الصوم وتأخير الشيخوخة من بين مئات الاجتهادات التي زفت إلى البشر بشارة (تأخير الشيخوخة) لم يثبت علمياً أن هناك ما يؤخر عملية الشيخوخة إلا تقييد السعرات الحرارية أو الحد منها ولا يوجد شيء يعبر عن هذا التقييد سوى الصوم ياسبحان الله! في فئران التجارب لوحظ أن الحد الأقصى للعمر المحتمل لمجموعة من فئران التجارب زاد بنسبة 30 40% عندما تغذت على طعام تقل سعراته الحرارية بمعدل الثلث أو النصف عما تغذت به مجموعة أخرى تم السماح لها بأن تأكل جيداً فماتت في وقت مبكر عن المجموعة الأولى بنسبة العمر ذاتها وإن كان في اتجاه النقصان، ذلك أن تقييد السعرات الحرارية يبطئ من العمليات البيولوجية للشيخوخة إضافة إلى التقليل من التعرض للإصابة بالأمراض. الحيوانات الأكثر تعميراً هي التي قيدت سعراتها الحرارية في غذائها منذ مولدها والذي ينبغي ذكره أن التقييد الطويل للسعرات الحرارية في غذاء حيوانات التجارب له أثران جانبيان تقزيم النمو بنسبة موازية للتقييد وتقليل أداء الوظيفة الجنسية وهذان الأثران ينتفيان منطقياً عندما نتحدث عن تقييد السعرات الحرارية على مدى شهر واحد في السنة كما في صوم رمضان الكريم أو حتى صوم يومين في الأسبوع أو ثلاثة أيام في الشهر فلا الأجسام تتقزم ولا الخصوبة تتراجع لأن الصوم بهذه الطريقة ينقلنا من الحديث عن التقييد إلى الحديث عن التنظيم فنبتعد عن موضوع التجويع إلى موضوع الصوم وتأتي نتيجة إبطاء صيرورة الشيخوخة ملموسة. الجوع مضاد للاكتئاب أشارت دراسة أمريكية إلى أن الجوع يفيد في محاربة الاكتئاب والقلق المصاحبة للتوتر المزمن وأكدت الدراسة إلى أن هرمون الجوع المسمى ب”جريلين” له دور هام في محاربة الأعراض المصاحبة للتوتر إذ يزداد إفرازه عند الإحساس بالجوع فعند انقطاع الفرد عن الطعام يتم إفراز هرمون جريلين من الجهاز الهضمي الذي يلعب دوراً في إرسال إرشادات إلى الدماغ تفيد الإحساس بالجوع وأشارت دراسة أخرى إلى أن تثبيط هرمون جريلين يؤدي إلى محاربة السمنة من خلال التقليل من كميات الطعام التي يتناولها الفرد عند إحساسه بالجوع إلا أن المجلة الدورية الأمريكية (طبيعة علم الأعصاب) أكدت أن تثبيط هرمون الجوع ينطوي على مخاطر صحية تتعلق بالجانب النفسي للأشخاص يؤدي إلى الاكتئاب والشعور بالقلق فسبحان الله الشافي.