فى الوقت الذى ساد الهدوء الحذر العاصمة الليبية طرابلس أمس السبت في أعقاب الاشتباكات التي اندلعت الليلة قبل الماضية تتواصل عملية إجلاء الرعايا الأجانب من مصريين وأتراك وصينيين الوافدين من ليبيا على المعبر الحدودى “رأس جدير” في جنوب شرقي تونس. ومن المقرر أن تنطلق فى وقت لاحق عشر رحلات من مطار جربة جرجيس (أقصى جنوب شرقي تونس) لنقل هؤلاء إلى بلدانهم بعد أن كانت قد أقلعت أمس من نفس المطار 11 رحلة منها رحلات لطائرات عسكرية مصرية نقلت ألف مواطن مصري. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أنه من المنتظر أن تنطلق بداية من غد الاثنين 4 بواخر عسكرية من الميناء التجارى بجرجيس لتأمين نقل آلاف المصريين إلى بلادهم. وكانت السلطات التونسية قد أقامت في منطقة رأس جدير معسكرات لإيواء القادمين من ليبيا، ومستشفى ميدانيا لإسعاف ومعالجة المرضى والمصابين من بينهم وذلك بالتنسيق مع مفوضية الأممالمتحدة للاجئين. وعلى صعيد ردود الأفعال الاقليمية والدولية حول تطورات الأوضاع فى ليبيا أعلنت منظمة المؤتمر الإسلامي أنها أرسلت وفداً من إدارة الشئون الإنسانية لتقصي الحقائق في المناطق الحدودية مع ليبيا على وجه السرعة، بغية الإطلاع على الأوضاع عن كثب، وتقييم الاحتياجات الإنسانية العاجلة للمتضررين، وتكوين الصورة اللازمة لشكل المساعدات المطلوبة. وشدد الأمين العام للمنظمة البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي في بيان صحفي وزعته المنظمة أمس السبت على أن ما يجري في ليبيا من قمع وترويع ضد المدنيين أدى إلى تبعات إنسانية كارثية تأثر بها آلاف المواطنين في مدن مختلفة ودفعت أعداداً كبيرة من المقيمين إلى النزوح إلى جانبي الحدود المصرية والتونسية مع ليبيا مما يستوجب تحركاً عاجلاً للمجتمع الدولي. . كما دعا أوغلي، الدول الأعضاء بمنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمات المدنية والإنسانية في العالم الإسلامي، والمجتمع الدولي بكل مكوناته، إلى دعم جهود منظمة المؤتمر الإسلامي في هذا الصدد، وتقديم المساعدات العاجلة والضرورية لاحتواء هذه الأزمة الإنسانية. . وناشد الأمين العام في الوقت نفسه السلطات الليبية بالسماح فوراً بدخول المساعدات الطبية والإنسانية العاجلة إلى جميع المناطق المتضررة في البلاد للحيلولة دون تفاقم الوضع الإنساني. وعلى الصعيد الدولي قال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي فقد سيطرته على مجرى الأمور وأنه لا أحد يدري أين تتجه الأحداث في ليبيا. وأضاف برلسكوني الذي يرتبط بعلاقة وطيدة مع العقيد القذافي خلال كلمة ألقاها في مؤتمر حزبي أمس: “يبدو بالفعل أن القذافي لم يعد يسيطر على الأوضاع في ليبيا”..وخلص برلسكوني إلى أن ايطاليا صارت مقتنعة أن المشهد الجيوسياسي بصدد التغير وأن أحداً لم يتمكن توقع ما حدث في ليبيا أو ما وقع قبل أسابيع في تونس أولاً ثم في مصر.. مؤكداً أنه ليس بوسع أحد توقع ما سيحدث. وفى نفس الاتجاه اتفقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون على ضرورة فرض عقوبات مشددة ضد ليبيا. وقال نائب الناطق باسم الحكومة الألمانية كريستوف شتيجمانس فى برلين أمس أن ميركل وكاميرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية على تعزيز التعاون بينهما في إجلاء رعاياهما من ليبيا، كما اتفقا على ضرورة أن يقرر مجلس الأمن عقوبات مشددة ضد النظام الحاكم في طرابلس في أسرع وقت ممكن. وعلى نفس الصعيد أعلنت رئيسة مجلس الأمن الدولي أن المجلس سيجتمع في وقت لاحق مع إمكانية فرض عقوبات تهدف إلى وقف العنف في ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مندوبة البرازيل لدى الأممالمتحدة السفيرة ماريا لويزا ريبيروفيوتي، رئيسة المجلس المؤلف من 15 دولة قولها إن أعضاء المجلس وافقوا على النظر في “تدابير محددة عاجلة تهدف إلى وضع حد للعنف، والمساعدة في تحقيق حل سلمي للأزمة الراهنة واحترام إرادة الشعب الليبي”. وأوضح السفير الفرنسي جيرار ارو أن أعضاء المجلس قرروا خلال جلسة مناقشات مغلقة تبني مشروع قرار أمس السبت بفرض حظر على الأسلحة وحظرعلى السفر وتجميد لأصول نظام القذافي. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وقع قراراً بفرض عقوبات على ليبيا. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية في بيان صادر عن البيت الأبيض قوله ان أوباما وقع مرسوماً رئاسياً الليلة الماضية يتعلق بتجميد الأصول والممتلكات العائدة للعقيد القذافي وأبنائه الأربعة في الولاياتالمتحدة.