وزير الإعلام: مليشيا الحوثي تواصل استغلال مأساة المخفيين قسراً للمزايدة السياسية    إثارة الخلافات وتعميق الصراع.. كيف تعمل مليشيا الحوثي على تفتيت القبيلة اليمنية؟    انعقاد جلسة مباحثات يمنية - صينية لبحث مجالات التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها    سد مارب يبتلع طفلًا في عمر الزهور .. بعد أسابيع من مصرع فتاة بالطريقة ذاتها    الاحتلال يكثف قصف رفح والمقاومة تخوض معارك بعدة محاور    غرامة 50 ألف ريال والترحيل.. الأمن العام السعودي يحذر الوافدين من هذا الفعل    ''بيارة'' تبتلع سيارتين في صنعاء .. ونجاة عدد من المواطنين من موت محقق    هل رضخت الشرعية؟ تفاهمات شفوية تنهي أزمة ''طيران اليمنية'' وبدء تسيير رحلات الحجاج عبر مطار صنعاء    إرسال قوة بريطانية ضخمة لمواجهة الحوثيين في البحر الأحمر    انطلاق أولى رحلات الحج عبر مطار صنعاء.. والإعلان عن طريقة الحصول على تذاكر السفر    شاهد .. وزير الزراعة الحوثي يعترف بمجلس النواب بإدخال الحوثيين للمبيدات الإسرائيلية المحظورة (فيديو)    استعدادات الأمة الإسلامية للعشر الأوائل من ذي الحجة وفضل الأعمال فيها    بن مبارك في دبي للنزهة والتسوق والمشاركة في ندوة إعلامية فقط    باصات كثيرة في منتدى الأحلام    احترموا القضاء والقضاة    أكاديمي سعودي: التطبيع المجاني ل7 دول عربية مع إسرائيل جعلها تتفرعن    الإعلان عن تسعيرة جديدة للبنزين في عدن(السعر الجديد)    برشلونة تودع تشافي: أسطورةٌ تبحث عن تحديات جديدة وآفاقٍ أوسع    الحوثيون يعتدون على مصلى العيد في إب ويحولونه لمنزل لأحد أقاربهم    إنجاز غير مسبوق في كرة القدم.. رونالدو لاعب النصر يحطم رقما قياسيا في الدوري السعودي (فيديو)    بوخوم يقلب الطاولة على دوسلدورف ويضمن مكانه في البوندسليغا    خمسة ملايين ريال ولم ترَ النور: قصة معلمة يمنية في سجون الحوثيين    العكفة.. زنوج المنزل    الاستخبارات الإسرائيلية تُؤهّل جنودًا لفهم اللهجتين اليمنية والعراقية    سقوط صنعاء ونهاية وشيكة للحوثيين وتُفجر تمرد داخلي في صفوف الحوثيين    استشهاد جندي مصري في الحدود مع غزة والقاهرة تحذر من المساس بأمنها    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الوزير الزعوري يلتقي رئيس هيئة التدريب والتأهيل بالإنتقالي ورئيس الإتحاد الزراعي الجنوبي    المنتخب الوطني للشباب يختار قائمة جديدة من 28 لاعبا استعدادا لبطولة غرب آسيا    استقرار أسعار النفط مع ترقب الأسواق لاجتماع مجموعة "أوبك بلس"    تدشين دورة إدارة البحوث والتطوير لموظفي وموظفات «كاك بنك»    8200 يمني سيغادرن من مطار صنعاء الى الأرضي السعودية فجر غدا الثلاثاء أقرأ السبب    معالي وزير الصحة يُشارك في الدورة ال60 لمؤتمر وزراء الصحة العرب بجنيف    مغادرة أول دفعة من الحجاج جواً عبر مطار عدن الدولي    ''زيارة إلى اليمن'': بوحٌ سينمائي مطلوب    نجم جيرونا يقهر ليفاندوفسكي وبيلينجهام    محرقة الخيام.. عشرات الشهداء والجرحى بمجزرة مروعة للاحتلال في رفح    شيفرة دافنشي.. الفلسفة، الفكر، التاريخ    40 دعاء للزوج بالسعادة.. ردديه ضمن أدعية يوم عرفة المرتقب    سلطان العرادة وشركة غاز صافر يعرقلون أكبر مشروع لخزن الغاز في ساحل حضرموت    رئيس الوزراء بن مبارك يغادر عدن هربا من مواجهة الأزمات التي عجز عن حلها    الجزء الثاني من فضيحة الدولار أبو 250 ريال يمني للصوص الشرعية اليمنية    شاهد: صورة تجمع سالم الدوسري بأولاده.. وزوجته تكشف عن أسمائهم    شاهد: فضيحة فيسبوك تهزّ منزل يمني: زوجة تكتشف زواج زوجها سراً عبر المنصة!    مارب.. افتتاح مدرسة طاووس بن كيسان بدعم كويتي    دعم سعودي جديد لليمن ب9.5 مليون دولار    - 45أعلاميا وصحفيا يعقدون شراكة مع مصلحة الجمارك ليكشفون للشعب الحقيقة ؟كأول مبادرة تنفرد بها من بين المؤسسات الحكومية منذ2015 فماذا قال مرغم ورئيس التحرير؟ اقرا التفاصيل ؟    برشلونة يختتم موسمه بالفوز امام اشبيلية    قيادة «كاك بنك» تعزي في وفاة والدة وزير العدل القاضي بدر العارضة    الثاني خلال أسبوع.. وفاة مواطن نتيجة خطأ طبي خلال عملية جراحية في أحد مستشفيات إب    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    الذهب يتجه صوب أكبر خسارة أسبوعية في أكثر من خمسة أشهر    عالم يمني يبهر العالم و يكشف عن أول نظام لزراعة الرأس - فيديو    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    ما بين تهامة وحضرموت ومسمى الساحل الغربي والشرقي    وهم القوة وسراب البقاء    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    اليونسكو تزور مدينة تريم ومؤسسة الرناد تستضيفهم في جولة تاريخية وثقافية مثمرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكاديميون في جامعة إب:حقيقة المشكلة عند الحوثيين تكمن في انحرافهم الفكري
وصفوا التمرد الحوثي بأنه مشروع سرطاني آن الأوان لاستئصاله
نشر في الجمهورية يوم 27 - 12 - 2009

تثير كلمة التمرّد تصوّراً سلبياً لدى السامع عند إطلاقها، فهي تعني عند المتلقي العصيان والرفض السلبي دائماً، والتمرد بمعناه الإسلامي المرفوض: هو عبارة عن الخروج على السلطة والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة، أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به، فليس التمرد هو مجرد الرفض، وعدم الانصياع لما ألفه الناس،
وهو ما يمكن ملامسته بوضوح في تمردالمدعو الحوثي ضد النظام الجمهوري، وهو التمرد الذي باتت آثاره السلبية على الأمن والاستقرار والتنمية في الوطن اليمني واضحة وجلية.
مصاصو الدماء
.. يقول الأستاذ الدكتور عبدالعزيز محمد الشعيبي رئيس جامعة إب:
نعيش اليوم لحظات فاصلة في تاريخنا الحديث للتفريق بين الحق والباطل، وبين النور والظلام، وبين الخير والشر. إن أولئك الذين اعتادوا دائماً أن يقتاتوا على دماء الناس وعذابات المواطنين من أجل تضخيم ذواتهم وشهواتهم وأغراضهم القذرة، يعودون اليوم بأساليب متخفية ومتغيرة وبأفكار مريضة لم يعتد عليها شعبنا في تاريخه قديماً وحديثاً. إن ما نراه اليوم يمثل تساقطاً شاذاً عن كل القيم الأخلاقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
إن أولئك المرضى الذين لم يستطيعوا أن يعيشوا في ظل الظروف المعاصرة لأنهم اعتادوا البطش والنهب والتبعية للآخرين، فعندما أتت المتغيرات الجديدة وأصبح الناس يعيشون في عصر السماوات المفتوحة والفضائيات والديمقراطية، لم يتقبل المرضى ذلك الأمر فأرادوا إعادة التاريخ إلى العهود التي أذلوا فيها الشعب اليمني، وفرضوا عليه طوقاً كبيراً من العُزلة، وعانى منهم كثيراً سواءً في ظل الحكم الإمامي أو الاستعباد البريطاني.
شرذمة الفشل
.. وأضاف الشعيبي مؤكداً فشل البغاة في إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء قائلاً:
هذه الشرذمة الباقية ما زالت تعتقد أن الاستعمار مازال باقياً، ولم تستوعب انتصار الثورة وأبنائها في كل الوطن، ولا أولئك الذين يظنون كما ظن من قبلهم أن الإمامة لم تمت ولم تنته، ولكن رفعت أو عُرج بها إلى السماء!!، غير أن هؤلاء فاشلون مدحورون في ظل هذا الوعي والقوة التي يمتلكها جيل الثورة، فالثورة اليوم أقوى ما تكون في أي وقت مضى بفكر واع ومسؤولية حقيقية لكل أبناء الشعب اليمني الذي لم يعد يقبل بأي حال من الأحوال العودة إلى ذلك الماضي مهما كانت الظروف ومهما كانت التضحيات. إن الجيل الجديد بوعيه وبما يمتلكه من معرفة لن يسمح بعودة الظلم والاستعباد وسيصون كافة مكتسبات الثورة وسيظل اليمانيون حاملي راية الحضارة كما حملوها من قبل.
أبعاد المشروع التآمري
الأستاذ الدكتور مصعب حسون الراوي الأستاذ بقسم اللغة العربية بالجامعةعرض للمخاطر التي تهدد المجتمع اليمني في ظل المسعى المحموم للتآمر على الوحدة فقال:
نحن اليوم إزاء أحداث جسام ووقائع خطيرة تهدد اليمن في أمنه واستقراره وحياة أبنائه وفي وقائع التاريخ الكثير من الوقائع التي تعيننا على تصور مديات الخطر الداهم، كما تقودنا إلى تلمس الوسائل الكفيلة بمواجهة هذا الخطر، غير أنه يكون من المناسب قبل الدخول في تفاصيل الدرس التاريخي أن نقف على طبيعة المخاطر التي تهدد اليمن وأبعاد المشروع التآمري عليه، إذ يمكن تحديد الآتي: 1 التآمر على الدور القيادي التاريخي للرئيس علي عبدالله صالح بوصفه رائد المشروع الوحدوي المعاصر لليمن وقائد مسيرته. 2 استهداف الوحدة السياسية والجغرافية لليمن بدعوات انفصالية مختلفة. 3 محاولة إثارة الاحتراب الطائفي والمذهبي لتحقيق التمزق في المجتمع اليمني استكمالاً لهدف تفتيت الوحدة اليمنية.
مشاريع التفتيت
ويضيف الدكتور الراوي قائلاً:
هل من شريف عاقل باليمن يرتضي لوطنه وشعبه ولأهله هذا المآل الخطير؟ أترك الجواب لكم قولاً وعملاً، ولكني أقول لكم بصدق المحب لأهله احذروا الكارثة وتجنبوا الدمار، وإن طريق إجهاض المؤامرة بل والانتصار عليها يبدأ أولاً من أخذ العظة من الدرس العراقي وتذكر آثاره المدمرة والتحذير منها ولهذا أقول لكم بروح المحبة هذه: خافوا على وطنكم، خافوا على أنفسكم، احفظوا أمنكم، احفظوا وحدة وطنكم وشعبكم، تمسكوا بقيادتكم، دافعوا عن وجودكم ومستقبلكم، ولا تستمعوا لأصوات الغربان تنعق بالشر ولا تلتفتوا إلى من يقدم لكم العسل مخلوطاً بالسم فالخطر الداهم رهيب ومرعب..إنها قضية حياة أو موت، اتعظوا وقاوموا أعداء الوحدة. قاتلوا الطائفية والتعصب المناطقي وكل أشكال الدعوة إلى التشرذم والانفصال وكل من يعادي الوحدة او يتآمر عليها وعلى قائدها. وليكن شعار الجميع في مواقع العمل والدراسة في مسرح القتال والبناء «وحدة اليمن ضرورة حياة كريمة لليمنيين وعنوان بقائهم ورمز ازدهارهم وطريق نهضتهم وتقدمهم». حفظ الله اليمن أرضاً وشعباً وقيادةً.
الدور الإيراني
.. الأستاذ الدكتور مظفر محمد الأدهمي أستاذ التاريخ الحديث تحدث عن المخطط الإيراني للسيطرة على المنطقة العربية حيث قال:
هناك لقاء مباشر بين المخططين بالرغم من كل التناقضات التي تظهر بين الطرفين الممثلين بالشيطان الأكبر والشيطان الأصغر، فالطرفان ينتهيان بمخططيهما إلى تفتيت المنطقة للسيطرة عليها وإلا لو كانت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني على عداء مع إيران، وكان النظام الإيراني ضد الكيان الصهيوني لماذا تسلم السلطة في العراق لإيران من قبل الأمريكان والصهاينة؟ ولماذا أصبحت الأحزاب الإيرانية التي نشأت في إيران هي السلطة الحاكمة في العراق الآن؟
روابط التمرد بالمخطط الإيراني
.. وأشار الأدهمي إلى روابط التمرد الحوثي بالمخطط الإيراني بقوله:
هذا التوجه الإيراني ما علاقته بالتمرد الحوثي؟ هنا يأتي السؤال..يطرح الإيرانيون شعاراً اسمه الهلال الشيعي وبالأصح الهلال الإيراني وهو الهلال الذي يريدون تثبيته باسم الإسلام. وهذا الهلال الإيراني قلبه إيران ويمتد عبر العراق إلى بلاد الشام ولبنان في طرفه الشمالي وفي طرفه الجنوبي يمتد عبر الخليج إلى اليمن وطرفه الحوثيون وهنا تأتي العلاقة الفكرية والعقائدية بين الحوثيين وبين الإيرانيين. وكذلك نظرية ولاية الفقيه التي طرحها الإيرانيون قد أصبحت جزءاً من عقيدة مؤسس الحركة الحوثية حسين بدرالدين الحوثي فقد كان متأثراً ومُحباً لمنهج الخميني..منهج ولاية الفقيه، المنهج الذي أساسه تحقيق السيطرة الإيرانية الفارسية على الوطن العربي من خلال الهلال الشيعي المزعوم فقام الحوثي بنشر مبدأ ولاية الفقيه بين مريديه في صعدة وجعل منه منهجاً تحريضياً ضد الثورة خدمة لإيران وللكيان الصهيوني بعد أن فعلوا ما فعلوا بالعراق، وعليه فإن انتماء الحوثي للخميني والتقليد لأفكاره يمثل استيراداً من قبل هؤلاء إلى اليمن، وفي نفس الوقت يمثل تصديراً لما يُسمى بالثورة الخمينية، وبذلك يكون له لقاء متقارب. كما أن الحوثية تتبع الأساليب ذاتها التي تتبعها التنظيمات الطائفية المدعومة من إيران، كجيش المهدي في العراق عامي 2005و2006، ومنظمة بدر، وهي أساليب التدمير التي تمثل عقيدة أساسية لها، فهؤلاء يعتقدون أن المهدي المنتظر لن يظهر إلا عندما تسوء الأحوال وتدمر البلاد، ولذلك هم يتبعون الأساليب الغوغائية في التدمير والقتل والاضطهاد وقتل النساء والأطفال..الخ، وبالتالي فالتمرد الحوثي هو امتداد للمخطط الإيراني والهلال الإيراني .
واحدية المخطط الإجرامي
وأضاف الدكتور الأدهمي قائلاً:
لهذا لابد من الحفاظ على اليمن ووحدته، ومقاومة هذه العقائد الخطيرة التي تريد تفتيت الأمة العربية والإسلامية، وعلينا أن لا نكرر الأخطاء، ففخامة الرئيس علي عبدالله صالح دائماً يقول لكم: لا تجعلوا اليمن مثل العراق والصومال، وهذا يعني أن المخطط واحد والهدف واحد وما علينا إلا أن نتمسك بوحدتنا وبقيادتنا وأن نقاتل حتى نقضي على هؤلاء العملاء الذين يلتقون مع إيران والصهيونية.
نظام المبادئ الفوضوية
.. الدكتور عارف محمد الرعوي نائب عميد كلية الآداب تحدث عن الخطر الإمامي فقال:
اليمن كما تعرفون كانت من الدول العريقة في التاريخ، وكانت ذات حضارات قديمة أشعت إلى العالم وآثارها موجودة إلى يومنا الحاضر، واليمنيون نشروا الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، غير أن اليمن منذ وصول الإمامة إليها في نهاية القرن الثالث الهجري شهدت مراحل كثيرة من الاضطراب طوال هذه الفترة إلى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر..لأن نظام الإمامة..نظام ذي مبادئ يعتمد أساساً على الفوضى والاضطراب والتصادم والصراع، ففي نظام الإمامة يتم حصر الولاية في البطنين، غير أن الأكثر خطورة يتمثل في المبدأ القائم على أن من يرى في نفسه الأحقية يخرج شاهراً سيفه، فهؤلاء الذين تولوا الإمامة هم من أبناء البطنين الموجودين أو الذين أتوا إلى اليمن منذ مجيء الهادي يحيى بن الحسين وحتى قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر.
خطر التمرد الإمامي
.. وأشار الرعوي إلى خطورة التمرد الذي يستمد أسسه من النظام الإمامي البائد فقال:
إن مبدأ الخروج القائم على أن من يرى في نفسه الأحقية بالإمامة يخرج شاهراً سيفه، قد خلق الفوضى في اليمن ففي فترة من فترات التاريخ كان هناك خمسة وعشرون إماماً في وقت واحد، وكانوا يبيعون الإمامة بخمس مئة ريال فيستلم أحدهم المبلغ ويتنازل عن الإمامة للدافع. وهذا المبدأ أدى إلى تجزئة اليمن. والمتمردون يريدون إعادتنا إلى العهود السابقة التي صنعت تخلف اليمن من خلال ممارسات حكامها الإماميين، فلا يمكن أن يتقدم شعب إلا في ظل الأمن والاستقرار، وهو ما افتقده شعبنا في فترة الصراع الإمامي الذي شرع له مبدأ الخروج وهو كغيره من المبادئ الإمامية، مفاهيم مغلوطة ولا تمت للإسلام بصلة، وفي المقابل فإن النظام الجمهوري الديمقراطي الذي نسير اليوم على نهجه هو الأفضل للشعب اليمني، وبالعين المجردة سنلاحظ أن المنجزات التي تحققت خلال الفترة الماضية في فترة الاستقرار والهدوء تؤكد أهمية الاستقرار لتحقيق التنمية في الوطن.
الشعار الكاذب
.. الدكتور محمد أحمد عبدالله الزهيري رئيس قسم اللغة العربية تحدث عن تهافت الشعار فقال:
الشعار لأي أمة أو شعب أو دولة أو حزب أو دعوة أو جماعة أو نشاط هو اللافتة الواقعية العريضة التي يتفق عليها جميع المشاركين والمؤمنين والمقتنعين فيسعون إلى تحقيقه والوصول إليه ورفعه. والمتأمل في الشعار الذي رفعته الثورة الخمينية «الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل» يجد أنه شعار متهافت غريب يعكس حالة الانحراف والشذوذ والوهم والنفاق والكذب الذي يعيشه دين الروافض الإثني عشرية وأنه دين يتستر بالإسلام لحرب الإسلام وحرف المسلمين عن دينهم وعقيدتهم وعباداتهم وشريعتهم وأخلاقهم وأعلامهم وتاريخهم ليعملوا عمل بولس الرسول «شاؤول» اليهودي في دين النصارى فيبطلوا الإسلام باسم الإسلام كما أبطل شاؤول النصرانية الصحيحة «دين المسيح» باسم النصرانية والمسيح. وما يهمنا في هذا المثال هو الشعار، شعار «الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل» الذي يرددونه وهم يتحالفون مع أصحابه في قتل المسلمين واحتلال بلدانهم ومدنهم وتدميرها وانتهاك أعراضهم كما حصل في العراق وأفغانستان التي صرح أكثر من قائد إيراني: أنه لولا الدعم الإيراني لما دخلت قوات التحالف كابول وبغداد، وقد دخلت المليشيات الصفوية التابعة لإيران على ظهر دبابات الشيطان الأكبر«أمريكا» وهذه الأخيرة سلمت لها حكم العراق على طبق من ذهب لتقوم بمذابح وجرائم طائفية قتل وتعذيب وتشريد بالهوية بصورة بشعة يندر أن يوجد لها مثيل في التاريخ.
قتل الأبرياء
.. ويشير الدكتور الزهيري إلى فساد الشعار فيقول:
وفي اليمن السعيد يتحول الموت لأمريكا والموت لإسرائيل إلى موت لليمنيين المسلمين من خلال فتنة المدعو الحوثي التي أشعلها الرافضة الاثني عشرية في محافظة صعدة وتسببت بقتل الآلاف من اليمنيين وليس من الأمريكيين أو الإسرائيليين، كما تسببت في تشريد الآلاف وتدمير المدن والقرى وعملت على إثارة النعرات المذهبية والدعوات العنصرية في بلد الإيمان والحكمة الذي ظل سليماً من الطائفية البغيضة إلى اليوم، كل هذا تحت شعار «الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل» ، هذا الشعار المتهافت لأن الموت يكون للكائنات الحية ومنها الإنسان بينما أمريكا قارتان تقطنهما شعوب وأمم كثيرة والولايات المتحدة أكبرها تضم اثنتين وخمسين ولاية ويسكنها ما يربو على ثلاث مئة مليون نسمة منهم سبعة ملايين مسلم. وإسرائيل الذي هو نبي الله يعقوب عليه السلام ميت من حوالي أربعة آلاف سنة، وإن كانوا يقصدون اليهود أو الأرض المحتلة فلسطين.. فكيف ستموت قارات وشعوب وبلدان؟! وهل هذا معقول؟! كما أنه يتناقض مع الإسلام الحقيقي، فكيف تدعو على قارات وبلاد فيها ملايين المسلمين فضلاً عن غيرهم من المناصرين لقضايانا المعارضين لسياسة بلادهم، أما إسرائيل فإن قصد بها البلد فالبلد فلسطين، وبها ملايين المسلمين الفلسطينيين..نعوذ بالله من الجهل والضلال المبين ونقول: «إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور».
ملامح الانحراف الفكري
الدكتور فؤاد البعداني أستاذ الفكر الإسلامي تحدث عن ملامح الانحراف الفكري عند المتمردين فقال:
إن المشكلة الحقيقية للحوثيين تكمن في الانحراف الفكري الذي أدى إلى ظهور اختلالات عديدة، ابتداءً بالرؤى السياسية المتعصبة وانتهاءً بالعنف والخروج المسلح والتمرد على السلطة ومقاتلة الجيش، وإزهاق الأرواح، ولذلك فمطالبهم هي نتيجة طبيعية للفكر المنحرف، كما أن صعوبة الحوار والتفاهم معهم ترجع إلى انحرافهم الفكري، ولعل أهم معالم الانحراف الفكري عند المتمردين تتمثل في الآتي: هشاشة البناء الفكري وغياب منهج التفكير السليم، الثقافة المنغلقة وانحصار التلقي والتعلم في دائرة أحادية ضيقة لا تخرج عن المراجع الشيعية ودروس المدعو الحوثي وملازمه التي تعد المرجع الوحيد، الجهل العلمي والديني، تغييب العقل من خلال أفكار ومفاهيم لا يقبلها العقل ويمجها العقل السوي، وممارسات وطقوس لا يرتضيها إلا المخبولون عقلياً، الانغلاق على نظريات ماضوية عقيمة لا تصلح لهذا العصر كنظريات الفكر الإمامي، الفكر السلالي المتعصب، الحق الإلهي المقدس، الانحراف العقدي الذي يظهر في شتم الصحابة أبي بكر وعمر في ملازم الحوثي وتكفير من يعترف بخلافة أبي بكر وعمر، التعبئة المتعصبة المنحرفة والتي تبرز في التحريض ضد الصحابة وأهل السنة والمسلمين إجمالاً والاتباع وادعاء الحق والحقيقة في ملازم الحوثي، تقديس الذات البشرية وإضفاء العصمة على الأئمة والمراجع والأسياد حيث يغلون في حق الإمام علي وآل البيت والغلو بحسين الحوثي ورفعه إلى منزلة لا يرقى إليه أحد، وإلغاء الذات والعقل والرأي أمام الزعماء والأسياد والانتساب الفكري والسياسي إلى أسماء الزعماء والأسياد المتحدث باسم عبدالملك الحوثي»، اختلال مراتب الاتباع والتعبد والتعظيم من خلال سبق مكانة الزعماء والأسياد والأئمة لمكانة الرسول صلى الله عليه وسلم، وحب ومهابة القيادات أكثر من الذات الإلهية، دجل وتضليل المراجع والزعماء والأسياد على الأتباع من خلال اتهام الصحابة بالخيانة والتآمر ومعصية الرسول، وممارسة التلفيق والكذب التاريخي، وسلب الأمة خيريتها عبر التاريخ الإسلامي، وغيرها من الادعاءات المكذوبة والمعلومات الملفقة.
فشل المشروع الإمامي
الدكتور فؤاد العفيري تحدث عن المواجهة بين المد الإمامي ومشروع الدولة اليمنية الحديثة فقال:
إن المتتبع للحروب التي خاضتها الدولة اليمنية بمشروعها العملاق المتمثل في الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية ضد الفئة الباغية والمتمثلة في المتمرد المدعو الحوثي الذي جاهر بمشروع استعادة الإمامة التاريخية وولاية البطنين ليحمل رسالة الحق الإلهي التي تعطيه الحق في الحكم والعلم وتمثيل الإسلام بمذهبه الاثني عشري المتطرف والذي انتقل إلى اليمن عن طريق الإمام الهادي يحيى بن الحسين عام 284ه واستمر المد عبر أسرته والذي أدخل اليمن في متاهات الضياع والانقسام إلى دويلات صغيرة ومحاولة كسب السكان عن طريق الشعوذة وبأن ممثلي المد هم شفيعو العامة يوم القيامة.
وها هو التاريخ يعيد نفسه ليخرج مشروع المد الإمامي على يد الحوثي فلم يستطع الانتظار لأن الحقد الدفين على نجاح مشروع بناء الدولة نابع من تطرف الرجل الفكري الذي قال ذات مرة أمام الملأ من الناس: إن ما تلا الإمامة في اليمن هو انتهاك صارخ وسافر للشرعية التاريخية الإمامية، وإن جمهوريات ما بعد سبتمبر ليست إلا ولايات عابرة. إن مشروع المد الإمامي يمثل مشروعاً سرطانياً آن الأوان لاستئصاله وسوف نضحي بالدم وبالمال وبكل ما نملك لسحقه لتعود الروح لأرض الآباء والأجداد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.