أكد نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية صادق أمين أبوراس دعم الدولة والحكومة لتدريب الوعاظ والمرشدين في ترسيخ مبدأ الوسطية والاعتدال والارتقاء بجوهر الإنسان وتنقية عقيدته وسلوكه من الشوائب؛ ليكون عنصراً فاعلاً في البناء والتنمية. جاء ذلك خلال افتتاحه أمس بصنعاء فعاليات الملتقى التدريبي الأول لمشروع الوسطية والاعتدال بحضور وزيري الإعلام حسن اللوزي والعدل الدكتور شائف الأغبري، ونواب وزراء الأوقاف والإرشاد عبداللطيف عبدالرحيم، والخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان، والتربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي، وعدد من الوكلاء وأعضاء مجلسي النواب والشورى والمسؤولين في الجهات ذات العلاقة. واعتبر أبوراس انعقاد الملتقى دافعاً للسير على ضوء الكتاب والسنة والابتعاد عن الأفكار المتطرفة التي تعيق المسيرة التنموية والاستقرار، من خلال قيام كوكبة من الدعاة والمفكرين من ذوي الكفاءة والخبرة والاعتدال ونخبة من المتدربين المختارين من مختلف المؤسسات والمنابر الإعلامية والإرشادية والدعوية، بتوجيه الخطاب الديني التوعوي ونشر ثقافة الاعتدال وقيم المحبة والتسامح والتلاحم وترسيخ القيم والثوابت الدينية والوطنية. وأعرب نائب رئيس الوزراء للشؤون الداخلية عن سعادته بأن يتزامن انعقاد الملتقى مع احتفالات شعبنا بذكرى الاستقلال الوطني ال30 من نوفمبر التي مثلت خروج آخر مستعمر بريطاني من جنوب الوطن. ودعا إلى إلى تضافر جهود الدعاة المستنيرين من حملة الأقلام والأفكار المعتدلة للقيام بواجبهم الديني والوطني لخدمة مقاصد الدين وتبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم على هدى وبصيرة. وأشار صادق أمين أبو راس إلى حجم المخاطر التي تحيط بالأمة جرّاء الانحراف عن منهج الوسطية والاعتدال وتوظيف الخطاب الديني توظيفاً ضيقاً لخدمة أهداف ومصالح مشبوهة لا تمت للدين بصلة ولا تدرك حجم المخاطر والأضرار المترتبة على السلوك والممارسة الخاطئة خاصة ما يترتب عليها من إنتاج جيل مشوه الفكر والعقيدة . وأكد على دور العلماء والدعاة والشباب المستنير والعاملين في حقل التوعية والتوجيه والإرشاد لاجتثاث بذور التعصب والعنف والتطرف والتصدي للأفكار الضيقة والثقافات الدخيلة على العقيدة والوطن. وقال: إن تنشئة الأجيال تنشئة إسلامية ووطنية هي معركتنا الرئيسية والمهمة التي يجب تضافر الجهود الرسمية والشعبية لإنجازها باعتبار أن الجميع شركاء في البناء والتنمية وتعزيز مسيرة الأمن والاستقرار والوحدة الوطنية. وأكد أن القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية- تولي جل اهتمامها بالدعوة وتشد على أيدي الوعاظ والمرشدين في القيام بمهمتهم الوطنية والوظيفة السامية المتمثلة في الدعوة والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة لخدمة مقاصد الشرع الحنيف ومصالح المجتمع والأمة. وحث المتدربين على أن يكونوا قدوة حسنة في الوعظ والإرشاد والسلوك للتعامل مع كل وسائل الحياة، وتوعية المجتمع وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم. من جانبه أشار رئيس مؤسسة (رايت ستارت) الداعية الإسلامي عمرو خالد إلى أن الملتقى الذي يستمر 5 أيام بمشاركة 75 واعظاً وواعظة من كافة المحافظات هو ملتقى عملي وفعال لمواجهة الفكر المتطرف بشكل منهجي ينفذ لمدة سنة كاملة. وقال:سنعمل سوياً مع الوعاظ الذين تم اختيارهم وفق مواصفات دقيقة لحصر الشبهات الأساسية التي يستند إليها الفكر المتطرف، والجلوس على دائرة مستديرة لتناول تلك الشبهات الباطلة والرد عليها في ضوء الكتاب والسنة. وأكد أهمية النزول الميداني إلى الناس والاستماع إليهم ومحاورتهم عن تلك الشبهات والرد عليها، وأن يتحمل كل داعية مسؤوليته في رد الشبهة المتطرفة إلى وسطية واعتدال، ودعا إلى تحرك الدعاة والمرشدين عبر الوسائل الإعلامية والمنابر وتوضيح الأمور للناس وتوعيتهم وترشيدهم بوسطية واعتدال الدين قولاً وعملاً. وأوضح أن تنفيذ مشروع الوسطية يأتي على عدة مراحل، تستمر المرحلة الأولى ثلاثة أشهر، يقوم خلالها الوعاظ بالرد على الشبهات، ومن ثم تقييم ما تم تنفيذه. فيما تأتي المرحلة الثانية بالاتفاق على الشبهات الجديدة عبر الجلوس على الدائرة المستديرة؛ ليتم تنفيذها على الواقع ومحاصرة التطرف والفكر الخاطئ. وأكد أن الوسطية ليست ضعفاً، وإنما هي قوة وسر انتشار الإسلام على أصقاع الأرض، وقال: إن من يحب الإسلام ويدافع عنه يجب أن يكون وسطياً ومعتدلاً في فكره.. ولفت في ذات الوقت إلى أن الوسطية ليس شعاراً سياسياً، ولا قضية فلسفية.. وإنما حماية لانتشار الإسلام واحترامه على الأرض واتساع رقعته. عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد مقبل الكدهي أوضح أن الله عز وجل جعل أمة الإسلام في الوسطية بقوله تعالى:"وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً". وقال:"إن الوسطية يريدها الله ويريدها الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام؛ لأننا أمام أزمات حقيقة، وإذا انتزعت الوسطية من الإنسان وقع في أزمة فكرية، وإذا وقع في هذه الأزمة وقع في أزمة التفكير، وإذا وقع فيها انطلق إلى تنفيذ التفجير، وهذا ناتج عن التطرف. وأوضح أن انعقاد الملتقى مع ذكرى ال 30 نوفمبر الاستقلال الوطني، رحيل آخر جندي بريطاني من أرض الوطن، لتكون بهذه الذكرى فتح صفحة جديدة، واعتلاء منابر وتحمل مهام جديدة كل في موقعه؛ لمواصلة مسيرة النضال وحماية الوطن من كل دخيل بشخصه وفكره، لتبقى اليمن حرة تنطلق في دعوتها وخطابها الإرشادي من مصدر الوحيين الشريفين الكتاب والسنة. ولفت الكدهي إلى أن المعهد العالي للتوجيه والإرشاد بالتعاون مع وزارة الأوقاف والإرشاد يعملان منذ أربع سنوات لترسيخ مبدأ وقيم الوسطية من خلال إقامة الدورات والندوات والمحاضرات عن وسطية واعتدال الدين حتى يأمن المجتمع من أخطار التطرف والغلو. تخلل حفل الافتتاح فقرات إنشادية قدمتها فرقة الإتحاد الفنية، وقصيدة للشاعر زين العابدين الضبيبي، نالت إعجاب الحاضرين.