فوجئنا بوصول حكومة جديدة من القاهرة برئاسة العمري فأُعلنت الأحكام العرفية وبقيت أنا والإرياني تحت الحراسة اغتيل الزبيري في برط وشكلت حكومة وطنية وعقد (مؤتمر خمر للسلام) مؤتمر حرض الأول واستقالة النعمان والزبيري بعد هذا بشهر قالوا يعقد مؤتمر “أركويت” في السودان على شاطئ البحر الأحمر نتيجة اتفاقية الإسكندرية، على أن يجتمع الطرف اليمني والطرف الملكي لمناقشة التوصل إلى حل، ولم يكن أحد يعترف بالملكيين بحال من الأحوال. فجاءت مصر واعترفت بالطرف الملكي، وعلى اليمنيين أن لا يعترفوا، أرغمتهم على أن يشكلوا وفداً يذهب ويتفاوض مع الملكيين في “أركويت” في السودان. وذهب برئاسة الزبيري رحمه الله، واتفقوا على وقف إطلاق النار وعلى عقد مؤتمر وطني في حرض، وهي مدينة صغيرة في تهامة قريبة من الحدود مع السعودية، وكان هذا مؤتمر حرض الأول وليس الثاني، وذهبنا نحن لنشترك في مؤتمر حرض، وتشكل وفد الجانب الجمهوري وذهبنا إلى حرض، انتظرنا مجيء الجانب الملكي فلم يأت، لأنه اختلف مع السعودية ومع مصر، أرسلنا المصريون إلى حرض وأرجعونا من حرض، هنا عدنا وقد تبلور لنا الفكر أنا والارياني والزبيري بأن اليمن لا تحكم بأبنائها بتاتاً، يستقبلنا المصريون في المطار، ويذهب بنا المصريون، ويعيدنا المصريون يجب أن نتخذ موقفنا، فالتقيت مع الإرياني والزبيري وقررنا اتخاذ قرار بالاستقالة.. استقلنا وبينا أسباب الاستقالة ونشرنا موقفنا في كتيب في بيروت بعنوان:”نحن والمصريون” وكان فيه تعريض بالمصرين وملاحظات على الدستور الذي جاءوا به ووضعنا قانوناً للإصلاح فالتف حولنا مشائخ القبائل، واستقال أكثر أعضاء الوزارة التي كان عبدالناصر راضياً عنها برئاسة الجائفي، وبقي الجائفي رئيساً للوزراء وحده، انضموا إلينا مطالبين بالإصلاح وموقعين على قانون الإصلاح الذي وضعه الزملاء الثلاثة نعمان والزبيري والارياني. ماذا يتضمن قانون الإصلاح؟ قانون الإصلاح موجود في كتيب صغير نشر في بيروت وأساسه المطالبة بمجلس جمهوري أدخلنا فيه إصلاحات كثيرة، وإذا بالمصريين، ماذا يصنعون؟ نزحنا أنا والارياني إلى تعز بعد الاستقالة، أما الزبيري فغادر صنعاء وذهب إلى جبال برط حيث اغتيل، أراد السلال أن يخضع لرأي القبائل ويسلم بالأمر الواقع فقبل بالمشروع الذي تقدم به الثلاثة، وكان كلما قبل أرغم على الرفض.. وأخيراً وقد كادوا يتفاهمون ويتفقون وكاد يوقع على قانون الإصلاح الجديد، إذا به يطير بطائرة هو والعمري وبعض الأعوان إلى القاهرة في الوقت الذي كان قد وعد المشائخ بأن يوقع على القانون، وأخذت الأحداث تتفاعل داخل اليمن وكان ذلك في ديسمبر سنة 1964م وإذا بنا نفاجأ في 5يناير 1965م بوصول حكومة تشكلت في القاهرة برئاسة الفريق حسن العمري، وتشكلت الوزارة بكاملها واستبعدوا رئيس الوزراء السابق الجائفي لأنه كان هادئ الطبع، فوقع الضجيج حول هذه الوزارة وزاد الرعب، ووصلوا من القاهرة إلى اليمن لإعلان الأحكام العرفية، معلنين أن كل خمسة أشخاص يجتمعون يعاقبون بالسجن، وغير ذلك من القوانين ووافق المصريون على هذه القوانين، فأمروا بمحاصرتنا ووضع الحراسة علينا على أن نظل في بيوتنا، وكما ذكرت لكم ذهب الزبيري إلى جبال برط وأخذ يهاجم من هناك بمقالاته الأوضاع في صنعاء ويندد بالتدخلات وكان يقول لا نريد أن يكون فيها لا حكومة عسكرية ولا ملكية. ولما اتخذت هذه الإجراءات ضدي وضد الارياني، طلب منا أن نذهب إلى القاهرة فرفضنا.. أخيراً خرج المشير عامر وأنور السادات ووصلا إلى صنعاء. كان ابني محمد سفيراً في الجامعة العربية خلفاً لي، فعزلوه أثناء هذه الإجراءات وكان ابن عمي محافظ تعز، فعزلوه وعينوا شخصاً آخر مكانه، ونقلوا كل العناصر التي كانت تتعاطف معنا في أعمالهم إلى أعمال أخرى، عندها بدأ الصراع المكشوف وعندما خرج المشير عامر وأنور السادات إلى صنعاء والفريق أنور القاضي أرسلوا طائرة إلى تعز لتنقلنا إلى صنعاء، لم نتردد في الذهاب.. ذهبنا إلى صنعاء وكان الناس قد تنكروا وبدأوا ينقلبون مثل الناصريين اليمنيين، فقلنا سنذهب لنخفف من حدة العداء والتوتر، ذهبت أنا والارياني إلى القيادة العربية، أي القيادة المصرية، فاستقبلنا المشير عامر وأنور السادات وأخرجا الاستقالة التي قدمناها ووضعاها أمامنا ثم قالا: أنتم تطعنوننا من الخلف؟ قلنا: لماذا؟ نحن استقلنا، كان الرد استقلتم لكي تجعلوا السعودية تقوم علينا من جديد! قلت: كل واحد يستقيل وتنشر استقالته في كل مكان، قال أحدهم: ولكن نحن في حالة حرب، قلت: هذا لا يؤثر على أي شيء، فالدولة ديمقراطية والجمهورية التي عندنا ديمقراطية، وبناء على ذلك لا يوجد أي تأثير، نحن استقلنا واليمنيون نشروها، وأنتم شكلتم حكومة ونحن ملازمون لبيوتنا، فقد نحيتم محمد نعمان من الجامعة العربية ثم نحيتم ابن عمه من تعز وانتهت المشكلة، والإصلاحات استكملت في اليمن ولم يعد يوجد أي شيء ثم قلت عندما تسمعون ببيت نعمان أو بيت فلان فلا تظنوا أنه بيت البدراوي، أو بيت الوكيل وبيت سراج الدين “من الأسر الإقطاعية المصرية التي كانت تناصب النظام الناصري في مصر العداء” هذه البيوت والأسر لا تملك شيئاً أبداً وليس عندها أي شيء، وعلى كل حال الآن لماذا نحن نهدد في بيوتنا؟ قال: كلا لم يحدث ذلك قط، قلنا: بلا، لقد صدرت الأوامر بمحاصرة بيوتنا والحراسة عليها وعدم خروجنا لم نفعل سوى الاستقالة، فكيف تفهمون الاستقالة؟ وكذلك محمد نعمان في القاهرة، ما معنى إنه مراقب ولا يخرج إلا وسيارة تراقبه ليل نهار وهو عندكم في القاهرة، لماذا يسحب جوازه؟ قال: نحن لم نفعل ذلك، إنما حكومته التي فعلت، قلت: أية حكومة فعلت ذلك؟ أأنتم بوليس بيد حكومته؟ هذا تصرف حدث في مصر، ومصر ليست سجناً، أخرجوه إلى بلده وحاكموه هناك ولكن تسجنوه داخل مصر وتفرضوا هذه الرقابة، أين الأخوة؟. قال: لا داعي لهذا الكلام يا نعمان، قلنا: هذا عتب إنه ضيف عندكم وإن لم يكن ضيفاً فليكن ابناً من أبنائكم، لماذا يجب أن يعامل بهذه المعاملة؟ وأن يظل محاصراً هو وأولاده والرقابة في وجه بيته، وعندما يخرج هو وعائلته تطاردهم سيارة أينما ذهبوا؟ قال: نحن سنعالج هذه المسألة، قلنا: على كل حال نحن بالنسبة لنا لا نريد أي شيء، قال: نحن شكلنا حكومة, دعوهم يجربوا، قلنا: نحن لم نعترض على الحكومة في شيء، ولكن لا نستطيع منع الأهالي إذا كانوا ساخطين عليها.. رفض الزبيري أن يأتي لأنه بقي في برط بين القبائل ونحن بين الناصريين. اغتيال الزبيري في برط لماذا لم تنزحوا معه إلى جبال برط؟ كانت صنعاء في الوسط وكنا نحن في الجنوب في حين ذهب الزبيري لجهة الشمال، ولم نستطع أن نخرج من صنعاء، أخيراً تم الاتفاق على أن تسير الحكومة في عملها، وأن لا نتدخل نحن في شيء، وكانت الأمور تزداد تدهوراً والحكومة لا تستقر، والأحداث والفتن داخل الحكومة عدا عن الخلافات مع الملكيين، وحدثت الفتن بين القبائل، ووقع قتل في صنعاء بين قبائل حاشد وقبائل بكيل، والحكومة لا تستطيع التدخل، وليس للقبائل سوى نعمان والزبيري لأنهم يعتبروننا من القبائل وتلك القبائل متعاطفة معنا، فذهبت أنا والارياني إلى بلاد القبائل في منطقة خولان لنحل المشكلة التي وقعت بينهم حتى لا تستغلها الحكومة، وخلال ذهابنا إلى خولان التف القبائل حولنا بصورة كبيرة، وأكملنا رحلتنا إلى أن صعدنا إلى جبل برط. وجبل برط يبعد مسافة خمس ساعات ركوبا على الحمير، فقطعنا الوديان والمسافات إلى أن صعدنا إلى قمة جبل برط، كان ذلك في أواخر شهر مارس سنة 1965م استقبلتنا القبائل، ذو محمد وذو حسين، وأضافونا عندهم وبقيت القبائل تتنازع على ضيافتنا فيما بينهم دون أن نعلم الأسباب، ذهبنا مع الزبيري يوم الخميس الواقع في أول يوم من ابريل، وألقى الزبيري هناك قصيدة نظمها خلال الأحداث الأخيرة يتهكم فيها بالسلال وبالحكومة وبالمصريين ومن جملة أبياتها: أتصنعون قوانين العبيد لنا ونحن شعب أبي مارد شرس هناءة الحكم قد أطغتكمو ولها عن الكوارث واستغواكم الحرس من حظكم أن هول الأمر مستتر عنكم وأن شعاع الشمس منطمس وأن صوت الخراب الفظ أغنية ترتاح أنفسكم منها وتأتنس كانت قصيدة طويلة بهذا المعنى، بعدها ركبنا على الخيل والزبيري على الحمار لأننا ضيوف عنده ورجال القبائل يمشون معنا، وخلال مرورنا في الطريق كان هناك بيت خال من السكان وفيه كمين مؤلف من ثلاثة رجال مسلحين بالرشاشات والبنادق لاغتيال الثلاثة، الزبيري والارياني ونعمان، سبقنا الزبيري في المسير فأصابته الرصاصات في قلبه وقتل، أما نحن فتوقفنا في أماكننا ولم نتقدم نحو البناء الذي توجد فيه فوهات صوبت منها البنادق نحونا، توقفنا في وسط الطريق أخذ الذين سبقونا في المقدمة ينادون: يا ارياني يا نعمان، انزلوا عن الخيل، الزبيري مقتول، كنا قد سمعنا الرصاص ولكن اعتقدنا أنه رصاص الترحيب بنا، لأن من عادة القبائل أن تستقبل ضيوفها بهذه العادة، ولكن عندما قالوا إنه مقتول توقفنا وإذا بنا نراه جثة هامدة، فدهشنا ودب فينا الرعب لهذا الأمر فأحاطت بنا القبائل لسلامتنا أولاً وسلمونا لقسم القبائل ليوصلونا إلى المكان الأمين، والقسم الأخر منهم حاصروا المسكن، وكان كل واحد من القبيلة متأثراً بما حدث، واحد يقطع أصبعه تأثراً مما حدث في بلده والثاني يقص شعره والثالث يكسر الخنجر، وهكذا كانت الحالة في دوي عظيم، حدث هذا الفعل في قبيلة اسمها ذو حسين في حين كنا ضيوفاً فيها، فانتقلنا إلى قبيلة اسمها ذو محمد، وقطعت الاتصالات والعلاقات بينها وبين قبيلة ذو حسين بحكم العرف القبلي، لأن الزبيري كان لاجئاً عند ذو محمد وحسب عرف القبائل يطرد جميع رجال قبائل ذو حسين من أراضي قبيلة ذو محمد ولا سبيل للكلام وللتعامل حتى يتم التوصل إلى حل لهذا النزاع، وهكذا ظلت قبيلة ذو حسين تحاصر البيت التي انطلق منه الرصاص حتى قبضت على القتلة الثلاثة. هل كانوا يمنيين؟ نعم كانوا من اليمنيين، ألقي القبض عليهم والتفت قبيلتهم حولهم، وبحكم العرف القبلي لا تسلم القبائل هناك ابنها للقبيلة التي تدخل معها في نزاع، وإنما تسلمه للدولة أو لقبيلة ثالثة، اهتممنا بالزبيري، خابرنا صنعاء لإرسال طائرة وكان العمري رئيس الوزراء، فانهار لسماع الخبر، وتركز السخط ضد المصريين لأنهم اتهموا بأنهم كانوا وراء هذه الحادثة، وكانت القرينة بأن الزبيري أرسل برقية قبل هذه الأحداث بأربعة أيام للقائد العربي “المصري” اللواء أحمد فتحي عبدالغفار يقول فيها:”بلغنا أنكم تتآمرون علينا، فنحن لن نقول كما قال الفرزدق أبشر بطول سلامة يا مربع” ولكننا نقول كما قال هابيل لأخيه قابيل: (لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) “المائدة 28-29” أخوك محمد محمود الزبيري. كانت هذه البرقية من القرائن والتهم على أن المصريين كانوا وراء ما حدث، كما أنه توجد قرائن أخرى تدل على أن الأمير محمد بن حسين من بيت حميد الدين، قائد القوات الملكية في المنطقة، كان على مقربة من المنطقة التي قتل فيها الزبيري، وهو أيضاً متآمر وله علاقة بالقتلة، ووجد مع بعضهم رسائل من محمد بن الحسين، اهتممنا بالأمر لئلا تكون هناك فتنة، فذهبت لتشييع جثمان الزبيري وقبره في صنعاء. تجاوب العمري في ذلك الحادث، وتجاوبت الحكومة كلها على اعتبار أن الزبيري كان رائداً من رواد الحرية في اليمن، ولأنهم كانوا شاعرين بالإثم لأن خروجه من صنعاء كان بسبب أساليبهم، جاءت الطائرة وبعض الحرس من صنعاء وانتقلنا أنا والارياني مع جثمان الزبيري وأتينا إلى صنعاء، وصلنا والناس في توتر شديد، فأخذنا نهدئ مشاعر الناس، وكان المصريون في حالة ذعر من نظرات الناس المصوبة إليهم، هدأت الأحوال وشيع جثمان الزبيري في جنازة شعبية وعسكرية كانت شبه مظاهرة، جاء السلال من القاهرة على اثر ذلك وطالبت القبائل بتغيير الحكومة بأي شكل من الأشكال، كانوا يريدون حكومة وطنية من أبناء الشعب، فضغطوا علي لكي أكون رئيس الحكومة، لأن القبائل لا يمكن أن تقبل أية حكومة إلا برئاستي. استقالة حكومة العمري ومؤتمر حرض للسلام قلنا لهم: كان الزبيري يدعو لعقد مؤتمر للسلام يجتمع فيه اليمنيون، فلنبدأ بعقد هذا المؤتمر ومن ثم نشكل الحكومة، قالوا: أولاً تشكل الحكومة والحكومة الوطنية هي التي تدعو لعقد المؤتمر، استقال العمري وشكلت الحكومة من العناصر التي ترضى عنها القبائل بمجرد ما شكلنا هذه الحكومة توقفت مصر عن دفع الميزانية التي كانت تؤمن مرتبات موظفي الدولة. لماذا؟ لم يبينوا لنا السبب نحتاج إلى إجراءات ونقول الآن الناس يطالبون بالمعاشات وغطاء العملة كله في مصر، والعملة كلها في أيديكم وليس لدينا أي شيء.. طالبنا بأن تجرى النفقات التي كانت تصرف في الوزارة السابقة، أي أن يستمر نفس الأسلوب في توفير الميزانية لكن ذلك رفض وكان هذا في 18مايو 1965م. وكان مؤتمر رؤساء الحكومات العربية سيعقد يوم 26مايو، ولم نلتفت لهذا وإنما التفتنا لعقد مؤتمر للسلام، وعقد المؤتمر في بلاد حاشد وعرف باسم “مؤتمر خمر للسلام” وهو المؤتمر الذي كان الشهيد الزبيري يدعو لعقده في ذلك المكان، وقلت لابد أن يكون أول عمل أعمله عقد هذا المؤتمر وعقد المؤتمر. وكان من أهدافه أيضاًَ تأييد الحكومة والثقة بها ووضع الدستور الذي أردناه وتعديل الدستور السابق، وضعنا دستوراً جديداً هو “دستور خمر” الذي نص على قيام المجلس الجمهوري، وقد أجمع الناس على هذا الدستور وسارت بعد المؤتمر مسيرة شعبية تدعو لمعاهدة سلام إلى قبر الزبيري وألقيت الخطب على قبره. دعونا للسلام مع السعودية وأعلنا في مؤتمر خمر أننا نمد يدنا للسعودية، وأبرقنا للسعودية كما أبرقنا لسائر الدول العربية لأول مرة من داخل اليمن، وقلنا أن ليس بيننا وبين السعوديين حرب، وليس بيننا وبينهم خصام، فكانت هذه كلها من الأشياء المثيرة، شكلنا وفداً برئاسة الارياني للطواف بالبلاد العربية على أن يبدأ بغير مصر، قلنا حتى لا يتوهموا أننا تابعون لمصر، وهذا العمل هو خدمة لمصر. فأردنا أن نثبت للعالم أن اليمن تحكم نفسها بنفسها وليس المصريون الذين يحكمونها. وبذلك ندين السعوديين أمام العالم بأن المصريين لا يحكمون اليمن، وذهب الوفد إلى العراق والجزائر والكويت، واختتم عائداً عن طريق مصر، فأستقبلهم عبدالناصر مرحباً وكان محمد نعمان من ضمن الوفد ووزير الخارجية محسن العيني، والارياني رئيس الوفد، ولكن المصريين رفضوا تحويل الميزانية إلينا لدرجة أن الحكومة وقعت في أزمة مالية. يتبع..