأروع عبدالله محمد مهدي والذي نال قدراً كبيراً من الشهرة والنجومية منذ الأسابيع الأولى لالتحاقه ضمن الكتيبة الصقراوية في الموسم الرياضي 79-80 م وهي الفترة الذهبية للصقور الذين طالما حلقوا وحلق معهم الشبل المبدع عبدالله مهدي في سماوات الابداع والتألق يوم أن كان التنافس الكروي في أوج عنفوانه إبان تلك الفترة الحافلة بعديد من نجوم كرة القدم ليس في ناديه الصقر فحسب بل في كل أندية المحافظة«صقر أهلي طليعة صحة» إضافة إلى بعض أندية الوطن الحبيب مثل الأهلي والوحدة والشعب في صنعاء والجيل والأهلي من الحديدة وعنيد اللواء الأخضر شعب إب. وعبدالله مهدي الذي التحق في نادي الصقر وهو في سن مبكرة تميز باخلاصه الجم لناديه وعشقه الكبير لساحرته المستديرة كرة القدم وقد أثمر ذلك العشق الجميل عن انطلاقته الملحوظة بعد أن ثبت قدميه في ملاعب كرة قدم بسرعة فائقة ومذهلة وسط كوكبة متلألئة من أبرز نجوم الفريق إبان تلك المرحلة أمثال المايسترو أحمد ناصر الحوصلي والذي يكن له ابن مهدي وإلى اليوم مع النجوم الآخرين كل الود والتقدير ولهذا وذاك لم تدم طويلاً فترة بقائه في صفوف الناشئين حيث تدرج وانتقل بطريقة مدهشة خلال الموسم الأول لانخراطه في ناديه الصقر من الناشئين إلى الشباب إلى لاعب بديل مع الفريق الأول ومثل هكذا انتقال لايحدث كثيراً بل هو نادر الحدوث. وبرغم أن نجمنا الرائع عبدالله مهدي كان يلعب كظهير منذ بداياته الأولى مع الصقور إلا أنه كان يمتلك حاسة تهديفية مميزة وقد تبين ذلك بجلاء في كثير من المواجهات الكروية لفريقه وأهمها بل أبرزها على الاطلاق خلال تلك المواجهة التي جمعت فريقه الصقر على ملعب الكبسي بإب أمام الشعب الإبي فبعد أن كادت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة والنتيجة 3/3 لكلا الفريقين جاء بن مهدي بهدف الفوز عبر كرة ثانية في الثواني الأخيرة من اللقاء كما أن له مشاركات خالدة مع فريقه الصقراوي أهمها تلك المشاركة في المواجهات السداسية التي أقيمت في العاصمة صنعاء حيث كان ابن مهدي بالاضافة إلى أحمد ناصر ومنيف وعلي هزاع ومحمد قاسم حزام أبرز نجومها اضافة إلى نجمي الجيل عبده راشد والبنا ويومها احتل صقر تعز المركز الأول. ومن ضمن أهم المواجهات الكروية لإبن مهدي تلك المواجهة التي خاضها مع فريقه الصقر أمام أهلي صنعاء خلال الموسم الرياضي 84-85 م والتي شهدت أول مشاركة لزميله النجم عبدالواحد عتيق وقد أسفرت النتيجة عن فوز الصقر 2/1 حيث أحرز للصقر توفيق عبدالمجيد وعبدالرحمن حمود العديني وجاء لقاء العودة في تعز لمصلحة الصقر 3/2 ويومها أحرز خالد محمد علي هدفين . ومن أجمل مبارياته مع الصقر تلك المباراة التي لعبها الفريق أمام شعب صنعاء في تعز وقد آلت نتيجتها لصالح الصقر 2/1 ويومها تولى لاعب الصقر أحمد ناصر مهام التدريب وأحمد ناصر هو اللاعب الذي يشعر نجمنا عبدالله مهدي بالأمان حين يلعب بجانبه.. ومن المواقف المحرجة والطريفة التي حصلت لنجمنا الرائع ابن مهدي ذلك الموقف الذي أجبره على المكوث في البيت خلال مباريات تجريبية أجراها الصقر في الحديدة بعد أن أحس نجمنا بعدم التوفيق في واحدة من تلك المباريات إلا أن مدرب الفريق حينها الكابتن عبدالعزيز مجذور جاءه إلى البيت وأقنعه بضرورة العودة للمشاركة مع باقي زملائه ولو لم يكن المدرب مقتنعاً بقدراته فإنه لم يأت إلى البيت لاقناعه بالعودة، ولأنه كان يعشق التسديد على المرمى فقد اتفق مع زميله حارس الصقر منصور الزكي على تفصيل وصناعة مرمى والذهاب به يومياً إلى ملعب حذران حيث كان ابن مهدي يسدد على المرمى لفترات طويلة. أما بالنسبة لأطرف موقف رياضي مر به نجمنا الصقراوي فهو ذلك الموقف الذي تشقلب فيه مع مهاجم أهلي الحديدة آنذاك الهداف خالد الناظري فحينما وقعا معاً على أرضية الملعب وجد نفسه ينهال بالضرب واللكم على فخذ الناظري .. هذا وكان ابن مهدي قد أسهم مع بعض النجوم أمثال عيدروس الأهلي وفيصل وعلي أسعد من الطليعة وعبدالله عبده سعيد من الصقر في حصول فريق اللواء 33 مدرع على مركز الوصيف. أما النجوم الذين يفضلهم فهم: مطهر ثابت عبدالعظيم القدسي عبدالعزيز القاضي عبدالعزيز طه وشقيقه محمد من أهلي تعز ووليد راجح والطمشة من الصحة ومن الطليعة فيصل أسعد ونوفل أمين وفي العام 88م تعرض نجمنا ابن مهدي للاصابة بزوائد عظمية تناول على إثرها بعض المسكنات بوصفة طبية خاطئة مما جعل آلامه تتضاعف وتزداد حدة.. ولم تنتهِ تلك الآلام التي حرمته من مواصلة عطاءاته الكروية إلا بعد خضوعه لعملية جراحية في القاهرة وكانت هذه المحطة بداية العزوف عن الملاعب المستطيلة لنجمنا الصقراوي عبدالله مهدي الذي أعطى للصقر دون حدود.
