عاش قلماً شجاعاً.. وعلماً مُعلِّماً لصحافيين خطوا خطوتهم الأولى في مهنة المتاعب والملاعب. تعلمنا منه ونهلنا من معين مدرسته “المشاغبة الصحفية” والنقد الحر الجريء، الذي لا يراعي الصداقة بل يهتم بالصدق. ..فهولم يجامل الأقرباء، وإنما يقرب الحقيقة ويقرّها علانية حتى لو كانت ضريبتها تغليل قلمه، وتوقيف قلبه. .. ذلكم العملاق هو الأستاذ عادل الأعسم رحمه الله تعالى... الذي يوافق يوم 27 أبريل الجاري ذكرى رحيله إلى الدار الآخرة. ..ولابدَّ لكل من تتلمذ على قلم "الأعسم" أن يتذكر أفضال هذا الرجل... ومن صادقه أن يفيه حقه، ويؤدي واجب الصداقة بالاحتذاء والتأسي، والدأب على قول الحقيقة، وكشف الأخطاء، وتصحيح الاعتوارات دون مهادنة أو مواربة أو مراعاة. ..انتهج "الأعسم" رحمه الله إعلان الكلمة الصادقة، الناقدة النقية من شوائب الدولارات، ومثالب الخضوع والذلة للريالات. ..هكذا.. عرفنا الراحل "عادل الأعسم" قلماً شامخاً وغيره كان قلماً شائخاً.. وصوتاً مشروخاً. .. لقد تعملق “الأعسم” كاتباً... وارتقى درجات المحبة في قلوب قرائه الذين يعدون بالملايين. .. فكان الفارس الأول لصحيفة “الفرسان” والقلب النابض بقلم البرهان والبيان في صحيفة الأيام الرياضي. ..ظل فارساً في الصحافة الرياضية..مناضلاً في كل اتجاه، فلا تفزعه التهديدات ..ولا يخشى الزوابع القادمة من المسئولين الذين ينقدهم بحروف الحقيقة نقداً لاذعاً..وبمهنية فريدة.. وحرفية الصحافة التي نفتقد إليها عقب رحيله الأليم.. فلطالما كان يعري سوءات المرتشين... وأهل النفاق والشقاق. .. تعلمنا منه أن نستأسد على ذئاب الرياضة وثعالبها ..حتى لا يفترسوا رياضيي بلادنا... ولا يبتلعوا خيرات أندية المحافظات.. ..كان صائداً ماهراً للذين يرون أنفسهم فوق المساءلة القانونية، فيصطادهم ويضعهم في قفص الاتهام.. حتى تراهم الجماهير على حقيقتهم. ..لهذا كان أباً للأقلام الشجاعة.. وأخاً للصحافيين الناقدين... الصادقين.. وهو يستحق بجدارة شارة القيادة.. ونيشان الريادة..ووسام الاستحقاق في الوطنية..لإسهامه في تجلية الحقائق..وكشف الزيف..والارتقاء بالعمل الصحافي . ..ولولا قضاء الله وقدره لكانت الصحافة الرياضية اليوم تكتسب شموخها من قلم الشموخ والإباء للأستاذ والزميل "الأعسم" ..لكنه سيظل نبراساً للإعلاميين الرياضيين.. ..فلأخينا "عادل الأعسم" الرحمة والمغفرة من رب العالمين.. آمين..