في هذه الأيام والليالي التي تعد من أفضل الأيام عبر ليلة القدر أود أن أرسل هذا الرسالة إلى أهل الخير العطاء . في يمن الإيمان و الحكمة فالأطفال الذين ابتلاهم الله بداء السرطان فقضى على آمالهم واغتال براءتهم وتركهم يعيشون في معاناة لا تطاق . وجاء في الرسالة ما يلي: آبائي الأعزاء: أحييكم بتحية الإسلام تحية الرحمة والود والإحسان, تحية الجنة, فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أقول لكم خواتم مباركة وعيد مبارك وكل عام وأنتم بخير وعافية آبائي الأعزاء : إن وطأة المرض لا تحتمل ومعاناته تفوق الخيال, لكننا نحس بالأمل كلما تذكرنا قلوبكم البيضاء وأياديكم السخية التي هي أملنا بعد الله في التخفيف من معاناتنا التي هي ليست معاناة واحدة, إنما هي معاناة متعددة وبالإضافة إلى المرض وآلامه الفظيعة يأتي الفقر والفاقة وقلة ما في اليد التي تعاني منها كثير من الأسر والعلاج الغالي الثمن الذي لا يستطيع توفير تكاليفه الكثيرون .؟ آبائي الأعزاء : إن الله سبحانه وتعالى يقول ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) وسيد الرحماء محمد صلى الله عليه وسلم يقول: ( من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) فهل هناك كربة أشد كربة من ابتلاهم الله بمرض السرطان الذي اغتال طفولتنا, حرمنا من لعبنا حتى المدرسة لم نعد نستطيع الذهاب إليها , لقد كنا ملوكاً متوجين بتاج العافية ثم رأينا الملك يتمزق تحت العاصفة و يتطاير كريش النعام .. فارحموا من فارقت السعادة حياتهم وعشعش البؤس محياهم وأي بؤس وألم أشد وأقسى من بؤس مريض السرطان الذي يواجهه وحش لا يرحم ولا يفرق بين صغير وكبير أو رجل وامرأة. آبائي الأعزاء : مهما كان حجم المعاناة قاسياً فلن نستسلم لأن وراءنا رواداً للخير وملوكاً للعطاء يجيدون ثقافة الإحسان ويتقنون فلسفة البحث عن المجد الأخروي والرضا الرباني. هم أنتم أيه المتوجون بتاج لا ترونه فكونوا براهين للخير حتى يديم الله لكم ملك العافية وتاج الصحة. فعطروها بالفضيلة والعطاء والاحساس بآلام الآخرين حتى يدوم هذا الملك ويزداد جمالاً ويتألق بهاء وروعة..إنه ندائي لملكة الضمير, إنها صرخة اللاجئين من سطوة الفظيع المرعب الذي لايرحم ,إنها استغاثة الآباء والأبناء, إنها كلمة الإخوان والخلان وهي لا غير الأمل الأول والأخير علكم تصنعون بإذن الله أملاً كبيراً من ألم عظيم .لعلكم تكتبون أحلى قصة وأروع حكاية دستورها ،سطورها، عنوانها ،وروحها، أولها، ختامها قول المصطفى :( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). ختاماً أكرر لكم الشكر وأتمنى لكم دوام الصحة والعافية .