يحق لتعز أن تعلن الحداد.. وللجمهورية اليمنية أن تنكس الأعلام... وترتدي ثياب الحزن.. كما يستحق الكابتن عبدالله عتيق المصري أن نفرد له المساحات الشاسعة في صحفنا الرياضية.. ونفسح له صفحات في صدورنا.... وتتسع للكابتن “عتيق” تلافيف أدمغتنا.. وشعاب قلوبنا... فيحيا فيها قريباً من الذاكرة... والفؤاد.. ملازماً لها... أنموذجاً نادراً للرياضي الخلوق.. والإنسان الرياضي... نستلهم منه تجربته الفريدة في عالم المستديرة... التي آمن برسالتها، وتفانى في سبيل تدفقها إلى الأجيال بدأب وثبات... وثابر لتحقيق حلمه في حياته الرياضية فسطر تاريخاً عريضاً من النجاحات لاعباً... وتوهج ولمع مدرباً حتى أتاه اليقين.. وأزف الرحيل دونما وداع.. وعلى غير موعد دهم فجر “الاثنين الماضي دنيانا” وكعادته كان القضاء أسرع من العاصفة.. وأقسى من الكارثة... وأبطش من جبابرة هذا العصر القبيح.. وأعتى من فراعنته.. فأنتزع “بن عتيق” من حياتنا واتخذه رفيقاً، وسما بروحه الطاهرة.. فعرجا معاً إلى أن افترقا بعد حين.. وهجع جثمان الكابتن عبدالله عتيق في مثواه الأخير بذات الهدوء والسكينة التي لازمته في رحلته الدنيوية، ومسيرته الرياضية.. رحمه الله وأكرم نزله، ووسَّع مدخله، وغفر له.. ومنح أسرته الصبر على فراقه، والسلوان لمصابهم.. وجبر مصيبتهم... وإنا على فراقك يا كابتن عبدالله عتيق لمحزونون.. “الجمهورية” التقت زمرة من زملاء الراحل ومعاصريه وتلامذته وأصدقائه وهذه باقة نضعها على جدث المرحوم بإذن الله تعالى: الخولاني: أكثرهم عملاً وأقلهم كلاماً أحمد محمد الخولاني – رئيس نادي الصقر الأسبق – تحدث متأثراً بفاجعة فقدان الكابتن عبدالله عتيق فقال: خسرت الساحة الرياضية اليمنية برحيله قامة رياضية كانت تتمتع بخصال عظيمة.. وترك بصمات لا تزال تنطق باسمه في كل ربوع اليمن.. وأضاف الخولاني: لقد كان أحد مؤسسي نادي الصقر الرياضي ومدربه الأول كما درَّب أكثر من نادٍ في الجمهورية وهو من أنزه المدربين وأكثرهم عملاً وأقلهم كلاماً وأفضلهم أخلاقاً.. ولأن المصاب جلل فإن الكلمات لا تفيه حقه فلقد افتقدناه إنساناً ولاعباً ومدرباً ستبقى ذكراه عطرة بيننا ونعزي أسرته لأني أعتبرها أسرتي ونعزي زملاءه في هذه اللحظات بعد أن ودعناه فرحمة الله تغشاه. اليريمي: أنموذج للأجيال يحتذى به الكابتن محمد اليريمي – لاعب أهلي صنعاء سابقاً والمدرب الوطني المعروف، قال: التقيت الكابتن عبدالله عتيق رحمه الله خلال سنوات تدريبه ولم تجمعنا سنوات اللعب مع أنديتنا لأنه سابق لي وأنا متأخر عنه لكني في السنوات الأخيرة التقيته عندما تم ترشيحنا معاً لنكون مساعدين للمدرب الجزائري رابح سعدان الذي كان يقود منتخبنا الوطني فوجدت الكابتن عبدالله عتيق إنساناً يمتاز بالأخلاق الحميدة.. وأشار اليريمي إلى أن المرحوم بإذن الله تعالى والفقيد عبدالله عتيق” امتلك همة عالية وحباً جارفاً لخدمة الوطن من خلال الرياضة.. وهي الصفات الجميلة والنبيلة التي تمتع بها الكابتن عبدالله عتيق رحمه الله طوال حياته الرياضية والمهنية.. وهي تعكس ما يمتلكه جيل “عتيق” من صفات تجمع بين الأخلاق العالية والروح الرياضية والإخلاص في أداء ما عليهم من مهام... وهو قدوة وعلم من أعلام الرياضية وأنموذج للأجيال المعاصرة ليحتذوا به فقد غابت العديد من هذه الصفات هذه الأيام. ناجي أحمد حسن: “عتيق” روح الحركة الرياضية نائب مدير عام مكتب الشباب والرياضة والحكم الوطني ناجي أحمد حسن ترحم على الفقيد “عبدالله عتيق المصري” ثم قال: عاصرت هذا الرجل الذي كان يمثل روح الحركة الرياضية في بلادنا.... زاملته كلاعب وكزميل وموظف ومدرب جند نفسه لبلادنا عامة والحركة الرياضية خاصة بتعز.. أسهم في تأسيس نادي الصقر الرياضي بالحالمة أيام كان في القسم الداخلي والتحق بنادي الصحة ثم مكث مع أهلي تعز فترة طويلة أيام الزمن الجميل مع عبدالله العسولي وعبدالعزيز القاضي وكان لاعباً يمتاز بالمهارات العالية جداً كما أنه أجاد اللعب في جميع المراكز.. ترعرع في النادي الأهلي الحالمي ثم دربه وقاد المنتخبات الوطنية والأندية التي استعانت به فكان لها خير مدرب. وأضاف ناجي أحمد حسن: خرَّج للكرة اليمنية ناشئين وبراعم وشباباً وهو دمث الأخلاق مع زملائه ومتعاون في كل المجالات.. زاملته كموظف في مكتب الشباب فهو هادىء ومتابع لأعماله في المكتب سواء أكان حاضراً أم عن بعد عندما يكلف بمهمة تدريب.. وأشار حارس نادي الطليعة الأسبق ناجي أحمد حسن: إن أغلبية الزملاء لا يعرفون قيمة هذا الرجل ومعنى أن نفتقد قامة رياضية بحجم الكابتن عبدالله عتيق رحمه الله... ولا يدرك قيمته إلاَّ الرياضيون الذين عاصروه حتى القيادات الرياضية الإدارية لم تعرف حجمه ونجوميته في حسن سلوكه وإخلاصه ومثابرته في أداء مهمته سواءً أكان ذلك في فترته كلاعب رياضي أم كمدرب وموظف.. لقد كان رحيله فاجعة كبيرة لي شخصياً وللرياضة اليمنية. عبدالملك ثابت: أفضل المدربين الذين خسرناهم النجم عبدالملك ثابت – لاعب النادي الأهلي الحالمي والمنتخبات الوطنية، أكد أن الكابتن عبدالله عتيق المصري غني عن التعريف بسجله التاريخي ورصيده الرياضي.. فهو علم من أعلام الكرة اليمنية سواء في أيام الجمهورية العربية اليمنية الشطر الشمالي سابقاً أم في الجمهورية اليمنية، لقد قدم عصارة عمره للرياضية بتعز فأنعش أهلي تعز بصورة خاصة لاعباً والأندية اليمنية كمدرب محنك حي يعد من أفضل المدربين الذين خسرتهم الكرة الوطنية ولا ننسى دوره في إثراء المنتخبات اليمنية باللاعبين الناشئين والشباب... وأضاف الكابتن عبدالملك ثابت – مدير الكرة بالنادي الأهلي تعز: إن الكابتن المرحوم - بإذن الله - عبدالله عتيق لا يمكن أن نجحد دوره الكبير وآثاره العظيمة تجاه الرياضة اليمنية في المحافل الدولية مع المنتخبات الوطنية... فلن ننساه أبداً فهو في قلوبنا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. عبدالعزيز: امتلك مواصفات الرجل الرياضي عبدالعزيز طه سرد ما للكابتن الفقيد عبدالله عتيق من صفات نادرة امتاز بها وجعلته نجماً ساطعاً في الكرة اليمنية كلاعب وعملاقاً كمدرب فقال: لقد خسرنا برحيل الكابتن عبدالله عتيق إنساناً متفانياً في مهامه، لأنه رجل أخذ مواصفات الرجولة والأمانة والعمل الشريف النظيف... فهو كلاعب كان حارساً يذود عن المرمى واستطاع أن يجمع بين جميع المراكز فيجيد التغطية في خط الدفاع الوسط والهجوم.. وأضاف الأمين العام لأهلي تعز الكابتن عبدالعزيز طه: إن الراحل عبدالله عتيق – رحمه الله – كان أحد مؤسسي نادي الصقر مع زميله محمد سعيد علي صالح حينما كان موقع النادي في القسم الداخلي ولعب فترة وجيزة في الصقر ثم انتقل إلى أهلي تعز ولعب في صفوفه تارةً حارس مرمى ثم جناح أيمن ويلعب في العديد من المراكز التي كانت بحاجة إلى تغطيتها وهي ميزة خاصة ولا تتوافر في كل اللاعين... وعدَّد بن طه زملاء الفقيد فقال: من زملائه الذين أتذكرهم: عبدالعزيز القاضي – عبدالمجيد المجيدي – يحيى فارع – أحمد يحيى السماوي – علي حبيشي – عبدالعزيز طه – محمد طه – علي جمال الحارس عبده سيف – محمد حبيش – عبدالمجيد مقبل – أحمد الغنمة – محمد الآنسي – عبدالملك فوز – أحمد حسن كالا. ومن الصحة بتعز: المقيبعي – أحمد عبدالعزيز – عبده جحيش... ومن أهلي صنعاء عاصر (الحارس العملاق محمد الشفق) وأحمد سعد العذري وعلي الحمامي وأخاه يحيى سعد العذري ويحيى جلاعم – ومن شباب الجيل محمد سلطان ومن وحدة صنعاء نصر الجرادي – عبدالرحمن إسحاق. جميل حبيش: أهلي تعز أحرز بطولة الدوري بقيادته جميل حبيش لاعب نادي أهلي تعز السابق قال: لعبدالله عتيق – رحمه الله – فضل كبير على الرياضية اليمنية عامة وعلى أندية تعز خاصة... ففي عهده حصل أهلي تعز على بطولته الأولى للدوري عام 1986م... كما أنه أحد مؤسسي نادي الصقر لكنه آثر الانتقال إلى أهلي تعز للعب في صفوفه وكان انتقاله خيراً على النادي فخلال أربع سنوات حصلنا على المركز الثالث في الدوري العام ثم الثاني ثم أحرزنا بطولة الدوري بقيادته كمدرب للأهلي عام 1986م. وأضاف بن حبيش: الجميع يجمع على أخلاقه العظيمة، لقد افتقدناه كإنسان خلوق ومدرب عملاق للمنتخبات الوطنية والأندية وتتلمذ على يديه الكثيرون أذكر منهم عدنان عبدالرب – أحمد البريك – عبدالعظيم القدسي – نجيب الشرعبي – مطهر ثابت – ومجموعة كبيرة لا تحضرني أسماؤهم. محمد طه: ضحَّى بحياته من أجل الرياضة محمد طه .. نجم أهلي تعز وزميل الفقيد أوضح أن رحيل عبدالله عتيق – رحمه الله – شكل فاجعة عظيمة على أهله وأصدقائه ومحبيه وفقدنا علماً من أعلام الرياضة اليمنية.. حيث كان بالنسبة لنا أباً وأخاً وصديقاً وأعطى الكرة في بلادنا كل جهده وأخلص لها... وأضاف بن طه: إنه يمتلك روحاً طيبة المعشر ومتواضع إضافة إلى إمكاناته التدريبية الراقية التي اكتسبها من رحلته الرياضية فقد كان لاعباً مقتدراً يجيد أداء دور الحارس والدفاع والهجوم وضحى من أجل الرياضية بحياته حتى لقي ربه.. فعليه رحمة الله.
