أربع سنوات ونيف من إشهار الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات استطاعت خلالها أن تجسد أهدافها الإنسانية والتنموية على أرض الواقع وذلك تناغما مع أهداف وتوجهات القيادة السياسية والجهات المعنية ، ممثلة بوزارة الصحة العامة والسكان ، الرامية إلى تحقيق إستراتيجيات الأمومة الآمنة من خلال خفض نسبة وفيات الأمهات والمواليد.. فرغم ما واجهته الجمعية من عراقيل وتحديات بداية تكوينها إلا أنها واصلت خطواتها نحو مشوار الألف ميل لتثبت للجهات الرسمية وشركاء التنمية في بلادنا على أنها الأجدر بالثقة وأهل للمسؤولية الملقاة على عاتقها من اجل مجتمع سليم صحيا واجتماعيا واقتصاديا، وفق رسالتها،وأهدافها، ورؤيتها السامية، المقتبسة من وحي كل أم وكل مولود من أبناء يمننا الحبيب. وهنا كادر نسائي كفء يعمل في إطار الجمعية بروح الجسد الواحد دون كلل أو ملل من أجل بيت يضم جميع قابلات الرحمة – اليمنيات تتويجا لذلك الإنجاز، المضاف إلى سجلهن في ظل إدارة حكيمة للجمعية وذات خبرة ممثلة بالأستاذة. سعاد قاسم صالح رئيس الجمعية والتي التقتها صحيفة ” الجمهورية” وأجرت معها هذا الحوار.. .. نود في البداية لو تعطينا فكرة عن أهمية وبداية تأسيس الجمعية ؟ في الحقيقة بأن دور القابلات يمثل دوراً كبيراً في تقديم خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة على مستوى الجمهورية وبالتالي فإن دورهن بارز وملموس في تخفيض نسبة وفيات الأطفال والأمهات، الأمر الذي تحظى فيه القابلات بدعم كبير من قبل الدولة إلى جانب ما يقدمه شركاء التنمية في بلادنا من دعم خاص بتدريب القابلات وتأهيلهن في كل مديرية وعلى مستوى كل قرية ولما من شأنه زيادة نسبة حالات الولادة على أياد ماهرة ومؤهلة، الأمر الذي تم في ضوئه تأسيس الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات في تاريخ 2 سبتمبر م2004 كما تم عقد الاجتماع الانتخابي الاستثنائي للجمعية العمومية برعاية وإشراف وزارة الشئون الاجتماعية و العمل حيث تم تشكيل هيئة إدارية مكونة من 15عضوة و تم إشهار الجمعية في 15/3/2005م و هي جمعية طوعية أهلية تعمل في مجال الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ، ذات استقلال مالي وإداري وفني كما تعمل من أجل تحقيق أهدافها الإنسانية والتنموية وفقا للدستور وأحكام القانون رقم (1) لسنة 2001 بشأن الجمعيات والمؤسسات الأهلية والقوانين النافذة، وقد جاءت فكرة تأسيس الجمعية انطلاقا من أهمية دور القابلات في الإسهام في وضع وتحسين معايير خدمات الصحة الإنجابية لتحقيق أهداف وزارة الصحة العامة المتمثلة في تخفيض نسبة وفيات الأمهات و المواليد من خلال تحقيق استراتيجيات الأمومة الآمنة. بيت يضم قابلات اليمن .. ترى ما رؤية ورسالة الجمعية وكذلك أهدافها فيم تتمثل ؟ الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات تمثل بمجمل رؤيتها بيتاً يضم جميع قابلات اليمن من اجل مجتمع سليم صحيا واجتماعيا واقتصاديا وبالتالي فإن رسالتنا في الجمعية أن نسعى إلى تمكين القابلات اليمنيات من أداء دورهن بكفاءة عالية من اجل تقديم خدمات صحية متميزة للمجتمع خاصة الأمهات والأطفال وتهدف الجمعية أيضا إلى المساهمة في الرفع من مستوى خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة في اليمن من أجل تخفيض نسبة الوفيات و المراضة بين الأمهات أثناء الحمل والولادة والنفاس و المواليد والأطفال فضلاَ عن سعيها للارتقاء بمهنة القبالة في اليمن من خلال التدريب المستمر للقابلات و العمل على تطوير مهاراتهن العلمية و الفنية. 9فروع و1200عضوة .. ما أبرز الإنجازات والنجاحات التي حققتها الجمعية منذ إنشائها حتى الأن؟ إن ماحققته الجمعية من إنجازات تأسيسية وتطويرية منذ نشأتها يفوق كل تصور خاصة وأنها جمعية مستقلة ماليا وإدارياً وتسير بدخل محدود يعتمد كثيراً على رسوم الاشتراكات الشهرية ورسوم الالتحاق بالعضوية حيث واستطاعت بجهود الهيئة الإدارية والجمعية العمومية أن ترفع عدد العضوات خلال العام الماضي من 96 إلى 1200 عضوة، بالتالي تم تجديد واستكمال النظام الداخلي في جميع جوانبه القانونية والفنية مما جعله أكثر حيوياً ومرونةً يستجيب للاحتياجات والمتغيرات في الجوانب الإنسانية والصحية والتقنية والإدارية التي تهتم بها وترعاها مهنة القبالة، وحتى الآن يوجد للجمعية 10 فروع تم إشهارها وتأسيسها في محافظات” مأرب، إب، لحج، أبين، صنعاء، حجة، عمران، شبوة” ومع نهاية العام الماضي2009م تم إشهار فرع أمانة العاصمة، وخلال الأيام الماضية تم إشهار فرع لمحافظة عدن بعد أن نجحت قابلاتها في تأسيس فرعهن الجديد والمضاف إلى بقية فروع الجمعية “الأمانة العامة”.-في حين تم تعيين منسقة مشاريع للجمعية لتنظيم العمل فيها وأيضا للإشراف على مشروع العمل الخاص للقابلات غير الموظفات إلى جانب مساعدة إدارية بدعم من الخدمات الأساسية للصحة , كما تم إضافة جهازي كمبيوتر و طابعتين إضافة إلى الجهاز السابق بدعم من مشروع الشركاء لإصلاح القطاع الصحي. برامج تدريبية للقابلات .. ما الدور الذي قامت به الجمعية إزاء تطوير و تحديث معارف و مهارات القابلات؟ قامت الجمعية بإعداد و تنفيذ برامج تدريبية للقابلات بشكل دورات قصيرة تنشيطية لتطوير مهاراتهن العلمية و الفنية حيث تم تنفيذ عدد من الدورات التدريبية في مجال الولادة النظيفة في المنزل والعناية بالمولود حديث الولادة في محافظات لحج , حضرموت و البيضاء و ذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبي, كما تم تنفيذ دورة تدريبية في مجال الولادة النظيفة المنزلية في محافظة عمران بتمويل من المشروع الألماني ( GTZ ) وستقوم الجمعية بتنفيذ هذه الدورات في جميع المحافظات ، كذلك أقيمت دورات تنشيطية في مجال الصحة الإنجابية ورعاية المواليد، بالإضافة إلى دورات في مجال أفضل الممارسات لخدمات صحة الأم والأطفال حديثي الولادة وفي مجال المشورة وتنظيم الأسرة، حيث واستفادت منها نحو 1500مستفيدة مابين نساء مشاركات وقابلات صحيات يمثلن أمانة العاصمة ومحافظات”عمران، صنعاء، حجة، مأرب،إب، شبوة، البيضاء، لحج، أبين، عدن، وحضرموت”. أهداف إنسانية و تنموية وماذا عن النشاط الاجتماعي و الصحي للجمعية؟ انطلاقا من إيمانها للمساهمة في تحقيق أهداف إنسانية و تنموية قامت الجمعية بفتح مركز طبي للأمومة الآمنة وتنظيم الأسرة وذلك لتقديم الرعاية الصحية الأساسية للأمهات والأطفال خاصة الحوامل و النساء في سن الإنجاب وذلك من الطبقة الفقيرة وبأسعار رمزية تتناسب مع ظروف هذه الفئة من المجتمع فضلاً عن تنفيذ نحو 45 زيارة منزلية بهدف تقديم خدمات الرعاية الصحية اللازمة بعد الولادة للأمهات والمواليد. توعية صحية .. في مجال التوعية الصحية للنساء هل من أنشطة نفذتها الجمعية بذات الخصوص؟ قامت الجمعية بتنفيذ العديد من الحلقات التوعوية الصحية، الهادفة للنساء في سن الإنجاب وفيما يخص الرضاعة الطبيعية والزواج المبكر وغيرها من المجالات الصحية ذات الاهتمام بالنساء في سن الإنجاب ولما من شأنه رفع مستوى الوعي الصحي لدى الأمهات و قد تم تنفيذ العديد من حلقات التوعية الصحية بدعم مشروع إصلاح القطاع الصحي خلال عام 2006 كما تم تنفيذ 14 حلقة توعوية صحية بدعم من صندوق الأممالمتحدة للأنشطة السكنية في مقر الجمعية بصنعاء و محافظتي عمران و لحج خلال الفترة سبتمبر نوفمبر و قد استفادت من المحاضرات الأسبوعية 400 امرأة في سن الإنجاب . ترفيع القابلات ومعالجة أوضاعهن .. مادور الجمعية حيال معالجة أوضاع الكثير من القابلات اليمنيات؟ لعل من المشكلات التي تواجهها قابلات المجتمع المدني تتمثل في عدم اعتراف وزارة الخدمة المدنية بمؤهلها الدراسي وفترة التدريب التي أمضتها لفترة عامين فقط بعد الإعدادية ونحن في الجمعية الوطنية للقابلات تطرقنا مراراً لتلك المشكلة وما يمكننا اتخاذه من تدابير تكفل إيجاد تنسيق وتواصل بيننا وبين الخدمة المدنية بخصوص اعتماد الدرجات الوظيفية للقابلات وخاصة خريجات المعاهد الصحية وغيرهن ممن يعملن لفترات طويلة حالت دون توظيفها ضمن القوى العاملة في القطاع الصحي عموما وهناك أيضا توصيات هادفة إلى وضع معايير خاصة بتحسين مستوى وآلية تدريب قابلات المجتمع ولما من شأنه مواكبة المتغيرات المحلية والدولية وتحقيق أهداف التنمية للألفية وتخفيض وفيات الأمهات والمواليد المرتفعة في بلادنا، وسيتم مناقشتها مع الجهات ذات العلاقة في ضوء النقاط المقترحة من الهيئة الإدارية للجمعية والمتمثلة في رفع مستوى قبول طالبات القبالة إلى ثانوية عامة باستثناء الطالبات المقيمات في المناطق الريفية النائية والتي لا تتوفر فيها مدارس ثانوية عامة للفتيات، وكذا ترفيع شهادات قابلات المجتمع المدني” الدفع السابقة” إلى دبلوم والعمل على إعداد برنامج استثنائي لمدة عام يتم خلاله حل المشاكل الخاصة بدرجاتهن الوظيفية بالتنسيق مع الخدمة المدنية، كذلك أهمية إعداد دورات تخصصية لمدة عام في القبالة للممرضات فئة دبلوم لزيادة عدد القابلات بالإضافة إلى ضرورة ترفيع حاملات الدبلوم إلى بكالوريوس والاطلاع على البرامج المشابهة والتي تتم في الجامعات اليمنية وذلك بالتنسيق مع المعهد العالي للعلوم الصحية. مشروع توسيع العمل المجتمعي .. انطلاقا من أهمية دور القابلة في تخفيض وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة في بلادنا ما الدور والخطوات المحققة من قبل الجمعية بذات الشأن خاصة في ظل دعم المنظمات الدولية والمانحة؟ بالنظر إلى الوضع الصحي في اليمن فإن وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة لازالت من أكبر المشاكل التي تواجهها بلادنا , هذا ما وضحه مسح صحة الأسرة (FHS ) أن معدل الوفيات الأمهات 365 حالة وفاة لكل 100,000 مولود حي ، ومعدل وفيات المواليد حديثي الولادة 37 حالة وفاة لكل 1,000 مولود حي. كما أوضح المسح أن ما يقارب 45% من النساء الحوامل تلقين على الأقل زيارة واحدة للرعاية أثناء الحمل(ANC)، ونحو 12% فقط تلقين زيارة للرعاية بعد الولادة (PNC)، وأن امرأة واحدة فقط من أصل خمس تلد على أياد مدربة ,ويعني ذلك أن نسبة 80 % من النساء يلدن في بيوتهن نتيجة لصعوبة الوصول إلى المرافق الصحية. وقد تعرض الولادة بدون إشراف ماهر كلاً من الأم والمولود إلى خطر. وانطلاقا من أهمية دور القابلة في تحقيق أهداف التنمية الألفية للمساهمة في تخفيض وفيات الأمهات والمواليد المرتفعة في اليمن وبناء على تجارب بعض الدول النامية التي تهتم بخفض وفيات الأمهات والمواليد من خلال تشجيع القابلات لتوصيل الخدمة للنساء أينما كانوا يواصل مشروع الخدمات الأساسية للصحة دعم مشروع توسيع العمل المجتمعي للقابلات بما في ذلك الرعاية بعد الولادة من خلال تشغيل القابلات في عيادات لرعاية الحوامل والولادة الطبيعية في أماكن قريبة للنساء, وذلك بالتنسيق و التعاون مع الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات, ويهدف المشروع إلى توسيع وزيادة التغطية بخدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة ورعاية الطفل على مستوى المجتمع كما يهدف إلى تسهيل حصول النساء على خدمات التوليد والرعاية قبل وبعد الولادة في أماكن قريبة للنساء وقد تم وضع أسس وخطوات عملية لتنفيذ المشروع أولها إعداد معايير لاختيار القابلات اللاتي يرغبن المشاركة في المشروع، أيضا القيام بزيارات ميدانية للمحافظات التي سيتم تنفيذ المشروع فيها لمناقشة أهداف المشروع و معايير اختيار القابلات مع مديري عموم مكاتب الصحة و عدد من القابلات في كل محافظة فضلاً عن اختيار المحافظات و المديريات التي سيتم تنفيذ المشروع فيها بالتنسيق و التعاون مع مكاتب الصحة بالمحافظات, وبالتالي تدريب القابلات على أفضل الممارسات في مجال الصحة الإنجابية كما سيتم تدريبهن في إدارة الأعمال و طريقة إعداد خريطة للزمام السكاني التي تعيش و تعمل فيها القابلة وبعد ذلك سيتم دعم القابلات بتوفير الأدوات اللازمة لتشغيل العيادة المجتمعية. 50 زيارة إشرافية وميدانية .. هل هناك زيارات إشرافية مماثلة قامت بها وتنفذها الجمعية؟ تم إعداد وتنفيذ برنامج زيارات ميدانية للإشراف على أداء القابلات الراغبات في العمل الخاص وتحديد الاحتياجات التدريبية لهن و قد تم تنفيذ الزيارات في المحافظات المدعومة من قبل الوكالة الأمريكية للتنمية في حين قامت الجمعية الوطنية للقابلات اليمنيات خلال الفترة الماضية وبدعم من USAD بتنفيذ نحو 35زيارة ميدانية للاطلاع على جودة الخدمات الصحية المقدمة عبر عيادات العمل الخاص في محافظات” صعدة، عمران، الجوف، مأرب، وشبوة” فيما شهدت نفس المحافظات 15 زيارة ميدانية أخرى مشابهة للإشراف على القابلات اللواتي تم دعمهن من قبل مشروع الخدمات الأساسية للصحة باحتياجات ومتطلبات العيادات الخاصة بهن وذلك عند اعداد خرائط الزمام السكاني، في حين شهدت أمانة العاصمة ومحافظة عمران الزيارات الميدانية الهادفة للإشراف على عيادات العمل الخاص، كذلك تم تنفيذ مسح ميداني حول القابلات في محافظات .. عمران ,مأرب, شبوة, الجوف و صعدة بتمويل من مشروع الخدمات الأساسية للصحة بهدف توفير قاعدة بيانات حول القابلات في هذه المحافظات و سيتم تقديم مقترحات تمويل مسوحات للمنظمات الدولية لدعم تنفيذ المسح في بقية المحافظات. إنشاء عيادات مجتمعية .. ترى ماهي الخطة المستقبلية المقترحة لديكم لتطوير مستوى نشاط الجمعية؟ لعل من خططنا المستقبلية المقترحة آنيا البحث عن دعم لتنفيذ المسح الميداني في بقية المحافظات وكذا تطوير معايير تدريب القابلات و تقديم خدمات القبالة و مراقبة الجودة والسعي نحو تأسيس فروع للجمعية في جميع المحافظات والعمل على توسيع مشروع تسهيل حصول النساء على خدمات الصحة الإنجابية و دعم القابلات في إنشاء عيادات مجتمعية .