بدأ حلم اختراع مصباح إنارة بالكهرباء بدلا من الزيت يراود العلماء منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي. وقد جرت الكثير من المحاولات لاختراع مصباح كهربائي، فقد أمضى المخترعون البريطانيون – مثلا – ما يزيد على نصف قرن وهم يختبرون سبل الإنارة بالكهرباء. غير أن تلك المحاولات باءت جميعها بالفشل. وحتى توماس أديسون – وكما علمنا من كثير من المصادر العلمية – قد مر بمحاولات فاشلة كثيرة جدا قبل أن ينجح في اختراع هذا المصباح العجيب في العام 1879. ولمصباح أديسون قصة مثيرة مؤثرة في حياة المخترع. ومما جاء إلينا، أن والدة توماس أديسون مرضت مرضا شديدا. وفي إحدى الليالي تفاقم ألمها من جراء المرض فتم استدعاء طبيب. وقرر الطبيب ضرورة إجراء عملية جراحية لها على وجه السرعة. غير أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظرا لعدم وجود الضوء الكافي. واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها. وفي ذلك اليوم تولدت لدى أديسون فكرة اختراع وسيلة تضيئ الليل بضوء مبهر. وانكب على تجاربه ومحاولاته الكثيرة بإصرار عجيب لتنفيذ فكرته برغم تكرار فشل لتجاربه (قدرتها بعض المراجع بنحو 999 محاولة فاشلة كما سبق وتم الإشارة إلى ذلك في عمود المس) إلا انه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة والكثير من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح. ومصباحه المتوهج الأول، كان من فتيلة مكوّنة من خليط كربوني تضيء داخل كرة زجاجية مفرغة. استمر المصباح في الإنارة لمدة 40 ساعة متواصلة وبعدها احترقت الفتيلة. ثم شرع أديسون، بعد ذلك، بمحاولاته لإطالة المدة. وكان المصباح يعمل أول الأمر بالبطارية. [email protected]